عجقة سير .. من نوع غير ! - مقال ساخر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما قيل ، صحيح أن شياطين الجن تُصفّد في رمضان ،
إلا أن " شياطين الإنس " قد غلبوا الجن ، لدرجة أن شياطين الجن أصبحوا يأخذون الدروس من شياطين الإنس !
فقد تحول رمضان من شهر " الخير والبركات " إلى شهر " الاستثمار والانحطاط " !
فنجد شركات الإنتاج تتزاحم على القنوات ذات الإقبال الشديد لتعرض ما لديها من مسلسلات وبرامج ،
وتتفنن تلك القنوات باستثمار تلك الفرصة – التي لن تأتي إلى مرة في السنة – باحتكار بعض المسلسلات ، وجعلها حصرية فقط لديها !
ولا ننسى نصيب شركات الإعلانات من هذه الصفقة الرابحة ،
فإن لم توجد قناة ، فهذا يعني أنه لا يوجد مسلسل ولا برنامج ، وإن اختفت البرامج والمسلسلات ،
فكيف سنرى إعلان لـ " الشعر " وهو يُزال من قدم إحدى الحسناوات ؟!
وكيف سنرى مفعول " الفوط الصحية " ، والمميزة بالأجنحة ؟!
فإعلامنا أصبح يبدأ من " مزيل الشعر " وينتهي بـ " الفوط الصحية " !
وإن عدنا لشهر الاستثمار ، نراه أنه قد تدنّس بما تعرضه " الشاشة الصغيرة " ..
فبرامجنا " الرمضانية " وصلت " قمة الانحطاط " .. بدءاً بفوازير " حليمة " وانتهاءً بفوازير " ميريام " !
فعندما تكون الساعة الثالثة فجراً ، والمساجد تستعد لاستقبال " مقيمي الليل " ،
نرى " حليمة " تطل علينا بلباسها " المخزي " ووجها " المطليّ " ودلعها " الصناعي " لتحيينا : " أسعد الله مسائكم ، وتقبل صيامكم وقيامكم ! "
أما " ميريام " ، فـ " قفاها " سيتكفل بإلقاء التحية !
ولا ننسى مسلسلاتنا العربية ، خصوصاً التي تعالج " قضايا المجتمع " ، ونضع تحتها مئة خط !
فقضايا المجمتع من وجهة نظر " بعض المسلسلات " أصبحت محصورة في " الكازينو " و " البار " ،
خصوصاً أن " زنا ما قبل الزواج " و " زيارة الفتاة لبيت صديقها " أصبحت " قضايا " اعتادت عليها المجتمع من وجهة نظر تلك المسلسلات ! لذلك ، أصبح طرح هذا الموضوع في المسلسل أمراً عادياً جداً !
ومع ذلك ، يرى المخرجون أنهم فعلاً يعالجون قضايا المجتمع ،
ربما العلاج من وجهة نظرهم هو التعرّي والانسلاخ عن القيم والدعوة إلى التحرر من عبودية الدين !
صحيح أن الضوء يُسلّط على بعض القضايا المهمة ، كـ " تشرد الأطفال " و " التسول " و " الفقر " ،
إلا أن المبالغة تكون مقززة ومشمئزة للنفس بشكل لا يُطاق ،
فعند تصوير مشهد لـ " عروسين " ، نرى أن الإخراج يكون للتفاصيل الدقيقة والمحرجة أيضاً ،
فنرى لقطة محرجة للعريس وهو يُعرّي عروسته ، والعروس وهي تتدلع وتتغنج مع عريسها !
فلم يعاد هناك فرق بين المسلسل العربي والفيلم الأجنبي !
هذا غير اللباس الذي ما عدتُ أميّز صاحبته إن كان جوّ المسلسل صيف أم شتاء ،
وكأن تلك الممثلة عبارة عن " جماد " لا يحس ، فقط كي تتعرّى في شاشتنا الصغيرة ،
وحتى لا نوجّه نظرتنا نحو الجزء الفارغ من الكأس ،
نرى أن القنوات الدينية تتفنن في تقديم أروع البرامج وبأساليب مميزة ومواضيع مشوقة ،
إلا أن تلك القنوات الفاضلة تضيع تماماً بين " عجقة " القنوات الأخرى ،
وكل ذلك يبقى محصوراً في إطار " رمضان " ،
فيصبح في التلفاز " عجقة سير " سببها رمضان المسكين !
فسرعان ما يختفي " الاكتظاظ الإعلامي " فور انتهاء رمضان ،
ومع انتهائه ، يكون قد خلّف كثيراً من " حوادث النفس " ، حيث أن تلك النفس تُدلي بتأسفها على ما أصبح عليه رمضان ،
لذلك ، هنيئاً لشياطين الجن على ما يقوم به " نوّابهم " من شياطين الإنس في أطهر أيام السنة !
المقال من كتابة SaLaZaR .mexat.com
تعليقكم على المقال والموضوع الذي يتحدث عنه المقال .
__________________ اللّهُــــــــــم
-
إنّي « أسْتَغفِرُك » عَدد مَاانْسَانِي الشّيْطانُ ذِكرَك
-
وَعَدد مَا ألهَتْنِي الدُنيْا عَن الرّجوعَ إليْك
...-
فَقَدْ قَصّرتُ وَلمْ تُقَصّر
- [ و َنَسِيتُك وَلمْ تَنسَني ] -
اللهُم
-
أذِقنِي لذّة الخُشُوعْ
-
وَزِدنِي لكَ خُضُوعْ
- .
وَتَقبّل ذُليّ فِي « آلرّكوُع وَالسّجُود » |