***بسم الله الرحمن الرحيم ***
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولآه.
يقول المولى تبارك وتعالى ( يا ايها الذين آمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ظل ان اهتديتم ).خلوت ذات يوم فاذ باسئلة كثيرة تخالجني تراني أأنا على صواب ام تراني مخطأ تراني اسير على الطريق السوي ام انا على شفى حفرة من النار تنفست الصعداء لكثرة تساؤولاتي ودعوت الرحمن ان يلهمني الصواب .
ابيت ليلي قائمة لله رافعة اليه اكف الضراعة ، شاكية امري اليه طالبة منه السداد وراجية منه الجواب دائما دون كلل او ملل.
شكوتها اليه سبحانه عسى ان يعينني عليها ورجوته في كل مناجاتي له سبحانه ان يصلح حالها وهي
التي كانت بالامس غضة طرية تخضع وتلين آمرها فتستجيب اذكرها فتنقاد وتطيع اقومها فتستقيم لفعل الخير مقبلة بحماس ،للشر مدبرة دون التفات للوراء .
تحب مجالس الذكر تستانس بالصالحين لتحصيل العلم شغوفة مقدامة على الخير دون تردد كانت اسمى ما تكون عليه الصديقة الوفية لصديقتها تعجبت لها كيف تربت في مخدع العزة والدين .على الالتزام كبرت
وفي الطاعة نشأت وعلى الحياء نمت. .... لــكن.....؟ ؟ برهة ودون سابق انـذار انقلبت على عقبيها تثاقلت عن العبادة اهملت واجباتها قصرت في حق ربها تهاونت وتلاشى كل خبر فبها .
فلم ارضى بهذا الحال عزمت وتوكت على الله ان انقذها وا نتشلها من الضياع قبل فوات الاوان وقبل ان يفاجئهاهادم اللذات ومفرق الجماعات.
كنت ارى فيها احيانا اقبا لا و احيانا اخرى ادبارا . فاجتذبها بقوة كي ازرع فيها الامل والطمانينة من جديد ، اخوفها تارة وامنيها تارة اخرى فتطيعني احيانا وان غفلت عنها او اهملتها او انشغلت عنها عادت لحالها المزري ولولا دعاءي لله ورحمته لهلكت .
ومن شدة حبي لها وتمسكي بها و لزومي الشديد بها وعدم استغناءي عنها كنت اجاهد لاجلها اثابر كي
تستقيم اعادي من اجلها كل من يقودها نحو الضالة حتى وان كان قريــب.
احببت ان ارى فيها صلاح المتقين و العابدين .
احببت ان اراها شعلة من النور تضيء لنفسها وللاخرين لا كشمعة تحرق نفسها لتضيء على غيرها.
احببتها ابية صامدة لا تهزها شهوات الدنيا ولا مفاتنها.
احببتها شامخة شموخ الجبال صابرة مهما ابتليت.
احببتها كصخرة يبللها الماء ولا يكسرها لا اريدها كطوبة ان لامسها الماء دابت واضمحلت.
قلت ترى هل اراودها والجمها بلجام التقوى واصبر عليها واكابد لاجلها حتى تعود وتلين من جديد ام اهملها واطلق لها العنان لتسير على هواها.
حيرني امرها ولم ترسى سفينتي على بر الامـان لكنني في الاخير تعودت بالله من الشيطان وعزمت ان لا الين بل اصبر واجاهدها.
ترى من هذه الغالية التي لاجلها اتحمل كل هذه المشاق.....؟
ترى من هذه التي سلبتني سعادتي واشغلني امرها ليل نهار .....؟
ترى من هذه التي سلبت من عيوني طعم النوم الهنيء وارسلت من جفوني دمع غزير.....؟
انها
.
انها
.
انها
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
انها....انها ....انها نفسي نعم هي نفســي.
ولعل كل منا يجد في نفسه ما اجد من تساؤولات وتقلبات وشكوى من نفس امارة بالسوء بين مـد وجزر
كنت اجد بداخلي صـراع شديد تساءلـت لمــا هذا الصراع، فوجدته بين النفس المطمئنة والنفس الامـارة بالسوء فاصعب شي ء على النفس المطمئنة التخلص من براثيــن الشيطان ومن هوى النفس الامارة بالسوء فلو علمت النفس المطمئنة ان عملها في طاعة الله لنجت من العذاب و
العقاب ولكن النفس الامارة والشيطان يقفا لها بالمرصاد، فلا يدري لها عملا واحد من الاعمال يصل الى الله تعالى ولذلك يقول بعض العـارفين :ان عملا واحد خالصا لله اذا وصل اليه تعالى لكنت افرح كفرح الغائب الذي يعود لاهله.
ويقول عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما: لواعلم ان الله تقبل مني سجدة واحدة فلا شيء احب اليٍِْ من
المـوت.
واذا وصلت النفس الى هذا المقام اي مقام النفس المطمئنة، وجاهدت فانها تعلو الى مقام النفــس الراضيــة ثم المرضية ثم الكاملــة وهي مراتب نفوس الانبيــاء و الاولياء الصالحيــن و
اصحــاب الدرجات العليـا .
منقول
__________________
بسم الله والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى
اللهم اجمعنا بها في الفردوس الاعلى ومتعنا وهي بلذة النظر الى وجهك الكريم
اللهم ارضها وارض عنها وعافها واعف عنها وجازها بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا
انا لله وانا اليه راجعون