سألته وهي تناوله الدلو:
_ أيمكنك أن تحضر لي قلماً لأكتب رسالة صغيرة؟
_ لا...
لم تدعه لين يكمل الكلا فتوسلت:
_ أنا بحاجة إلى المساعدة ياكونيل! أنت تعلم أني سجينة هنا وأريد الفرار باي ثمن!
هذ الشاب رأسه وابتعد بسرعة بعد ان أغلق النافذة.
ظلت لين قرب النافذة تراقب كونيل الجالس على مدخل العربات تحاول أن تلفت انتباهه. لكنه تحاشى النظر إليها فقررت أخيراً الانسحاب كي لا يلحظها أحد ويخبر زوجها بالأمر.
جلست تفكر في طريقة كفيلة بكسب الشاب إلى جانبها. قد يكون المال وسيلة صالحة لذلك. لكنها تركت حقيبة اليد التي تحوي مبلغاً محترماً في صندوق السيارة. هل يقبل كونيل بمجرد وعد باعطائه المبلغ بعد هروبها؟ ولكن كيف يصدقها وكيف تصل إليه لتعطيه المال؟ خطة محكوم عليها بالفشل.
تنهدت لين وقالت في لنفسها:
_ لافائدة من كل الخطط. سيسجنني هذا الشرير هنا حتى يمل مني ويشعر بحاجة إلى التغيير.
كانت واثقة من أن هذا المال لن يحل قريباً. فعليها أن تتأقلم نفسياً لتتحمل الايام الطويلة الآتية. رادولف معجب بها كثيراً وهي لاتنكر أنه وسيم جداً برغم قسوته.
أين ذهب؟ أين يغيب كل هذه الساعات؟ هي لاتتصور زوجها ، كغيره من الغجر. يتنقل من باب إلى باب عارضاً مقلاة أو غلاية، فطبعه المتغطرس يمنع عليه ذلك.
مر الوقت ببطء مزعج ولين تجلس في العربة لاتجد شيئاً تفعله بعد أن انتهت من التنظيف وحضرت العشاء لزوجها. أخذت تقيس العربة عرضاً وطولاً كأنها قطة سجينة في قفص. غلى متى يمكنها تحمل هذه المعاناة؟ أعصابها المحطمة لن تساعدها على اجتياز الامتحان الصعب. ياليتها لم تستعمل السوط في تلك اللحظة المشؤمة! بلى، حسناً فعلت لأنه يستحق الضرب ، ولأن أي فتاة غيرها فعلت الشيء نفسه مع شخص حاول الاعتداء عليها...
لم تعد لين تتحمل الوحدة حتى أنها شعرت بالارتياح عندما عاد رادولف في المساء منهوك القوى ، لكن الملاحظة التي أبداها فور وصوله أعادت توترها وغضبها.
_ ياللنظافة! يبدو أنكِ قررتِ أن تصبحي زوجة مطيعة. قرار حكيم
نظر رادولف إلى عينيها ولا حظ باكيتان ثم قال:
_ لا تحزني على حالك فربما أجعلها أسوأ.
صاحة فيه غير آبهة للعواقب:
_ أسوأ؟ وهل هناك أسوأ من هذا؟
نظر إليها وعلى شفتيه إبتسامة ماكرة قبل ان يجيب:
_ بامكاني مثلاً أن أضربكِ يومياً.
امتقع وجهها ثم قالت بصوت شبه هستيري:
_ أكرهك. لا بد أن أنتقم منك يوماً أيها الـ ...
قاطعها الغجري بضحكته فأكملت:
_ سأقتلك إذا استطعت!
_ أنا واثق أنكِ ستسرين كثيراً لو رايتني ممدداً على الارض أسبح في بحر من الدماء.
ثم أردف:
_ اجلسي وأخبريني عن ظروف حياتك ، عن وظيفتك مثلاً
_ كنت أعمل في شركة ، وعلى فكرة سيبدأ زملائي بالتحري عني قريباً.
_ سأعالج هذا الامر ياعزيزتي. أما الآن فأخبريني عن نفسك.
نظرت إليه باستغراب فلماذا يهتم بمعرفة خصوصياتها؟ ، على أي حال هذا هدأ غضبها وشعرت بالسرور لوجود أحد قربها تتبادل معه الحديث ، وأن يكون هذا الاحد"الأحد" شخصاً تكرهه حتى الموت.