عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 08-11-2011, 10:46 AM
 
الفصل الثاني


المشهد الأول :



آآه أشعة الشمس


تزعج عيني ...


أشرقت شمس الصباح ، وليس ككل يوم إنها الساعة السابعة صباحا ، أمي فتحت الستائر لتسترق خيوط الشمس النظر إلى غرفتي مزعجة بذلك نومي ... "ما الأمر أمي "


..: يجب أن تستيقظي الآن ..


أغطي راسي بالبطانية في محاولة فاشلة لتجنب سماع صوت أمي وعزل أشعة الشمس عن عيني، ولكن الأمر لم ينتهي هنا ، فقد أمسكت أمي بالبطانية وألقت بها بعيدا عني ، آآآه كم أكره الاستيقاظ مبكرا ، أتقلب فوق السرير في محاولة لإيجاد وضع يبعدني عن أشعة الشمس المزعجة، أحاول التكوم على نفسي لكن أمي لم تكف عن حملتها المستبدة الدكتاتورية التي تنوي بها إيقاظي بنجاح ساحق...!


.. : لماذا يجب أن استيقظ مبكرا اليوم ، ما الأمر !!!!!!!!!!!!!!


روفيدا : غدا سيكون أول يوم دراسي لك يجب أن تستيقظي مبكرا لتنامي مبكرا، لا يمكنك السهر انتهت الاجازه !!


رانسي :لاااااااااااااا


روفيدا: ماذا..؟ هل ترغبين بالتغيب في أول يوم دراسي! ، أم تنوين الذهاب غدا من غير أن تنامي ؟؟هيا استيقظي ...


رانسي: حسنا حسنا امي سأستيقظ ، فقط 5 دقائق


روفيدا: فقط خمس دقائق ( بصوت حازم )


رانسي : ....!!


:::::


بعد نصف ساعة !!


روفيدا : رانسي لقد مرت نصف ساعة ( بصوت عالي غاضب )


على صوت أمي الذي كان كصوت جرس ينذر بحرب قادمة ، اقفز من مكاني في وضع الجلوس محاولة أن استند على ظهر السرير ليبقيني مستقيمة في جلوسي، حقا لا أستطيع التوازن...


..: لم أكن نائمة لم أكن.......( تتثاءب ) ،حسنا ها أنا ذاهبة لاغتسل ، يكفي صراخا


انهض من فراشي اجر أقدامي ، لا أعلم لما أنا هكذا، كنت أنام فقط لساعتين سابقا ولا أشكو من قلة النوم ، ولكن اعتقد بأني كنت كذلك لأنني على علم بأنه يمكنني النوم في أي وقت أشاء لا يهم إن كان صباحا أم مساءا ، ولكن غدا هو اليوم المشئوم " العودة إلى مقاعد الدراسة " ولن يقف الأمر عند هذا الحد ، انه التحدي الأعظم و يمكنني تسميته نكبة القرن ، سأكون كـالـغريب في تلك الجامعة، إنها بداية فصل جديد في جامعة جديدة بلا أصدقاء ،،، آآآه لما حياتي أصبحت معقده هكذا ؟


هذا ما كنت افكر به بينما كنت اخذ حماما دافئا ، استمررت في التفكير ومحاولة تخيل منظري في حرم الجامعة ، ماذا سألبس غدا ؟ هل سأجد أصدقاء ؟ هل الناس طيبون هنا في فيينا كما هم في ليـنز ؟ كثيرة هي الاسأله ، والاجوبه لتلك الاسأله رهن تصرفي غدا ، يجب أن ابتسم ،أن أكون جريئة ، أن استقبل الغد بابتسامه ....


.....



اجلس على طاولة الفطور ، لم أتحدث مع أمي فأنا حقا غاضبة ، لا أرغب في الاستيقاظ لان استيقاظي يعني مزيدا من التفكير في الغد .... أنها طبيعتي أن أفكر كثيرا عندما أقبل على شي جديد لا يمكنني أن أخذ الأمور ببساطه خاصة تلك الأمور المجهولة أو المصيرية ، بالرغم من ذلك أشعر بالحماس للغد، انه تناقض ، لذلك تدعوني كاسيلا بالمجنونة ولا ألومها على ذلك .....


اليوم يوم سيء فأنا لست في مزاج جيد ، و كذلك أمي ولا أعلم ما السبب ، فكلانا غاضبتان وكل ما نرغب به " كلمة واحده " حتى ننفجر ..!


رانسي : آآآآه لا يمكنني أن اجلس هكذا ؟


روفيدا : ما الامر الآن ؟ كل ما عليك فعله هو تناول فطورك !!


رانسي : امي أنت لا تفهميني ؟


روفيدا بصوت غاضب : ما بك اليوم ؟


رانسي : أمي أكره الحياة هنا اشعر بأني اختنق !! انتي السبب ؟


ترتسم على وجه أمي علامات الحزن وكأنما قد أصبت الجرح في قلبها، فهي تشعر بأنها أنانيه لاتخذاها قرار رحيلنا من لينز دون أن تفكر بي وبمشاعري وبالغربة التي سأعيشها ،،


أعلم بمشاعرها لأنها اعتذرت لي مرارا عن ذلك بالرغم من إنني لم ولن ألومها يوما أو اعترض على قراراتها ، اشعر بالندم لما قلت لكني لا أريد الاعتذار ، لا أريد الحديث ، اكره نفسي لماذا أفرغت غضبي على أمي ، اشعر بأني اختنق أكثر وكأن الأوكسجين قد نفذ ..


أقف مبتعدة عن طاولة الطعام ،متوجهة إلى الباب الخارجي بغضب ، اشعر كأنني سأنفجر،أحتاج لأحد أتحدث إليه ، أشاركه همومي ، وما أفكر به ..!!


،


عندما انطفئ غضبي ،وشعوري بالاختناق ، كنت جالسة مسندة ظهري على سور الحديقة ،الطريق خالي آآه أين هو ضجيج شوارع لينز اشتقت لذلك الضجيج المستمر ، اشتقت إلى شوارعها التي تدب بالحياة ، كم هي الساعة..! لا أعلم ؟؟.. "آآآه نسيت أن البس ساعتي" أتنهد بصوت عالي .. أشعر بأن المكان واسع و خالي ،أريد أن اصرخ بصوت عالي ولكني خشيت أن يوقظ الصراخ الجيران انه أمر محرج ، يكفيني ما بي ، ألتفت إلى يميني ، انه القصر الحزين ، لقد نسيت آمره كليا ، الآن أتذكر بأني لم أعد اسمع اللحن الحزين ، لأنني كنت أنام قبل الساعة الثالثة وعشر دقائق أو أكون جالسة في غرفة الجلوس ، بصريح العبارة أنا تهربت من ذلك اللحن.


رانسي محدثة نفسها : كم يبلغ حجم حديقة القصر الحزين ؟


وقفت وأنا أتسائل ، لم أسلك ذلك الطريق مسبقا ،لماذا ؟ ،ربما لان اقرب طريق للذهاب إلى موقف الحافلة يكون في عكس هذا الاتجاه....


أقف عند بداية جدار القصر الحزين "كم خطوة سأمشي حتى أصل إلى نهاية هذه الحديقه"


بدأت أمشي بخطوات واسعة اعد كم خطوة سأمشي حتى اصل إلى الطرف الأخر من القصر ، ربما كان شكلي مضحكا لكني لم أهتم فليس هناك احد ليضحك علي ،،


بينما أعد خطواتي " اثنان وثلاثون ،أربعه وثلاثون ، خمس وثلاثون ،آآآآآآآآآآه ما أجمل هذا الجدار "


ألهتني الرسومات الجميلة المتنوعة على جدار القصر لأتناسى لماذا بدأت المشي بهذا الاتجاه ، بينما امشي وأتفقد الرسوم التي أبهرت عيني أدركت بأن الجدار توقف هنا، لكن حديقة القصر لم تنتهي هنا ، " ما هذا..! إنها حديقة كبيره هل يسكن ملكُ هنا !! " المساحة الأخرى من الحديقة لم تكن تحيط بها تلك اللوحة الفنية ( الجدار ) بل اكتملت بسور صغير يصل إلى ركبتي، انه من النحاس ، اتخذ شكلا جميلا كالسيف يقطع في نهايته رمز يشبه الشمس ، أعمدة هذا السور تذكرني بالتمثال الذي يتوسط ساحة "هوبت بلاتز" في مدينتي لينز ..


من هنا سأتمكن من رؤية الحديقة واعتقد بأنني سأتمكن أن المح القصر من هنا ، وكان ذلك فقط ما اعتقدت ..!!


..: " لا يمكنني أن أرى شيئا ، هل هذه حديقة آم غابه " هناك الكثير من الأشجار ولا أعتقد بأنه يمكنني رؤية شكل القصر أو احد سكانه من هنا، خاب أملي ، القصر يقع فالجانب الأخر من الحديقة حيث تحيط به تلك اللوحة الفنية العظيمة ( الجدار) ... رغم شعوري بالإحباط أكملت طريقي لأرى نهاية حديقة القصر ، الآن يمكنني أن أرى ممرا بين تلك الأشجار ، إنه يتضح أكثر ، أنه أروع منظر رأيته منذ وصلي إلى فيينا ..!


..: كم هم محظوظون سكان هذا القصر ..كم أتمنى أن أتجول والعب بين أشجار هذه الحديقة ""


أقف في مكاني أتلفت حولي.. لا يوجد أحد ..! ،" لماذا لا ادخل إلى الحديقة !! ، إنها كبيره ولا أعتقد بأن احد سيلحظ وجودي بين تلك الأشجار، امم سألقي نظرة عن قرب واخرج بسرعة "


بدأت الأفكار المجنونة تغزو راسي ،لا أستغرب أن يلقبني الجميع بــ " المجنونة رانسي " ،،


رانسي : لن يراني احد لا يمكن أن يراني أحد في هذا الحي الميت !


هذا ما كنت اردده ، وكأن تلك الجملة تدفعني لتطبيق فكرتي المجنونة ..


تلتفت في جميع الاتجاهات لتتأكد من خلو الطريق ، علي أية حال هو شارع بلا حياه كما وصفته..


تتلمس السور بأصابعها الرقيقة ، كسارقة ماهرة تهيئ الجو لتبدأ عمليتها ، تستعد لأن تقفز عن السور


:::


تتوقف
__________________