عرض مشاركة واحدة
  #49  
قديم 07-29-2011, 02:55 AM
 
التكملة

لم ينزعج رادولف للسؤال خلافاً لتوقعها.

_ أتؤمنين حقاً بذلك؟

_ لا ، لكني أعرف كثيرين يخافون من لعنة الغجر.

وفيما هي تبحث في حقيبتها عن الشامبو أوقعت كتيباً على الأرض. التقط رادولف الكتيب وفي عينيه اهتمام كبير.

_ من أين حصلتِ على هذا الكتيب؟

_ من قصر السيد دوغي الذي زرته يوم التقيتك.

_ ومتى قمت بهذه الزيارة الممتعة؟

كان سؤال الغجري ملحاً إلى درجة كبيرة.

_ يوم السبت الماضي.

قادتها ذكرى الحدائق إلى التفكير بالهرب وتذكرت أن سبيلها الوحيد إلى الخلاص هو المال الموجود في حقيبتها والتي ستغري بها كونيل ليساعدها على الافلات من قبضة خاطفها.

_ السبت الماضي...

_ قبل أن تقوم باختطافي بيوم واحد.

هز رأسه وهو يفكرعميقاً ثم سألها:

_ ما رأيك بدائق القصر؟

_ لماذا تسألني! هل تعرف الحدائق لتطلب رأي فيهل؟

بدا الغجري مستمتعاً بهذا الحديث فأجاب:

_ نعم ، زرتها عدة مرات.

مرة أخرى زل لسانها إذ قالت مستغربة:

_ كيف سمح لك الحراس بالدخول؟

وضعت لين يدها على فمها لتمنع خروج المزيد من الكلمات الجارحة. ورأت عيني الغجري تلمعان سخطاً

اقترب منها الرجل مهدداً:

_ أوضحي سؤلك. أتقصدين أن مستوي الوضيع لا يليق بمقام زوار تلك الحدائق؟

حاولت المرأة أن تخرج من المأزق فقالت:

_ آسفة اعتقدت أن...

_ أن ماذا؟

مدت لين ذراعيها متوسلة ومحاولة إيقاف غضبه.

_ أنا حقاً آسفة. أرجوك أن تنسى الموضوع.

انتظرت لين رداً عنيفاً من زوجها لكنه لم ينبس ببنت شفة. متى ينفجر ويعطي سجينته نصيباً من العقاب الذي تستحقه على هذه الاهانة؟ لكن كل مافعله الرجل أنه قذف الكتيب في الحقيبة وخرج من العربة.

راقبت لين مشيته المتوازنة وجسمه الرشيق. لماذا لم تلاحظ فيه هذه الأشياء عندما قابلته المرة الأولى؟ لا شك أن الخطر الذي كان محدقاً بها آنذاك لم يسمح بذلك. فجل ماصبت إليه كان الافلات من قبضته، الأمر الذي تحقق بفضل الفتاة الغجرية. من هي هذه الفتاة التي أطاعها رادولف فوراً؟ لا بد أن لها مكانة كبيرة في حياته كي ينفذ أوامرها وهو الرجل الصلب العنيد لو لم تر المشهد بأم عينيها لما صدقت أن رادولف يطيع كالأرنب امرأة غجرية. ربما كانت الغجرية تعرف سراً لوفضحته لأوقعته في ورطة كبيرة. لكن هذه الفكرة مستبعدة لأنها لو صحت لما تجرأ رادولف على خذل فتاته والزواج من غيرها. أرادت لين أن تعرف حقيقة العلاقة بين زوجها والغجري. لكنها تخاف من إثارة ذكرا اللقاء الأول كي لا يغضب رادولف وتسبب لرادولف ما لا تحمد عقباه. فلو أن الرجل يرغب في التحدث عن اللقاء لكان فعل ذلك بنفسه. لا بد أنه يتناساه لأنه يخجل فعلاً من فعلته الدنيئة. عاد رادولف حاملاً وعاء كبيراً.

_ هل يكفيك هذا؟

_ بالطبع ولكن من المستغرب أن تزعج نفسك من أجلي.

_ قلت لكِ يا لين أنكِ لم تري الجانب الأسوء مني بعد. وأقول الآن أنكِ لم تري الجانب الحسن كذلك.

أدركت لين أنه يجب عليها يجب عليها اكتشاف حقيقة هذا الرجل والتعرف إلى شخصيته الغامضة أكثر. مع ذلك هزت كتفيها لا مبالية لأن رغبتها في الفرار ربما تفوق فضولها في اكتشاف حسنات رادولف.

غسلت شعرها في الطبخ وعندما عادت تخلى رادولف عن قراءة مجلة وقام بتولي مهمة تجفيف شعرها.

شعرت لين بالهدوء بالقرب من زوجها الذي رمى المنشفة أخيراً وأخذ وجهها بيديه القويتين محدقاً في عينيها الزرقاوين.

ارتعشت شفتاها وكادت أن تبدا بالبكاء وهي تتذكر زيارتها إلى الكوافير حيث كانت تمضي أوقاتاً فرحة لحظات بعيدة كأنها تنتمي إلى أسجنة غابرة لن ترى لن ترى لين لها وجه بعد اليوم.

انتشلها صوت رادولف الرقيق من تأملاتها:

_ كم أنتِ جميلة يا لين.

جذبها إليه برقة وطبع على وجنتها قبلة حانية. لم تقاومه لين لكنها وجدت الدموع تترقرق في عينيها.

_ أرجوك! لم أعد أتحمل أكثر!

_ حتى كلامي؟

_ كل شيء! ألا تفهم أني لا يمكن أن أعيش سجينة طيلة حياتي؟

ابتعدت لين عنه وشعرها ينسدل بفوضى على كتفيها ودموعها ترسم خطوطاً لامعة على وجهها الناعم.

أضافت بتوسل آملة في أن يرق الغجري لحالها:

_ دعني أذهب. لا يمكن أن تحبسني في هذه العربة إلى الأبد. أنت تعلم أن ذلك مستحيل.

أطرق رادولف يفكر فظنت لين انها نجحت في غثارة مشاعره الانسانية الراقدة في أعماق شخصيته الشريرة. على أي حال هو قال أنها لم ترى الجانب الحسن بعد. فربما رأت هذا الجانب الآن.

تهاوت أحلامها عندما هز الرجل رأسه واكد:
_ أنتِ زوجتي ومكانكِ معي. تزوجتني بارادتك...

_ بارادتي! كيف تستطيع أن تقول ذلك؟

آه ظهري انكسر بعدين بكمل
بنتظر ردودم


__________________



لا أقبل صداقة الأولاد