وعلى طاعته أدوم ومن الجنة أدنى وأنصب
ومن النار أبعد ولفعل الخيرات أسبق
أحكام الصيام في شهر رمضان
الحمد لله والصلاة والسلام على حبيبنا
محمد صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما وبعد
فإن الصيام لغةً الإمساك ، وشرعاً إمساك مسلم مميِّز
عن المفطرات من الفجر إلى المغرب.
والأصل في وجوبه قال تعالى:
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُهُدًى لِّلنَّاسِ
وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَمِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ).
مراقبة هلال رمضان
ويجب مراقبة هلال رمضان ليلة الثلاثين من شعبان،
لأنه يجب صيامه
لقوله صلَّى الله عليه وسلم:
(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
فإن غمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً)
(رواه البخاري ومسلم.(
فقد روى أبو داود عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيت الهلال
فصام وأمر الناس بالصوم. صححه ابن حبان.
شروط وجوب الصيام
الصيام واجب على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام.
ولا يصح من الكافر الأصلي ولا المرتد ولا يصح من حائض
ولا نفساء. ولا يجب على الصبي
ولا يجب أداؤه على المريض الذي يضره الصوم، ولا المسافر سفراً طويلاً وعليه القضاء. ولو صام المريض والمسافر صح منهما، وإذا ضرهما حرم عليهما.
ولا يجب على العجوز الفاني مخافة التلف والموت.
فرائض الصيام
النية
ومحلها القلب فلا يشترط النطق بها باللسان
الإمساك
الإمساك عن الأكل والشرب وعن إدخال كل ماله حجم،
ولو كان أجزاء صغيرة كدخان السيجارة، إلى الرأس
أو البطن أو الأمعاء ونحوها من منفذ مفتوح كالفم
أو الأنف، أو القبل أو الدبر من الفجر إلى المغرب.
وقته من الفجر إلى المغرب
فمن أكل بعد الفجر معتقداً أن الفجر لم يطلع
فسد صومه ولزمه القضاء وعليه الإمساك
عن المفطرات باقي النهار فإن كان اجتهد فأكل
ثم تبين له أنه دخل الفجر لم يأثم كأن اعتمد
على صياح الديك المجرب.
وغروب الشمس علامة على دخول الليل.
مفسدات الصيام
والَّذي يبطل الصيام أشياء هي
الأكل والشرب عمداً
وكذا إذا طرأ على المرأة حيض أو نفاس ولو قبيل
الغروب بقليل أفطرت.
ويفسد الصيام بالجماع عامداً باختياره نهاراً ذاكراً
للصيام ولو لم ينزل المني.
أما من جامع ناسياً فلا قضاء عليه. أما الصائم النائم
إذا احتلم فلا يفطر، بخلاف خروج المني منه بالمباشرة
أو الاستمناء بنحو اليد عمداً لا ناسياً.
ويستحب في الصيام أشياء منها
تعجيل الفطر إذا تحقق من غروب الشمس لقوله
صلَّى الله عليه وسلم:
"لايزال الناسُ بخيرٍ ما عجلوا الفطر".
ويستحب أن يفطر على رُطبٍ أو تمرٍ فإن لم يجد
فعلى ماء وذلك قبل أن يصلي المغرب. ويقول: "
اللهمَّ لك صمت وعلىرزقك أفطرتُ"،
ولا بدَّ من قبل الإفطار من التحقق من غروب الشمس.
تأخير السحور إلى أخر الليل وقبل الفجر
ولو بجرعة ماء.
وكذلك يتأكد في حق الصائم صون لسانه عن الكذب
والغيبة والكلام البذيء و غير ذلك من الأمور المحرمة
وفي الحديث الصحيح
)رُبَّ صائمٍ ليس له منصيامه إلاَّ الجوع والعطش(
(رواه ابن حبان).
كالذي لا يتورع عن الشتم بغير حق والغيبة
وشهادة الزور.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله : (من لم يدع قولَ الزور والعملَ به
فليس لله حاجةٌ في أن يدَع طعامه وشرابه)
(رواه البخاري)
وكف السمع عن الإصغاء إلى كل ما حرم الله
الإصغاءُ إليه،
وكف بقية الجوارح من اليد والرجل عن المعاصي
والآثام والمكاره.
كما يندب في رمضان كثرة الجود، وصلة الرحم،
وكثرة تلاوة القرآن، والاعتكاف في المسجد لاسيما
في العشر الأواخر من رمضان، وأن يُفطّر الصوام
وأن شوتم فليقل أني صائم.
(التحذير من إفطار يوم في رمضان من غير عذر)
(من أفطر يوماً واحداً من أيام رمضان بغير عذر
ولا رخصة رخصها الله، لا يجزئه صيام الدهر،
ولو صامه)
اسمعوا أقوال أهل العلم: أجمع علماء المسلمين
على أن من أفطر رمضان عمدًا كان
شرًا عند الله من الزاني وشارب الخمر.
يقول الإمام ابن حزم رحمه الله:
"ذنبان لم أجد أعظم منهما بعد الشرك بالله:
رجل أخر الصلاة حتى خرج وقتها،
ورجل أفطر يومًا عامدًا في رمضان".
أعاذنا الله وإياكم من هذا
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين