الفصل الثامن
غادرت كاسى محطة الخدمة جالسة أمام عجلة قيادة سيارتها الصغيرة وسلكت طريقها . نظرت إلى مرآة السيارة فرأت سيارة كبيرة زرقاء تتبعها . كان يجب أن تشعر بالارتياح لأن دان خلفها ولكنها فى الحقيقة كانت غير مرتاحة . تركت سيارتها وأغلقت الشقة وردت المفتاح إلى المالك . وبعد ذلك طلبت من عامل الصيانة التأكد من سلامة ضغط عجلات السيارة والزيت . عندما أردات كاسى أن تدفع أخرج كارت الائتمان فلم تستطع أن تفعل شيئا .
كان عليها ان تشعر بالعرفان لأن دان يتكفل بها . فى الحقيقة كان سلوكه يبدو لها غريبا ومحيرا . إن ما يخيف كاسى حقا هو الاستقلال .
خفضت كاسى عينيها نحو يديها على عجلة القيادة . ما زالت الندبات واضحة للغاية على الرغم من التدليك اليومى بالدهانات الخاصة بالنسبة لها - التى كانت تتباهى بيديها ذات الأصابع الطويلة الرقيقة وأظافرها المقلمة بشكل جميل - تجد فكرة أن تجلس مع دان وأصدقائه إلى مائدة واحدة فكرة غير محتملة .
على الرغم من أنها قد قبلت بينها وبين نفسها بصفة مبدئية أن تذهب إلى بند وأن تتعرف على عائلته . إنه جنون محقق ليس فقط لوجهها ويديها المشوهتين لكن لأنها وقعت فى فخ لن تخرج منه إلا جريحة القلب .
على حدود بورتلاند أوقفت السيارة فى ساحة انتظار أمام محل للوجبات السريعة . توقف دان بجوارها . نزل من سيارته وفتح لها الباب . بقيت جالسة تنظر إليه دون أن تتفوه بكلمة .
- ماذا بك ؟ هل تعبت من القيادة ؟
ولأول مرة تواتيها الفرصة لتقول الحقيقة :
- نعم . إنى جائعة ولكن ليس لهذا هو السبب توقفت ...أنا لا أريد الذهاب إلى بند.
أرادت أن تبكى لكنها قالت لنفسها لو فعلت لقتلتك .
- لا تنشغلى يا عزيزتى .... هيا نأكل شيئا . وسنتناقش فى ذلك آجلا .
صفق دان باب السيارة الصغيرة .
كان قلب كاسى يدق بشدة .
فى متجر الوجبات السريعة جلست على مقعد عال بينما ذهب دان ليطلب الوجبات . عاد ومعه صينية محملة بالهمبورجر والبطاطس المقلية والمشروبات . جلس فى مواجهة السيدة الشابة
ابتسم إليها ابتسامة حانية ودافئة جعلتها غير قادرة على الحديث . اكتفت بالنظر إليه ثم - لتخفى اضطرابها - أخذت تأكل كأنها كانت ستموت جوعا . ثم جالت ببصرها فى المكان : حتى تتجنب النظر إلى عينى دان ولاحظت وجود سيدة جميلة جالسة على مقعد ليس بعيدا عنهما . نظرت السيدة إلى دان ومالت على صديقتها لتهمس إليها يشئ . ثم أخذت الاثنتان تنظران إلى كاسى التى - لأول مرة فى حياتها - لم تجرؤ على مواجهة نظرات السيدتين . أدارت بصرها . كان الأمر أقوى منها ، شعرت أن نظرات الفتاتين قد شلتها عن الحركة .
شعرت بموجة تمرد تعتريها . اضطرت إلى أن تبتسم وتمد يدها إلى دان على الفور ، أخذ يدها بين يديه دون أن يرد لها الابتسامة .
- ماذا يحدث يا حبيبتى ؟
كانت قريبة من الخوف . يا إلهى ! إنه يقرأ أفكارى كأنه يقرأ فى كتاب مفتوح .وعلى الرغم من ذلك قررت أن تواجه الموقف وضحكت ضحكة مصطنعة .
- هناك فتاتان تلتهمانك بعيونهما . لا بد أنهما يعرفانك .
- الفتاة ذات الشعر الأسود المجعد ؟ لا ، إننى حتى لم أقابلها .لا تهتمى بها .
وضع قطعة بطاطس فى فم كاسى . ثم قطعة أخرى فى فمه ، على الفور نسيت كاسى الفتاتين ورغبتها فى الاستقلال . نسيت كل هذا أمام هاتين العينين السوداوين اللتين تنظران إليها . بمجرد أن أصبحت بمفردها فى سيارتها بدأت تسوق الحجج حتى لا تذهب إلى بند . وصلت إلى منزلها ،ركنت سيارتها أمام البناية . توقف دان بالقرب منها . اتجها معا إلى شقتها .أخرج دان المفتاح وفتح الباب كأنه فى بيته ، إنه كذلك بما أنه دفع الإيجار .
قال :
- أسرعى وخذى حماما والبسى على راحتك . لدى بعض المكالمات الهاتفية التى يجب أن أجريها .
خلع وشاحها وربت على خدها
أخرجتها هذه الحركة عن شعورها . صاحت :
- تبا ! كف عن معاملتى كأننى طفلة .
لمعت عيناها الذهبيتان من شدة الغضب ... اندهشت هى نفسها من انفعالها
قال فى هدوء :
- لا تنفعلى هكذا .
- سأنفعل كيفما شئت .
- إذا تصرفت كطفلة فستعاملين كطفلة .
فى هذه المرة كان قد فقد هدوءه وتكلم بنبرة غاضبة .
اختفت كاسى فى الحمام . أقفلت الباب بالمفتاح وقد عقدت العزم على قطع صلتها بـ دان .
أخذت حمامها بينما كانت فريسة لأفكار مجنونة . جففت جسدها وقررت أن تجذب شعرها إلى الخاف .وأن ترتدى هذا الفستان قصير الأكمام الذى فصلته الصيف الماضى وأن تضع قرطا فى أذنها اليمنى . أرادت أن تظهر ما بها من ندبات .حتى هذا الوقت كانت قد تصرفت كالعبيد . هل خضعت حقا لـ دان ؟ لقد كشفها لنفسها عندما اكتشفت طبيعتها الحقيقية .
- يا إلهى . إننى حمقاء .
صاحت بصوت عال وهى تجفف شعرها . وتحيط به وجهها . قالت لنفسها : أعلمى يا كاسى أنك غبية ، سيكون من الأفضل أن تموتى عن أن تظهرى أمامه بهذا الثوب . وشعرك مسحوب إلى الخلف .
وأخيرا توجهت إلى حجرة المعيشة ترتدى بنطلونا من القطيفة .وقميصا مناسبا .لقد استعادت ثقتها بنفسها . إنها تعرف أنها جذابة . إنها تحتاج إلى أن تثق بنفسها . أثناء ذلك أعد دان القهوة وضع القدحين فوق الطاولة بالقرب من الأريكة .نظر إلى كاسى مبتسما وقال :
- هل تريدين قهوة ؟
أمسكت القدح الذى مد به يده إليها وجلست فى أحد المقاعد .شعرت أن هناك حاجزا قد أقيم بينهما .
تحدثت بهدوء وشعرت بالفخر لسماع صوتها الحازم يقول :
- لن أذهب إلى بند معك . سأدفع لك ما دفعته للإيجار .
- مم تخافين يا كاسى ؟
تمدد دان فوق الأريكة وخلع حذاءه ومد ساقيه كأنه فى بيته .
- لست خائفة . مم سأخاف ؟ أحب حياتى التى أحياها ! هذا كل شئ .
وضعت قدحها على الطاولة : حتى لا يرى دان ارتعاش يديها
- بلى أنت خائفة من أن تعتمدى على ، من أن تتزوجينى
رددت معاندة :
- انا لست خائفة . ببساطة لا أرغب فى الارتباط بعلاقة قد لا يحالفها الحظ فى الاستمرار .
أجاب دان بأدب مصطنع :
- لست موافقا . إذا رغب رجل وامرأة حقا فى الارتباط يستمر زواجهما .
- لا أريد أن أعيش معك على الاطلاق . أريد أن أفهمك إننى لست راغبة فى إقامة علاقة مستمرة معك .
- هل تتخيلين أننى ربما أكون مثل والدك عاشقا للنساء ؟ تعرين يا كاسى أن الجروح غير المرئية هى الأكثر إيلاما .
تيبست كاسى وقالت :
- هل تقصد أن أبى رسخ فى ذهنى أفكارا سيئة .
اعترف دان :
- هذا أمر محتمل .
- ربما على أية حال قد علمنى شيئا : إذا كسر أنفك فلا تغضب إلا من نفسك .
كانت كاسى تغلى من شدة الغضب . لماذا لم تفكر فيما ستقوله لـ دان حتى تقنعه ؟.
- أعتقد أنك تضعين الحصان أمام العربة يا عزيزتى .أنا لم أطلبك للزواج .
جلست كاسى مشدوهة .تورد وجهها . نظرت إلى دان الذى كان مبتسما ، وعيناه تلمعان لمعة شيطانية .أرادت أن تقذف بقدح القهوة فى وجهه ولكن فى هذه اللحظة تماما نهض .
- إذا كنت تحبين الاحصائيات يا حبييتى فإليك واحدة . أغلب الزيجات تفشل بسبب الملل . تسأم الزوجة زوجها والعكس صحيح هذا لا يمكن أن يحدث لنا .
لاذت كاسى بالصمت . ثم رفعت عينيها نحو دان
غمز لها فلم تستطع أن تمنع نفسها من الابتسام :
- اذهب إلى الجحيم يا دان . إنه حديث جاد .
قال مجبرا إياها على النهوض من مقعدها :
- بالتأكيد يا عزيزتى . جاد تماما مثلما أنا متعب . أريد أن ارتاح قليلا إننى لم أنم جيدا هذه الليلة . دعينا نستريح وبعد ذلك نستأنف الحديث .
تمدد على الأريكة . كانت كاسى هى الأخرى متعبة فوجدت أن فكرته لا بأس بها . ذهبت لتستريح ولكن هيهات ، للمرة الألف أخذت تسأل نفسها عن القدر الذى ساق إلى طريقها هذا الرجل فى ليلة ضباب .
فى المساء عندما سألها دان إن كانت تريد تناول العشاء فى مطعم فرفضت كاسى بهز رأسها :
- لدى حساء وطعام معلب ، إذا كنت تستطيع الاكتفاء بطعام بسيط .
- لست صعب الارضاء . سخنى العشاء بينما أضع السيارة فى الجراج . سنسافر بسيارتى إلى بند .
- دان . أريد أن أقود سيارتى الخاصة .
- هذه حماقة . لدى سيارتان أخريان فى المنزل .
- أنا لا أفهمك
قاطعها :
- حسن . إذا كنت لا تفهميننى فلن تقابلنا مشكلة السأم ولن تشملنا الاحصائيات الخاصة بالزواج .
ذهبت كاسى وأحضرت ماكينة الخياطة التى وضعتها فى الدولاب لتبتعد قليلا عن المناقشة .
كانت تتوقع تعليقا ساخرا ولكن اكتفى دان بالعبث فى صندوق الخياطة . أخرج قطعة قماش قطنى مقلم أحمر وأزرق ووضعها أمامها .
- من الممكن أن يصبح هذا قميصا ؟
-لا
انفجرت كاسى فى الضحك وأخذت من يديه قطعة القماش ووضعتها فى الصندوق .
اقترب منها :
- ما الذى يناسبنى بين كل هذا حتى تقصى لى قميصا ؟
- أنت تمزح ! هل سترتدى قميصا فعلته بنفسى ؟
- بالتأكيد . ألا تصدقينى أبدا ؟ سأصاب بشد عضلى بدون شك عندما سأنزل ماكينة الخياطة لكننى أريد أن أخوض المخاطرة من أجل قميص .... ومن أجل قبلة .
استطرد :
- إنك ستصبحين أكثر جمالا عندما تتقدمين فى العمر
- لا ...
- صه ! أعرف أنك لا تريدين أن أشير إلى جمالك لكننى سأتحدث عنه .
أمسك يدها فى رقة .
- ذقنك يشوكنى إنك رجل فريد على أية حال !
ربتت على حده فى حنان , ثم أرادت أن تبتعد لكنه منعها من ذلك ممسكا ذراعها . انفجرت كاسى فى الضحك . لا لم يكن هذا ممكنا , هذه الضحكة هذه السعادة ليست حقيقية ! لكن كم هو جميل أن تكون بين ذراعي دان ! أن تمزح معه كالمراهقين .
صاح عاقدا حاجبيه :
- سأعلمك كيف تطيعين سيدك .
- أنبأتك يا دان أننى حصلت على دورة فى الفنون الحربية .
- تقصدين أنك لن تترددى فى أن ..
- أن أدافع عن نفسى .
بدت عيناها كبقعتين من الذهب الصافى . ابتعد بينما تظاهرت بانها تدافع عن نفسها .
- يا لها من امراة قوية !
أخذت كاسى وجه دان بين يديها . إنها لم تشعر قبل ذلك بهذه السعادة وبهذه الحرية .
- صغيرى المسكين يكفينى أن أقبلك قبلة صغيرة حتى تشعر بالأمان .
وأخيرا خرجت كاسى عن كل تحفظ .
قال :
- قبلة أخرى .
- انتظر ...
نظرت إليه فى مكر ثم أخذت تدغدغه , واخذ يضحكان من جديد .
قال :
- توقفى ! توقفى عن ذلك كاسى .
لقد حدث تحول غريب فى حياة كاسى منذ أن قابلها هذا الرجل الساحر . على الرغم من الظروف السيئة التى جمعتهما إلا أنها تشعر بسعادة لم تشعر بمثلها قط . هذه هى المرة الأولى التى تشعر فيها بانها قريبة إلى شخص ما إلى هذا الحد . نظر فى عينيها :
- أريدك لى زوجة , وصديقة ورفيقة ..
كان صوته أجش يدل على ما شعر به من عاطفة .
- عزيزتى .. أريدك أن تكونى زوجة لى . أنت أيضا تحتاجين إلى ذلك . دقات قلبك تكشف عن ذلك .
همست فزعة :
- ليس الآن .
- سيكون ذلك كما تريد سيدتى . حبيبتى أنظرى إلى هل تريدين أن تكونى زوجة لى ؟
أجابت والدموع فى عينيها :
- أنت تعرف أنه نعم .
- سنخضع لطلباتك يا عزيزتى لكن يجب ان أخلصك من خوفك .
نهض دان وجذبها برفق , وقادها إلى الأريكة حتى تستريح .
عندما وصلا إلى بورتلاند كانت الأمطار تنهمر بشدة . كانت كاسى سعيدة ,. لانها لن تضطر إلى أن تقود السيارة بنفسها . ذكرتها ستائر المطر والضجيج بمساء الحادث .
تركت يد دان عجلة القيادة وأمسكت ذراع رفيقته .
قال لها :
- اقتربى .
إنه حلم أن تكون مع مثل هذا الرجل ! ربما يكون ذلك ما زاد من قلقها :
إن الأحلام نادرا ما تتحقق . كانت معجبة بملامح وجه رفيقها . وحاجباه معقودان مركزات فى القيادة . قالت فى نفسها : أحبك يا دان . لا أريدك أن تكون حلما . أريد أن يكون كل ذلك حقيقة .
- ربما سيزورنا والدك .
أيقظ صوت دان السيدة الشابة من أفكارها .
- أشك فى ذلك . لقد اخبرته أين سأكون ؟ لكن يجب ان يشعر بالذنب بعد ما قاله لى .. كتبت كلمة ل جودى ستكون الوحيدة من بين صديقاتى التى سأفتقدها .
- جودى فقط ؟
- جميع الأخريات علاقات عمل . ليست لدى النية لكى أراهم من جديد .
قال دان موافقا على كلامها :
- من يأسف على مثل هؤلاء الأصدقاء ؟
استندت كاسى إلى كتفه .
- حدثنى عن بند . هل والدتك هناك الآن ؟
- لا إنها فى نيويورك مع إحدى أخواتى . أمى تعشق المسرح إنها تقضى مع عمتى وقتهما فى برودواى أو فى لندن .
- لندن ؟ لترى المسرحيات ؟
- ليس لكى ترى المسرحيات فقط . إن لديها أصدقاء هناك . عمتى بولا عكس والدتى وأختها الأخرى . إنها صعبة التخلى عن جذورها !
عرفت كاسى من نبرة دان المحبة كم يحب عمته بولا .
- هل سأراها ؟
التفت نحوها دان وقال :
- عمتى بولا سيدة مختلفة قليلا . إنها مربية نحل .
- عمتك تربى النحل ؟
- أمر غريب أليس كذلك ؟ لديها حديقة مليئة بخلايا النحل . إنها تتاجر فى العسل ولقد فتحت عدة متاجر تحمل اسمها فى بورتلاند : عسل العمة بولا إنها تمتلك علامة مميزة .
- أنت تمزح .
انفجر دان فى الضحك وقال :
- لا , أنا لا أمزح على الإطلاق .
- هل هى متزوجة ؟
- مات زوجها منذ عشرين عاما . ليس لديها أطفال وتدعى أننى ابنها ! إنها تشتاق لمعرفتك .
كلماته الأخيرة جعلت كاسى تشعر بالعصبية ., سألت دان بصوت حاد :
- لماذا ؟
- تشتاق لتتعرف عليك , لإنها تحبنى . تريد أن تتحقق من صحة ما قلته عنك .
صاحت كاسى فى غضب :
- دان ! انت لم تحك ما دار .. بيننا لأسرتك .
- بلى بالتأكيد ., قلت لهم إننى أريد الزواج منك . لماذا كنت سأخفى عنهم ذلك ؟
كان بنبرته بعض التغطرس .
- لأننا .. لم نقرر شيئا بعد .
- بلى . إذا عارضت ما قررته فسأفقد احترام عائلتى لى .
- لا أدرى على الإطلاق متى تمزح ؟ أنت تسخر منى ! لا أعرف كيف أتصرف أمام أناس يقيموننى .
- إنى أمزح . ستحبين عمتى بولا تماما كما أنها ستحبك . أول شئ تفعله سيكون أن تحضر لك كتابا فى فن الطهى . إنها تستبدل السكر بالعسل فى كل أطباقها .
ابتسم إليها دان .
- أين تسكن أنت ؟
جاء هذا السؤال توا على ذهن كاسى .
- فى كوخ بالقرب من مكان العمل فى الغابة . أعيش هناك من وقت لأخر . أحيانا أعيش فى المنزل . كلبتى تعيش هناك وأذهب لكى أراها .
استطردت كاسى :
- من الذى يهتم بالمنزل فى هذا الوقت ؟
عمتى بولا فى جزء من الوقت . وأنا فى جزء أخر . أمى تزرع بعض أنواع الخضروات فى هذا المسكن .
قالت كاسى :
- أعشق المنازل حيث توجد النباتات .
كان المشهد رائعا . يخترق الطريق الغابة . ومنطقة مساكن للهنود .
انحرف ادن ناحية الشمال واتخذ اتجاه مدينة تدعى " مدراس " شعر بعصبية رفيقته المتزايدة فأخذ يكلمها عن المنطقة .
قال :
- لم يعد البيت بعيدا . المكان يرى هنا . نحن قريبان جدا من جبل " باكور " لدى صديق ينظم جولات الجو جميل جدا هنا والثلج ناعم جدا . بالمناسبة هل تتزحلقين عن الجليد ؟
- قليلا . لست ماهرة .
- هناك حلبات لكل المستويات .
أمسك دان يد السيدة الشابة . يبدو أنه يريد أن يعطيها بعض الشجاعة التى تنقصها . بقيا صامتين حتى وصلا إلى " بند " إنها صغيرة بالمقارنة إلى " بورتلاند " .
ضحك متفاخرا :
- هذا هو شارعنا الرئيسى .
وجدت كاسى المدينة ساحرة . اخترقا الشارع ليجدا نفسيهما على الطريق مرة أخرى .
- إننا نسكن خارج " بند " على شاطئ النهر . لقد وصلنا يا عزيزتى .
سحبت كاسى يدها , وأصلحت الإيشارب على أذنيها . |