عرض مشاركة واحدة
  #90  
قديم 08-01-2011, 10:07 AM
 
االتكملة

زادت ثورة المرأة وهددت:

_ سأحطم النوافذ ، سأحطم كل شيء!

أطلق الغجري زفرة عميقة فأدركت لين أن عنده ما يشغله كفاية ويجعله يغنى عن مشكلة جديدة تسببها له امرأة ، فاستنتجت أنها إذا زادت الأمر صعوبة وتعقييداً تخلى عنها وأطلق سراحها لينصرف إلى حل مشكلته الأساسية.

_ لقد قلت لك أني لن أتأخر

وجد رادولف صعوبة في الكلام بسبب الإرهاق الشديد ، الذي لم تسببه ساعات القيادة الطويلة لأن بنيانه القوي جعله بمأمن من الإرهاق الجسمي ، بل مشكلته المستعصية التي تشغل روحه وعقله.

وجهت لين إليه سؤلاً ليس في محله بل يهدف إلى تأخير خروجه فقط.

_ ألن تتناول طعاماً على الأقل؟

_ ليس قبل أن أعود.

لم تكن المرأة جائعة بل حاولت بسؤالها أن تعيق ذهابه ، لكنها أذعنت للأمر وجلست على كنبة تنتظر خروجه.

بدا رادولف متردداً في الذهاب. هل هو قلق عليها؟ فشعوره بالقلق واضح على وجهه. عندما فتح الباب ليخرج ألقى عليها نصيحة أخيرة:

_ لا تحاولي التصرف بسخافة يا لين لأنكِ لن تنجحي في الفرار.

_ سأنجح يوماً.

لما نظر إليها بعينيه الماكرتين علمت لين انه يخطط لما سيفعله بها عند عودته وتأكدت من نياته عندما سالها بخبث:

_ أواثقة أنتِ من النجاح؟ سأريكِ مدى تحملك عندما اعود!

_ نعم. سأخرج من سجنك وأحمل معي أبشع الذكريات!

أدركت لين أن لعبتها ناجحة عندما رأت زوجها يعض على شفته السفلى ويده تشد على مقبض الباب. ستواصل حملتها على أعصابه في الغد لتصل إلى غايتها.

عاد رادولف إلى العربة في العاشرة فوجد لين نائمة على كنبه عريضة. استسلمت المراة بسرعة إلى النوم بعد أن وزعت ملابسها في الخزانة وألفت نظرة فاحصة على العربة الواسعة والمرتبة. دخلت إلى المطبخ المرتب وحضرت بعض الشاي ثم جلست تحتسي فنجاناً في غرفة الجلوس قبل أن تدخل إلى غرفة النوم بعد أن تأكدت من وجود الحراس اليقظين في الخارج يرصدون تحركاتها. لابد أنهم يتلقون المال من زوجها مقابل خدماتهم ، مال وفير لا تعرف مصدره...

وقف رادولف يتأمل شعرها المتدلي كوشاح حريري على الكتف الغض وأحس بالألم يعصر قلبه ، ثم تمتم في نفسه:

_ غجري متشرد ، حثالة المجتمع...

توجه الرجل إلى المرآة ينظر إلى بشرته الداكنة وشعره الأسود القاتم الأشعث كنسيمات الجبال الصباحية. استدار لما سمع زوجته تتحرك في كنبتها وتفتح عينيها لتشاهده أمامها.

عرف من إغلاقها عينيها ومن الدموع المنحبسة وراء الجفنين أنها شاهدت الرجل المتوحش ، البدائي.

اقترب الغجري منها وسألها بلهجة هادئة:

_ أتفضلين وجودي على البقاء وحيدة؟

كذبت لين كي تجرحه امعاناً في ممارسة لعبة حرق الأعصاب.

_ طبعاً لا ، وجد شخص غير مرغوب فيه لا يشتهيه أحد!

أمسك بيديها وأجبرها على الوقوف ثم ضغط عليها بقوة.

_ أنتِ تفقدينني أعصابي!

قاومته لين بعنف وهي ما تزال شبه نائمة ، وفجأة تراجعت عندما لامست يدها الجرح في خذه.

_ أتخافين من جرح بسيط كهذا؟

تناول يدها ومررها على جرحه وأضاف:

_ ستنالين قريباً من الجرح نفسه لأني أحب معاملة الناس بالمثل.

أتستمر لين في توتير أعصابه؟ لا، لن يجدي ذلك نفعاً معه. عليها الرضوخ لإرادته والإذعان لأوامره لتخفف من وطأة نار الجحيم.

عندما رفع راسها إلى عينيه رأت من جديد الحنان يملأ نظراته ، رأت رادولف الخير يطغي على رادولف الشر ويتغلب عليه مؤقتاً في الصراع الشرس الدائر في نفسه. واحست أن من واجبها مساعدة هذا الرجل كي يصل إلى الأمان وتستقر شخصيته ، ولكن مالسبيل غلى مساعدته؟ لربما كان تجاوبها معه كان كفيلاً بحل المشكلة وجعله يشعر بأنه موضع اهتمام.

وأخيراً جاءت اللحظة الحاسمة فقد جذبها رادولف إليه بقسوة أتقدم على خطوة التقارب أم تحجم عنها؟

غلبها الإستسلام قبلما تبتعد عن زوجها الذي لم يرضى بالهزيمة.

جعلها تسدد الفاتورة بطريقة فظة.

بعد أن انقشعت غيوم المهانة والذل تمتمت لين:

_ أكرهك وسأجعلك تدفع ثمن كل شيء غالياً في يوم من الأيام.

لم تؤثر كلماتها في رادولف بشيء لأنها كانت موجهة إلى الجانب السيء الذي تتحدث عنه.

آه تعبت كدا خلص البارت الـ6

يلا أتحفوني بردودك الحلوة يا أحلى أعضاء:88::88::88::88::88: راح يكون البارت الجاي أكثر من رائع
__________________



لا أقبل صداقة الأولاد