عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 07-24-2011, 10:25 PM
 
الفصل الخامس

صاحت كاسى فى دهشة :
- دان
- كاسى عزيزتى
كان صوته هادئا بشكل غريب كصوته الذى هدأها به عندما استيقظت فى المستشفى وعيناها معصوبتان .
هزت رأسها قائلة :
- ماذا تفعل هنا ؟
دخل دان وأغلق الباب واستند إليه
قال ببساطة :
- جئت لأسترد جميلتى .
قالت كاسى ناظرة إليى فى قلق وحزم فى نفس الوقت :
- دان اسمعنى . أجد صعوبات كافية لكى أسترد قواى .ولكى أجد عملا جديدا . لكى أستعيد حياتى ... نظمت حياتى يا دان وأنت لست جزءا منها .
ترك الباب وتحرك بخفة .يبدو أكثر طولا وقوة
سألها بابتسامة صغيرة :
- هل أنت متأكدة ؟
- يجب أن أعيش حياتى وهى لا تتفق مع حياتك .
أخذ يضحك .
صاحت ناظرة إليه فى غضب :
- لا تضحك . لماذا ؟ لماذا تتبعنى ؟ أنت تعرفنى بصعوبة
قال مفكرا ممسكا بخصلة من شعرها الأشقر:
- أعرفك بصعوبة ؟ هذا صحيح . إننى أعرفك منذ وقت قصير لكن هذا يكفينى حتى أتاكد من أنك ذكية ولديك شخصية قوية و ....لن اصاب بالسأم منك حتى بعد مليون سنة .
أضاءت عيناه بلمعة مكر .
- إذا كنت تبحث عن فتاة جدية لمغامراتك فانسانى . فأنا لست من ذلك النوع .
رفع هامتها بإصبعه مجبرا إياها على النظر إليه وقال :
- صدقينى يا كاسى .لم أفكر أبدا فى استغلالك .
رأته كاسى يقترب إليها بتلقائية . وضعت يدها على صدره دافعه إياه لكنه نجح فى أن يقبلها .
قالت بصوت منكسر :
- دان أرجوك .
أحاط رقبتها بيده وحاول أن يبعد شعرها عن وجهها . صاحت بصوت حاد :
- لا . لا تفعل
ابتعدت وأدارت وجهها .ربت على شعرها
بادرها قائلا :
- كاسى . تعرفين أننى لم آت إلى هنا من أجل ليلة متعة . أريدك أن تشفى وتستعيدى قوتك لكننى لن أكون لطيفا دائما هكذا يا جميلتى .
- كف عن مناداتى هكذا ... أرجوك
أمسك متفيها وأجبرها على أن تستدير إليه . همس فى أذنها :
- منذ بضع أسابيع لم أتوقع أن أقابل امرأة تشغل كل تفكيرى . هل يزعجك أن تكونى أنت هذه المرأة ؟ وهل يؤلمك إذا احتضنتك هكذا ؟
أحاطها دان بذراعيه .
همست كاسى :
- لا . هناك منطقتان يتركز فيهما ألمى .
- لا تنزعجى يا عزيزتى .
لم تستطع كاسى أن تفر هذه المرة .ناداها صوت داخلى : أنت ترتكبين حماقة . أنت تنغمسين أكثر فأكثر .كونى عاقلة وقولى له أن يرحل .
فجأة حملها دان بين ذراعيه . اعترضت ولكن دون جدوى . أراحها على أحد المقاعد الوثيرة .
- يداك باردتان جدا .
أخذ يحك يديها حتى دب فيهما الدفء
أمسك يديها فى حنان وسألها :
- لماذا أنت منزعجة إلى هذا الحد يا عزيزتى ؟ لم أكن لأوذيك أبدا .
خلع سترته ووضعها على المقعد المجاور
جحظت عينا كاسى من شدة القلق .
- إنى أتضور جوعا . أتمنى أن يكون هناك شئ يؤكل فى الثلاجة .
اتجه مباشرة إلى المطبخ . أخرج الخبز ، والبيض ووضعها على الطاولة .
سأطهو بيضا مخفوقا .
راقبته كاسى مبتسمة بينما يكسر البيض . اندهشت لطبيعية الموقف . لا يبدو دان غريبا عن هذا المكان .سألت نفسها من جديد : ما الذى يجعلها تولى هذا الرجل كل هذه الثقة ؟ إنه يتصرف بطبيعية وتلقائية .
بعد لحظات عاد فى يده المقلاة التى أفرغ محتوياتها فى الطبق وابتسم فى فخر وهو يقول :
- كعادتى أفشل عندما أحاول إثبات مهارتى المطبخية . يبدو أن اليوم هو يوم السعد بالنسبة لى .
قسم البيض . ووضع نصفه فى طبق آخر . وتقدم نحوها .
قال منحنيا فى احترام :
- تذوقى يا سيدتى النبيلة .
لم تستطع كاسى الرفض .
أجابت :
- شكرا يا سيدى النبيل . لو أنك تحسن استخدام السيف كاستخدامك المقلاة .
ضحكت وقد زال عنها التوتر . فى الحقيقة إنها لم تشعر أنها فى حالة طيبة كالآن .
سألها دان :
- هل تريدين المزيد ؟
أمسك طبقه بين يديه
- لا .فى البداية لم أكن أنوى الأكل منه ولكن رائحته زكية .فلم أستطع المقاومة . أعتقد أنه يجب أن تعد شرائح الخبز .
- أعددتها بعد أن انتهيت من طهى البيض .أعطينى طبقك.
- لا شكرا . لا أريد . تصرف كأنك فى بيتك
عندما انتهى من طعامه غسل الأطباق ورصها فى المطبخ .أضاء دان التليفزيون الصغير وجلس على راحته :
- سنرى نشرة الأخبار بعد ذلك سأتركك لتنامى . غدا سنذهب لنتسوق . سنعد عشاء شهيا
- هل تنوى أن تبقى هنا طويلا ؟
- لست أدرى . هل سئمت وجودى ؟
قالت فى نفسها : على العكس : لكنها أجابته :
- لم أفكر فى ذلك بعد . لكن بالمناسبة كيف عثرت على ؟جودى هى الوحيدة التى تعرف أين أكون بالإضافة إلى أنها لا تجهل أننى لا أريد أن يعرف أحد مكانى .
- لقد نقضت عهدها لكن لا تغضبى منها .
استطرد ضاحكا :
- لقد جلست أمام بيت منزلها وهددتها بأن أخبر جلين أننى زوجها ! إنها حيلة صغيرة
قالت مبتسمة :
- ما فعلته ليس صوابا . هل أجرت شقتى من الباطن .
- نعم مدة ستة أشهر .وبعد هذه الفترة تستطيعين العودة إليها .
ساد الصمت عندما جذبت الأخبار انتباه دان بينما شغلت كاسى بالتفكير عن متابعة الأخبار .وأخيرا قالت لتقطع هذا الصمت :
- ماذا عن رحلتك ؟
- رائعة حتى الوقت الذى علمت فيه بعد اتصالى . أنك غادرت المستشفى .
تمتمت دهشة وسعيدة لأنه اتصل من هذا المكان البعيد :
- هل اتصلت بى من اليابان ؟
- أنت تعرفين أننى اتصلت بك . لماذا لم تنتظرى عودتى حتى تغادرى المستشفى ؟. بضعة أيام أخرى من الراحة لن تؤذيك .
لم تتأثر كاسى بالقوة الهادئة المنبعثة من ملامح وجهه الصارمة وأجابت :
- لم أكن بحاجة إلى أذنك حتى أغادر المستشفى .كما أننى لست بحاجة الآن إلى أن أعرف منك ما يجب أن أفعل .
نظر إليها مبتسما ، ثم ضاحكا . أضافت :
- هناك شئ آخر بك يدهشنى للغاية . إنك تضحك لأتفه الأسباب .
دون أن يجيبها اقترب من وجهها وقال :
- أحب عينيك . تشبهان عينى القطة : ذهبيتان . ذات مرة رأيت قطة ذات عينين مستديرتين تحدهما أهداب ذهبية .
ارتعشت وتورد وجهها من جديد . شعرت بالدفء والسكينة اللذن شعرت بهما ذات ليلة فى المستشفى عندما احتضنها بين ذراعيه .
يا إلهى ماذا تفعل ؟ لو كانت قابلته قبل ذلك لأخذت رأسه بين يديها وضمته إلى قلبها . لأحبته .تحبه ! أوه لا .كاسى تحبه إذن . أنها لم تتخيل أبدا أن يكون سحره بهذه القوة . بقيت ساكنه وهى تعرف أنه يسمع قلبها يدق بشدة .
همس إليها :
- كم أنت نبيلة يا سيدتى النبيلة . لو لم أكن فارسا شريفا لأختطفتك .
صاحت :
تختطفنى ؟ ألست ميلودراميا بعض الشئ أيها السيد النبيل ؟
- يبدو أنك تريدين تهدئة عواطفى الجامحة بالمزاح وعلى الرغم من ذلك هل تصدقيننى إذا أخبرتك أننى لم اشعر بالسعادة قط كما أشعر بها الآن ؟
كانت كلماته مفعمة بالصدق حتى إنها أجابته دون تفكير :
- نعم أصدقك .
- وانت
اعترفت :
- لست حزينة تماما .
نسيت كاسى كل شئ عندما نظرت فى عينيه . لم تعد تهتم بشئ سوى بأن تبقى عينيها معلقتين بعينيه .
- أنت تشبهين القطة الصغيرة ذات العينين الذهبيتين .
أمسك يد كاسى ووضعها على وجهه . كان لهذه اللمسة البسيطة أثر كبير على كاسى . فقد غمرها حنان واسع لهذا الرجل الذى يبدو فى كثير من الأحيان قويا ومحبا للسيطرة . قبلها باحترام . همس :
- لا داعى حتى نذهب بعيدا
غاص بعينيه فى عينيها الذهبيتين . خلال اللحظات السحرية نسيت كاسى خوفها من أن تخضع لهذا الرجل . لقد استسلمت للإحساس اللذيذ بأن هناك من يحبها ويدللها . أغمضت عينيها وشعرت بـ دان ينهض .عندما فتحتهما كان واقفا أمامها ينظر إليها . قبل يدها .
- سأطفئ التليفزيون والأنوار . وبذلك لن يكون عليك فعل أى شئ قبل أن تنامى . طابت ليلتك يا جميلتى .
- طابت ليلتك يا سيدى .
بمجرد أن رحل زفرت فى أسف . استلقت على سريرها وأراحت رأسها على الوسادة . وفجأة فتح الباب من جديد .
قال دان :
- لا تخافى . إنه أنا . السرير ليس جاهزا فضلت أن أنام على المرتبة بالقرب من سريرك .
أقفل الباب واتجه نحوها فى الظلام . سمعته كاسى وهو يخلع ملابسه فى الظلام . سمعته فى صمت وقلبها يدق بشدة . ويداها مقفلتان على الغطاء فى عصبية
- أوه كم أنا متعب . أشعر كأننى مشيت كيلو مترات
همس :
- قبلينى وتمنى لى ليلة سعيدة
قبلها برفق . ثم استلقى على ظهره فى هدوء .