عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 07-22-2011, 11:09 PM
 
_ حسناً ياصغيرتي ، وصلنا إلى ختام المسرحية.

ابتسم هازئاً وتحسس الجرح في خده. ارتجفت لين عندما رأت عمق الجرح الذي سببته للرجل لأنها لم تأذي أحداً في حياتها من قبل. لكن وقاحة الغجري دفعتها إلى اللجوء إلى العنف معه.

أصبحت لهجة رادولف آمرة عندما تكلم من جديد:

_ تعالي إلى هنا لتفذي العقاب على وصفك لي بحثالة المجتمع.

وصاح فيها بعنف:

_تعالي إلى هنا!

زاد جرحه احمراراً بسبب الغضب ولم تجد لين بداً من الاذعان لمشيئته خوفاً من بطشه. أمسك بمعصمها وشدها إليه بقوة بالغة حتى كاد أن يحطم عظامها. لم تستلم الفتاة له بل أخذت بل أخذت تقاوم بكل ما أوتيت من قوة فيما هو يقهقه عالياً ساخراً من مقاومتها. صرخت لين من الألم عندما أطبق بيده الفولاذية على شعرها وأرغمها على رفع وجهها إلى عينيه الغامضتين. وبوحشية فائقة أخذ رادولف يهزها بقوة في غضب فيما الدموع تنهمر من عينيها سيولاً. حتى أنها عندما نظرت إليه رأت الصورة مشوشة كأنها أمام شبح لا أما إنسان من لحم ودم. وما زادها حيرة وتعجباً إخراجه منديلاً من جيبه ليمسح دموعها بكل رقة وحنان!

_ لقد أصبحت الآن أكثر وداعية ولكن أقل إهانة ووحشية.

نظرت إلى الرجل بارتباك. وجه جامد كأنه محفور في الصخر. نظرات باردة لاتنم عن أية إحساس. ماذا يدور في خلده؟ ماذا وراء هذه الملامح الهادئة؟

_ أعندك شيء تقولينه قبل أن أنفذ إنتقامي منكِ كاملاً؟ كنت أنوي أن أستعمل السلاح نفسه.

أشار رادولف إلى السوط المرمي على الارض وتابع:

_ لكن آثار الجروح تفسد جمال وجهك. لذلك طرحت فكرة جلدك جانباً واستعضت عنها بطريقة إنتقامية أخرى ممتعة.

رأت لين في إبتسامته سخرية لا متناهية وفي عينيه علامة الانتصار. وفي الوقت نفسه أدركت أنها أخطأت عندما أهانته وأنه لن يغفر لها ذلك. لقد وصفت الغجر بحثالة المجتمع ورعاع القوم ورادولف مصمم على جعلها تدفع ثمن ذلك غالياً.

كرر الغجري سؤاله:

_ أعندك شيء تقولينه قبل أن أنفذ إنتقامي منكِ كاملاً؟

وجدت الفتاة صعوبة في نطق الكلمات:

_ أتريدني أن أطلب منك الرحمة؟

_ مع الاسف الشديد لن يجدي استجداؤك نفعاً لأني لست الشخص المتسامح.

ابتعدت لين إلى الوراء ونظرت من النافذة فرأت أولاف يبتعد على الحصان ومعه يتلاشى أملها في المساعدة...قالت لمختطفها بصوت متهدج تخنقه الدموع:

_ لن تنجو بفعلتك. عندما أخرج من هنا سأذهب فوراً إلى الشرطة.

علق رادولف وهو ينظر إلى وجهه المجروح في المرآة:

_ الحديث عن الخروج سابق لأوانه يا عزيزتي فأنتِ جميلة ولن أترككِ تفلتين.

تبسم هازئاً وأضاف:

_ ربما لن تخرجي من هنا أبداً.

لم تتمكن لين من استيعاب هذه الفكرة وتصورت نفسها سجينة هذه العربة بقية حياتها...

_ ماذا... ماذا تنوي أن تفعل لي؟

رفع حاجبيه وأجاب:

_ لا تتظاهري بأنكِ لاتعلمين ما سأفعل بك!

علت الحمرة وجه الفتاة خجلاً فأوضحت:

_ أعني ماذا ستفعل بي بعد أن تنتقم مني كما تريد؟

توقف ووضعت يدها على قلبها الخافق بشدة ثم أضافت بهلع:

_ هل تنوي أن تقتلني؟

هز رادولف رأسه ضاحكاً:

_ أقتلك؟ خسارة أن يموت هذا الجمال. لا ، لن أقتلك لأني لا أريدك جثة هامدة بل إمرأة تضج بالحياة.

أنساها الغضب خوفاً فانفجرت:

_ اسمع يا حضرة الغجري. قد
أكون تحت رحمتك لكن لا تتوقع مني أي سكوت لأنك لاتستطيع أن تمتلك روحي!

_سنرى يا عزيزتي ، فلندع ذلك للوقت.

أخذ يداعب شعرها فانتفضت وأنشبت أظافرها في وجهه مسببة له نزفاً جديداً جداً من الجرح.

ولكنها ما لبثت أن ندمت على ذلك لأن الغضب أعماه فكاد يخنقها:

_ سأعلمك الآن كيف يعامل رعاع القوم نساءه أيتها السيدة الانجليزية المتحضرة.

توسلت إليه وهي تحاول لملمة قميصها الممزق:

_ أرجوك ارحمني! أعتذر.

أكمل رادولف على ما تبقى من قميصها ووقف يحدق فيها بعيني شقى شرير|

_الاعتذار لا ينفع يا حلوتي. أما الدرس الذي سألقنك إياه الآن فنافع جداً!

حملها بين يديه كدمية. حاولت لين أن توقظ فيه الرأفة فلم تجد إلا الرغبة في الانتقام.

رادولف المنتصر في هذه المعركة ، المنتقم الساخط الذي سيغلب على أية محاولة تبديها للمقاومة. أخذ يضحك البقية الباقية من ملابسها ، فحاولت ستر نفسها بغطاء السرير. غشاها الخزي والعار تمنت لو أن يد الموت
__________________



لا أقبل صداقة الأولاد