عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 08-11-2011, 10:45 AM
 
المشهد الثالث
،،

كانت الطيور تخرج من القبعة السوداء بعد أن وضع الساحر منديلا أبيض عليها ، أنها خدعة قديمه ولكن هذا ما كنت أشاهده على التلفاز في محاولة لتضييع بعض الوقت ، حقيقة لم أستطع الجلوس هادئة في غرفتي لذلك قررت الجلوس في غرفة الجلوس في الطابق السفلي ،اليوم أنا أترقب الساعة الثالثة والعشر دقائق بفارغ الصبر، إنني احترق شوقا لسماع لحن الألم .. ماذا سيعزف اليوم ؟ لم أكن هكذا مسبقا ، لقد كانت فقط عادة أن أنام على إحدى ألحانه ، ولكن ما حدث هذا الصباح مع ذلك القط الذي لا يمكنني نسيان وجهه ، عيناه ~ " توقفي " أقولها بصوت عالي ،، ماذا أفعل الآن ! لقد عاودت التفكير به بالرغم من إنني وعدت نفسي أن لا أفكر بما حدث هذا الصباح حتى تدق ساعة لحن الألم لأنام، ولكن بلا فائدة ....

... : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه كيف أستطيع نسيانه

روفيدا : نسيان ماذا ؟!!!!!

رانسي : آآه لم تنامي بعد امي؟

روفيدا : لا، ماذا تشاهدين ؟

رانسي : لا شي

حقا لا شي فكل ما أراه واسمعه هو عقلي الذي لا يستطيع التوقف عن التفكير بذلك القط ، إنها أمر محزن أن لا أفكر إلا بك ( ضحكت ) لتتعجب والدتي

روفيدا : ما المضحك ؟

أضع راسي على كتف أمي التي كانت تجلس بجانبي على الكنبة .

رانسي : حقا لا أعلم أمي ؟هل أصبحت مجنونه ؟

روفيدا :ما الأمر حبيبتي ! لا تبدين على طبيعتك ؟ هل حدث شي هذا الصباح ؟

رانسي : هل هو غريب أن أفكر بذلك القط طوال اليوم ؟

روفيدا :هل حقا كان هناك قط ؟!!

اهز راسي كإشارة بنعم ~

روفيدا : هل تريدين أن اشتري لك قط ؟ هل تشعرين بالوحدة ؟ ( تربت على راس رانسي بلطف )

رانسي :لا أعلم إن كنت سأحب القط إن اشتريته لي ! ولكن إن كان عازف كمان سأجعله يعزف لي كل مساء لأنام .

ضحكت وأنا أرفع رأسي لأرى وجه أمي والتعابير المرسومة عليه ، وكما توقعت كانت قد فتحت عينيها مصدومة من إجابتي، كانت جادة عندما سألتني إن كنت ارغب بقط ولم تكن تتوقع ردي هذا .

رغم دهشتها ضحكت معي ورفعت رأسي عن كتفها ووقفت ذاهبة إلى غرفتها ، كنت اتبعها بنظري لتتوقف ..:" لا تسهري واذهبي إلى الفراش مبكرا أيتها المجنونة "

ابتسم لها : تصبحين على خير !!

حل الصمت بغرفة الجلوس ، لم يعد أحد هنا سواي ، تنهدت مرة أخرى بصوت عالي ، أرجعت رأسي إلى الخلف أغمضت عيني وجلست أردد: " لن أتذكر ما حدث ،، لن أتذكر ،، لن أتذكر .." لا أعلم كم مرة كررتها ...... لأغيب في عالم الأحلام على الكنبة في غرفة الجلوس ~

.. : رانسي ، رانسي ؟

رانسي : هاه ، ماذا ؟ ( مازالت في عالم الأحلام )

روفيدا : رانسي هل نمتي طوال الليل هنا ؟ هل نمتي في وقت متأخر؟

رانسي :اممم ماذا امي ؟

روفيدا هنا تصرخ بصوت عالي : رانسي استيقظي كيف لك أن تنامي في غرفة الجلوس ؟

أمي كانت غاضبه ، أمسكت بيدي في محاوله لإيقاظي، أردت أن أبعدها وبدلا من ذلك تركت هي يدي لأسقط على الأرض متوجعة ..

رانسي : أمي لماذاااا ؟ اوووه ظهري لقد تكسرت عظامي

أمي لم تكن لتجيبني فقد انفجرت ضحكا لتجلس على الطاولة الزجاجية على جانب الكنبة ، نظرت إليه بغضب وقفت لأرجع اسقط بعد أن تعثرت بإحدى وسائد الكنبة المتناثرة على الأرض لتكمل أمي مسيرة الضحك ، أقف مجددا امشي بسرعة متجهة إلى غرفتي في الطابق العلوي ، أغلق الباب خلفي وأغوص في فراشي الدافئ ،" الساعة "هذا ما نطقت به نعم الساعه ، اقفز من فراشي ابحث عن منبهي، إنها الساعة السابعة صباحا ، لا كيف حدث هذا ، لم اسمع عزفه ليلة البارحة ؟ كيف لي أن أنام دون أن اسمع دوائي الروحي ،،

.. : آه لماذا أنا غبية ؟ كيف لي أن أنام في غرفة الجلوس !!!

رحت اضرب المخدة بيدي لأنفس عن غضبي ، لا يمكنني وصف مشاعر الغيظ التي كانت تحتويني ،، ثم تذكرت بأنه ربما إن لم أسمع لحنه ، أستطيع أن أراه ذهبت لأخذ حماما باردا لأستكمل يومي بنشاط ...

..: ماذا ألبس ؟ اممم !! قميصي الأبيض الجديد مع الجينز ،، أم هذا الفستان البنفسجي ؟

كنت في أوج نشاطي واثقة من أنني سأراه اليوم ، اخترت الخيار الأول ،لألبس ملابسي واخرج مسرعة من غرفتي فأنا لا أعلم متى سيأتي !!

..: إلى اين ؟

رانسي : آه إلى الحديقه .

روفيدا :إذا لنفطر في الحديقه ؟

رانسي : لاااا

تنظر امي إلي بتعجب !!! : لماذا ؟

رانسي : لاا، لنفطر هنا .. غيرت رأيي لن أذهب إلى الحديقة لنفطر هنا ؟

روفيدا :كما تشائين !!!!

لماذااا فعلت ذلك ، لقد بدا الأمر مشككا ، أنا غبية ، ولكني لم أرغب بأن تكتشف أمي أن هناك قط يجلس على جدار منزلنا أو بالأحرى على جدار القصر ، فالجداران تقريبا متلاصقان ، أو هكذا يبدوان فلا توجد مسافة بينهما..

علي أية حال أريد أن أسأله الكثير من الاسأله لذا يجب أن اخفي الأمر عن أمي في الوقت الحالي ، لأنها لن توافق أن ترى الفتى القط يجلس على جدار منزلنا وكأنما ذلك أمر اعتيادي وسوف تبلغ عنه ولن أستطيع أن أراه مرة أخرى ... لا لن اخبرها وهذا قراري ...

،

،

أجلس على طاولة الفطور وكأن هناك شوكة على كرسي ، فأنا لا أريد أن أكل ، لا أريد أن أجلس هنا ، أخشى أن يذهب ولا أراه ، ربما سيأتي اليوم في وقت مبكر ، علي أن اسبقه إلى هناك لأرى من أين يتسلق الجدار ، ماذا يفعل على ذلك الجدار....!

... : سأذهب إلى الحديقة ~

...: حسنا !!بالرغم من أني لا أعلم سر حبك للحديقة فجأة .. (( تنظر إلي و كأنما هي تسألني ما الأمر رانسي ؟؟ ))

رانسي : .....

اخرج من المنزل إلى الحديقة ، اذهب مسرعة إلى المكان الذي التقينا فيه بالأمس ...

...: ليس هنا بعد ؟؟( شعرت بالإحباط ، لم يكن هناك موعد، ولكني فقط شعرت بالحزن لأنه لم يكن هناك )

جلست على العشب الأخضر أواجه الجدار ، أبدو مغفلة ، ولكن لا أهتم لذلك ....

،،

لا أعلم كم مر من الوقت ولكنني تعبت الانتظار ،جربت أن اسلي نفسي بكل شي فالحديقة العشب ، الشجيرات النافورة الصغيرة ، وأخيرا أزهار الحديقة ، قطفت اثنتان لألعب ببتلاتها أحبك، أكرهك أحبك، أكرهك، أحبك ..... لم يعد هناك شي أفعله ،، أنظر إلى الساعة في يدي إنها تشير إلى العاشرة... التقينا بالأمس عند الساعة التاسعة ،إذا هو لن يأتي اليوم ....

أيقن الآن بأني مغفلة حقيقة لقد خدعت بمظهره البريء ، هو مجر لص مشرد ... هذا ما فكرت به ،وذلك لم يواسني ، فقد شعرت بالحزن أكثر لأنني قضيت ساعتين في انتظاره ، كنت حقا على أمل أن يكون هو عازف الكمان وأن يكون أحد سكان القصر الحزين ، ولكن يبدو بأني تركت لصاً يفر بجريمته ..آآآه كم أكرهني !!!!

أعود إلى غرفتي ، منهكة ، " لماذا لم تأتي ؟؟؟" .. هنا كنت اشعر برغبة البكاء ولكن لم استطع !!

،،

نمت لأستيقظ الساعة الرابعة مساءا ،لم أعد أفكر بالقط ... ولا عازف الكمان ... ولا القصر المجاور لأنني أدركت أنني كنت أعيش حالة من الفراغ ، جعلتني أركز اهتمامي على أشياء و أشخاص لا أعرفهم أو أنا حقا لا أعلم إن كانوا موجودين ...!

،،

إن الإجازة الصيفية على وشك الانتهاء لم يتبقى منها سوى أسبوع واحد ، لذلك سأنشغل بحياتي وأشياء أخرى وأنسى ما حدث خلال إجازتي الصيفية التي كانت مليئة بالأحداث والتغيرات ،، فتحت حاسوبي ،،لأتحدث مع أصدقائي القدامى ، اشتقت إليهم وخصوصا " كاسيلا " التي كانت أقرب لي من روحي ، ولكننا لم نتحدث مع بعضنا منذ أن انتقلت إلى " فيننا " ولا يمكنني أن ألومها في ذلك ، فلقد كنت أنانية ولم اخبرها بأني سأغادر"لينز" للأبد ،خشيت أن ابكي عند وداعها ،لم أرغب بأن أتألم عند رويتها تبكي، لم أرغب بأن أشعر بالتردد ،أردت أن أرحل بهدوء ،اعتقدت أن خروجي من لينز يعني نسياني لذكريات طفولتي ، أصدقائي ، لكن عندما وصلت إلى فيينا .. لم أشعر بأن ذلك ممكن ،بالرغم من إدراكي لذلك لم أستطع الاتصال بـ كاسيلا ، ربما خوفا من أن ترفضني أو أن تكون نسيتني .... "إلى متى سأظل أهرب من مشاكلي ومخاوفي " ..!


" إلى متى ؟ "

أمسكت الجوال ابحث بين الاسماء... " كاسيلا " ........
__________________