بداية المعاناة
فتحت عينيها الزرقاء ببطء وهي على أمل كبير أن كل ما جدث مجرد كابوس ستصحى منه حالما تفتح عينيها ...
عندما فتحتهما دهشت لرؤيتها تلك الثريا الكبيرة المعلقة في السقف ،لذلك اعتدلت في جلستها بسرعة لتوقن بأنها في المستشفى !!
سمعت أصوات بالخارج لذلك استلقت بسرعة وادعت النوم لأنها على يقين تام بأنه صوت والدها وشخص أخر يبدو مألوف !!
اقتربت الاصوات لتصبح أكثر وضوحا : - حسنا سيد ريتشارد من فضلك وقع هنا
- هل ستصل اليوم حقا ؟! ،اقصد ألا يعلم احد بهذا
ضحك وأجاب " سيد ريتشارد أنا اعتبر هذه اهانة كبيرة بالنسبة لي !! ،منذ كنت في السابعة عشر وأنا اعمل في تجارة المخدرات وها أنا ذا !! ،وكل اخذ نصيبه
- جيد جدا ،الربح سيكـ
- نتناقش لاحقا في المال سيدي ،المهم الآن متى سأخذ الآنسة إليزابيث معي ؟!
- لا تحلم بها بدون زواج أيها السيد ،فأنا رجل اعمال ولدي اسمي في السوق ولا أريد أن يقال عني اعطى ابنته !!
- إذن
أجابه ببساطة كبيرة " لن أتوسل إليها وأقول بأن تأتي معك ،سأقولها مرة واحدة فقط وإن رفضت سآتي لها بجثة بيتر ذاك ، ستأتي معك غدا !! "
شهقت بصدمة كبيرة وأخذت دموعها تنحدر على وجنتيها كأنما تتسابق من عينيها وهي تسمع هذا الكلام !! ●●●
سار في ممرات الجامعة الكبيرة وهو ينظر إلى أمامه بلا تعبير !! وسمعه يلتقط همسات المديح والاعجاب من الطالبات حوله ..
لاحت ابتسامة جانبية على وجهه لثوان وهو يسمع هذا المديح ،أكمل سيره ولم يشغل سمعه بالإنصات لهذه الـ " تفاهات " !!
استوقفه صوت واضح ينادي باسمه بدون كلمة معلم لذلك التفت بسرعة إلى مصدر الصوت ببرود ،ليرى شابة بعينين خضراء وشعر أشقر غامق وتحمل اوراق وحقيبة ...
ركضت إليه بسرعة ليقطب حاجبيه وهو يشعر بأن هناك أمر مهم للغاية لذا توقف ،عندما اقتربت منه تعثرت بسبب علبة ماء ملقاة على الأرض لذلك تناثرت كل اشيائها ،ما أثار دهشة دانيال أنها بقيت مستلقية على الأرض كأنها تنتظر أحدا !!
عندما أدركت انه لا يود مساعدتها نهضت وأخذت تجمع اشيائها وهي تقول بحنق " لست مهذبا أيها المعلم الجديد " - لا يهم
نظرت إليه ثم رفعت شعرها بطريقة استعراضية لتتبين ملامح وجهها الفاتنة بتلك العينين البريئة والشفتين المنمقة وبشرتها البيضاء ...
رفع إحدى حاجبيه وقال " لدي عمل ،ماذا تريدين ؟؟ "
اجابته بشراسة " تبا لك أيها الاحمق !! ،ما رأيك أن تساعدني قليلا "
لم يأبه بها لذلك جمعت أغراضها بسرعة ولحقت به لتسير إلى جانبه بصمت ،مما دعاه ليقول " هل هناك شيء "
قالت بابتسامة جميلة " لا ،فأنا وأنت معلمان جديدان هنا ،لذلك اردت أن نتعارف على بعضنا ،أنا أنيتا مدرسة اللغة الفرنسية وأنت ؟؟ "
أجابها ببرود " دانيال ،اخبريني هل تعرفين كيف تخترقين الحواسيب ؟؟ "
نظرت إليه بصدمة لثوان ثم قالت " أكثر من أي احد أخر ،أخبرك بسر ؟؟ - لم يجب لذا أكملت – أنا مشتركة في إحدى عصابات الانترنت !! ، لدي خبرة في هذا المجال ، كيف استطيع مساعدتك ؟؟ " |