عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 07-26-2011, 03:27 PM
 
الفصل التاسع

سلك دان طريقا ضيقا يقطع حقلا ممتدا من التبن تنمو به أشجار عالية , وبعد ذلك اخترق براري مسورة حيث يرعى فرس ومهر فى الحشائش . ركض هذا الأخير نحو السور ليرى السيارة المارة , ثم عاد إلى أمه . عبر دان بعد ذلك قطعة أرض كثيفة الأشجار تنتهى حدودها عند حدود مرج . فى هذا المكان يقبع منزل ضخم بالحجارة البنية . سلك بعد ذلك طريقا ضيقا تحفه الأشجار الصغيرة ينتهى بممر مبلط .
شعرت كاسى بخيبة أمل . لقد تخيلت أن عائلة دان ستكون فى استقبالها لكن الباب الضخم ذا المقابض المزخرفة كان مغلقا .
كان لون اعلى البيت على الرقم من تأثره بمرور السنين جميلا ومناسبا تماما للبيئة المحيطة . طريق ثان يحيط بالبيت يؤدى إلى الجراج . ولكن ترك دان السيارة بالخارج .
نظرت كاسى إلى صديقها وقالت :
- إنه جميل جدا . هذا المكان يبدو هادئا .
أمسك دان يدها وقال :
- كنت اعرف أنك ستحبينه يا عزيزتى . الشمس هنا لتستقبلنا .
خرج من السيارة , وفتح الباب للسيدة الشابة . دخل الاثنان إلى المنزل . وجدا نفسيهما فى صالة كبيرة فى الدور الأرضى تؤدى إلى حجرة الطعام . كانت حجرة الطعام مزينة بلوحات جميلة من الطبيعة , كان يوجد مدفأة ., أرائك وثيرة , طاولة وكراسى .
فى الردهة المجاورة ساعة حائط ضخمة أسفل سلم خشبى , الأرض الخشبية ملمعة براقة تحت السجاد الصوفى دليل على عراقة المسكن . كان على أية حال تماما مثلما وصفه لها دان . إنه يعكس الرفاهية , والذوق الطيب والهدوء .
قاد دان كاسى إلى مطبخ واسع به نوافذ واسعة , طاولة مستديرة , وكراسى ذات ظهر مستقيم , موضوعة بطريقة تجعل الجالس إليها يرى النهر .
حتى الآن لم يتفوه دان بكلمة :
- سأطلعك على الطابق العلوى .
أمسك يدها وسبقها إلى السلم الكبير المؤدى إلى الغرف . كان باب الغرفة الأولى مفتوحا . والشمس تغطى السجادة البنية الموضوعة أمام النافذة . فى وسط الغرفة سرير كبير مغطى بمفرش صوفى مقلم احمر وأزرق , إنه مكان ظهرت به , لمسات رجولية . الأثاث داكن وثقيل , الكراسى مكسوة بالجلد . هناك بابان . واحد يؤدي إلى الدولاب والثانى إلى الحمام . هذه الغرفة تتناسب مع دان .
سألته كاسى :
- هل هذه غرفتك ؟
- غرفتنا ؟
أجابها دان بسؤال أخر . غاصت كاسى بعينيها فى عينى دان الداكنتين وهزت رأسها . فكرت فى أن الصمت هو أفضل إجابة دفعها دان برفق لتعبر ردهة تؤدى إلى غرفات أخرى .
- هناك أربع غرف فى الطابق الأول . ثم شقة صغيرة فوق الجراج للضيوف . هنا حجرة أمى لكن كما تعرفين نادرا ما تكون فى البيت . هذه غرفة صغيرة تصلح تماما لتكون حجرة للخياطة . فى الجنب توجد غرفة أخرى . ستقيمين فيها فى انتظار أن تشاركينى غرفتى بعد الزواج .
فتح دان بابا وابتعد ليدع كاسى تدخل . كانت الحجرة فسيحة , ومربعة الحوائط ., مدهونة باللون الأبيض . الأرض مفروشة بسجادة خضراء , وطاولات وكراسى بيضاء . السرير مفروش بغطاء هندى موشى بزخارف حمراء مع وسادات مناسبة . على الأرض أصص نباتات عطرية .
قالت كاسى فى إعجاب :
- إنها رائعة .
ابتسمت إلى دان ابتسامة مشرقة فاحتضنها .
- أحب أن أراك فى منزلى .
- كنت أعتقد أنه منزل والدتك .
ابتسم إليها معاتبا. ربت على خدها فى رفق .
- دان ماردوك . يا لك من مراهق .
- لكنك انت دائما اميرتى الجميلة .
أخذ يضحك محتضنا كاسى . كل نظرة وإشارة من دان تكشف عن عاطفة غامرة يكنها دان ل كاسى وهى تكاد تنصهر تحت نظراته .
لم يكن لديها رغبة إلا فى شئ واحد . أن تبقى بالقرب منه تشعر بنبضات قلبه التى تعبر لها ببلاغة لا تصل إليها الكلمات . رأت نفسها فى عينيها .
- أحبك يا جميلتى . أحبك .
أجابت كاسى مضطربة :
- وأنا أيضا .
كانت الدموع تلأتلأ فى عينيها .
سمعا صوت سيدة :
- كوكو دان ! إنى أنتظرك منذ وقت طويل .
قال دان مفسرا إلى كاسى :
- إنها عمتى بولا إنى مندهش , لأنها لم تصعد حتى تفاجئنا فى وضع غرامى , إنها متشددة بعض الشئ , ولكن بها صفة حميدة وهى إنها مباشرة فى تصرفاتها .
شعرت كاسى بالقلق وتبين دان ذلك فربت على كتفها حتى يطمئنها .
استطرد :
- إنها تلاحقنى منذ وقت طويل حتى أتزوج فتاة طيبة . ستحكى لك فى البداية تاريخ العسل .
كانت سيدة تنتظر أسفل السلم . ذات شعر رمادى , عيناها واسعتان ولها ابتسامة مشرقة . ترتدى بنطلون جينز , وتى شيرت مطبوعا عليه العمة بولا كلها من العسل .
استقبلها دان بقبلة حانية على وجهها . اضطر إلى أن ينحنى فهى تصل إلى صدره بالكاد .
قدمهما لبعضهما :
- عمتى بولا . كاسندرا فارو ولكن ندعوها كاسى .
- صباح الخير يا كاسى . يا إلهى كم هى طويلة ورشيقة وشعرها وعيناها بلون العسل .
مدت العمة بولا يدها لتصافح صديقة ابن أخيها . لمعت عيناها بالسرور .
قال دان مرحا :
- كنت اعرف أنك ستقولين هذا .
- لماذا تأخرت فى اصطحابها إلى هنا يا عزيزى ؟
- لقد جئت بأسرع ما استطعت يا عمتى الصغيرة .
هزت العمة بولا رأسها فى رضا . نظرت كاسى إلى دان خلسة , ورأت أنه سعيد باستقبال عمته الحار .
قالت :
- هيا بنا نشرب القهوة ., سنتعرف أكثر ل دان هنا صديقة صغيرة ستغضب لانه لم يذهب ليسلم عليها بعد اسمها سالى ولها أجمل عينين زرقاوين فى العالم .
سارت كاسى إلى جانب العمة بولا وتبعهما دان بعد لحظات .
فتح الباب فظهر كلب أسود كبير وأسرع نحو المطبخ . وقف لحظات عند الطاولة المستديرة ونظر إلى كاسى فى فضول . كانت العمة بولا محقة , هذه الكلبة لها عينان زرقاوان مدهشتان .
قال دان بصوت حازم :
- قولى صباح الخير ل كاسى يا سالى .
تقدمت الكلب عدة خطوات . جلست , ورفعت فمها وتأوهت ثم نظرت إلى دان وقفزت فى سعادة .
ربتت كاسى على ظهرها وقالت :
- صباح الخير يا سالى .
سألت وهى تضع يدها على رأس الكلبة الكبيرة :
- ما سلالتها ؟
أجاب دان :
- إنها كلبة من الكلاب التى تجر الزلاجات فى سيبيريا . اسمها سوفسكايا لكننا سميناها سالى .
أعرفت لماذا ؟ إن اسم سالى أسهل .
أحضرت العمة بيا القهوة والأقداح ووضعتها على الطاولة .
سألت دان :
- هل ستشرب القهوة معنا ؟
- بالتأكيد . بشرط أن تقدمى لى واحدة من كعكاتك اللذيذة ., وبعد ذلك سأذهب لأفرغ محتويات السيار
أخذ دان مقعدا وجلس وظهره إلى النافذة .
- كيف حال فريد وهانك ؟ هل لديهما الكثير من العمل ؟
- نعم , إنهما مشتاقان للمجئ لرؤية زوجة اخيهما القادمة .
شعرت كاسى بالتوتر , شدت الوشاح إلى أذنيها .
لاحظ دان ذلك ونظر إليها بحنان عندما ارتجفت يداها وهى تمسك بقدح القهوة . فى هذه اللحظة لاحظت أن العمة تتفحص ندبات يدها . سحب يدها بسرعة ووضعتها فوق ركبتها .
- كل العائلة دفعة واحدة , هل أنت مستعدة لمواجهة ذلك يا عزيزتى ؟
خفضت كاسى عينيها . هكذا . لقد اصطحبها دان إلى هنا , ليقدمها لأسرته والمقابلة ستكون هذا المساء . لم يكن لديها أى خبرة عن العائلة وخاصة إذا كانت عائلة مترابطة مثل عائلة دان . ثبتت نظرها على دان رغم أنها لا تراه . إن رأسها يموج بالأفكار .
فجأة . رن جرس التليفون . ذهب دان إلى الطرف الأخر من المطبخ ليجيب . فى طريقه ربت على كتف كاسى فشعرت بالدموع تتصاعد إلى عينيها .
قالت العمة بولا لتزيل الصمت وعلى شفتيها ابتسامة أشرقت وجهها المجعد وعينيها الماكرتين :
- كنت أنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر . كنت أعرف أن دان سينتهى بالتعرف على الفتاة المناسبة تماما مثل أبيه وأخويه . فى هذه العائلة يختار الرجال زوجاتهم بعد تفكير ناضج , ثم يقعون فى حب عميق , لقد وجد دان المراة التى تلزمه .
نظرت كاسى إلى السيدة العجوز طويلا قبل أن تسألها :
- كيف تأكدت أننى الفتاة التى تلزمه ؟ أنت لا تعرفين شيئا عنى قد أكون واحدة من المعجبات اللاتى يدرن حوله ..
- عندى ستون عاما يا صغيرتي , إننى لم أولد بالأمس . إذا كنت مجرد فتاة ممن يدرن حوله - كما تقولين - لما اصطحبك دان إلى منزل أمه .
تكلمت العمة بولا بصراحة . نظرت إليها كاسى بدهشة بينما كانت تهم بالحديث . عاد دان وجه كلامه إلى السيدة الشابة :
- هانك بحاجة إلى عدة أيام . يجب ان أذهب . إنى سعيد بتعرفك على عائلتى وستكونين معها أثناء غيابي .
أجابت كاسى :
- لدى العديد من الأشياء التى يجب ان أفعلها كما يجب ان أخيط أنت تعرف هذا جيدا .
قدمت العمة بولا الكعك بالتفاح , وتناولوا الحديث عن مشروعات كاسى . بدت العمة بولا ودودا بشكل جعل كاسى تنسى اللقاء المرتقب مع باقى عائلة دان .
سألت السيدة العجوز :
- هل تريد المزيد من الكعك يا دان ؟ هناك الكثيرمنها فى الثلاجة طهوتها اليوم . هل تعتقد أن أربع كعكات كافيات ؟
رددت كاسى فى دهشة :
- أربع ؟
انفجر دان فى الضحك :
- هناك اثنا عشر طفلا وسبعة كبار , ويكون العدد تسعة عشر بك يا عزيزتى
قالت العمة بولا :
- يجب أن تأتى لوسى وماريان مع هيلين .
نظرت إليها كاسى فى حيرة .
سألها دان فى دهشة :
- هل عادت ؟
ثم التفت إلى كاسى وشرح لها :
- لوسى أخت هيلين وهكذا يكون العدد عشرين . من الأفضل أن تصنعى كعكة أخرى يا عمتى بولا.
مر بعد الظهر بدون أى حادث . عادت العمة بولا من منزلها - كانت تسكن فى المنزل المجاور - ومعها كعكات وضعتها فى الفرن . أفرغ دان السيارة من محتوياتها وساعد كاسى على ترتيب حاجياتها . كانت سعادتها فى أن تكون بجانبه , وكان ذلك هو الشئ الوحيد الذى يزيل خوفها . بالإضافة إلى أنها كانت مشغولة بما سترتديه هذا المساء وتسريحة شعرها , شعرت أنها فتاة مراهقة تستعد لأول حفل لها .
أخذت دشا وغسلت شعرها جيدا , ثم جففته بالمجفف . نظرت إلى نفسها فى المرآة , وبدت سعيدة بالنتيجة , بدت المشكلة فى اختيار ما سترتديه , فتحت الدولاب وهمت باختيار الفستان عندما طرق دان الباب ثم دخل .
أخذها بين ذراعيه قال :
- رائحتك ذكية . جئت لأقول لك أن ترتدى ملابس قديمة . لابد أن الأطفال سيطلبون اللعب بالكرة
- دان . أريد أن أضربك لما ورطتنى فيه ! وأنا ..
أسكتها دان بقبلة خاطفة .
- ما الذى يزعجك ؟ أنت لست خجولا ! امرأة قادرة على عمل الإعلانات أمام مئات الأشخاص . لا تخشى مواجهة واحد وعشرين شخصا معظمهم من الأطفال .
- إنه ليس نفس الشئ يا دان . إنه أمر جديد . لم يكن من الواجب ان آتى . ستعتقد عائلتك أننى أثرت عليك حتى ترتبط بى بعد الحادث .
اعترض دان :
- هذه هى أحمق الكلمات التى سمعتها على الإطلاق ! هل تعتقدين أننى أحتاج إلى موافقة عائلتى لاختيار المرأة التى سأعيش معها ؟ أود أن تقدرك عائلتى وأن تحبينها . ولكن لن يغير رأيهم أى شئ فى مشاعرى .
احتضنها دان برفق وعلى الفور ذاب خوفها وقلقها كالثلج تحت الشمس . همست :
- إنى أشعر ببعض الخجل .
- لا داعى لهذا الشعور . سأكون معك وسيمر كل شئ بخير .
نظرت إلى عينيه محاولة أن تستمد منهما شجاعتها . فرأت فيهما إما الغضب أو الحب.
- سأحاول ..
- غدا , سيذهب الأطفال إلى المدرسة , ولذلك لن يتأخروا كثيرا هذا المساء , والآن اذهبى وارتدى بنطلون جينز , وبلوفر . سيكون الجو باردا بمجرد غروب الشمس . سأبقى حتى أساعدك فى اللبس
صاحت كاسى :
- اخرج من هنا يا دان و إلا سأنادى على العمة بولا .
غادر الغرفة .
عندما نزلت كاسى السلم بعد عدة دقائق كانت ترتدى بلوفر أصفر وبنطلون جينز , وحذاء أصفر مناسب , وعلى شعرها عصابة من الحرير .
دخلت المطبخ بينما كان دان يفرغ محتويات كيس فى أطباق من الكارتون . نظر إليها تاركا الكيس يسقط على الأرض . ثم فتح ذراعيه واستقبل كاسى التى جرت إليه .
- أنت تشبهين الكتكوت فأنت رقيقة وناعمة مثله .
قبلينى وعلى الفور ساعدينى فى وضع الطاولة على الشرفة .
فردت كاسى مفرشين على الطاولتين ثم وضعت الشوك والسكاكين .
سألت دان بعد أن انتهت :
- هل هذا كل شئ ؟
- سنعد القهوة فيما بعد . لدينا بعض الوقت حتى يأتى الجميع , وأود أن أقضى هذا الوقت معك .
أمسك دان ذراع السيدة الشابة وقادها إلى حجرة المعيشة . غرق الاثنان فى جو من السحر . كان الأمر كأنهما كانا معا دائما . نسيت كاسى كل الأسئلة المحيرة وكفت عن التفكير مستسلمة لنشوة القرب من هذا الرجل .
أمسك يدها وجلس معها على الأريكة . ثم احتضنها وأخفى وجهه فى شعرها الذهبى .
بادرته :
- دان .. كيف بقيت أعزب حتى هذا الوقت ؟
كدت اتزوج ذات مرة ,وفى الوقت الذى حدددناه لإتمام الزواج رن لى إنذار خطر . تظاهرت لحبيبتى بأننى لست ثريا , ففرت على الفور وهجرتنى , لانها ترفض الزواج من عامل بسيط .
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتى دان . نظر إلى كاسى .
- وجرح قلبك يا عزيزى ؟
ضحك مهدهدا كاسى بين ذراعيه وقال :
- ليس تماما . كنت صغيرا جدا عندما حدث ذلك . كنت أعتقد أننى أملك العالم .
- فى هذه الفترة من فترات الحياة عندما يعتقد المرء أن هذا العالم ينتمى إليه ويستطيع أن يفعل فيه ما يريد . لقد أحسنت فى مكياجك هذا المساء . أنت جميلة .
نظر إليها بشدة وعيناه تلمعان بالمكر . تبع الندبة التى فى خدها ولأول مرة يلمس أذنها المجروحة تحت شعرها .
تيبست كاسى فى مكانها لكنه قبلها رغم كل شئ , لم تقاومه كاسى ولم تخش أن يكتشف باقى ما تخفيه من ندبات . كان ضربا من الجنون أن تستسلم للمساته على هذه الأريكة . لكنها فقدت كل قدرة على المقاومة . وشعرت أنها تسبح فى فضاء لا نهائى .
فجأة فتح باب المسكن .
- أوه , أوه يا دان ! أحتاج إلى المساعدة لحمل الكعكات .
زفر دان , انفجرت كاسى فى الضحك وانتزعت نفسها من حضنه .
قال :
- المرة القادمة ذكرينى بأن أغلق الباب بالمفتاح .
أصلحت كاسى من هندامها وأعطته مجلة .
- ما عليك إلا أن تقرأ يا دان . سأذهب لمساعدة عمتك .
قال دان فى سعادة وهى تغادر الحجرة :
- حسنا !
عندما رأت كاسى السيدة الشابة وهى تحمل الكعكات فى يدها بصعوبة سألت نفسها : كيف استطاعت الوصول إلى هنا . لكنها وصلت على اية حال .
- كنتما فى وضع غرامى . أليس صحيحا ؟
ازال دان أحمر الشفاه عن شفتيك . هذا الولد لن يتركك فى سلام حتى تتزوجينه , وسيجبرك على البقاء فى غرفة النوم خلال أسبوع ! فعل والده ذلك مع زوجته . كانت حاملا فى هانك فى اليوم التالى لعرسهما .
توردت كاسى لهذا الحديث الصريح .
- إيه يا سيدتى . دان لم يخبرنى باسمك .
- بلى لقد أخبرك به , العمة بولا . لا تخشى من رفع الكلفة بيننا . الجميع يناودننى العمة بولا .
ضحكت عينا السيدة العجوز وأحاطت خصر كاسى بذراعها .
- سأفعل أنا أيضا . وكذلك اعتبرك قريبة لى .
قال دان خلف السيدتين :
- أتصور أنكا تتآمران على .
التفتت كاسى . سالته فى براءة تامة :
- هل قرأت المجلة كلها يا دان ؟
ربت على ذراعها . ردد مقلدا صوتها :
- نعم قرأت المجلة بأكلمها . هل تريدين أن أذهب إلى بيتك لاحضر باقى الحلوى يا عمة بولا ؟
- سأرافقك . كاسى تحتاج إلى أن تصلح من مكياجها . وبعد ذلك تتركها وشأنها يجب ان تكون جميلة هذا المساء .
ربتت كاسى على خد دان ابتسمت إليه ابتسامة ماكرة .
قالت وهى تمضى :
- استمع إلى نصائح عمتك .