عيون العرب - ملتقى العالم العربي - عرض مشاركة واحدة

**shymaa ali** · #89 07-31-2011, 10:03 PM

حادث

أشار السيد روبرت إلى الكرسي وقال باهتمام‎ " ‎تفضل‎ "‎
انتظر بيتر السيد روبرت حتى جلس أمامه فأخذ نفس عميق ثم زفره وقال‎ ‎بسرعة‎ " ‎أريد الزواج !! "‏
نظر إليه وهو مقطب حاجبيه‎ ‎ولكنه ابتسم ابتسامة عريضة وقال‎ " ‎اوه .. هذا رائع ... لقد‎ ‎اخترنا لك أنا وامك الـ .. "‏‎
قاطعه قائلا‎ " ‎أريد الزواج‎ ‎من إليزابيث !! ... إليزابيث مايلز !! "‏‎
نظر إليه بدهشة وقال‎ " ‎بيتر ... تعلم أن والدها لن يزوجها إلا لمصلحة ... وليس له أي‎ ‎مصلحة إذا زوجك بها "‏‎
نظر له بيتر وقد الجمت الصدمة لسانه وهو يفكر انه‎ ‎لن يحظى بها‎ !!‎
قال السيد روبرت بابتسامة " لكن أن كنت تريدها سأجعلها لك ... لكن بشرط "‏
نظر إليه بيتر بابتسامة عريضة وقال " اطلب ألبي !! "‏
ضحك السيد روبرت ثم قال بابتسامة حنونة " نادني بأبي "‏
نظر إليه بيتر للحظات ثم قال بهدوء " سيد روبرت ... أنا ممتن لك كثيرا ... واعتبرك كوالدي الثاني ولكن .... تعلم ‏انه يصعب عليّ ذلك خاصة وأنا اعلم من هو والدي الحقيقي !! .... صعب !! "‏
زفر السيد روبرت ثم قال بابتسامة شاحبة " لا بأس بني ... فأنت الابن الذي لم ارزق به ... ومن واجبي أن اجعلك ‏سعيدا ... لذا سأكلم ريتشارد غدا "‏
‏- لكن سيد روبرت ... لقد طلب من إليزابيث الذهاب إلى مقابلة زواج .... هي لا تعلم الآن لأني اخفيت الأمر ‏
زفر السيد روبرت ثم قال " امممـ ... سأحاول "‏
‏- سأتي معك !!‏
‏- لا بأس ‏

فتحت عينيها بانزعاج على صوت رنين هاتفها ‏
نظرت إلى الساعة على يمينها فكانت الواحدة بعد منتصف الليل استمر الهاتف بالرنين فزفرت بضيق وأخذت لتجيب ‏
‏- ايا كنت ولكنك وقح لتتصل في هذا الوقت ... تبا لك !!‏
‏- إليزابيث !! ... هذا أنا والدك !!‏
ارتبكت وجلست على السرير بسرعة وقالت بصوت مرتبك " صباح الخير أبي !! "‏
‏- صباح النور .... هل أنتي مستعدة لمقابلة الزواج – قطبت حاجبيها ليكمل – لقد غيرت موعدها لتكون غدا "‏
قالت باستغراب " أبي !! .... عن أي مقابلة تتحدث ؟؟ "‏
‏- لا بأس ... يبدو أن الرسالة لم تصلك !! ..... أريدك أن تحضري المقابلة بعد غدا لتتعرفي إلى شاب يدعى نيكولاس ‏جوناثان كارتر ... ولا أريد أي رفض ... ستتزوجين به !! "‏
شعرت بصدمة تهز كيانها وصور بيتر تتوالى على ذهنها قالت بصوت خافت " أبي ولكن ... "‏
قال مقاطعا لها بحزم " لا أريد لكن .... وداعا !! "‏
ثم الغلق الخط ...‏
أخذت عينيها بذرف الدموع دون أن تشعر وهي تهز رأسها نفيا وكأنها تريد نفي هذا لتقول بأنه فقط كابوس !! .... ‏كابوس وسيزول ما أن تفتح عينيها !!‏
أغمضت عينيها وفتحتهما مجددا لتتأكد بأن هذا حقيقة ...‏
لكنها رأت كل شيء كما هو لتتأكد أنها حقيقة تعترف بان والدها لطيف وحنون ولكن عندما يتعلق الأمر بالمال سيفعل ‏أي شيء حتى لو طلب منه قتلها لأجل حفنة من الدولارات سيفعل !!‏
رمت بنفسها على السرير وعصرت الوسادة بين ذراعيها وهي تبكي بشدة وتشهق وتمتم " أين أنت بيتر ؟؟ ... أين ‏أنت عندما احتاجك ؟؟ "‏

- آنسة كاتيانا ... المدير يريد رؤيتك بمكتبه ‏
رفعت رأسها بسرعة ولهفة لعلها تجد نيكولاس أمامها ولكنها لم ترى سوى شاب من قسم أخر ‏
وقفت وأخذت ترتب نفسها وهي تقول بهدوء " حسنا "‏
خرج لتخرج هي بعده للمدير ...‏
عندما وقفت أمام الباب زفرت بتوتر ثم طرقت الباب بأدب لتسمع صوته يأذن لها بالدخول لتدخل وتنحني باحترام ‏وتقول " هل ناديتني سيدي ؟؟ "‏
قال بصوته العميق الهادئ " اجل – أشار على الأريكة وأكمل – اجلسي هنا "‏
تقدمت بارتباك وجلست ليقول هو " بما أنا نيكولاس ذهب إلى شركة أخرى وبما انه السكرتير هنا أريدك أن تحلي ‏مكانه .... أنا اثق بك واثق بقدراتك ... أبدأِ بعملك من يوم غد "
بغت وجهها فجأة وهي تفكر بأنها لن تراه مجددا صحيح بأنها قالت كلماتها تلك لتضايقه ولكنها لم تتوقع أن يكون جاد ‏‏..‏
انحنت وقالت " شكرا لثقتك سيدي المدير ... أرجو أن أكون عند حسن ظنك "‏
قالت تلك الكلمات ثم خرجت بهدوء كما دخلت وقلبها وفكرها مشغولان بشيء واحد .. أو بالأدق شخص واحد .. ‏نيكولاس !!‏

دار بكرسيه عدة مرات وهو ينظر إلى الزخرفة في السقف ويتخيل ما الذي تفعله كاتيانا وهل اخبرت ذلك الشاب ‏المزعوم بحبها وهل هما ربما الآن في موعد وربما يتبادلان القبل وربما ...‏
جلس باعتدال وهو يخرب تسريحة شعره ليطرد تلك الأفكار عنه ...‏
‏- مرحبا سيد نيكولاس ... أأنت الموظف الجديد نيكولاس ؟؟
نظر إلى صاحبة الصوت الخجول هذه ليرى فتاة بشعر بني قصير وعيني فيروزيتين غاية في الجمال ..‏
صحيح أنها كانت جميلة بل فائقة الجمال ولكن لم يشعر بقلبه ينبض أبدا حينما رأى كات للمرة الأولى ...‏
قال بهدوء " نعم !! "‏
جلست على الأريكة وقالت بخجل " ادعى مايا .... تشرفت بمعرفتك "‏
هز رأسها ثم التقط هاتفه واخذ يدور بكرسيه في نصف دائرة بحيث كان ظهره يواجهها ...‏
زمت شفتيها وهي تسمعه يتمتم بحماس وأصوات اللعبة تنطلق من هاتفه !!‏
استقامت ثم خرجت لتلقي بفتيات اخريات ..‏
‏- ما الذي قاله ؟؟
‏- يا الهي لا بد أن نبرة صوته ساحرة كوسامته
‏- أنه فارس أحلامي !!‏
قالت مايا ببرود " الذي سمعته هو نعم فقط .... غير ذلك لا اسمع سوى صوت اللعبة التي يلعبها ... طفل !! – أكملت ‏بحماس – سمعت بأن هناك شاب في غاية الوسامة في قسم المراجعة وفوق ذلك يقبل بالخروج مع الفتيات – أكملت ‏بصوت خافت حماسي – وأيضا يقضي الليلة مع إحداهن إذا أرادت !! "‏
صرخن بحماس وأخذن بالركض إلى قسم الإدارة بجنون !!‏

صافحه ثم جلس وهو يقول " أهلا بيتر .... لم أرك منذ مدة ... كيف حالك ؟؟ "‏
ابتسم وقال " بخير ... شكرا على سؤالك "‏
ابتسم السيد رتشارد ونظر إلى السيد روبرت وقال " ما هو الشيء المهم الذي تريده روبرت ؟؟ "‏
ابتسم السيد روبرت ابتسامة عريضة وقال " بيتر هو الذي يريد !! "‏
نقل نظره إلى بيتر الذي بدى على وجهه علامات الارتباك بتساؤل ‏
تنهد بيتر وقال بهدوء " أ ... أ ... أريد – صمت فهز السيد ريتشارد رأسه وهو مقطب حاجبيه ليقول بيتر في نفسه – ‏الأمر اصعب مما توقعت – أكمل بصوت مسموع – أ ... أريد خـ ... خـ خـ - عض على شفته وهو يقول بنفسه – ‏أيتها الكلمة اللعينة اخرجي !! – أكمل بصوت مسموع وبسرعة – أريد خطبة إليزابيث !! "‏
نظر إليه السيد ريتشارد على انه لم يفهم شي وطلب منه اعادة كلامه بهدوء وروية ...‏
تسلل لون احمر قاتم إلى وجنتي بيتر لينزل رأسه إلى الأرض ويقول " أريد خطبة إليزابيث !! ... سيد ريتشارد "‏
كاد السيد روبرت أن يضحك على منظر بيتر الخجول الذي لم يعتد رؤيته إلا نادرا !!‏
قال السيد ريتشارد ببرود " لا ... أنها مخطوبة !! "‏
نظرا إليه بصدمة وحل صمت اسبه بصمت القبر على المكان ....‏
تحدث بيتر بعد فترة " سيد ريتشارد .... أ .. اعلم بأمر تلك المقابلة ... وانها لتزيد أرباح شركتك ولكن ... سيكون ‏أفضل أن عقدت اتفاقية مع شكرتنا .... فشركة ‏j.k. ‎‏ شركة صناعة للمواد الغذائية كما شكرتك ومنتجاتكم متشابهة ‏تقريبا إلا أن منتجاتك أعلى جودة بالطبع ومميزة – أكمل بنفسه – كذبة رائـــــــعة "‏
قال السيد ريتشارد والسيد روبرت باهتمام " أكمل "‏
شعر بالارتباك ولكنه وضع صورة إليزابيث في ذهنه وأكمل بجدية " كما قلت أن منتجاتكم مميزة وفريدة ولكنها ‏للأسف لا تصدر إلى الخارج فإن عقدت اتفاق مع شكتنا للتصدير وتصدر منتجاتك اعتقد أنها ستلقى رواجا أكثر ‏وبالتالي ربما إذا نالت منتجاتك استحسان الناس في العالم ستصير سمعة شركتك – أكمل بإغراء - عــــــــــــــالمية - ‏تخيل صورة لنفسه وهو يقفز ببلاهة ويقول لنفسه – أنا عبقري أنا عبقري هـــــــــــــــــــي "‏
قالا في وقت واحد " أيـــــــــــــــــــــــه – أكمل السيد ريتشارد – هذه فكرة عبقرية – أكل السيد روبرت – لا امانع "‏
وقفا معا وتصافحا ...‏
ابتسم بيتر ابتسامة عريضة وقال بصوت ممطوط " إذن ..... مقـــــــابـــلــة الـــــزواج ألغيــــت ؟؟ "‏
قال السيد ريتشاد " آه نعم ... بالتأكيد ... ستكون أنت خطيبها !! "‏
وقف بسرعة وكاد أن يصرخ ولكنه ضبط نفسه في اللحظة الأخيرة لينحني ويقول بامتنان " شكرا لك ... أرجو أن لا ‏تعلمها بالأمر لأني أود فعل ذلك بنفسي "‏
قال بلا مبالاة " حسنا !! ... اذهب !! "‏
خطى خطوات سريعة إلى خارج المكتب ليركض بعدها متوجها لسيارته ثم مجمع النجمة السوداء ...‏

في اليوم التالي ...‏
أمسكت بالقلم ثم اخذ تراجع بعض الملفات وتضع بعضها جانبا وتكتب في احدها الآخر بينما فكرها مشغول ...‏
‏- مرحبا ‏
رفعت رأسها لترى سيدة ذات ملامح حادة تقول " أريد رؤية المدير من فضلك "‏
‏- هل لي باسمك سيدتي لأرى إن كان لديك موعد مسبق ‏
هزت رأسها نفيا وقالت " ليس لدي "‏
فتحت دفتر صغير مليء بالرسوم الظريفة ...‏
أخذت تبحث عن كتابة بين الرسوم ولكنها لم تجد سوى الرسوم ......‏
رفعت عينيها عنه بانزعاج ثم نظرت إلى السيدة وقالت " تعالي بعد أسبوع من الآن "‏
هزت رأسها ثم غادرت بينما أخذت كاتيانا تتصفح الدفتر بابتسامة صغيرة وهي على يقين أن نيكولاس من فعل هذا ...‏
لفت انتباها صورة مكتب وأشخاص وبينهم واحد شخص واقف بغضب وأخرى لامرأة عجوز مقوسة الظهر وتضع ‏يدها على ظهرها ورسوم كثيرة أخرى ومكتوب فوق كل رسمه تاريخ ...‏
ضحكت بخفوت عندما أيقنت انه جدول مواعيد المدير السيد جوناثان ومواعيد المراجعين ...‏
فتحت على صفحة فارغة ثم رسمت امرأة بشفتين كبيرتين وعيني حادة للغاية ووضعت فوقها تاريخ ...‏
انهت يومها وهي بين الملفات والأوراق لتغادر بإرهاق من الشركة متجهة لمنزلها ...‏
عندما وقفت عند باب شقتها فتحت الحقيبة لتخرج المفتاح ولكن صوت قادم من على يمناها منعها من ذلك " متى ‏ستدفعين الإيجار "‏
نظرت بارتباك لصاحب المنزل وقالت بنبرة مرتبكة " أخر هذا الشهر "‏
‏- أنتي تقولين دائما أخر هذا الشهر أخر هذا الشهر .... أريد ألفي دولار والآن ‏
‏- سـ ... سيدي أمهلني قليلا ‏
‏- أما تدفعين أو تخرجين من المنزل في هذا الأسبوع ‏
نظرت إليه وعينيها تتسعان صدمة ...‏
ذهب وهو يقول " هناك مستأجرون يقولون بأنهم سيدفعون أكثر منك بثلاثة اضعاف ... اخرجي خلال الأسبوع !!‏
زفرت كاتيانا بهم بينما رفعت رأسها إلى الباب لتفتحه وهي تشعر بالدموع محتشدة في عينيها دخلت ثم أقفلت الباب ‏ورمت بنفسها على الأريكة الحمراء واخذ تجهش بالبكاء !!‏