تــابع ثمـار التضحـية
.................
خـرجـت من البيت , تـوقفت لبرهة خـارج المـنزل ثـم ضحكت عـلى نفسهـا
وقـالت وهـي تحرك كتفيهـا ولا زالت تضحك : مـن يدري فلا زلـت طـفلة
وعـاودت فتـح البـاب , لـم تجد مـايكل أدارت رأسهـا بكـل المـنزل لـم تـجده
سمـعت صـوت تـحطم الزجـاج , وارتـطام عـلى الأرض ,هـرعت إلـى مصـدر
الصـوت , ووجـدت تـوماس وهـو مـلقـى عـلى الأرض وواضـع يده عـلى معدته
ركـضت باتجاهه ورفـعت رأسـه ووضـعته في حجـرهـا غـرست أنـاملهـا وسـط
شـعره الكـثيف الحريري ,ومـسحت عـلى وجـهه النـاعم كـالأطفال فتـح عينـه
وأبتـعد عـن حجرهـا , جلسـ على ركبتيه , وبـقي يحـدق في عينيهـا , كـان في
جوف ديني أسـئلـة كـثيرة أولـهـا مـاذا يفـعل تـوماس هنـا , لـم تـشعر بنفسها
إلا وقـد غـرس وجـههـا في صـدر تـوماس الدافـئ , لـم تـستوعب مـا حدث
ولـكنـها سـرعـان ما أدركـت أنـها في حـضن تـوماس تـورد خـديهـا ,وشعرت
بـالخـجل أرادت الابتعاد عـنه ولـكن قلبـها لـم يسمـح لـهـا , أمـسك تـوماس
برأسـهـا وجـعلـه مـقابل وجـههـا , أخـذ يـحدق بـتقاسيمـه ومـلامـحه
المـلائـكية , اقـترب مـنهـا , أصـبح لا يبـعد عـن وجـههـما سـوى بـضع
السنتيمترات ,
أحـمر وجـه ديني بالكـامل . أكـاد أجـزم بأن مـن يلمـسهـا لاسيـما وجههـا
سـتحرق أصابـعه
قـال تـوماس بـهمس : لـقد أقلقـتني أيـتها الشقيـة .
لـم تـرد عـليه ديني فقـط اكتفت بإغـماض عينيـها
فتحـت عينـها حـين شـعرت بيـه , يبـتعد عنـها ,رأتـه واقفـا وواضـع يديـه
بجـيبـه , نـظر للـمكـان بنـظرات تـعالٍ وغـرور , رأى قـطه سـوداء مـجاورة
لـقدمـه , أبـتسم بتـبجح , وأقترب مـنهـا , وركـلهـا ركـلة خفيفة ولـكنهـا
كـفيلـه بإيقاظ القـطه وفـزعـها, ركـضت القـطه نـاحيـة ديني , أرتـاعت ديني
مـنهـا ونـهضت لاشـعوريـا وركـضت قـدمـاها , نـاحية تـوماس , فتحـت
ذراعـيهـا , وأحـاطت بهـما في عـنق تـوماس وغرسـت وجـههـا في صـدره
أبـتسم تـوماس بـرضا وقـال مـحدث نـفسه : هـذا مـا أرتـده يـا تـوماس
يـالك مـن منـحرف .
أحـاط ذراعـيه حـول جـسدهـا , أنـصدمت ديني وتـسمرت في مـكانهـا , لـم
تـعد تـعرف مـاتفعل , فكـما قـلت فـعلت هـذا الشيء لاشـعوريا , قـاطعهمـا
دخـول مـايكـل , نـظر نـحو تـوماس وديني
صـفق بيديـه وقـال وأبـتسامة السخرية رسـمت عـلى وجـهه : ألـم تـقولي
يـا مـزعجـه أنـك ستذهبين , ولـكن لا بـقيتي وحـبيبك المـزعج كـسر زجـاج
نـافذتـك .
أبـتعدت دينيس عـن تـوماس ولـكنه لـم يبعد ذراعـيه عـنهـا , قـالت
مـبررة فعـلتهــا : سيـد مـايكـل أرجـوك لاتـفهم الأمـر خـطأ
إنـه صـديق لاغـير , وسيـعتذر ويـدفـع ثـمن النـافذه
قـال تـوماس ببـرود : ولكـنني لـن أفـعل
تـكتفت دينيس أمـامـه وقـالت بقسوه وأمـر : بـل ستفـعل
نـظر نـحوهـا تـوماس وتـجاهـلها وقـال بنبره لاذعـة : لاأتـحمل سخـافة
الاطـفال ,
شـعرت دينيس بـالمهـانه وتـوجـهت نـحو مـايكـل وتـوقفت أمـامـه , وقـالت
بـبرود : عـد مـن حيث أتيت , لاأحـتاجـك هـنا .
نــظر نـحوهـا تـوماس وقـال بإبتسامـه جـانبية : حسنـا ولـكن لاتـعودي باكية
إلـي .
دينيس بـثقة وكـبريـاء : لـن أفـعل .
حـرك تـوماس كتفيه لامـبالاة , وتـوجـه نـحو النـافذة الغـير مـحطـمه
وحـطمهـا هـي الاخـرى بقدمـه , وضـع يـده بجـيبـه وقـال بإستهزاء
: عـذرا , هـذا خـطئي .
وخـرج مـنهـا , وأخـذ يمشي بـخطـوات بـاردة ومـتثاقلـة
أمـا مـايكـل نـظر نـحوهـا بتـهكم وقـال لـها : سـوف تدفعين أنـت ثمن الزجاج
دينيس بعـناد طـفولي : ولـم أنـا .؟
مـايكـل ببـرود : بـصفتك حبيـبته ..
نـفخت وجـنتيـها كالأطـفال وقـالت بغضب : قـال حبيبـة قـال ..
مـد مـايكـل أصبعـه السبـابة ودفـع بـه رأس دينيس إلـى الخـلف
وقـال بـمرح : أمـزح يـاطـفلتي ...
أخـرجت ديني لـسانهـا بـمرح وقـالت وهـي تـضحك : آسـفة
جـلس مـايكل عـلى سريره وقـال ببـهوم : مـاذا ستفعلين الآن ؟
طـغى مـلامـح دينيس الحـزن العميق وقـالت بنبـرهـ تـحمل الحـزن بين
خـفايـاها : لا أعـرف , لـيس لدي مـكان أذهـب إلـيه
أبتسمت بـرقـه وأردفـت : ولـكن لاتـقلق , سـوف أعـمل وأنهـي دراستي
أبـتسم مـايكـل إبتـسامه تـحمل الكـثير عـلى كـاهلهـا وقـال : ولـكن
كـيف سـتجدين عـملا بهـذه السـهولة وقـبل أنقضاء العـطله الصيفيه ..؟
قـالت دينيس وهـي تـبتسم إبتـسامة أمـل : لاتـهتم سأجـد حتمـا .. فنـيوجيرسي
مـدينـة كبيره وحـتما تـحوي عـملا لـي ...
أبـتسم مـايكـل وقـال مـحدثـا نفسـه وعـينه لـم تـبرح دينيس :
يـا لِكِ مـن فتـاه ..لـم أرى مـثيل لـك في حيآتـي تبتـسمين
رغـم جمـيع آلامـك , وقفـتي مـعي ضد مـحبوبك كـدت تبكين الآن
ولـكنك كـسرتـه وعـاودتي الإبـتسام ,كـم أتمنى أن أصبـح مـثلك ..
قـاطع تـفكيره , رؤيـته لديني وهـي تـقفز أمـامه ضـحك عـليهـا
وقـال : مـاذا تـفعلين بـحق الله ..؟
ديني بـتعب : لـقد تعبت وأنـا أنـاديك ولـكنك كـنت تـنظر لـي مـن دون عقلك
مـايكـل بأسـف : آسـف يـا جمـيلة ..
جـلست ديني بجـانبـه عـلى السرير وقـالت بـمرح : أريـد أن أعـرف كـل
شيء عـنك هـيا أخـبرني ..
مـايكل بـحزن : مـاذا أخـبرك فحـياتي مـنقلبة رأس عـلى عـقب , قـتل والداي
قـبل ثـلاث سنين , والذي قـتلـهمـا كـان أعـز صديـق لي . .. بـعدهـا هـرب
مـن المـدينـة وانـتقـل مـن المـدرسة ولـم أسمع أخبـاره مـن بعـدهـا
وأنـا الآن أحـاول الانـتقام مـنه ..
وضـعت دينيس يـدهـا في فـمها وقـالت مـعاتبـة نـفسـها : يـالي مـن
حـمقاء , لـم سألتـك عـن حيـاتك , حـقا أنـا آسفـة , آسفـه جـدا ..
أمـسك مـايكـل بشعـرها الأسـود النـاعـم وقـال بـلطف وحـنان : لاتعتذري
أرجـوك , إنـك أسمـى مـن الاعـتذار ...
مـدت ديني يـدهـا نـاحيـة شـعره وقـالت بـمرح : أنـا أيضـا أريد اللـعب بشعرك
الطـويل ,
ضـحك عـليـها مـايكـل , ورمـى نـفسه عـلى سريره , تـبعـته ديني ونـامت
هـي الآخـرى عـلى صـدره , وأخـذت تـلعب بـشعره الطـويل الامـلس
والحـريري , قـالت بـشرود : إنـك جمـيل جـدا ,
أستـوعبت مـاقـالتـه , وأحـمر خديـها كـثيرا وأغـلقت وجـههـا بكفيـها
ضـحك مـايكـل بشـده , وأقـترب مـنهـا , فـتح وجـههـا وقبل كـفيها
وقـال بـهدوء : مـسموح لـك أن تتـغزلي بـي , يـاجميلتي .
ضـربتـه ديني وقـالت بخـجل : أصمت أيـها المـنحرف .
ضـحك عـليـها مـايكـل حـتى بـانت صـف أسنـانـه البيضـاء كـاملة ,
وضـمها لـصدره , وقبـل رأسـها وأسنـد رأسـها عـلى الوسـادة المـجاورة
لـوسـادتـه وجـعل وجـههـا مـقابلا لـوجهه ..اخـذ يغرس أنـاملـه
الطـويلـة .فـي شعـر ديني الكـثيف , كـان يـنظر نـحو عينيـها السمـاويتان
والجـذابتـان , وكـانت دينيس كـذلك شـاردة فـي بـحر عـينيه القـرمزيتـان
كـان لـونهـما غـريب وجـذاب , سـألتـه بإستغراب : لـم أرى فـي حياتي عينين
حـمراوان ,
أبـتسم مـايكـل إبتـسامـة سـاحرة وقـال : أعـجبتـك .؟ خـذيـها إنهـا لـك ,
ضـحكت ديني بـخجـل وقـالت وهـي تبـعد نـظرهـا عـن عينـه : إنـك حـقا
لطـيف يـا مـايكـل ,
جـلس عـلى السرير وقـال بهـدوء : أتـشعرين بالجـوع ..؟
أجـابتـه وهـي نـائمـة عـلى ظـهرها بـمرح : أريد المـثلجـات ..
ضـحك عـليهـا بـهدوء أيـضا ونـهض عـن السرير وتـوجـه نـحو المـطبخ
أمـسكت دينيس بـقلبـها وكـان يـنبض بشـده أغـضت عينيـها وقـالت : يـآه أنـه
لـطيف وجـميل .. أيـعقل أنني سـأ سأ...آآه الكـلمة صـعبه للـغاية .
ضـكت عـلى نفسـها وأردفـت قـائلـة بنفسـها : لاأعـلم , لـقد أشتقت
للـنوم فـي مـنزل تـوماس .
قـاطعـها سمـاع صـوت صـراخـه وهـو يـقول : بأي نـكهة تـحبين ..؟
قـالت ديني بـصراخ هـي الأخـرى : مـاذا لديك ..؟
صـمت قـليلا وقـال بصـوت عـال : أظن أن عليـك القـدوم ..
ضـحكت عـليه , ونـهضت عـن السرير , ركـضت نـحو المـطبخ وتـوقفت أمـام
طـاولـة الطـعام رأتـه يـمسك بـصحنين صـغيرين , وخـمس عـلب مـتوسطة
الحـجم أمـامـه ..رأتـه يـحك شعـره بحـيره , تنـاثرت خـصلات شعره عـلى
وجـهه ممـا جـعله أكـثر جمـالا ووسـامـة , احـمر خـد ديني , وقـالت بخـجل
: مـاذا أتخطط فـتح مـحل مـثلجـات ..؟
نـظر نـحوهـا مـايكـل وقـال بـهدوء : لا, لـكني أعشقـها بـحد الجـنون
أردف بإستغراب : لـم وجـنتيك مـحمرتـان هـكذا ..؟ هـل عـاد تـوماس مـجددا ؟
أزداد أحمـرار وجنـتيهـا عـند ذكـر تـوماس وقـالت بتـوتر : أبـدا , لاشيء
وأردفـت مـحاولـة تضيع الأمـر : مـاذا لـديك ..
أرد مـايكـل فتح فـمه ولـكن دينيس أوقفـته حـين قـالت : لا لا دعـني أحزر
,أممممم , لـنرى , أشـرت عـلى أول عـلبة وقـالت : فـستق .؟
أومـأ مـايكـل بـنعـم
ثـم أنتقلت للـتي بـعدهـا وقـالت بـمرح : نـكهتي المـفضلة شـوكولا وهـذه
بالطـبع فـراولـه , ثـم كـرز ..؟
أبـتسم وقـال بهدوء ســاحر : نـعم ..والأخـيره ..؟
ديني بـمرح : ومـن دون شـك الكـراميل ..
أبــتسم مـايكـل وصـفق لـها , أمسك بذقـنها , وطـبع قبـله عـلى خـدهـا .
ضـحكت ديني وقـالت بـخجـل : شـكرا لـك ,
وأردفـت بـحزن : ولـكن يبـدو أنـك ستأكـل كـل هـذا لـك ..
قـال مـايكـل بغـموض : نـعم كـلهـا لي ,
امـسكت ديني بالعـلبة الخـاصـة بنكـهة الشـوكولا وقـالت بعـناد طـفولي : إنها لي
أقترب مـنهـا مـايكـل وقـال بـحزن مـصطنـع : ولكنني أيضـا أحبهـا أعطني
قـالت ديني بـعد تفكير : أمممم,,حـسنا تفضـل عزيزي .
جـلسـا كلاهـما عـلى الأرضيـه الرخـاميه ..وأحـضرا مـلاعق وبدأ بالاكـل
أمسكـت دينيس بملعقـتها ,ووضـعت بـها كـثير مـن المـثلجـات , وقـالت
بمـرح : هـذه اللقـمة سـوف تتـوجـه لمـايكـل ,
ضـحك مـايكل وفـتح فـمه , أدخـل ديني المـلعقه بأكمـلهـا في فـمه ضحكت
عـلى شـكله كـثيرا وقـالت وهـي تـمسح فـمه بيدهـا : تـستحق هـذا ..
أمسك مـايكل بأصبـعهـا ولـعقه بلسـانه الوردي , وقـال بـهدوء : إن طـعم
المـثلجـات لذيـذه مـن يدكـ مـباشرة .
أبـعدت ديني يـدهـا عـن مـايكـل وقـالت بـحرج شديد : مـايكـل تـوقف
عـن قـول هـذا الكـلام إنك تـحرجني كـثيرا .
لـم يرد عـليهـا مـايكـل , ونـهض عـن الأرض , نـهضت بعـده ديني وقـالت
بإستـغراب : مـالأمـر ..؟
قـال مـايكـل بقلق : لا أعـلم , أشـعر أن شيـئا , سيـئا سيحـدث ..
سـرعان مـا أنهـى جمـلته , إلا وسـمع صـراخـا يتـبعـه طـلق نـاري ,
أسـرع مـايكـل لخـارج المـنزل , وتبعـته دينيس , خـرجـا ورأيـا
مـارك وهـو ممـسك بـمسدس يـخرج مـن فـوهته دخـان ويبـتسم
بخـبث ,
قـالت ديني بدهـشه : مـارك ...؟
أمـا مـايكـل فلـم يستـطع التعبير عـن مـا في دآخـله فهـاهـو يـرى
صـديق طـفولـته , صديق عـمره , قـاتل أبويـه أمـام عينـه , لـم يـعرف
مـاذا يـفعـل , يفـرح , أم يـبكـي , أم يتهيأ للمـوت ..؟
نـظر مــارك نـحو ديني وقـال بخبث : لـآ أصـدق أن مـستواكـ يـاآنـسه ديني
قـد أنـحط لتـكوني مـع هـذه الحـثالة .
صـرخت ديني بـوجهه قـائلـه : لاأحـد حـثالة هـنا غيرك , أتفـهم .
ضـحك مـآرك ضـحكه إستفزازيـه وقـال بـسخريه : ستندمين لأنـك يـاآنسه
نـطقتي بهــاتين الكـلمتين ..
وجـه المـسدس نـحوهـا , وقـال بإستهزاء : سـأقـول كلمـة . و د ا ع ا
وضغـط الزنـاد , أغـمضت ديني عـينيهـا ,لكـنها شعرت بأحد يـحتضنـها وبحمـل
يثـقل عـلى كـاهلـها ,فتـحت عينيه , شـعرت بأنهـا لـم تـصب وجـدت جـسد
مـايكـل فـوقهـا ويبدو بأنـه مـصاب في كـتفه إذ كـان ينـزف بشـده
صـرخت دينيس وتدفقـت الدمـوع كالـشلالات مـن عينـها , : مـايكـل
أبعـدت جـسده ووضـعته عـلى الارض جـلست بجـانبه وأمـسكت بخـده
وقـالت وهـي تـبكي بـشده : أرجـوك مـايكل أنهـض أرجـوك .
تـحرك مـايكـل قليلا , وتـأوه بعـدها مـن الألــم , وضـع يده عـلى كـتفه
وضغـط عـليه بشدهـ ..وقـال مـحدثـا نفسه : عـلي أن أقـتله , لـن أتركـه
ينـجو بفعلـته , يـتوجـب علي إنقـاذ ديني , عـلي أن أرفـع أسمي عـاليـا .
نـهض بـصعوبـة وتـوقف عـلى قدمـيه , وقــال وهـو يتكلم بصـعوبه بآلغـه :
ديني .. آآه إذ .. أ سـحمتي .. أحـضري مـسدسي مـن داخـل الخزانـه أسرعي .
حـركت رأسـها , ونـهضت بـسرعـة دخـلت المـنزل راكـضا , رأت القـطه
نـائمـة أمـام الغرفـة , تـوقفت وتـراجعت وهـي خـائفه , تـذكرت مـايكـل
ودمـائـه , قـالت بصـراخ : تـبا لـك ... وركـضت وتـجاوزت القـطه , فتحت
الخـزانه وأخـذت المـسدس مـن علبتـه الصـغيره . تـوجهت لـبـاب الخـروج
وخـرجت مـن المـنزل راكـضة , أعـطت المـسدس لمـايكـل وقـالت بخـوف
: أنـتبه أرجـوك ..
نـظر نـحوهـا مـايكـل وأبتسم لـها وقـال بهـدوء : لا تـخافي ..
نـظر نـحو مـارك بتحد وقـال بقسوه : نـحن الآن مـتعادلان ... مـارآيـك
بـان نـطلق المـسدس مـرة وآحـده وبنفس الوقـت ..؟
مـارك بخبث : لانـك صديقي , ولاننـي جـرحـتك ,, فـسأوافق ..
مـايكل بأمـر : طـلقه وآحـده تـحدد مـصيرنـا , إيـاك والتلاعـب .
قـال مـارك بإستخفـاف : لـه لـه .. يـارجـل , أأنـا أتلاعب ..؟
قـال مـايكـل بهـدوء : لا يـهم .. هـيا أستعد
جـهز كـلاهـما المـسدس , وواجـها بعـضعـها بتـحد هــؤلاء الصديقين
الذين كـانا نـعم الرفقـه ذهـبا ضـحية ..للـشر , تـدمـرت حـياتهـم
وتـدمرت صـداقـتهم , وبـقي مـايكـل ,شهـما حـتى آخـر رمـق في حيـاته
, أطـلق كـلاهـما العـنان لمـسدسهـما , أبـتسم مـايكـل إبتسامـة
سـاحره لمـارك بينـما قـابلـه مـارك بإبتـسامة خبث , أطـلق
كـلاهـما العيـار النـاري , دخـلت الرصـاصـه في قـلب مـايكـل ,
أمـا مـارك فـلم يتـأذى حتـى , لانـه أطـلق رصاصتين فـي آن
وآحـد أحداهـما دخـلت قلب مـايكـل , والآخـرى صـد بهـا رصـاصة مـايكل
سـقط مـايكـل عـلى الآرض وسـط بـركة مـن الدمـاء , هـرعت إليه دينيس
وعـينيـها تـدمعـان بشده .. جـلست عـلى الأرض ورفعـت رأسـ مـايكـل
ووضـعته عـلى قدميـها , فتح مـايكـل عينيـه والإبـتسامـه السـاحره , لـم
تفارق شفـتيه , قـال بإبتـسامه لديني : لاتـبكي عزيزتي أننـي أشعر
بالفـخر لأننـي لعبت بـنزاهـة , لـم أخـسر , يكفنيني أننـي سأرى أبي وأمي
فـي السمـاء , ويـكفيني أنني رأيت صديقي العـزيز قبـل الانـتقال إلـى الرفيق
الأعــلى , أرجـوك لاـتحـزني إنني سـعيد جـدا , دينيـا ,لاتتـخلي عـن أمـلك
إنـك أفضـل وأقـوى فتـاة رأيـها في حيـاتي لذلك لا تـستسلمـي أبدا لأحـزانك
لاتـدعيـها تتـغلب عليكي . هـيا عديني أنـك ستبقين دومـا سعيدهـ وأبتسمي أنـا
أرجـوك ..
أبتسمت ديني وسـط دمـوعـها , وقـال بـصوت مـتهجرش مـن البكـاء : أعدك
مـايكـل أعـدك سأبـقى سعيدهـ بإذن اللهـ ...
قـربت وجـههـا مـن وجـهه و الصـقت شفـتيهـا الدافـئتين عـلى شفتيـه
الـبارده .. لـم تبتعـد عـنه , إلا حـين تأكـدت أنـه فـارق الحـياهـ
أغـمضت عـينهـا , وأبتعدت عـنه وقـالت ووجـههـا قريب مـن وجـهه جـدا
: إننـي أحببتك مـن كـل قـلبي إعـجبت بـك , ولـكنك الآن تـعيش حيـاة أفضل
أعـدك سـوف أبقـى أذكرك لـن أنـساك بتـاتا ,,عزيزي مـايكل ..
وقبـلته في شفـتيه مـرة أخـرى ..ولكـن هـذه المـرهـ لـم تـشعر بأن أحـدا
بـادلهـا , تـمنت لـو أنه بـادلهـا إيـاها , لكـن لافـائدهـ ,, فقـد تـوفي
وضـحى بحـياته مـن أجـل الفـتاة التـي أهـتمت بـه , ووقـفت فـي
وجـه تـوماس مـن أجـله , كـانت مـلامـحه هـادئـه للغـايه , وكـأنـه
حـقا أرتـاح مـن هـموم الدنيـا ومـساوئهـا
بـقيت ديني تـبكي عـلى صـدرهـ , تـوقفت حـين شعرت بـقطرات بـاردهـ
تتـساقط مـن السمـاء رفـعت رأسـها وقـالت بـحزن : كأن العـالم يبـكي بفقدآنـك
مـايكـل , مـسحت دمـوعـها ونـظرت لجـثة مـايكـل , التفت يمينـا مـكان وقوف
مـآرك لمـ تـجده أبتسمت بسخريـه وقـالت : بالطبـع هرب ,يـالك مـن جبان
أعـدك مآيكـ ,,سأنـتقم لاجـلك وأجـل عـائلتك ..يـاإللهي سـاعـدني