السلام عليكم ورحمة الله وبركاته البارت الواحد والعشرين يتمشى ويديه في جيب بنطاله , شارد الذهن , توقف حيث توجد تلك البحيرة الكبيرة المتلئلئة بفعل اشعة الشمس التي تنعكس على مياهها النقية و الصافية فتعطي منظرا خلابا يمتع الناظرين اليه ويشعرهم بالطمأنينة والراحة , رفع بصره اليها وجلس يمرر عينيه في منظر البحيرة الجذاب وهي محاطة باشجار البلوط العملاقة , اكمل تلك التحفة الفنية السماء الزرقاء المزينة بغيوم بيضاء جميلة , ابتسم رغما عنه وهو يرى صديقيه مقبلين نحوه , استدار بكامل جسده ليقول مرحبا " اهلا , اهلا بصديقاي العزيزان " ضحك كلا من الشبان ليقول واحد منهما " ما هذا لقد انقلبت الموازين , فنحن من علينا ان نرحب بك كين وليس انت " , ابتسم كين وقال ردا " انا وانتما كيان واحد و لا فرق بيننا ليو " ابتسم ليو بينما علق ريو " هيه هيه , كفاكما من كلام الفتيات هذا وهيا بنا الى الحديقة " ضحك كين عليه و قال " حسنا حسنا , فلنذهب " عندها قال ليوناردو مازحا " نعم نعم فلنغادر قبل ان يهجم علينا جيش معجبات السيد ريو " تافف ريو وقال " الا تكف عن هذه السيرة ابدا ليو " نظر له ليو نظرة تحدي وقال " هه ارد لك الصاع يا صديقي , انت تعايرني بعجزي عن البوح لليان وانا اعايرك بهذا " صمت ليقول مدعما كلامه " فالعين بالعين و السن بالسن والبادئ اظلم " تنهد ريو بتعب وقال " لا فائدة ترجى منك ابدا , قلتها , واعيدها الان , واعلم انني ساعيدها في المستقبل " سكت , ليكمل بخبث " ايها الجبان " تجهم وجه ليو وقال بضيق " اصمت " , وفي ظل جدالهما الحاد كان كين مستمتعا بفرجته , يكتم ضحكاته المتقاطعة عليهم بينما استمرا على شجارهما الطفولي . * * * * * * * * وفي الجهة الاخرى من تلك البحيرة , تعالت ضحكاتهن و هن يمزحن و يمرحن مع بعضهن و علامآت الفرحة مرسومة على وجوههن الملائكية , وهن جــالسات تحت ظل شجرة البلوط الضخمة تلك , مختبئات من الشمس التي توسطت السماء , تكلمت صاحبة الشعر الاشقر قائلة " مسكينان يبدو انه قد صدع راسيكما بسبب كلامه الممل " تنهدت الفتاة ذات الشعر الابيض و العينين البنيتين , العسليتين و قالت بحنق " اووف ... لو تعلمين ليان , كنت اود لو اقفز اليه و اخنقه الى ان يلفظ أخر انفاسه , و يريحنا من ثرثرته " , ضحكت عليها ليان و هي تراها منتفخة الخدين بطريقة طفولية جميلة , بينما قالت صاحبة الشعر الوردي الطويل الذي يصل الى منتصف فخدها , زادها جمالا وجهها الفاتن الذي زينته عيناها الورديتين اللتين تبدوان و كأنهما قطعتا زمرد " حرامٌ عليك اياني , لا تقولي ذلك , فلولا طيبة قلبه لما سمح لك بالدخول الى مدرسته دون ملفات المدرسة التي كنت فيها سابقا , فعندما تكلمت معه تفهم الامر برحابة صدر ولم يعلق او يستفسر عن السبب , انت مدينة له " , ابتسمت اياني بلطف و قالت " لا تقلقي ساكورا فانا لست ناكرة للجميل , انا اقدر ما فعله لاجلي " صمتت قليلا لتكمل " احم احم .. لولا المحاضرة المملة التي القاها علينا " ابتسمت ساكورا لها , بينما علقت ليان " من تقصدين بـــ .. علينا ؟ " نظرت لها اياني و و ضعت يدها على راسها و قالت متذكرة " اهٍ .. نسيت ان اخبركما , اني عندما ذهبت الى مكتب المدير وجدت كين هناك , فقد كان يتم تسجيله ايضا " قالت ليان " اهـــــــآ .. هكذا اذن " اكملت اياني مستفسرة " و لكن هناك شيئ لم افهمه , اذا كنت تعرفينه ليان , فلمذا لم يكن يدرس معكم " اجابتها ليان قائلة " لقد كان يدرس معنا سابقا, لكنه اضطر الى الانتقال لايطاليا بسبب عمل والده فوالده من اشهر رجال الاعمال على الاطلاق " حركت اياني راسها بمعنى الايجاب ثم قالت " على الاقل قد يتعلم شيئا من والده عدى سخريته اللاذعة تلك , هه , فهي كل ما يميزه " ضحكت ليان بخفة و قالت " نسيت اعلامك ان كين يجيد الادارة و طالما ساعده في ادارة الشركات الفرعية , فالفرع الاصل في ايطاليا و هي تحت ادارة والده , اما الشركات الفرعية فهي منتشرة في الكثير من المناطق و معظمها لكين و قد حققت نجاحا كبيرا على مستوى القارة بفضله و بفضل عبقريته في تسييرها " ارتسمت معالم الدهشة على وجه اياني الثلجي الجميل , و ظلت ترمش بعينيها بطريقة مضحكة , و قالت " يبدو ان عيني القطة ذاك ليس سهلا ابـــدا " ضحكت عليها ليان و معها ساكورا , التي سرعـان ما خفتــت ابتسامتها , و هي تستعيد الحوار الذي دار بينها و بين ليان في المنزل : << ... استغلت ليان فرصة غياب اياني , واخرجت القارورة من جيبها , واتجهت الى حيث ساكورا . وقالت بنبرة باكية " ساكورا " استدارت لها ساكورا التي كانت تبحث عن حقيبة مناسبة لملابسها بالخزانة , لتنصدم وهي ترى صديقتها تحمل تلك القارورة , التي يبدو انها عرفت محتواها , وهي تتجه نحوها والدموع تنهمر على خديها , لتنطق ساكورا بصعوبة " مستحيل " , قالت ليان ببكاء " ارجوكـ ساعديني ساكورا , انا في ورطة " ظلت ساكورا ترمش بغير تصديق و هي ترى صديقتها المقربة بتلك الحالة و هي تحمل ذلك الشيئ , استقامت في وقفتها , اقتربت من ليان و امسكت بذراعيها , و قالت بصوت هادئ " من اعطاء هذه القارورة ليان ؟ هيا اجيبيني , و لا تخفي عني شيئا " نظرت لها ليان بعد ان كانت مخفظة الراس و نطقت بصعوبة و كأنها طفلة صغيرة في بداية تعلمها للكلام " جــ .. جـــ ... يـــ .. كـــ .. " اتسعت عينا ساكورا دهشة كيف لا ؟ و هي تسمع بان ذلك الخبيث لم يستسلم بعد , و ما زال يلاحقها رغبة في الانتقام منها , لم تنتظر ساكورا ان تتكلم ليان وحدها بل امطرتها اسئلة " متى التقيتي به ؟ و اين ؟ , و مذا قال لك ؟ , وهل قام بايذائكـ ؟ , و مذا قال لك ؟ , و لما اعطاكـ هذه القارورة ؟ .. تكلمي ليان .. هيا " قالت ليان التي تسابقت دموعها ليكون خدها هو حلبة السباق لتتنافس عليه " البارحة في الصباح و ... " قاطعتها ساكورا قائلة بغضب طفيف " دعيني احزر , لقد كان السبب في اغمائك صح ؟ " أومأت براسها بمعنى نعم و اكملت " اعترض طريقي و انا في طريق العودة الى الصف , طلب مني ان اضع لك هذا الغبار حتى تنامي و يقتلكي دون عناء " سكتت لتكمل ببكاء مرير " و هددني بانه سيقتل والداي ان لم افعل , انا لا استطيع فعل شيئ كهذا ساكورا , مستحيـــــل " , لا يمكن وصف وجه ساكورا وهي تستمع لكلام ليان التي شرعت ببكاء صامت حتى لا تسمعها اياني , كان و جهها يعبر عن عدة مشاعر : دهشة : الا يعرف مدى قوتها و ما يمكنها ان تفعل به , هل نسي ما فعلته به في آخر لقاء لهما ؟ من اين له هذه الجرءة . غضب : فكيف يجرء على محاولة ايذاء ليان و تهديدها من يضن نفسه , انه مجرد حشرة صغيرة يكفي ان تدعس عليها بحذائك فتموت . حزن : هذا يعني انها ما دامت مع ساكورا سوف تظل محط الانظار , و نقطة ضعف لها , اي انها ستكون السبب في تعاستها و معاناتها . اقتربت من ليان , و رفعت راسها ليكونا وجها لوجه , مسحت دموعها الغزيرة كالامطار في ليلة شتاء بارد باطراف اصابعها , ابتسمت لها بلطف و قالت " لا تقلقي عزيزتي ليان , لن يحصل شيئ لوالديك , اعدك بذلك " صمتت لتكمل بوعيـــد " امــآ ذلك الوغد , فحسابه معي عسيـــــر " نظرت لها ليان بترجي و قالت " ما الذي تخططين له ساكورا , ارجوك لا تعرضي نفسك للخطر بسببي .. اجل كل هذا بسببي .. لو لم اكن ضعيفة لما حصل كل هذا .. انا عبئ على كل الاشخاص المهمين في حياتي .. مجرد عبئ ثقيــ .. " قاطعتها ساكورا و هي تضع سبابتها على شفتي ليان و قالت " ايــــاكــِ .. ايــــاكــِ .. ان تقولي ذلك مجددا , من قال لك انك عبئ , هـــآ .. انت اعز صديقة لي , انت هي كل حياتي , انت هي هدفي في الحياة , تعرفين ذلك , اذن لمذا تقولين ذلك , انا من علي ان اعتذر , لو انك صادقت فتاة عادية , لما حصل اي من هذا انا هي السبب , آســـفة , حقا آسفـــ .. " قاطعتها ليان بقولها بنظرة حنونة " لا تقولي ذلك , ابدا , انت اجمل ما حصل لي ساكورا , و افتخر بصداقتكـ , يـــآ ســـوســــو " ضحك ساكورا عليها و قالت " اهٍ منك ليان , هل ستقلدين مغرورة فريقنا اياني ؟ " ضحكت ليان لتكمل ساكورا بإمتنان " شكرا , شكرا لك عزيزتي " ابتسمت لها ليان و قالت " لا عليك ساكورا , لكن ما الذي ستفعلينه بشان جيك ؟ " ابتسمت ساكورا بدهاء و قالت " دعي امره لي " اتسعت ابتسامة ليان لانها تعرف ان مخططات ساكورا , لا تفشل ابـــــــدا . نظرت لها ساكورا و قالت " والان امسحي اثار الدموع من عينيكـ , و اجلسي هناك حيث كنتي حتى لا تشك اياني بشيئ " اومأت لها ليان , و ذهبت لتجلس فوق السرير , بينما ساكورا اخرجت علبة طعام القططة من خزانتها , و صارت تطعم قطة صغيرة ,دخلت ذات الشعر الابيض اياني الغرفة فوجدت ليان جاسة على طرف السرير تراقب ساكورا و هي تطعم قطتها المدللة ماتي وتلك الاخيرة تتدحرج بشقاوة على الارض بسبب دغدغة ساكورا لها ابتسمت اياني وقالت " لقد انتهيت هيا بنا يا فتيات " ... >> " هيــــه , ســاكورا اين وصلتي " كانت اياني هي صاحبة هذه الجملة , عندما احست ان ساكورا شاردة الذهن , و غير منتبهة لحديثهما , نظرت لها ساكورا , ابتسمت برقة و قالت مازحة " هههه المريخ " قفزت ليان الى جانبها و قالت بشقاوة " يبدو انك مغرمة بالمريخ كثيرا " ,اكتفت ساكورا بابتسامة حاولت بها ان تمحي كل أثر للحزن العميق الذي تشعر به , لكن على من ؟ على ليان التي عرفت ما يجول بخاطرها , كيف لا و هي تعرف ساكورا مثلما تعرف نفسها , انها كالكتاب المفتوح بالنسبة لليان , التي تعرف كل شبر فيها , لكن مع ذلك لم تحب ازعاجها , لم تحب ان تذكرها , هه , هذا ان كانت قد نسيت اصلا . * * * * * * * * " الى اين تود الذهاب كين " قالها ريو و هو يتحاشى ذكر ليو بعد المشادة التي حصلت بينهما قبل قليل , ابتسم كين الذي كشف ريو , و قال بخبث" امممممم في الحقيقة , ارغب لو التقي بليان مرة اخرى , فقد صارت اجمل من ذي قبل ,بل اصبحت فاتنة كثيـــ .. " لم يستطع اكمال جملته بسبب ضربة تلقاها على راسه , كان مسببها ليو , الذي كانت عينــاه تبرقان شـــررا , ابتسم كين بألم و قال " حرام عليك ليو ما هذه الضربة ؟ " تابع ليو سيره قائلا بهدوء " حتى تلجم لسانك المرة القادمة " قال كين و هو يحاول يمسح على مكان الضربة محاولا ان ينسى المها " بالمناسبة , هل تعرفتما على صديقتيها ؟ " نظر كل من ريو و ليو لبعضهما , و قال ليو " لديها صديقة واحدة و اسمها ســاكورا , اتعرف واحدة اخرى " اومأ كين بمعنى نعم و قال " نعم نعم انا اعرف الجميلة ساكورا , لكن مذا عن اياني ؟ " قال ريو متحاشيا وصف كين لساكورا بالجميلة " لا, لا نعرفها , لابد انها جديدة " وضع كين سبابته تحت دقنه دلالة على التفكير , و قال " لا اضن ذلك ريو , طريقة حديثهن معها , كانت تبدو ... امممم ... كيف اقول ؟ متينة تعبر عن صداقة قديمة , هذا ما شعرت به " نظر ليوناردو لريو و قال " أتسائل اذا كانت تجيد القتال ؟ ليومئ له ريو بالايجاب " حدق بهما كين و قال مستغربا " القتال ؟ " , حرك ليو رأسه الى الاعلى و الاسفل , ليقول ريو " اجل , فساكورا بارعة في القتال , بارعة جدا " قال كين و قد علت الدهشة محياه " مستحــــيل , يبدو ان تلك الجميلة متعددة المزايا " قال ريو محاولا انهاء هذا الحديث " كفاكما حديثا عن الفتيات , و هيا بنا لنسترح قليلا " ابتسم كين و هو ينظر الى الجهة الاخرى من البحيرة ليقول " بمناسبة الحديث عن الفتيات ... " * * * * * * * * نظرت ليان , لساكورا بنظرة غامضة , عرفت تلك الاخيرة معناها لتشير لها براسها بمعنى نعم بسرعة و بحركة خاطفة حتى لا تراها اياني , حينها نهظت ليان و قالت مستأذنة " عن اذنكما صديقتاي , سأذهب لاحضر لنا شيئا نأكله , فحديثنا الشيق يشعرني بالجوع " ابتسمت لها ساكورا و قالت " حسنا عزيزتي اذهبي , لكن لا تتاخري " بادلتها ليان الابتسامة و استدارت مغادرة , ابتعدت قليلا عن مكانهما لتصرخ اياني " و انتبهي لنفسك و انت تقطعين الشارع " . " انت آخر من يصلح لاعطاء النصائح في مرور الشارع يا صغيرة " اغمضت اياني عينيها و ضمت قبضتها بغضب , و كانها عرفت صاحب الجملة , فمن غيره - عيني القطة - يناديها بالصغيرة , استدارت لتجد كين ينظر لها بتمعن , و ساكورا , التي كانت تحاول كتم ضحكاتها , بوضعها اطراف اصابعها على فمها , حاولت اياني تمالك نفسها , وقالت " من تقصد بالصغيرة يا عيني القطة " , هنا لم تستطع ساكورا كتم ضحتها , فاطلقت ضحكة جميلة جدا , في نظر الفتيان ,قال حينها كين " مرحبا آنسة ساكورا " ابتسمت له ساكورا بلطف و قالت " مرحبا بك " انزعجت اياني و قالت " ساكورا , توقفي عن هذا , و ادعميني قليلا " قال حينها كين " لمذا ألا تستطيعين الاعتماد على نفسك , هه بالطبع فانتى مجرد صغيرة " لم تستطع اياني ان تتحمل و نهظت من مكانها , و تقدمت اليه بخطوات ثابتة , و أعين الجميع تراقبها , بينما قالت ساكورا محذرة " لا انصحك بالوقوف جامدا كين " نظر لها كين مستغربا ثم , حول نظره الى اياني التي ما لبثت الا و ان اصبحت مقابلة لوجهه , و قالت " استعد لمغادرة هذا العالم ".. * * * * * * * * كانت تمشي شاردة ,في الشارع المقابل لغابة مشجرة , شاهدت محل الوجبات , لكنها غيرت وجهتها , و دخلت تلك الغابة و عيناها تلمعان تصميما و تحدي , اقتربت من اضخم شجرة , و صارت تنادي " هــيا اخرج ايها الحقيــر , اخرج من مخبإك و اظهر حالا " تحرك حينها شيئ كان يمشي بين العشب , دب الرعب الى قلبها و هي تراه , تراه يقترب منها بثقة , و غـــرور , ليقول بإستهزاء " هل انهيت المهمة , يــا آنسة " ... انتهى البارت الواحد و العشرون , اتمنى يكون عجبكم .. الاسئلة : 1 - ما رايكم بالبارت ؟ 2 - و هل هو طويل ؟ ( يا ويله مني , للي يقول لي انه قصير >< ) 3 - ما رأيكم بشخصية كين ؟ 4 - مذا قصدت اياني بقولها " استعد لمغادرة هذا العالم ".. ؟ 5 - من الذي كانت تكلمه ليان , و هل ستكون بخير يا ترى ؟ 6 - انتقادات , أرآء , اقتراحات , اخطــآء ؟ 7 - توقعاتكم للبارت الجاي .. ؟؟ اتمنى انكم .. تجاوبو ع الاسئلة .. :7b:
__________________ لآ حيآة مع آليآس ****** و لآ يآس مع آلحيآة |