ههههههههههههههه
يسلمو على الردود الحلوة الله يسلمكم وهذي التكملة
_ لماذا لم تبدي أي اعتراض خلا اتمام مراسم الزواج؟
رمقها بنظرة ماكرة وأجاب على سؤاله بنفسه:
_ لأنكِ كنت تأملين بالفرار لوجودك خارج العربة ، أليس كذلك؟
_ بالطبع كنت آمل بالفرار، وهل تلومني على ذلك؟
_ وهذه الآمال مازالت موجودة على ما أعتقد.
تذكرت الشاب كونيل الذي أحضر لها قلماً. كما تذكرت المال في حقيبتها وعرفت ان عليها إخفائه لئلا يكشف زوجها خطتها.
_ أنا بالفعل أنتظر الفرصة المناسبة للهرب. نظرت إليه زوجته بذهول. هناك شيء عجيب في هذا الرجل وفي هذه القصة كلها. لربما استطاع كونيل أن يساعدها على حل اللغز المستعصي.
اقترب منها رادولف ووضع يده على كتفها محاولاً تهدئتها.
_ أرجوك دعني ولا تلمسني...
ضمها غلى صدره بحنان فأخذت ترتعش بقوة حتى تركها أخيراً دون أن تبدر منه أية حركة عنيفة.
_ مشطي شعرك قبل أن يجف.
خبير في أمور النساء غير الغجريات. فهؤلاء لايشغلن التجميل فيتركن شعرهن على طبيعته ليزيد في مظهرهن بدائية ووحشية.
لا شك أن رادولف يعلم أكثر مما يتوجب عليه غجري لا يهتم بما يجري في العالم المتحضر. فالغجر عادة مايكونون متقوقعين على أنفسهم ، متفين ذاتياً في عالمهم الخاص.
قطع صوت رادولف حبل أفكارها:
_ بماذا تفكرين؟ أرى على وجهك مشكلة مزعجة.
_ تماماً ، مشكلة الهروب!
أكد الغجري ببرود:
_ مشكلة لن تجدي لها حلاً. ولكني أرى شيئاً آخر في عينيك فماهو؟
_ وهل أنا مضطرة للإجابة؟
_ بالطبع وإلا لما وجهت غليك السؤال.
نظرت إليه بتردد وقالت:
_ قد لايكون جوابي صادقاً.
_ أنا أعرف بسهولة متى تكذبين عليْ
ربما كان صحيحاً أن الغجر يملكون حاسة سادسة كما يدعون.
_ كنت في الحقيقة أستعيد ذكرى لقائنا الأول.
وأخيراً تجرأت على ذكر مايتعلق بالحادثة الأولى. وكما توقعت تجهم وجه زوجها بسبب ذلك.
_ من الأفضل ان تنسي اللقاء الأول.
لم تفهم لماذا يعتبر زوجها حادث تعطل السيارة تافهاً ويركز على الحادث الثاني في الغابة. ولا تفهم كذلك لماذا يغضب لذكر الحادث الأول مع أن لين هي الطرف المهان والمجروح.
_ ولماذا أنساه؟
_ لأنني أحاول أن أنساه وإذا تحقق ذلك تحققت مصلحتك.
ملأتها كلماته حيرة وذهولاً فقالت:
_ لا أعتقد أني فهمت قصدك.
_ لنغير الموضوع يا لين!
من يسمع لهجته الآمرة يظنه سيداً يكلم خادمته مع أن الحقيقة تكون العكس. فالغجر هم عادة الخدام وهم الوضعاء.
لم تأخذ لين بنصيحته وأصرت على إكمال الحديث:
_ تريد نسيان الحادثة لأنك تخجل من نفسك!
_ أخجل من نفسي؟
رفع حاجبيه تعجباً وأضاف:
_ أنتِ من يجب أن يخجل من نفسه.
ولكن...
_ اخرسي ولا تجادلي!
خرست لين واستأنفت تمشيط شعرها دون ان تفهم موقف زوجها. قررت أخيراً صرف النظر عن مناقشة الموضوع لأن ذلك لن يفيد بشيء.
_ أريد أن أجفف شعري.
_ ما رأيك بالخروج إلى الشمس؟
_ أتمنى ذلك.
نهض من أريكته بكسل وعلى وجهه علامات الضجر.
اتجها إلى الغابة تراقبها نظرات النساء الغجريات الفضولية ، لكن رادولف تفهم الموقف ولم يدع مجالاً لاختلاط زوجته بباقي قومه.
_ أشعة الشمس قليلة هنا بسبب تشابك اللأغصان. هلا اتجهنا صوب المنطقة الكشوفة للشمس؟
ابتسم رادولف وقال:
_ لا ياعزيزتي لن نتجه صوب الطريق.
_ أتخشى أن أحاول الفرار؟
_ قد تقومين بحاولة حمقاء.
_ أعترف أنك مصيب لأني لن أكف عن التفكير في الهرب.
_ أنتِ صريحة على الأقل.
_ ماذا تعني بعلى الأقل؟
_ أعني أن غطرستك وغرورك مثلاً يجعلانك تحتقرين الناس...
قاطعته لين:
_ لو أنني متغطرسة فماذا تكون أنت؟
_ أنا أعملك بالمثل ليس إلا.
مرة جديدة سامحها رادولف على كلامها القاسي فشكرت ربها لأنها تفادت غضبه.
تابعا سيرهما بصمت تستغل لين فرصة وجودها خارج العربة لتشبع رئتيها هواء نقياً وعينيها خضرة حالمة. كانت من وقت غلى آخر تختلس النظر إلى زوجها فترى التناقض بين ملامحه الراقية وكونه غجرياً. مشيته تجعله نبيلاً وشعره المشعث المتراخي بفوضى يرده إلى طبيعته الغجرية.
اختار رادولف لهذه النزهة وادياً صغيراً تحفه الأشجار لا أمل فيه لزوجته أن تلتقي أحداً يساعدها على الهرب.
قال رادولف وهو ينظر إلى شعرها:
_ عليكِ أن تفهمي شيئاص يا لين . كوني مطيعة مهذبة معي تصبح حياتك ممتعة.
_ أنا لا أتصور أية متعة في العيش إلى جانبك!
كانت لين تتمنى أن يمل منها سريعاً فتتركها تعود إلى بلادها. عادا إلى العربة لإأمرها رادولف بتحضير الطعام. وقفت لين ترمقه بنظرة تحد وهي تغلي من الغضب لمعاملته إياها كخادمة.
_ لا أريد توجيه الأمر إليكِ مرتين لأانكش تعرفين نتيجة ذلك جيداً!
على الرغم من الغيظ الذي غلف نبرته وجدت لين في كلامه نوعاً من السأم والتعب من هذا الوضع.
لم تحضر لين إلا طبقاً واحداً فسالها زوجها:
_ أين طعامك؟
_ لست جائعة.
_ مع ذلك ستأكلين إكراماً لي. لا أحب الجلوس بمفردي إلى لمائدة.
_ من تظن نفسك حتى تجبرني على الأكل؟ أشعر أنك سيد مستبد يفعل باتبعاه ما يشاء!
تخلت لين عن المجادلة في النهاية فأحضرت طبقاً وجلست تأكل رغم أنفها.
_ أرى أن دروسي في تعليمك الطاعة بدأت تثمر يا حلوتي!
قالت بمرارة:
_ السلطة والسيطرة توفران لك الرضى والغرور أليس كذلك؟
_ أصمت ، إذ كل ما بذلك يمتعني ، وأعدك بأن هذا العقاب البطيء لن ينتهي قريباً.
_ النهاية؟ تكلمت عن نهاية العذاب!
_ بالطبع فأنا لا أنوي أن أطيل العذاب أربعين أو خمسين سنة.
ارتعدت لين للفكرة وتصورت نفسها تمضي حياتها في هذه العربة.
_ أتمنى أن أموت الآن ، فهذا أفضل.
زال المرح والعبث من عيني رادولف وقال:
_ طفلة رائعة مثلك يجب أن تتمتع بالحياة لا أن تتكلم عن الموت.
تخلت لين عن حذرها وانفجرت غاضبة:
_ لا تتكلم كالأبله فأنت تدرك أن حياتي هنا جحيم لا يطاق!
وافق رادولف وقال ملحاً إلى شيء تجهله زوجته:
_ حالياً فقط.
_ حالياً وأبداً إذا عشت لك واستمريت في سجني.
_ فلنغير الموضوع يا لين. أخبريني عنكِ فأنا لا أعلم كم تبلغين من العمر مثلاً1 تخيلي أن زوجك لا يعرف عمرك.
_ أنا في الرابعة والعشرين.
_ أنا تخطيت الثلاثين ببضعة شهور. وأخبريني المزيد عنك فانا أحب سماع صوتك.
_ لا أعتقد أنك تحب أي شيء.
_ من المؤسف أنك تفسدين حلاوة صوتك أحياناً بتصرفاتك الرعناء. استرسلت لين في الحديث واستمتع رادولف بالاطلاع على تفاصيل حياتها.
_ يبدو أن توماس هذا ممل بعض الشيء.
_ كيف عرفت ذلك؟
_ من خلال حديثك عنه. نحن الغجر أذكياء يا عزيزتي!
_ أنا لم أقصد إظهاره مملاً.
_ توماس ليس الرجل المناسب لكِ يا جميلتي.
_ أنت مخطىء في حكمك على توماس.
_ توقعت أن تنكري ذلك. يالك من شخصية شفافة يالين أقرأها بكل بسهولة.
باقي شوي ويخلص البارت بس راح أكملها بعدين