لم ينتظر احد ..
الكل رحل دون انتظاري ..
و حين عدت وجدت خيبتي .. تسرق انظاري
وجدت المدن مهجورة ..
وجدت الكلمات ضائعة
وجدت لي معهم صورة .. كانت لي يوما طائعة
لم ينتظر احد .. و لم يشعر بغيابي آخرين
حتى اللحن رحل .. و آخذ معه كل ما مر في سنين
حين اسير في شوارعنا المهجورة
اشعر في قلبي بحنين ..
و اتسأل لماذا لم ينتظر احد ..
لماذا ؟؟ لم يعلم حتى بعدم وجودي الآخرين
لم ينتظر احد .. رجوعي
و انا من سالت علي فراقهم دموعى
هل من السهل نسياني في المغيب
ماذا افعل ؟؟ ماذا اريد ؟؟
و ما الغريب ؟؟
فأنا في الواقع المريب ..
هل اتعجب من نسيانهم ..
هل اتعجب من عدم وجودهم و ما الجديد .. ؟؟
هل اصبحت حقا كما يقولون شاعرة ..
هل اطبق قصائدي .. عليهم ؟؟
و ابحث عن كلماتي في عينيهم ..
فيما افكر .. و نحن في زمن العبيد
لم ينتظر احد ..
حتى الطير غادر الأغصان
و ها هى بالركن مدفأتي
و هنا كنت اجلس منذ عام
اعزف وحدى لحن الكمان
هنا كان القمر يسطع من شرفتى ..
كل ليلة ..
هنا كانت احلام تنطلق إلي الفضاء
و اليوم كل شيء في رحيله ذهب
و كان الذكرى قد مضت .. و قلوبهم خلت من الوفاء
لماذا يتقن الجميع فن الاكتفاء ..
لا شيء يعجبني يا قائد .. الجيوش
لا الأمل عاد يحيني كما كان ..
لا الشمس تدفعني نحو تفكير عميق
و لا اللحن يعجبني .. لا تروقنى الكمان
يحفرون قبري قبل مماتي ...
ليقولون : مات انسان ..
و فيما اقضى القادم من حياتي
و انا امضى في طريقي دون امان ..
لم ينتظر احد عودتي ..
و حين اكون وحدى ..
انتظر ما مضى و اشعر حينها باطمئنان ..
ليت العمر يمضى للخلف ..
و لا يتقدم بنا دون استئذان ..
لم ينتظر احد و الكل رحل في استسلام
لم ينتظر احد ..
لا القلم و لا القمر و لا المجد ..
لم ينتظر احد .. حتى انا قد رحلت
في ذكراي ..
اليكم من قبري