البارت الثامن عشر مرت فترة لم تدر ما مدتها .. فقد تساوت لديها الازمنة .. فتحت عينيها لتجد احمد صديق خالد قربها .. كان هو من حملها الى سيارته .. كانت مجهدة بشدة .. فقد نزفت مشاعرها عندما علمت ما فعله خالد لاجلها .. وكانها تواجه فيضا من الاحزان .. من المشاعر المتضاربة .. الشوق .. الندم .. الالم ................وكانها تكابد سيلا من الانين الصامت والصراخ الاخرس بداخلها .. كانت تتعارك بداخلها قوة الحياة وقوة الحنين .. قوة الصمود .. وقوة التلاشى و الانهيار .. تعبة هى لا شىء غيره يشفيها من عذاباتها النهمة للدموع . نظر اليها احمد بالم وخاطبها بصوت حان متفهم لحالتها ومتالم لاجلها ولاجل صديقه الراحل .. ....... - كيف انتى الان؟ - وما الذى جد ليتحسن حالى؟ اسدل جفنيه ولم يجب .. فهو يفهم تماما ما تعنيه بقولها .. وكانه يقول لديك الحق ولكن ما الذى على قوله .. وهى على حالها من الصمت الحزين .. عيناها ممتلئة بالدموع تحاربها فتقهرها وتتقهقر امامها .. نظرت حولها فوجدت نفسها ببيتها .. ممددة على سريرها وبغرفتها .. اعتدلت وجلست .. كان جالسا قبالتها على كرسى ينظر الارض ويحاول ان يقول ما لا يسهل وما يجب .. يحاول تاخير ما سيقول .. ويفكر بكيفية صياغته .. نظرت اليه بريبة وكانها تخشى ما سيقوله .. ما الذى يود اخبارها به ؟ - ديمة. لدى شىء لك . لم يرفع عينيه نحوها وهو يتحدث .. وكانه يخشى ان يكمل .. او يخشى ان تضيع منه الكلمات .. او يخشى ان يرى الالم بعينيها .. وهى بدورها نظرت بدهشة وخوف .. ولم تسله ان يكمل خشية مما قد يؤلمها . لم يزد على حديثه وبحركة متوترة ومترددة اخرج شيئا من جيبه .. علبة زرقاء تبدو وكانها هدية .. ضغط عليها بيده واجال نظره بين انحاء الغرفة يتهرب من خطوته التالية .. ولما لم يجد بدا من فعلها قام بخطى متالمة مماطلة .. جلس بجوارها واعطاها اياها بيد مرتعشة معذبة .. واضاف شارحا ما يحدث وما يقدم .......... - انها..............من ............خالد .........اراد تقديمها اليك اليوم بالمكان الذى كنت به منذ قليل .. وصلت مكتبه منذ قليل وكان قد اخبرنى بها .. اردت ان اخفى الامر عنك كى لا تتالمى .. وحاولت الاتصال بالمطعم كى الغى الحجز واخبرهم الا يتصلوا بك ولكن كان قد فات الاوان .. وبما انك ذهبت وعرفت كم كان يحبك وكيف كان يخطط لاسعادك .. اردت ان اعطيك اخر ما اراد ان يقدمه لك .. ضغط على يدها يواسيها قبل ان تفتحها وقبل ان يقوم من مجلسه .. وقف قبالتها قريبا يراقب ردة فعلها .. وقف بعيون تحمل من الدموع ما تحمل ومن الحزن ما يفيض .. فتحتها وقبل ان تفتحها انفجرت بوابة الحنين والشوق اليه .. كم تحبه وكم تفتقده .. كانت رائعة هى ما اراد ان يقدمه اليها .. وما لم يسعفه الوقت لفعل ذلك .. كانت سلسلة ذهبية تشكل عدة حلقات صغيرة مترابطة متتابعة كما احزانها وحبها .. وقلب صغير مفرغ مرصع بالماس منقوش اسمها بداخله بحروف تنتهى بزهرتها المفضلة الماسية .. كم كانت جميلة كقلب خالد .. وكم كانت ساطعة كاحزانها والامها .. احتضنتها بيدها وقربتها الى صدرها تحتضنها وكانها جزء من خالد او كانها هو .. بكت بصمت وحب وامتنان .. وضع احمد يده على كتفها يشد عليها .. اضاف بضع كلمات تعزية لم تفد شيئا .. وصلت مى بتلك اللحظة .. نظرت لصديقتها المعذبة .. اسقطت ما تحمل بيدها واسرعت بجوارها تضمها اليها عل شيئا من دفء الصداقة يعوضها بعضا من دفء خالد الذى تشتاقه بشده وتفتقده كما لم تفتقد غيره . فى المساء كانت قد هدات قليلا .. ارتدت هديتها التى قررت الا تنزعها من عنقها ابدا .. شعرت بدفئها عليها .. كان بها شيئا من روح خالد .. شيئا من حبه .. ورمزا لتضحيته التى لن تنساها ما حييت . تذكرت والدته وشعرت بذنب رهيب نحوها .. قررت مقابلتها .. اتصلت باحمد واخبرته الامر .. بدا مترددا فحال والدة خالد لن تسر ديمة بالمرة .. فكلتاهما ستتالمان بشدة .. ولكنه وافق عل كلاهما تجد فى الاخرى عزاء .. او ربما قبل لاصرار ديمة على الامر .. وهكذا عقدة العزم على الذهاب اليها فى اليوم التالى للاعتذار منها لانها ترى نفسها سبب موت خالد .. ولتقدم لها التعازى .. وكانت مهياة تماما لكل ما قد تسمعه منها من عتاب وتانيب وصراخ .. وقررت بنفسها انها تستحق هذا واكثر .. وشعرت بغصة مؤلمة بقلبها الدامى .. كم تحبه .. ابتسمت بالم واعترفت لنفسها بحنق انها تريد الذهاب لسبب اقوى .. وهو ان تلتمس شيئا من رائحته .. وليس هناك اقرب من والدته اليه تراه فيها . رن هاتفها الخلوى .. رقم وجيه .. اجابت وسمعت صوته جافا حانقا مودعا .. كلمات سريعة متقطعة واصوات متداخلة لم تميزها .. كانها مطاردة ما .. او عراك .. لا تدرى .. - ديمة .. اسمعينى وحسب .. لا تقولى شيئا .. وليس امامى وقت طويل لاقول ما يجب على قوله .. ارجوكى سامحينى .. ورطتك بالامر دون قصد منى .. كل ما قراتيه صحيح عنى .. ولكن ما لا تعرفين هو ما دفعنى لذلك .. كان هذا نشاط والدى وورثته عنه .. اجل .. وجدت نفسى متعاونا مع واحدة من اكبر واخطر مافيات العالم .. اجل غششت وقتلت .. قتلت الافا بريئة بالادوية الفاسدة والغير مؤثرة .. اجل .. استحق تلك النهاية البائسة .. انتجت المخدرات بالقسم المحظور من المصنع .. كانت تباع وتهرب بتلك الطريقة .. نتبادلها دوليا بغلاف دوائى .. هل رايتى فعلا اشد جرما .. وقف امجد بطريقنا وكاد يودى بنا جميعا .. حاولت استمالته فابى .. قتلوه ولم اجد ما افعل .. كنت قد قابلتك يا ديمة .. واحببتك .. احببتك اكثر مما تتصورى .. اردت ان انتهى من كل هذا .. ان ابتعد عنهم .. رفضوا .. صدقينى لم يسمحوا لى ولن يفعلوا .. الطريقة الوحيدة لمغادرتهم هى الموت .. عندها فقط .. عندما احببتك ندمت على ما فاتنى .. عرفت معنى الطهر والاستقامة .. عرفت معنى السمو والحب .. خالد .......علمت بمقابلته لك ليلة الحادث .. كنت استطيع قتله يا ديمة .... لكنى لم افعل لانى احبك ولا اريد لك الا السعادة .. وعندما ورطتى نفسك بالمستندات والاوراق التى ما كانوا ليتركوكى حية دقيقة واحدة بعد الاطلاع عليها عندها عرضت عليكى الزواج لحمايتك .. قبلها كنت استكثرك على نفسى .. ولكن يومها اردت حمايتك وحسب .. ليس لى يد فى قتل خالد صدقينى .. استغرب انهم لم يحاولوا قتلك .. عمر ......اظن انه يحبك .. احذرى منه يا ديمة .. هل تسمعينى ؟؟......خذى حذرك ولا تثقى باحد ...باى احد مهما كان .. انه لن يتوان عن الوصول اليكى بشتى الطرق .. لا يغرنك مظهره الخادع .. انه مجرم قذر لا قلب له .. اعذرينى ارجوكى .. لا تذكرينى .. فقط انسى كل شىء وابداى حياه جديدة .. انه اخر حوار بيننا .. اسف .. انا حقا اسف يا ديمة .........................اسف . انهى مكالمته معها .. انقطع الاتصال .. تفهمت قوله .. بالطبع لا يستطيع تقديم نفسه للموت .. ما الذى يدفعه لذلك .. له بعض العذر .. ابتسمت بالم وسخرية .. من ظنته .. قتل .. وخان .. وسرق .. ما الذى انتظرته منه .. كان من الطبيعى ان تستغرب ما قاله من انه سيسلم نفسه وسيوقع بالجميع .. اما ما قاله الان فهو الطبيعى .. بل انه جيد ان يقول ذلك قبل ان يهرب .. لعله يريح بتلك المكاشفة لها ما بقى له من ضمير .. امسكت بقلادتها وكانها تقول لنفسها .. لا شىء ابقى منك يا خالد او اصدق .. وليس سواك من يستحق الحب . فى اليوم التالى حضر احمد لاصطحابها كما اتفقا لرؤية والدة خالد .. اخبرته بما حدث .. ضرب المقود بيده .. قال بحنق ان الان لا شىء يفيد بالقضية .. وان موعد المحاكمة بعد عدة ايام وانه اعتمد على ما قد يقدمه وجيه .. وشهادة ديمة لن تفى .. ارتعدت وسالته باستغراب ما الذى يعنيه بشهادتها ؟ .. تذكر انه لم يخبرها بعد بهذا الامر .. فهى بصفتها طرف بالقضية فشهادتها ضرورية .. وعليها ان تقول كل شىء امام القاضى .. الاتهامات موجهة نحو اسامى كبيرة وهو يعتبرها شاهدا مهما .. بل الاهم .. اعتمد كلية على ما سيقدمه وجيه .. والان يشعر باحباط كبير .. عمر الاسيوطى هو الاسم الاعرض بين كل الاسامى .. منذ مدة وتحوم حوله الشائعات .. ولكن لا احد استطاع ادانته .. والان وباختطاف ديمة وقتل خالد هما تهمتان قويتان جر بها لقاعة المحاكمة .. تذكرت قول وجيه عندما قال انه يحبها .. وانه لن يتوان عن الوصول اليها .. اقتربا من منزل خالد .. نصفها الذى بتر منها ولن تنساه .. عندما دخلت ساحة المنزل الخارجية شعرت بروح خالد تحوم حولها .. شعرت بدفئه .. وكانه منزلها .. الان ترهب المواجهة مع العجوز المكلومة بابنها الاوحد .. ترى ماذا ستكون ردة فعلها عندما تراها ؟؟؟؟؟؟؟؟ عمر ؟؟؟؟؟؟؟؟ ما الذى سيسعى له؟؟؟ وهل سيثبت شىء ليديمه؟؟؟؟؟؟؟ والدة خالد .....كيف ستقابل ديمة؟؟؟؟؟؟؟؟ وجيه ؟؟؟؟؟؟ هل سافر بعيدا ليهرب بفعلته؟؟؟؟؟؟ ام ان شيئا اخر لا تعلمه ديمة يحدث؟؟؟؟؟؟؟؟ انتظر رايكم بالبارت تحيتى للجميع:7b: |
__________________ يوما ما ستشرق شمس الامل
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-14-2015 الساعة 07:27 AM |