الموضوع: عودةٌ لديارى
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-05-2007, 02:04 AM
 
عودةٌ لديارى

عودةٌ إلى ديارى






كم هى جميلة.....موحشة....مؤلمة؟
كيف أراها جميلة وكل ما فيها ساكن؟
...................
طرقت بنفسى تلك التساؤلات وأكثر...
كلما أراها يزداد شوقى إليها ..
فمتى آتيكِ؟؟؟؟؟
......................
تذكرت حيث كنت منها...ذاك اليوم هناك..
"دعينى أرى فيها محبينى"
وطافت تبحث عن سكن الحبيب
ودارت فى تلك البقعة مراراً وتكراراً تبحث عن العنوان المذكور
رغم السكون والليل يهيم....لا زالت تبحث وتقرأ كتابات الجدران
حتى شق عليها فى طول ذهابٍ وإياب دون إيجاد العنوان
فأسدلت دمعاتها ولوعتها ...وما يئست تعود لتبحث فى نهار
............................
كل يومٍ من بعيد تنظر الديار وتبتسم
كل يومٍ تُودِعُ السلامَ دون أن تقترب
كل يومٍ ترمى بسهام حبٍ لأهلها وتمنى بذكرياتها معهم
"اشتقت إليكِ كثيراً مدينتى....فمتى إليكِ أقضى عهدى"
تشابهت أطيافها بعينى
وتعلق قلبى ببقعةٍ مماثلةٍ لا أعرف أحداً فيها
فتساءلت.........
هل هى تلك مدينتى؟؟؟؟
رغم أنى على يقينٍ بأنها ليست هى..ولكن شعرت برحبها
حتى أنى ليومٍ نظرتُ طريقى دون وعىٍ بمقرها..
وما تخطيت بعيداً حتى اكتشفت نسيانى...وذرفتُ دمعى
أشتاق إليكِ كل يومٍ..كل ذهابٍ..وكل عودةٍ
ولكن..من أنتِ؟؟؟
ما فحواكٍ؟؟؟
ولمَ أنتِ بالذات؟؟
أُمْنىِ نفسى بأسئلةٍ دون إجابات
لكنى لا أتمكن من ردع نفسى دون اشتياق
كاد عقلى يتشتت...لماذا يهواكِ قلبى؟؟
كل من فيكِ لا يرانى
ألهذا السكون أحبكِ؟؟
ليس فيكِ من يعرفنى
إذن من أنتِ؟؟
ولماذا أنتِ؟؟
لستِ إلا بقعة تتماثَلُكِ البقاعُ
.....................................
تدور كلُ هذه الأسئلة فى أعماقى...ولا أجد الجواب
فأصمتُ عن أسئلتى..ولا أملكُ إلا الدعاءَ
وشوقى بلهفةٍ يطلق على شفتاى لها الإبتسامات
وكأن من فيها يحدِّثُنى....لكنّها ليست طيفاً وأحلام
............................
ما بال بقعة أحبائى
لا لا ..لا تأخذينى منهم..فأنا أجهلكِ
لم تتعدّى الأيام حتى جاورتُ مدينتى
فتركت أخى وانتظرته أمامها
كدت أبكى لشوقى وشدة لهفتى
فنظرتُ حالى منذُ سنواتٍ
وددتُ أجرى بين دورها وابحث فى عنوانى وألقى السلام
لا أزال أتذكرُ العنوانَ ...
وما باتَ واحداً بل...أضحى لخمسٍ أو ثلاث
وما أن سرت لها وقفتِ ببابها ... ثبتت قدماى وتثبّتُ مكانى
ونظرتُ قدومَ أخى يأخذنى من أمامها.
......................
"ما بالُكِ؟؟
لمَ لا تتحركين؟؟
لمَ الصمت"؟؟؟؟
..........................
أين أنا من عالم هادىء بلا أناتِ
عالم ساكن دون حركاتِ
عالم اراه بالفرح مبشراتِ
...................
من أنا لأتخطى حدودها...مدينة السلام
أنا ذات الذنوب والمعاصى والمهلكاتِ
أنا ذات الدنيا وعناوين بيدى ليس لها من الدنيا مكان
..................
تمنيت لحظتها لو أعود طفلةً صغيرةً لا تهاب
لا تخافُ يوماً هى فى حالها هذا له تهاب
ونظرتُ طفولتى بين تلك الديارِ أَجرى وأُلقى السلام
وتذكرتُ وقفتى على أسوارها الآن أخاف الاقتراب
.......................
وأتانى أخى فتجمدت به وقطعت صمتى
وقطعت قطرات الدمع فى عيونى
وسألته يلقى عليهم السلام
وسألته بعنوانٍ واحدٍ وليس ثلاث
وسألته يتأمل جمال البقعة ... وأنا أتأمل فيها الصمت وما هو آتِ
ما عادت العناوينُ بيدى...فكل دورها بيت واحد وله مرسال
وحينها وقبل عودتى تطرقت لسانى كلمات
وعقلى يسل متى ليوم اللقاء
................................
"السلام عليكم دار قومٍ مسلمين..دار قومٍ مؤمنين
أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون"
"رب أجمعنى بهم فى رحاب رحمتك..وأسكنّى وإياهم الفردوس"
"رب عظمت ذنوبى وكثرت وأرانى أبعد منهم على كل حال"
...........................
وعدتُ أنا وأخى لدار الدنيا نتذكر الأهل والأحباب
فى هذه الدور سكناهم
رحمةُ الله عليكم أحبائى ...عايشتهم , أتذكرهم..أم لا
وسلامٌ يخصّ عزيزىّ ...عمى وعمتى فى رحابٍ من الفردوس سكن وأمان