سألت كلوديا بهمس .. كانت مرتبكه جدا بعد ما قالته امها .. لك تعرف بما تفكر الان .. هل يعقل ان يكون
والدها بهذي الحقاره .. هل يعقل انه هو سبب كل المآسي اللتي تعاني منها روزا الان .. المآسي اللتي عانت منها سابقا ايضا ..
_ لقد كان في السجن ..
بدت الان تنظر لكلوديا .. يبدو انها الان فقط استوعبت انها تتحدث مع ابنتها ..
_ لم اكن اريد ان اخبرك بهذا الشيء .. لقد كان يأذيني جدا لذا لم ارد ان تشعري بالألم بسبب شخص لم
يهتم حتى بأن يسأل عنكِ ..
لقد بدى الامر سيء جدا بالنسبه لكلوديا ..
_ لماذا كان في السجن ..؟
_ لقد سمعتي بما فيه الكفايه لليوم .. هيا لننهض
_ امي .. لم اعد صغيره بعد الان .. اخبريني بكل شيء .. لم عد اتحمل هذا الغموض اللذي دخل حياتي فجأ ..
ابتسمت روزا لابنتها بحب وهي تلف ذراعيها حولها – اعتقد انك على حق عزيزتي .. ولكن هلا اعطيتني انا الفرصه
لأفكر قليلا بما حدث وبما يجب ان تعرفيه ..
_ كل شيء .. امي اريد ان اعرف كل شيء ..
_ حاضر ايتها الفتاة الكبيره .. كل شيء .. اعدك . .
قبلت ابنتها على جبينها ونهضت من السرير .. لقد تغير مزاجها قليلا بعد ان تحدثت مع كلوديا ..
احست ان شيء من الهدوء عاد لحياتها .. احست فقط الان ان الحياة مع كلوديا فقط هي الافضل .. وانها في الحقيقه
تريد هذي الحياة وتفضلها على كونها مع دانيال ..
ولكن ماذا عن جورج ..؟ هل ستكون حياتها بخير بعودته ..؟ ما اللذي ينوي عليه ..؟ ماللذي اعادته
الان ..؟ هل يعقل انه قد خرج من السجن للتو ..؟ هذا لا يمكن .. لان ما حكم القاضي به كان اقل من
ثمانية عشر سنه ..
_ امي .. هل حضرتي الافطار ؟
ابعدت طيف جورج عنها عندما دخلت كلوديا المطبخ .. تضاهرة بأبتسامه مشرقه وهي تجيب ابنتها – نعم .. بالطبع عزيزتي
جهزي اكواب الشاي ..
_ حاااضر ..
كانت كلوديا تشعر بسعاده لعودت العلاقه بينها وبين امها كما في السابق .. ومع انها لم تكن تريد ان تفكر بالموضوع
كي لا تشعر بالحزن لأجل والدتها فهي كانت تشعر بسعاده اكبر لأن روزا قررت عدم الزواج من دانيال ..
انتهت من تحضير اكواب الشاي كما انتهت روزا من تحضير الفطور .. لم يتحدثا
كثيرا على الافطار .. على ما يبدو ياولان كليهما الابتعاد عن ما حدث البارحه .. روزا لم تكن تريد
ان تفتح الموضوع بينما كلوديا لم تعرف كيف تفتحه .. وهكذا انتهى الصباح في تنضيف المنزل
و احاديث يوميه بين كلوديا وروزا ..
بينما كانتا تجلسان على التلفاز قفزت كلوديا وهي تصرخ .. – يا ألهي .. ساره سوف تقتلني الان ..
_ ماذا هناك كلوديا ..؟ ما بك .؟
_ لم اخبرها باني سوف ابيت هنا .. الان هي قلقه بالتأكيد علي ..
هرولت نحو هاتفها وعندما وصلت له استغربت انه لم يكن على الصامت .. وايضا لم يكن هناك اي اتصال من ساره
او حتى رساله ...
اصابها هذا بالاستغراب .. هل يعقل ان تكون غاضبه الى هذي الدرجه .. لم تكن تريد الاتصال حتى ..
_ اتصلي اذن بها ..
_ نعم ..
استدارت لتقف امام النافذه وهي تبحث عن رقم ساره .. ضل الهاتف يرن
فتره من الزمن قبل ان تجيب – نعم ..؟
_ مرحبا ..
قالتها وهي تتصنع الخوف من صديقتها ..
_ ماذا هناك كلوديا ..؟
_ مابك انتي ..؟ اتصلت .. امم .. كي اعتذر لاني .. لاني لم اخبــ .. ـرك اني .. انـي .. ســ..ـ وف ..
_ سوف تبيتين في القصر .. اليس هذا ما تريدين قوله ..؟
_ نعم .. كيف عرفتِ ..؟
_ ليس الموضوع صعب التخمين حين تكون الدعوه من قبل ادوارد ..
_ ماذا تقصدين ..؟
_ لا شيء ..
_ ساره .. لما تتكلمين معي هكذا .. لقد عدت من اجل امي وانتي تعرفين هذا ..
احست ساره انها بدت لئيمه مع صديقتها .. لقد تحدثت بطريقه غير مناسبه من دون قصد .. كانت فقط
غاضبه لان كلوديا تجعلها دائما تقلق ولا تتذكر ابدا الاتصال بها لتخبرها بما يحدث ..
_ اتا اسفه .. لقد كنت غاضبه لانك لم تتصلي بي .. جيد انك اخيرا عدتي لأمك ..
_ شكرا .. لقد كنتي قاسيه معي ..
_ حسنا انتي اصبحتي كبيره وتتحملين ..
_ هذا صحيح .. سوف أتي غدا كي احضر اغراضي من منزلك .. لا اعتقد انني سألحق اليوم ..
_ حسنا .. كما تشائين .. اه صحيح .. لقد اخذت لك اجازه للغد ان كنتي ترغبين ..
_ ان كنتي ترغبين .. هل هذا سؤال .. بالطبع ارغب .. ان كنتي تستطيعين اخذ اجازه دائميه لي سيكون افضل ..
_ هههههههههه انتي حمقاء حقا .. عرفت انك لن تاتي غدا .. فأخذت اجازه .. ولاكن غدا سوف يكون اخر يوم تتغيبين فيه
هل سمعتي .. هذا الاسبوع والاسبوع القادم لدينا الكثير من الاختبارات .. يجب ان تكوني موجوده .. هل فهمتي
_ يا الهي .. كم سأتحمل منك .. نعم نعم فهمت .. أراكي غدا اذن
_ هههههههه حسنا .. وداعا ..
_ وداعا ..
اغلقت الهاتف وهي تضحك على صديقتها .. عندما استدارت لم تكن روزا جالسه على المقعد امام التلفاز
كما كانت قبل قليل .. سمعت صوت امها تتحدث في الغرفه فلحقت بها لترى مع من تتحدث ..
لم تلحق على الكثير .. لقد اغلفت روزا الهاتف عندما وقفت امام الغرفه .. سمعت من والدتها جمله واحده
_ انا اسفه دانيال .. وداعـ ـا ...
قالتها بسرعه واغلقت الهاتف .. شعرت كلوديا بالحزن لما حدث .. هل تشعر والدتها الان بالحزن .. هل تخفي
ذلك عنها كي لا تحزن ..؟ لم تعرف ما تفعل ولم تكن تستطيع ان تتقبل زواج والدتها ..
_ بماذا انتي مشغوله .. كنت اناديك الا تسمعين ..؟
خرجت روزا لتقطع حبل افكار كلوديا .. اشعرها بالراحه بعض الشيء ..
_ سوف نخرج اليوم للتسوق .. ما رأيك ..؟
_ التسوق ..؟ لماذا ..؟
_ سنغادر هذا القصر بعد اسبوع .. تقريبا في نصف الاسبوع المقبل و بعد ثلاث ايام سوف يكون موعد الحفل اللذي
اعدته كاميليا .. لنخرج لنشتري شيء كي نحضر الحفل .. سوف يكون وداع جميل .. اليس كذلك ..
كانت روزا تبتسم بينما كلوديا تحاول عدم اظهار مافي داخلها لأمها .. تذكرت ان خطوبت ادوارد سوف تعلن في
هذي الحفله .. احست بالمرار ولاكنها عرفت انها يجب ان تواجه هذا الشيء .. لا يمكنها التهرب دوما ..
لن يكون الامر سيء جدا بما انه سيكون قبل انتقالهم ببضعت ايام ..
ابتسمت لأمها بصعوبه – حسنا .. كما تشائين ..
_ اذن .. سوف اذهب لأرى كاميليا قليلا .. جهزي نفسك انت ايضا .. لنخرج لتمضيه النهار كله في الخارج اليوم ..
_ حــــاااضر ماما ..
خرجت روزا من المنزل بعد ان ارتدت ملابس دافئه .. بينما صنعت كلوديا لنفسها كوبا من القهوه و جلست امام التلفاز ..
لم يكن لها مزاج كبير للخروج اليوم .. ولكنها لم تكن تريد ان تزعج والدتها برفضها ولا اشغالها بشيء ..
سيكون افضل شيء هو ان يخرجن سويتا وتكف هي عن الافكار اللتي تأتيها ..
منذ ان اخبرتها روزا عن قصة ابيها لم تستطع سوى التفكير به .. وبأمها ..
كانت تشعر ان امها مازالت تكن مشاعر تجاه جورج .. ماذا يحدث في حياتها .. لقد بدأت تشعر
ان الهدوء اللذي كان يزعجها والملل اصبحا الأن من المستحيلات .. تغير كبير جدا في مده قصيره ..
الامر صعب عليها .. اب .. فجأ هكذا .. يضهر من العدم .. ماللذي يجب عليها فعله الان ..؟
وهي تفكر سمعت صوت احدهم يطرق الباب .. وضعت الكوب على الطاوله ونهضت لترى من على الباب ..
عندما فتحته ورأت كلارا تقف لم تعرف ماذا تقول .. بينما ابتسمت الفتاة بمرح ودخلت بدون ان تدعوها كلوديا للدخول ..
_ لقد جائت والدتك للقصر .. كنت اضن انك انتي ايضا ستأتين .. عندما قالت امك انك لن تاتي قررت المجيئ للأنضمام اليك
ان لم يكن لديك مانع ..
كانت تتحدث بلطف شديد و تهذيب .. قالت كلوديا في نفسها .. ( هذا ما كان ينقصني الأن ) ولكنها ابتسمت للفتاة
وقالت بلطف – بالطبع ليس لدي اي مانع .. هذا يسرني ..
جلستا الفتاتان بصمت .. لم يكن لدى كلوديا اي شيء تقوله
بينما كانت كلارا تشعر ببعض الحرج .. هذي هي المره الأولى اللتي يجلسن فيها لوحدهم ..
_ سوف تحضرين الحفل .. اليس كذلك ..
سألت كلارا بخجل وهي تبتسم لكلوديا بينما امسكت كلوديا بهاتفها بتوتر واجابتها – همم .. نعم بالطبع
_ اتمنى ان يسير كل شيء على ما يرام .. اشعر بالتوتر
_ لماذا ..؟
استغربة كلوديا سبب كلامها .. من ماذا هذي الفتاة متوتره ..؟
_ الحفل بمناسبو افتتاح ادوارد لشركته الخاصه وايضا لأنه سوف يتخرج .. ولكني متوتره لان في هذي الحفله
سوف تعلن خطوبتي على ادوارد رسميا .. اي اننا سوف نصبح ثنائي امام الجميع .. اشعر بالفرح الشديد ولكني متوتره ايضا
كثيرا .. لا اعرف كيف سأتصرف في الحفل .. سوف يأتي ابي وامي ايضا .. اشعر بالحرج
لم تقل كلارا اي شيء سيء ولكن كلوديا لم تعد تتحمل سماع ما تتفوه به هذي الفتاة ..
لم تعرف ماذا كان يجب ان تقول .. نهضت بسرعه وهي تحاول كبت اعصابها .. – سوف احضر لك كوبا من القهوة كي تهدئي
قالت هذا وهي تتجه نحو المطبخ .. اي شيء المهم ان تنشغل عن سماع هذي الفتاة و موضوع خبطتها بأدوارد ..
عندما دخلت كلوديا المطبخ دخلت كلارا خلفها .. ضلت صامته برهه من الزمن حتى نطقت بجمله اربكة كلوديا جداً ..
_ ما رأيك بأدوارد كلوديا ..؟
_ همم ..؟
|