" أبتـعد أفـضل لـك "
قـالت تـلك الكـلمة ونـهضت بـسرعه بـجسد مـرتجف ومـتعرق , حـاولت أن تهـدأ
عـدلت مـن جلستهـا , وهـي تتعرق بـشدة وتـردد كـلمة " أبتعد " وهـي تمـسك
برأسهـا . ألتفت إلى يمناها ولكـنها لـم تجد توماس نـائمـا , حـاولت الوقوف ولكـنها
عـاودت السقوط مـرة أخـرى , ركبتيهـا مـااعادت تـستطيع حملهـا مـن السباحـه والركض
الذين أهـلك جسدهـا البـآرحه , ضمت جسدهـا لصدرهـا وهـي تـكاد تـجمد مـن البرد ,
بقيت عـلىى حـالتها تـلك خـمس عـشر دقيقه , تـوقعت من توم أن يأتي إليهـا ولـكن لاشي
حـاولت أستجماع قـواها , والنهوض مـجددا , نـجحت وأخذت تمشي بـصعوبه بآلغـه ,
خـرجت من الكهف , وكـانت عينيهـا تـبحثان عـن توماس بلهفـه شديده , أستقر بـؤبؤهـا
وهـي تراه يـحاول صيد السمـك مـن أجـله ومـن أجـلها , وكـان واضعا يده عـلى خـده
ومـغمض العينين , حـزنت لأجـله , وأقتربت قليلا مـنه , ولكـنها تـوقفت حـين شعرت
بالصـنارة تتـحرك , وكـان تـوم نـائما وهـو ممسك بـهـا بخخفه , ركـضت بـسرعه إليه
لـم تتخيل تـفويت غـدائهـا , وصـلت إلـى مـكان تـوماس , ودفـعته عـلى البحـر , غـرس
وجهه الجـميل فـي رمآل البـحر الرطبـه , نـهض وهـو مـفزوع مـن نـومه , وجـد ديني
تـسحب الصـنارة , وتـمسك بهـا بشده , شـعر بالغيظ منهـا , واأراد قتلهـا , ولكـنه
الجـوع كـان أقـوى مـنه , أقترب مـنها وأخذ يسحب الصـناره مـعها , كـانت تـلك سمكه
كـبيره بـحق , ووزنهـا كـان ثقيـل , عـندمـا بدأ يشعران أن السـمكة أقتربت مـن الخـروج ,
كـانت نـبضات دينيس بإشتداد تنـبض , سحبـا الصناره بـكل قـواهـما , حـتى خـرج الجـسم
مـن البـحر , لـم تـكن سمكه كـما تـوقعناهـا جميعـا , بـل كـان جـثة فـتاة صـغيره , ـقتوله
بـطريقه بـششعة , أغـمضت ديني عـينيهـا , وبدأ جـسدهـا بالارتعـاش , كـان تـوم
مـندهـشا مم تـرآه عـينـاه , كـانت الدهــشة قـد أبكـمت لسآنـه , وأشـلت جـسده , سـقط عـلى
ركـبيته , فتحت ديني عينيهـا حـين شـعرت بسقوط تومم ,نـظرت نـحوه , وهـي تـشهد
جـسده الذي يرتجف بـشده , دهـشت مـنه , وقـالت بـتـوتر : تـوماس , أأنـت بـخير .؟
لـم يـجبهـا توم فقط رعـش جـسده بالكـامل وتـحرك نـاحيـة الفـتاة , كـانت الجـثة
تـملك رائـحة قـذره , دالة عـلى أنهـا قــتلت مـنذ شـهر تـقريبـا , كـانت مـلامح الفــتاة
الصـغيره لاتـظـهر بـتاتا لانهـا مـحترقه,كـانت مـلابـسها ممـزقة تـماما , حـتى الاسمـاك
لـم تأكـلها مـن رأئـحتها القذره , شـعرهـا كـان أحـمر اللـون هـذا الشي الوحيد السـليم
بـجسدهـا , نـزع تـوماس قميـصه , وغـطى وجـههـا , جثـا عـلى ركبتـيه وقـال
والدمـوع مـحجرة في عينيـه : آسـف , أرجـوك سـامحيني , لـم أقصـد..
قـاطعته ديني وهـي تـقول بإستغراب : لـم الإعـتذار ..؟
نـظر توماس نحوها بعيينه ونظراته الحاده وهـو يـقول بـحنق : أبتـعدي عـني ..
وضـعت ديني يديهـا عـلى فمهـا وقـالت بدهـشه : تـوم ..
قـاطعـها تـوماس وهـو يصرخ بشـده : قـلت أبتعدي عـني
تـراجعت دينيس بضـع خـطوات , وهـو لازآل يـنظر لهـا بـحده , شعرت بالدمـوع تساقطت
عـلى وجنتيهـا , ركـضت مـبتعده عـنهـما , والدمـوع تتـساقط مـن عينيـهـا , كـانت تـركض
وهـي مـغمضة العـينين , تـعثرت بـحجـر رمـادي اللـون , سـقطت عـلى الرمـال الذهبيه , بدأ
قـدمهـا بالنـزف , كـانت تـبكي بـشده ,وتـشهق مـن البكـاء , كـانت تتـحدث ولـم يـفهم
شيء مـن كـلامهـا سـوى : أمـي , عـودي إلـي ..
كـان صـوتهـا مـتـهجرش مـن البكـاء , كـان مـنظرهـا مـحزن بـحق .نـهضت مـن الرمآل ,
جـلست على ركبتيهـا كـانت تتأمـل منظر غـروب الشمس ,لـم يـكن جميل بنآظـرهـا لأنهـا
كـانت تـشعر بـحزن كـانت كلمـاته كالسـم عـلى قلبهـا , الشـخص الوحـيد الذي لطـالما
أعـطاهـا الحـنان , يـعاملهـا بـعججرفه كـهذا , نـهضت مـن الأرض , وحـاولت المـشي ,
كانت قـدمهـا تنزف , وهـي تـعرج بالمشي , كـان البرد قـارسـا على تـلك الجزيره ,
وصـلت لمكـان توماس لـم تـجده ولـم تـجد الفـتاة , قـالت بـخوف : أيـعقل أنه تـركني وحـدي
بهـذه الجـزيره ,.
نـفضت تـلك الفكره عن رأسهـا , وقـادتها قدماها إلـى دآخـل الكهف , توقفت عند مدخله
تلفتت يمنة ثـم يسرة , أقشعر جسدهـا حـين لفح جسدهـا النحيل ذلك الهـواء البآرد ..
أغمضت عينهـا وخـرجت من الكـهف كـانت تنظـر للبـحر المنعكس عـليه النجوم والقـمر
المنير , كـان المنظر لايـوصف , دمعت عينيهـا تلقائيا ,حـين تذكرت موت والديهـا ,
ومآضيهـا المرير..
"
قـبل 3 سنـوات ..
دخلت فتاة وكـلهـا جروح ورضـوض كـانت تبكي , وتـصرخ بأسم أمهـا
توقفت حين شعرت بأن الصدى يتردد خلف صوتها , نظرت حولهـا وجدت المنزل
فآرغ تمآمـا من الآثاث دهشت ووالدموع منهمره عـلى خديهـا , تـوجهت بسرعة
خـارقه نـحو غرفة والديهـا وكـانت تردد في قلبهـا " يـاللهـي إجعلهمـا موجودان
لـقد أتيت مـن العآلم الخارجي الموحش لأبحث عـن الدفـئ وسط كنفهمـا ,أرجـوكما
كـونا هنآلك ." دخلت الغـرفة لم تجدهمآ , دمعت عينيهـا بشده ,كـان منظر الغرفة الفارغه
تماما موحش جدا , لـم يبقى من الغرفة شيء عدآ الستاره الحريريه البيضاء .كـانت تكسو
النآفذه المفتوحة وكـان الهـواء العليل مـلئ الغرفة بأكملهـا ..
جثت عـلى ركبتيها وضمت يدها على صدرهـا كـانت الفتآة تملك ملامح ملائكيه وعينآن
بلوريتين وبلون السماء ,شعرهـا فآحـم حريري وقصير لأسفل شحمة أذنها تقريبا ,
كـانت دموعها تتساقط عـلى وجنتيها المحمرآن والظريفآن , يحيطآن بأنفها الصغير المحمر
مـن البكآء المتواصل , قآطع بكاءها المستمر تـلك الورقه التي التصقت على يديهـا .
رفعتها وكان محتـواهآ
"
عـزيزتي دينيسا أن والديك الحبيبان حاليآمعلقان بالجسر. ويربطهما حبل رفييع للغآيه ,
ومـن يمسك الحبل هـو أبن جآركم الصغير , اظن عمـره 11 سنه .هـه مـن الأفضل
لـك أن تسرعي فلا أظن أنه سيصمد كـثيرآ ..
"
ألقت الورقه على الارض وأخذت تجري بكـل سرعتها , وصلت ألى المكـان المشهود ,
كـان يقف عـلى الجـسر رجـل يرتدي معطف بني اللون وقبعه بنيه وونظآرات سوداء وبنطآل
أسود , وجهت نظرها إلى مـاعلق على الجسر كـان الطفل ذي الحآديه عـشر يمسك بوآلدي و
تكـاد عروقه تـخلع مـن مكآنها , ركضت باتجاهه بكل سرعتها ,ولكـن لا فـائدة سقط والداهـا
في المياه , أغمضت عينيهـا و وأخذت تبكي ,سمعت بعدها صـوت قهقة ضـحك من ذلك الرجـل
الذي قال بإستهزاء : لاأصـدق ,,الجميله تبكي .؟
ثـم عـاد لجديته وقـال بصوته القاسي : هيه يـافتاة أن والديك مـتوفآن من
الساعه 8 صباحـا , لقد حرقت جثمانهما الان , لذلك لاتحلمي بهمآ .
قـال كلامه الجأرح ذلك وركب سيارته السوداء وانطلق بكـل سرعة وتهور ,
اقترب منها الطفل وقـال بحزن : آسف , لـقد كآنا والديك ميتآن أصلا ..
قـاطعته وهـي تبكي والابتسامة الباهته على شفتيها : لابأس لقد مـاتا على كل حال
...
"
عـادت دينيسا إلـى واقعها حين شعرت بالبرد الشديد , أغمضت عينها وقالت هامسه
: أريد ان أبقى في هذا المكان للأبد
سمعت صـوت توم وهـو يقول لهـا بنبرته البارده المعهوده : أذا أبقـي ستموتين
مـن الجوع والبرد ..
أبتسمت بحزن وقـالت وهـي تنظر لـه بنظرات أنكسار : ولكنني أبقى وحيده في كلآ المكانين
قـاطعها توماس وهـو يقول ووجنتيه محمرآن قليلا : أذا سمعتك تقولين وحيده سأقتلك , وانا
مـااذا أكـون ..؟ جمـاد .؟
أبتسمت وقـالت محاولة تغيير مجرى الحديث : متى سنعود الآن .؟
فهمها توم ولم يرد أحراجهـا وقـال مجاريا لها : بالطبع الآن لـقد أمتلئ جسدي بالبثور مـن
هـذه الحشرات ..
ضحكت عليه وقآلت بمـرح : أول مره اشعر انك مهتم بشكلك أو جسدك
أرجـع شعره للخلف بغرور لتتساقط الخصلات عـلى وجهه مجددا : لا أحـتاج إلى الاهتمام
ضحكت بشده عليه وقـالت وهي تضحك : نعم أيهـا المغرور , أغتر علي ..
أبتسم بخفه وقـال وهـو يتوجه نحو القارب الصغير : هيا بنآ ..
تبعته دينيس وساعدته بدفع القارب إلى المـاء وقالت وهي تـصعده : أمن الآمن
أن نبحـر في هـذا الوقت .؟
أمسك بكف يدهـا وقـال وهـو يساعدها على الصعود : بالطبع كمآ أنها ليست ببعيده
أبدا ..فقط نصف ساعه أو أقل ونصل إلى نيوجيرسي ,,
أكتفت بإيماء رأسهـا , ونـظرت إلـى البحر كـان منظره مفزع ولونه أسود ويبدو عليه
الشسوع البآلغ ,كـان توماس يجذف بسرعه وخفه ويبدو عليه المهارة
قـالت لـه متسائله : هـل تجذف كـثيرا .؟
رد عليها ببرود : نـعم كـل أسبوع تقريبا .
ديني وهـي تنظر للـبحر بشرود : أذن أنهـا هوايه .؟
اكتفى بقـول كلمة (نـعم ) ,, وبعدهـا أصبح الصمت سيد الموقف ..
كـسرتـه دينيس وهـي تتمدد عـلى القآرب وهـي تقول بتعب : أشعر أن جسدي
محـطم قطعه قطعه ..
نـظر لهـا توم بقلق وقـال بالامـبالاه مـصطنعه : لـماذا مابآلك ..؟
جـلست بسرعه وأرتـه الجـرح الذي كـان بقدمهـا كـانت الدمـاء قد جفت علـى سـاقها
والجـرح ,نـظر نحوهـا ببرود وقـال ببهوم وهـو يبعد نآظـره عـن الجـرح : حين نـصل بأذن
الله سأقطبه لـك , ذكريني إنني أنسسـى كـثيرا ..
ظـهرت ملآمـح الحـزن على وجههـا وقـالت بنفسهـا : يـالك مـن مثيرة للشفقه يـاديني
الفـتى لايهــتم بـك حــتى ..
قـاطعها حـين قـال لهـا بغموض : هـيا أنزلي ..
نهـضت عـلى القآرب ولكنهـا فقدت تـوازنهـا وسقطت عـلى الميـاه , مـن حسن حظهـا
انها كانت عـلى الشـاطئ ولكن الجـو كـان قآرس والمـياه بآرده , نـهضت مـن المـاء بسرعه
وقـالت وهـي ترتجف وجـسدهـا مـع وجههـا وشعرهـا مبلولان : سحقـا ..أن الجـو بآرد
نـظر نـحوهـا توماس ببرود ومـد يـده وأمسك بذذراعـها وأخـرجهـا من البـحر , كـان جـسدهـا
يرتعش من البرد كـثيرا , ضـم ذراعه اليمنـنى حـول كتفيهـا وقـال بنبرتـه المعتاده :
ستـصابين بالبرد فـعلا ..
أبتعدت عنه وقـالت وهـي لاتـستطيع التـحدث جيدا مـن البرد : أبتعد أرجوك ..لاأريدك
ان تبتـل ..
أقترب منهـا كـثيرآ ....