عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 07-25-2011, 04:17 PM
 
الفصل السادس

استيقظت كاسى راقدة على جانبها وذراعها خارج السرير . أول شئ لاحظته وجود سترة دان ملقاة على المقعد . استدارت حتى تراه نائما . فى جزء كبير من نومها كانت كاسى فريسة للقلق والتوتر حتى تعبت . وغلبها النوم .لم تجد إجابة على الأسئلة التى تشغلها .
كانت كاسى معتادة على النهوض مباشرة فور استيقاظها . قامت ببطء ووضعت قدميها على الأرض .على الفور تحرك دان ونظر إليها .
ابتسم إليها
- آسفة لم أرد إيقاظك .
- إنى مستيقظ بالفعل .
ارتعشت كاسى عندما رأته مستلقيا على ظهره يشيع قوة ورجولة . كانت هذه هى المرة الأولى التى تشعر فيها كاسى بمثل هذا الانجذاب الشديد نحو رجل . كانت هذه هى المرة الأولى أيضا التى تكون فيها عاشقة
تمدد دان وعقد ذراعيه خلف رأسه . فى هذه اللحظة أرادت كاسى أن تربت على شعره الأسود الكثيف . كانت رغبتها فى ذلك قوية , ولتفر منها وضعت قدمها الأخرى على الأرض ونهضت
قال لها دان بينما ذهبت إلى الحمام :
- أعطينى منشفة يا عزيزتى , سأذهب لأخذ دشا فى شقتى .
ألقت إليه بمنشفة من خلال الباب الموارب ثم صفقته . سمعته يضحك , وتخيلت تعليقه الساخر . إنه يعرف أننى منجذبة إليه .
نظرت كاسى إلى نفسها فى المرآة . ليس لديها ما تهديه إليه . خبرتها فى الحب قليلة . إنه يستطيع أن يعثر على فتاة على ذوقه بين اللاتى يحمن حوله , لماذا هى إذن ؟ لقد انتهت كاسى إلى أن اقتنعت بحياة الوحدة , وهى ليست حمقاء لتلقى بنفسها فى مغامرة ليس لها مستقبل .
خلعت ملابسها , ونظرت إلى نفسها فى المرآة , على الرغم من ندباتها كانت قوية , رشيقة وفى صحة جيدة . وقفت تحت الدش وفتحت الماء الساخن .
عندما خرجت من الحمام عاد دان من شقته . وقف عند عتبة الباب مبتسما : كان شعره نديا , وذقنه حليقا . لقد استعد بينما كانت كاسى تأخذ دشا وترتدى ملابسها , وتتزين .
لم يكن لدى كاسى فكرة عما ستنتجه من أثر بنطلونها الجينز الذى يبرز جمال ساقيها الطويلتين , قميصها الأخضر المتناسق مع شعرها , وعيناها الذهبيتان . نظر إليها دان بإعجاب .
تحققت كاسى من أن مظهرها فى حالة جيدة .
ٍسألها دان :
- هل تنتمين إلى هذا النوع من النساء اللاتى يكتفين بقدح قهوة للإفطار ؟
- أسفة لأنى سأخيب أملك لكننى ألتهم الطعام التهاما فى الصباح .
قال :
- حسنا . أعرف مكانا حيث يقدم أنواعا رائعة : بسكويت , لحم بارد . من الأفضل أن تأخذى سترة خفيفة . هناك نسمة باردة هذا الصباح .
وضعت كاسى وشاحا حول رأسها , وارتدت سترتها . غادر الاثنان الشقة . اتجه دان إلى سيارة كبيرة لونها رمادى . تماما كما ظنت إن سيارته فخمة . مقاعدها ذات فراش وثير وفاخرة إنها لم تتخيله أبدا يقود سيارة حديثة .
سألته كاسى بينما تحركت السيارة سالكة طريق الجنون :
- هل ذهبت إلى هذا المطعم كثيرا ؟
- نعم انا واخوتى كنا نأتى إلى هنا مرات عديدة فى السنة .
أراد كاسى أن تسأله عن إخوته لكن قبل أن تفكر فى الطريقة التى تصيغ بها سؤالها بادرها دان :
- ربانى أخواى الأكبر منى . مات أبى عندما كنت فى الرابعة عشرة . أخى الأكبر يكبرنى بأربع عشرة سنة , والأخر باثتنى عشر سنة . كنت مدللا جدا بطريقة ما . ثلاثتنا كان يعمل فى استثمار الغابات ولكن بما أنى الأصغر كانوا يتركون لى القليل من العمل .
طرحت كاسى سؤالا أخيرا :
- هل لأخويك أطفال ؟
- نعم زوجة هانك أنجبت سبعة خلال ست عشرة سنة زواج ! فريد لديه خمسة .
سألته كاسى :
- ألا تحب الأطفال ؟
بلى بالتأكيد ! يالها من فكرة إنى حتى أريد الكثير من الأطفال .
أمام المطعم , أوقف السيارة أمام الباب وأبطل المحرك . التفت نحو كاسى :
- هل أنت ابنة وحيدة ؟
- نعم . بما أنى كذلك فقد كان على رعاية أمى المريضة , وأبى عاشق النساء . كنت أود أن يكون لى أخ أو أخت يتقاسمان معى هذه المسؤولية .
أمسك دان يدها :
- لا أعتقد أنك بحاجة إلى ذلك , فإنك قوية . أشعر بالخجل , لأنى تحدثت عن طفولتى . أنا على الأقل كان لى أخوان وزوجتاهما .
أمسك سترة كاسى على المقعد الخلفى . سحبت كاسى يدها . ونظرت عبر النافذة . الرقة والرعاية التى يظهرها دان تجاهها جعلتها تشعر بالحساسية والحزن .
سألته :
- هل سنذهب لنأكل ؟
مرت بلسانها على شفتيها نادمة على أنها تحدثت عن نفسها . ثم بحركة عصبية أصلحت الوشاح على شعرها , لتتأكد أنه يخفى أذنيها .
بعد الإفطار عادا إلى نيويورك . ترك دان السيارة فى ساحة انتظار , وتنزها فى الحى التجارى , وشاهدا معروضات الحوانيت فى لحظة ما توقفت كاسى أمام متجر صغير , لتنظر إلى الداخل . إنه خاو وبه أرفف خشبية . قالت لنفسها إنه يتناسب مع الطراز الذى تريده ولكنها لاحظت لافتة كتب عليها مبيع فعدلت عن التفكير فيه .
قال دان مازحا :
- هل تنوين فتح حانوت لبيع أدوات الصيد ؟
صاحت كاسى ضاحكة :
- أدوات الصيد ؟ يا لها من فكرة ! أريد فتح حانوت للملابس ...لقد قررت - مهما حدث - أن تستفيد من هذا اليوم . ستفكر فى المستقبل أجلا.
سارت معه جنبا إلىجنب وحدثته عن مشروعاتها : ستفصل الملابس خلال الشتاء لتبيعها خلال الربيع . سمعها دان باهتمام .
- تعرفين الحياكة إذن .
أوقفها فجأة :
- لكنك تتمتعين بكل الخصال الحميدة ،جميلة ، مستقلة ،ذكية ، موهوبة ومفعمة بالطموح .
جمد وجه كاسى . بدت حزينة على الفور . أدرك دان أنه قال ما كدرها .
- ماذا هناك ؟ لماذا هذا الحزن فجأة يا كاسى .
- لا شئ . لا تهتم بذلك .
عادت إلى السير ويداها فى جيبى البنطلون .
فجأة تنبهت إلى الندبة التى فى وجهها . عندما وصلت أمام السيارة . انتظرت أن يفتح دان الباب .دزن أن ينطق بكلمة شغل المحرك وانخرط فى حركة المرور . اتخذ طريق الساحل . بعد عدة كيلو مترات اتخذ طريق رملى يؤدى إلى الشاطئ وأوقف السيارة .امتد المحيط الهادئ أمامهما .
- أريد أن أعرف لماذا بعدت هكذا فجأة ؟
تشبثت يدا دان بعجلة للقيادة ، ولمعت عيناه بين جفنيه .
أجابت كاسى بنبرة فاترة :
- أكره المداهنة .
قال دان :
- المداهنة ؟ أنا أقصد بصدق كل كلمة أتفوه بها .
أجابته :
- كاذب
- لا تقارينى أبدا بـ إيدى فارو ولا بأى شخص على شاكلته .
أدركت كاسى أن رفيقها غاضب . لم تجد قوة حتى تفر من قبضة اليدين الممسكتين بكتفيها .
- أعرف ما فى رأسك القذر
نظر إليها بعينيه نظرة ثبتتها فى مقعدها :
- لقد أخبرتك بالفعل : كف عن التدخل فى حياتى يا دان ليس لديك الحق فى ...
- بلى لدى الحق . وأنت تعرفين تماما أن تقبلى بذلك أولا مشكلتك هى أنك جد مغرورة
- هذا خطأ وكف عن تحليلى .
- أنت تخشين أن أكتشف ما يختفى تحت مظهرك الجميل . أفكارك مسممة بالأفكار النسائية التى تدعى بأن المرأة يجب أن تعيش حياة مختلفة عن حياة الرجل .ألا تقاسمه أحلامه وطموحاته وألا تتزوج ! ألا تخجلين من أن تعترفى بأن رعايتى لك فى المستشفى كانت تسعدك . ذلك يجعلك تؤمنين بأنك ضعيفة وغير مستقلة ؟ لقد تصرفت بمفردك وقتا طويلا ، وتندمين على عدم ارتباطك وخاصة اليوم بعد حادثك .
- هذا ليس صحيحا . أنا قادرة على أن أعيش كما أنا
وضع دان يده على فمها .فأجبرها على ابتلاع كلماتها . لم يكن هناك أى رقة فى هذه الحركة .لقد أراد فقط أن يمنعها من الكلام . هزت رأسها لتخلص فمها .
احتضنها بشدة رافضا أن يحررها متجاهلا جهودها لتتحرر من قبضته .
وأخيرا استسلمت لحضنه فقبلها بحنان بالغ : دق قلبها بشدة . لم تعرف هل ذلك بسبب الخوف أم أن قلبها يرقص فرحا . إن قبلته تمس أعماقها وتغلفها بالحنان : اعتراها خوف مباغت أن تفقد سيطرتها على الموقف .فعادت إلى أرض الواقع .
همست :
- دان ! لا ! أرجوك .
نظر إليها باهتمام وقال :
- ليس لديك وجه جميل فقط . إنى أحب عصابة رأسك وعنقك الجميل ، قوامك الرشيق ، شعرك اللامع وخاصة أعشق عينيك : إنها تعكس مشاعرك وفمك .. لم تتحقق لى سعادة مثل التى أشعر بها عندما اقترب من شفتيك وأرتشف أعذب القبلات
سالت دمعة على خد كاسى مسحها دان بلطف . همست :
- أنا لا أفهمك . أنا لا أفهمك على الإطلاق .
- أنا نفسى لا أفهم نفسى .. أعرف ببساطة أننى تعس عندما أكون بعيدا عنك . أنا لا أشعر بنفسى إلا عندما أكون معك . لقد عرفت هذا الإحساس منذ الليلة الأولى فى المستشفى .
- لا يمكن أن تكون قد انشغلت بى بهذه السرعة .
أجاب بابتسامة على شفتيه :
- بلى
صمتت . لقد أصابتها كلماته بالاضطراب .
قالت :
- إذا أرادت أن تعرف فإننى أسفة على أنى اعتبرتك كاذبا
أخذها بين ذراعيه وسألها :
- هل أنت متأكدة
تعلقت به وابتسمت
- عزيزتى .هيا نتزه على الشاطئ .
مشيا خلال ساعات التقطا القواقع التى قذف بها الموج إلى الشاطئ أثناء الليل . أحيانا كانا يتكلمان .وأحيانا أخرى كانا يصمتان . لفحت الشمس الغاربة بشرتهما فحولتها إلى اللون البرونزى . فى لحظة ما أدرك دان حاجة رفيقته إلى الراحة .ووجد مكانا فى مخبأ عن رياح الشمال تحت صخرة ضخمة . وهناك استلقيا وبدأ يتبادلان الاعترافات
وعلى الرغم من ذلك حدث ما كدر صفاء هذا اليوم السعيد .
أغمضت كاسى عينيها واسترخت تماما بينما داعب دان شعرها الذهبى ، وامتدت يده لتنزع العصابة التى تخفى تشوهات جبهتها . فتحت كاسى عينيها فزعة وأمسكت العصابة بشدة .
استولت الدهشة على دان .إنه لم يفعل ما يزعجها إلى هذا الحد . تلألات عيناها بالدموع .أرادت أن تفسر له . أن تشرح له سبب ذعرها .إنها لا تريده أن يرى تشوهاتها .مرت سحابة أمام الشمس . ارتجفت كاسى . مدت يدها إليه ففتح ذراعيه .تشبثت به وقلبها يخفق بشدة .
- لا عليك يا عزيزتى . كل شئ على ما يرام .
فاتتهما وجبة الغذاء قررا أن يعودا مبكرا لوجبة العشاء . ذهبا إلى المدينة للتسوق . عندما عادا إلى البيت وضع دان السلتين الممتلئتين بالطعام ولوازم المطبخ .
سألته كاسى :
- هل أستطيع أن أساعدك فى إعداد شئ ما .
- لا شئ على الإطلاق .. إننى أنا من سيتولى الطهى هذا المساء . لست بحاجة إلى صبى طباخ .
ابتسم إليها مازحا . ردت إليه كاسى الابتسامة سعيدة بالسلام الذى سكن بينهما . لكن هل حقا سلام ؟ إنها تشعر بالاضطراب أمام هذا الشخص القوى قلبا وقالبا .
قال لها بحنان :
- اذهبى أنت لتأخذى دشا . سيكون طعام سيدتى جاهزا لنقل خلال ساعة . يجب أن أخذ دشا أنا أيضا وأغير ملابسى فإنى لا أريد أن أضيف الرمل إلى مكونات السلطة .
ابتسم إليها دان بينما كانت تتجه إلى الحمام . تحت دش الماء الدافئ قالت كاسى لنفسها إنها ليست فتاة مراهقة تجرى وراء قصة حب رومانسية ولكنها اعترفت فى قرارة نفسها أن دان هو الرجل الأول الذى يخفق له قلبها . وإذا كانت قد وقعت فى حبه فذلك لأنه على الرغم من قوته فهو مرهف الحس . هناك شئ بداخله يجعلها تشعر بالرغبة فى ضمه بين ذراعيها كالطفل . تأوهت : يا إلهى ! هل تجرؤ على أن تحب هذا الرجل ؟
بعد أن انتهت من حمامها اختارت كاسى ثوبا هنديا أزرق وأخضر بكم طويل ثم جففت شعرها وصففته بعناية حتى أصبح لامعا وناعما . سرحته بطريقة تخفى ندية خدها الأيمن .وأخيرا وضعت طبقة رقيقة من كريم الأساس على وجهها ولونت شفتيها ،وبعد أن انتهت ترددت قليلا قبل أن تخرج .
تقدمت فى الحجرة الفسيحة . صفر دان فى إعجاب مؤكدا ما عكسته المرآة إلى عينى السيدة الشابة
كان منشغلا فى تقطيع الخضراوات لكنه وضع سكينه وتقدم نحوها وقبل جبينها قائلا :
- رائع ! رائحتك زكية . هذا أفضل من الثوم والبصل .
اقترب منها حتى يستنشق عبيرها .
قالت ضاحكة متمنية ألا يلاحظ اضطرابها :
- أتمنى ذلك .
تبادلا ابتسامة سعيدة
قال دان :
- تحاولين إغوائى . هل تنوين الرقص هذه الليلة ؟
أجابت مازحة :
- أفضل الرقص على غسيل الأطباق .
- لا تتحركى إذن حتى آتى . اجلسى .
أجلسها فى أحد المقاعد . وأحضر لها عصيرا فاتحا للشهية . ثم توجه إلى الحمام
سألت كاسى نفسها وهى ترتشف كوبها .كيف يتقابل شخصان غريبان ومختلفان من حيث الماضى وأسلوب الحياة . ويستطيعان أن يتوافقا إلى هذا الحد ؟ إنهما كالمتزوجين . إنها لا تستطيع تحمل هذه الفكرة وهى التى تعتبر نفسها مشوهة .
قالت لنفسها بصوت منخفض : هدئى من روعك ، واهتمت بما أعده دان فى المطبخ : طماطم مقطعة ، شرائح من الخضروات وشرائح اللحم تنتظر الشواء . على الطاولة طبق تفوح منه رائحة لذيذة لا تعرفها كاسى . فى اللحظة التى جذبت فيها الطاوبة إلى وسط المطبخ ظهر دان وهو يجفف شعره . كان يبدو مشغول البال .
- لا أستطيع أن أتخلص من فكرة أننى أنا وأنت عشنا موقفا مشابها .
دهشت كاسى من جديته فى هذا القول ، قالت :
- أنت تمزح .
- لا يا حلوتى .
اختفى من جديد فى المطبخ ثم عاد وشعره ندى , ولكن مصفف .
- أشعر أننا نعرف بعضنا منذ زمن طويل .
ابتسمت كاسى وقالت مازحة , لتخرجه من انشغاله :
- لابد أنك أحد ضحايا حبى .
وقد نجحت كاسى فى ذلك , لأن دان قد ابتسم لها . حملقت فيها عيناه الداكنتان . أصر على أن تبقى جالسة فى مكانها بينما تولى هو إعداد العشاء . وضع شرائح اللحم على الشواية . وأثناء طهوها أعد السلطة وقطع الخبز , ثم دهنه بالزبد .
سألته كاسى بفضول :
- أين تعلمت أن تطهو هكذا ؟
- فى أحد المعكسرات عندما كنت فى السادسة عشر , وستحبين الأرز الذى أطهوه .
قهقهت كاسى .
أثناء العشاء تحدث دان عن طفولته . عما تعلمه فى معسكر الكشافة حيث يتدرب الصبية على أن يكونوا رجالا .
تبادلا الابتسامات , وقضيا أوقاتا سعيدة فى السهر والضحك كأنهما صديقان , تألقت كاسى ولمعت عيناها البنيتان بالسعادة . وعلت شفتيها ابتسامة لم تفارقها طوال سهرتهما .
فرغا من الطعام , وأعادا النظام إلى المطبخ معا , لم تتوقع كاسى أن يكون دان مرتبا ودقيقا إلى هذا الحد . لقد وضع كل شئ فى مكانه .
سألها متفحصا وجهها فى الضوء الخافت :
- ماذا سنفعل الان يا سيدتى النبيلة ؟
- ما الذى تقترحه يا سيدى العزيز ؟
فجأة شعرت بأنها صغيرة جدا أمام هذا الرجل المفعم بالرجولة .
نظرت إليه بعينيها الواسعتين .
قال وهو يقترب منها :
- أود أن أقبلك .