بدأ الرجل المختص باتمام المراسم الشكلية الخاصة بالزواج عند الغجر ، والتي لم تفهم منها لين شيئاً. وقفت تراقب بصمت المشاهد الغريبة التي تمر أمامها كأنها مجرد متفرج لا علاقة له بما يجري.هل هذا الزواج شرعي؟ ولكن أمر الزواج لم يعد مهماً إزاء تصميمها النهائي على الفرار مهما كانت الصعاب ومهما كلفها ذلك من تضحيات. زادها تصميمها شجاعة وإيماناً بالخلاص.
_ صحت فجأة من شرودها على صوت زوجها الغجري رادولف:
_ تعالي يازوجتي ، سيصتحبنا المحتفلون الآن إلى عشنا الزوجي.
أخذ الرجل يضحك بينما كانت لين تبكي. وضعت يدها خلف ظهرها عندما حاول زوجها وضع يدها في يده مما أثار ضحك الجميع. لكن الغريب في الامر أن خوفها تحول إلى غضب بارد وتصميم على الانتقام .
أمسك رادولف بيدها وصفعها عليه بنعومة كأنه يمازحها. ثم رافقهما الجميع إلى العربة وكان البعض يرقصون ويغنون إحتفالاً "بالمناسبة السعيدة" فقد تخلى الزعيم أخيراً عن العزوبية.
أفاقت لين على أشعة الشمس المتسللة من بين الستائر تداعب عينيها. تدافعت الصور في مخيلتها ، صور الاهانة والاذلال.تمنت لو لم تقاوم بشراسة وتنعت زوجها بالغجري القذر. فلربما كان عاملها بشكل أقل شراسة مما فعل. لقد سببت بتصرفها الأخرق غضبه فكان عليها بالتالي تحمل النتائج.
كان رادولف مصمماً على إذلالها ، فلما حاولت إقافه وهي تعلم أن ماقامت به عقيم لايفيد مع هذا الشخص؟ لكن عدم إستسلمها أعطاها قدراً من الثقة بالنفس سوف يجعلها تصمد أمام ماينتظرها من صعوبات ومشاق.
جلست تنظر إلى الشخص النائم إلى جانبها. عيناه المغمضتان كعيني بريء ينام بين أحضان أمه. يلا تناقض وحشيته مع هذه القسمات الهادئة! رغبت لين بصفع لكونه يتمكن من النوم هكذا بعد كل ما سبب لها البارحة من إذلال. تحرك الرجل أخيراً وفتح عينيه يحدق حوله وكأنه لايعرف أين هو ومع من.
_ صباح الخير يازوجتي العزيزة. ارجو أن تكوني قد نمتِ جيداً.
لم تنتظر لين طويلاً حتى بادرته بالسؤال:
_ قل لي ماذا سنفعل الآن. هل ستبقيني هنا لأعيش مع هؤلاء القوم
_ وأين تريدين العيش؟ الزوجات يسكن عادة مع أزواجهن.
_لكني لن أجد شيئاً أفعله هنا.
_ في القت الحاضر ستهتمين بزوجك.
_ ماذا تعني بالوقت الحاضر؟
_ أعني حتى نبدأ بانجاب الاولاد. والغجر ينجبونهم بكثرة كما لاحظت.
امتقع وجه لين وهي تحلل الفكرة الجديدة التي إن تحققت ستتعقد أمور حياتها إلى الأبد.
_ أتمنى ألا أنجب أي ولد منك!
تكلم رادولف نبرة فاجأت زوجته لما غلفها من ألم وحسرة:
_ ستنجبين أولاداً لأني كباقي الرجال أرغب بوجود وريث لي.
_وريث؟ وماذا تملك لتعطي وريثك هذه العربة الحقيرة؟
_ دعيني أقدم لكِ نصيحة غالية يا لين . لاتغضبيني بعد الآن وإلا ندمتِ على ذلك حيث لا ينفع الندم. وأحذرك أ،كَ لم تري الاسوأ بعد!
تمتمت الزوجة البائسة:
_ كان الله في عوني...
رمقها الغجري بنظرة ثاقبة وقال:
_ تماماً. وخلافاً لما تعتقدين ، أنا أمتلك الكثير لأقدمه إلى وريثي.
_ طبعاً فأنت تمتلك هذه العربة القذرة ، وسمعتك السيئة...
لم تتمكن لين من التابعة إذ أخرسها الألم عندم أطبق رادولف بقبضته الحديدية على ذراعها.
_ لاتعتبري مسألة فقري مسلماً بها ولاتحاولي تخمين ممتلكاتي’
زاد من شدة قبضة يده وأضاف:
_ يبدو أن علي تأديبك يا امرأة...
تحررت لين من قبضته وقامت من السرير. لكن رادولف كان أسرع منها فشدها إليه بعنف وإستسلمت بعد مقاومة يائسة لإصراره بعد حوالي الساعة جلسا إلى الطاولة لتناول طعام الفطور. لم يكن رادولف مهتماً بالاكل بقدر ماصب إهتمامه على مراقبة زوجته متلذذاً بمعاناتها.
سألها ويهو يتحسس الجرح في خده.
_ هل ندمتِ على فعلتك هذه؟
_ استحقيت الضرب وأنت تعلم ذلك.
_ استحقيته؟
بدا رادولف مذهولاً فتساءلت لين ما إذاكان قدنسي أنه هاجمها عندما تعطلت سيارتها قرب المخيم.