عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 07-25-2011, 04:22 PM
 
الفصل السابع

قبلها دان على عنقها دون مبالاة بأذنها المجروحة ولمست شفتاه ندبة خدها .
صاحت وهى تدفعه :
- دان لا
نهرها :
- أنت تتفوهين بهذه الكلمة كثيرا .
ثم همس :
- شعرك رائع ورائحته زكية ، إنه يذكرنى بالشلالات فى غابة غنية لم تطأها قدم إنسان .
- دان ... أرجوك
همس :
- أحبك يا كاسى لماذا تحبين أنت عذابى بالابتعاد عنى .
بدأت كاسى تضعف .ربتت على شعره الأسود
قالت لنفسها مهما كان المستقبل فإنها لن تحرم نفسها من سعادة هذه اللحظات
- عزيزتى .
نظر إليها دان بعينين يماؤهما الحب والشوق إلى أن يحتويها ويمتلكها إلى الأبد ... ارتعشت وهمست :
- دان عزيزى
خرجت هذه الكلمة من أعماقها
- حقا عزيزك ؟
لمعت عينا دان بالفرحة . تنبهت كاسى فجأة . هل تفوهت حقا بهذه الكلمة ؟ زفرت وخبأت وجهها فى صدره .
همست :
- نعم أنت حبى
قال وهو يداعبها :
- أنت فتاة عنيدة . لقد انتظرت لقاءك منذ زمن بعيد .
إنها اللحظة السحرية التى تعترف فيها بحبها على الرغم من كل ما تحمله فى صدرها من آلام .بل إنها أسعد لحظة فى حياتها . وهذا الرجل الذى جمع كل ما تتمناه أى أمرأة فى رجل حياتها إلى جوارها يهدهدها كأنها طفلة مدللة .
همس إليها :
- أريد أن يطول الليل وأبقى معك .
همس إليها بكلمات الحب التى لم تسمعها أبدا . كلمات أنستها جراحها وندباتها . جعلتها تشعر بسعادة غامرة أثملتها فغابت عن كل حقيقة إلا حقيقة واحدة هى أن كليهما قد خلق للآخر
استيقظت كاسى من نوم عميق . كانت بين ذراعى دان تخلصت من حضنه بحذر ونهضت فى الظلام . سارت نحو الحمام واحتجزت نفسها بداخله قبل أن تضئ الأنوار . استندت إلى الباب وتركت عينيها تعتادان على النور . ثم نظرت إلى نفسها فى المرآة . فزعت عندما اكتشفت صورتها : شعرها أشعث قد كشف عن ندباتها وما قطع من أذنها .نظرت إلى باقى جسدها حيث انتشرت الندبات .
اغرورقت عيناها بالدموع .
ابتعدت كاسى عن المرآة . وأخذت دشا وارتدت ثوبا بكمين طويلين . عندئذ شعرت بالأمان .نظرت من جديد إلى نفسها فى المرآة . أخذت الفرشاة وسرحت شعرها حول وجهها .
الآن قد أخفت عيوبها .
اطفأت نور الحمام . وعادت إلى الغرفة . فجأة شعرت بالعصبية .إن دان مستيقظ .
- كنت أعتقد أنك نائم يا دان
- لقد استيقظت عندما تركتنى .
ابتسم إليها ونظر إليها بحب ثم احتضنها :
- لماذا تركتنى يا حبيبتى . هل كنت متعجلة ؟ آسف .
ربتت كاسى على خده . إنه أكثر الرجال أمانة ووضوحا . إنه لا يتظاهر ولا يخفى شيئا .لكن كيف تؤكد له أنها قد وقعت بدون أمل فى حبه ؟ لو فقط قابلته قبل الحادث ؟ والآن إنها لا تستطيع أن تقرأ الاشمئزاز على وجهه عندما يكتشف ما بها من تشوهات
- دان هذا هو أجمل يوم فى حياتى ؟
كان هذا الشعور الذى انتابها غريبا . إنها تريد أن تهبه السعادة . لم يستطع أى رجل قبل ذلك أن يعبر الحواجز التى أقامتها حول نفسها بقصد الحماية .
إن دان أيضا يحتاج إليها .وكانت كاسى فخورا بذلك .
ضمت رأسه إلى صدرها وربتت على شعره الأسود . أرادت كاسى أن يمتد بهما الوقت وهما على هذا الحال دون أن يتكلما . إنها لا تشعر بأى خجل فى وجود هذا الرجل بين ذراعيها ... على العكس إنها تجد فى ذلك طبيعية بالغة .
ابتعد دان قليلا لينظر فى عينيها .
قال بصوت حازم :
- أعتقد أنه يجب أن نعود غذا ، يجب أن أستأنف عملى . ألا تعتقدين أن الأجازة قد طالت ؟ سنمر على شقتك ونأخذ حاجياتك التى ستحتاجين إليها .
أنا لم أقل أبدا أننى سأذهب إلى بند . لدى مشروعات للست سنوات القادمة .والآن وقد نجحت جودى فى تأجير شقتى سأستطيع دفع إيجار شقة أخرى .
- إنها تؤجرها يا عزيزتى . إنه أنا من دفع الإيجار لمدة ستة شهور وبإقامتك فى بند ستعوضينى عما دفعت .
نظرت إليه وسألته :
- لماذا أخبرتنى أنها أجرتها ؟
كانت كاسى غاضبة حقا
- فكرى يا حبيبتى ... أنا لم أحدد شيئا .
استطرد بصوت واثق :
- لقد قلت إننى اهتممت بشقتك . إنى متأكد من مشاعرى أريد أن أتزوجك .وأعيش معك باقى حياتى لكنى لا أريد أن أتعجلك فى إتخاذ قرارك .أريدك أن تكونى متأكدة تماما من أنك تريدين الارتباط بى . وكذلك تتاح لنا الفرصة للتعارف أكثر .كل ما أطلبه هو أن تأتى معى إلى بند وأن تتعرفى على أسرتى وترين طريقة حياتى وبعد ذلك ستقررين إذا كنت تريدين ربط حياتك بحياتى . لا أعتقد أننى أطلب منك الكثير بذلك .
تصاعدت دموع العاطفة إلى عينى السيدة الشابة :
- لماذا أنت كذلك ؟ لماذا أنت طيب ومتفهم بينما أبدو أنا بغيضة ؟ هذا ليس عدلا يا دان . ليس لدى ما أهبه لك . وأنت لقد وهبتنى كل شئ إنك تسعد أى امرأة تقترن بها .أنا لست .... أنا لست حتى جميلة .
- أنت كما أنت يا كاسى : مستقلة ،ذكية ّومفعمة بالعواطف الجميلة التى تفتخر بها أى امرأة .... بالاضافة إلى أنك بدأت تؤمنين بأننا قد عشنا معا حياة سابقة . كيف أستطيع ألا أحب أميرتى ؟
احتضنها بشدة
قالت :
- دان أنت تعرف أن هذا لن يستمر .
- سيستمر حبنا قرونا وقرونا .