جحا واشعب
صعد جحا يوم المنبر وقال: أيها الناس ، هل تعلمون ما أقول لكم ؟ فقالوا : لا
قال : حيث أنكم لا تعلمون ما أقول فلا فائدة للوعظ في الجهّال ونزل
ثم صعد المنبر يوماً آخر وقال : أيها الناس ، هل تعلمون ما أقول لكم ؟ قالوا : نعم
فقال : حيث أنكم تعلمون فلا فائدة من إعادته ثانياً ، ونزل
فاتفقوا على أن يقول جماعة منهم نعم وجماعة أخرى تقول لا
ثم صعد المنبر يوماً آخر وقال : أيها الناس ، هل تعلمون ما أقول لكم ؟ فقال بعضهم : نعم ، وقال البعض الآخر : لا
فقال لهم : على الذين يعلمون أن يعلموا الذين لا يعلمون ، ونزل
* رأى رجل جحا يوماً وهو يبذر حباً فأراد أن يسخر منه فقال : يا جحا إنك تزرعُ وتحصد ونحنُ نأكل ثمر تعبك
فقال جحا : صدقت فإني أبذر حب البرسيم
* سأل أحد الأمراء أشعب : ما تقول في الفالوذج واللوزنج أيهما أطيب ؟
قال أشعب : أنا لا أقضي بين غائبين ، أحضرهما لأحكم بينهما
فضحك الأمير وأمر بإحضارهما فأخذ أشعب يأكل لقمة من هذه ولقمة من ذاك حتى أتى عليهما جميعاً ثم قال : أصلح الله الأمير ، ما رأيتُ خصمين أشد جدلاً منهما ، كلما أردتُ أن أدلي بحكمي لأحدهما على الآخر يأتي الآخر بحجته فيعطّل الحكم
* مر رجل بأشعب وكان أشعب يجر حماره فقال له الرجل مازحاً : لقد عرفتُ حمارك يا أشعب ولم أعرفك .
فقال أشعب : لا عجب في ذلك ، فالحمير تعرف بعضها |