هذا البارت صغير لكن هو آخر مشهد من الفصل الثاني أتمنى أن ينال رضاكم ~
::المشهد الثالث::
مرت قرابة الساعتان، على السرير أتقلب في محاولة للنوم ولكن بلا فائدة ، قررت أن اجلس مع أمي ، ذهبت أبحث عنها في غرفة الجلوس ، المطبخ ، لكن لم أجدها ، اذهب إلى غرفتها ، كانت مستلقية على السرير تقرأ إحدى المجلات ، رأتني ونادتني لأجلس بجانبها ، لم أخبرها عند عودتي عن احداث يومي الأول في الجامعة وهي كذلك لم تسألني لأنها رأتني في مزاج لا يسمح لي بالحديث ،،
جلست معها ، سألتني الآن عن يومي ، أخبرتها عن العجوز كارلا وعن جورجي ، وكيف كان يومي شاقا ، وكذلك أخبرتها عن الحادث الذي كدت أن أتعرض له ، وتناقشنا في الكثير الكثير كان أهمها حاجتنا إلى سيارة فالأمر صعب إن كنت سأذهب بالحافلة كل صباح ، ولكن الأمر شبه مستحيل في وضعنا المادي الحالي فكل ما نملكه هو الراتب الذي نحصله من دكاكين والدي في مدينة لينز والتي يديرها صديق والدي القديم هناك، الآن أعتقد بأنه يجب أن أتحول من فتاة أمي وأبي المدللة لأبحث عن عمل جزئي لأساعد أمي ، خرجت من غرفتها بينما هي أكملت قراءة المجلة ، أخذت مشروباً غازياً من الثلاجة وخرجت إلى حديقة المنزل.
رانسي : آآه والدي لما تركتنا وحدنا..!!
جلست على كرسي ابيض بالقرب من النافورة ، أسندت رأسي على ظهر الكرسي أغمضت عيني، كانت قطرات الماء المتسللة من النافورة تستقر على وجهي لأصاب بالقشعريرة ، ولم ينتهي الأمر بقطرات الماء ، فالنسيم البارد جمدني فلم أعد أستطيع التفكير بشي ، أصبحت كـ الطبل أتلقى الضربات في مكاني ، والفرق بيننا، أن ضرب الطبل يصدر ألحانا ، وأنا أتلقى الضرب بصمت.
..: هل يمكنني التقاط صوره لك الآن ؟
رانسي : ....
ألتفت إلى مصدر الصوت بسرعة ، كما توقعت ، لوكاس يجلس على الجدار يبتسم ، أردت أن أقفز من السعادة ولكني تذكرت ما حدث هذا الصباح
رانسي : القط مرة أخرى على الجدار هل يجب أن اتصل بمأوى القطط المشردة ليأخذوه بعيدا ..!
لم يجبني كما هي عادته ، عدت إلى وضعيتي في الكرسي لن أحدثه كما لو أنه لم يفعل شي
لوكاس : ما الأمر ؟
رانسي :....
لوكاس : كيف كان يومك فالجامعة ؟
رانسي :....
لوكاس :.....
رانسي بصوت عال : أمي هناك قط على الجدار ..!
كنت أعلم بأن أمي مازلت في غرفتها ولا يمكنها سماعي ولكني أردت أن أغيظه
لوكاس بصوت عال: نعم خالتي أنا القط ولن أذهب من هنا حتى أعرف ما بها ابنتك المجنونة
أقف بسرعة غاضبه ، دائما أنا من يغضب فالنهاية ..!
لوكاس : ما الخطأ الذي فعلته ؟
رانسي : الا تعلم ؟
لوكاس ببرائه : لا ، ولكن هل يمكنني أن اطلب منك شي ؟
رانسي بغضب : ماذا ؟
لوكاس : صوتك عال جدا، هل يمكنك الاقتراب لنتحدث ؟
هل يتعمد إثارة غضبي ، كيف له أن يكون هادئ في حين تجاهلني هذا الصباح ، كيف يمكنه أن يرسم تلك الملامح البريئة وكأن شيئا لم يكن
رانسي : إن كنت تتسلى بإثارة غضبي ، فأنا حقا لست في مزاج لذلك
صامت ، ولقد أعتدت صمته ، اقتربت منه ، كان يجلس على الجدار وكأنه كرسي ، الأمر عادي بالنسبة له ، هل هو حقا قط ؟؟
لوكاس : اخيرا
رانسي : ماذا ؟
لوكاس يبتسم : يمكنني أن أرى وجهك بوضوح الآن
هنا أتسائل هل هو حقا نفس الشخص هذا الصباح ، لقد أصبحت أشك بعيني ، ربما لم يكن هو ..
رانسي : لما تجاهلتني ؟
لوكاس : ولما أتجاهلك ؟
رانسي : هذا الصباح ..!
لوكاس : هذا الصباح ؟؟
رانسي : لوكاس لا تستخف بي
لوكاس بوجه حزين: أسف ولكن حقا لم أرك كيف لي أن أتجاهلك
صمت قليلا ثم اتبع: لا أعلم لم تغضبين عندما ترين وجهي
رانسي : لأنك تثير غضبي ؟
لوكاس : و ماذا يجب أن افعل ؟
يرفع شعره عن عينيه ينظر إلى مباشره ، يقفز إلى أرض حديقتنا
رانسي : مـ مـ ماذا تفعل ؟
لوكاس : هل أخيفك ؟
رانسي : ولما أخاف منك ؟
في الحقيقة كنت خائفة ولا أعلم لماذا ..!
أقترب لوكاس ، كان يحدق بوجهي
..: هل أنتي مريضه ؟
ارفع رأسي لأرى وجهه قريبا من وجهي: لا
لوكاس : كيف كان يومك ؟
رانسي : سيئا
آآآآآه لم حدثته ، كنت غاضبه ، كيف أمكنه أن يخدعني مرة أخرى لأنسى كل شي
لوكاس : الوجه الحزين لا يلائمك ابتسمي ، غدا سيكون جيد صدقيني ، فبالإضافة إلى أني قط ، ولص ، وشبه قاتل، فأنا عراف ..!
ابتسمت هنا ، أنه يغضبني كما يشاء ويهدئني كما يشاء ، هذا هو قطي لوكاس..
رانسي : كيف كان يومك الدراسي ؟
لوكاس وهو يفكر : في القصر ممل
رانسي : لماذا فالقصر ألا تذهب إلى المدرسة ؟
لوكاس : لم أذهب يوما، لأذهب الآن
رانسي بتعجب : ماذا ، لماذا ، حتى لو كنت تكره المدرسة يجب أن تذهب ، هل تريد أن تبقى جاهل ؟
لوكاس يضحك : رأيت وجها جديدا لرانسي
رانسي : هيي لا تمزح أن أتكلم بجديه
لوكاس : أدرس في المنزل
رانسي : كيف ؟
لوكاس بحماس : هكذا..! يأتي المدرسون إلى المنزل ، أنا لست جاهل ، وعندما أتخرج سأذهب إلى جامعة فيينا معك سنلتقي هناك.
رانسي : أليس مملا أن لا تذهب إلى المدرس ، هل لديك أصدقاء ؟
لوكاس ينظر إلى الأرض ، ثم يرفع رأسه لينظر إلي
..: ألسنا أصدقاء ؟
رانسي : ....
لم أستطع الرد ، ابتسمت له بمعنى الموافقة
رانسي : لماذا لا تذهب إلى المدرسة ؟
لوكاس ينظر إلي ، يرفع شعره الذي يغطي وجهه مرة أخرى، يمكنني أن أرى عينيه الساحرتين
لوكاس : هل أبدو لك إنسانا طبيعيا لأذهب إلى المدرسة ؟
رانسي : ماذا تقصد ؟
لوكاس : كما قلتي سابقا أنا قاتل ؟
رانسي : ماذا تعني ؟
لوكاس ينظر إلى الأرض تفلت يده خصل شعره الحريريه ، يشيح بوجهه بعيدا عني ليتبع
.. : قتلت أمي
ضحك بعدها بصوت عال ، لم يكن يضحك فرحا ،،
هل يمكنني أن أشبه ضحكاته بالبكاء ..!
هل كان يبكي بطريقته ..!
لم أستطع تكذيب ما قال ولا أعلم لماذا ، حقيقة خفت من كلمة " قتلت " ولكن لا يمكنني الخوف منه ، هل هذا لأنني مجنونه ، أم لأنه أعترف بأننا أصدقاء ...
رانسي : لماذا قتلتها ؟
ألتفت إلي ، تلك النظرة التي كانت تعلوا وجهه ، إنها نفسها التي رأيتها في أول مرة التقينا ، ولكنها أسوأ ، أشد حزنا ، أشد وجعا ، أشد بؤسا ، لم أتوقع أن أرى تلك النظرة مرة أخرى ،،
أراد أن ينطق بشي ولكن الحروف غصة فلم يكن ليستطيع أن ينبس بحرف ، يحاول أن يخفي وجهه ، ألمح دموعه ، يحاول أن يرسم ابتسامه ليخفي ألمه ولكنها لا تنفك أن تتركه
لوكاس : لانني لست إنسان ، أنا لا أستحق أن ابكي حتى..!
يضحك مرة أخرى ، أردت أن احضنه و أهدئه ، شعرت بألمه ، قلبي تحطم لرؤيته هكذا، لم يخفني اعترافه ولا أعلم لماذا ، أمسكت بيده ، ألتفت لينظر إلي ، كان يجاهد دموعه ، يحبسها لتغرق عيونه الجميلة في بحر من الاسىء ، شعرت بيده ترتجف ، جلس على الأرض مرددا
..: ليتني لم آت إلى هنا كله بسببك رانسي ، كله بسببك
جلست معه احتضنته ، وضع رأسه على كتفي ، لم أعد أرى وجهه ولكن شعرت ببكائه الصامت ،جلسنا هكذا مدة كان فيها قلبي يرتعش ولا أعلم هل حزنا على لوكاس آم لسبب آخر لا أعلمه.
همس في أذني : هذه أخر مرة تريني فيها أبكي ، استمتعي بلحظة انتصارك
هنا قلت في نفسي ها قد عاد لوكاس ، تنهدت ومسحت بيدي على شعره أبعثره
..: قط جيد ، سأستمتع بلحظة انتصاري فأنا لا أرغب في رؤية تلك النظرة الحزين مرة أخرى.
أبعد رأسه عني ، لم يرني وجهه
لوكاس : أنت حمقاء
رانسي : هااا ؟؟
لوكاس يشعر بالإحراج، ربما لأني رأيته في اضعف حالته وهو الذي أعتاد أن يكون القوي أمامي ، كان وجهه أحمر ، كانت عيناه تحبسان دموعه التي لم يستطع أن يخلصهن من سحر عيونه لقد بدا لطيفا جدا كـ الأطفال أردت أن أغيظه قليلا ..
رانسي : لماذا وجهك أحمر ، يا الهي هل تشعر بالإحراج أمام أختك الكبيرة ؟
تغير وجهه وزادت وجنتيه احمرار ،هنا أفكر إنه حقا جميل بكل حالاته ، إنه فاق وصف الجمال ، أعشق عينيه الواسعتان ، بشرته الصافية كالماء العذب ، البيضاء كالثلج ، شعره الأسود كالليل ، الناعم كـ الحرير ، يده الكبيرة الحنونة ، أكتافه العريضة ، قامته الطويلة كل ما به جميل لو كان عندي أخ صغير لتمنيت أن يكون كــ لوكاس
لم يقطع تفكيري وغيابي في بحر جماله إلا ..
..: لست محرج و لكن لأن الجو حار ، أنا ، أنا لا أتحمل هذا الجو الحار
أحاول أن أتصنع الارتعاش ..
رانسي : الجو بارد..!
لوكاس : تبا ، غبية لا يمكنك التفريق بين الجو البارد والحار
نظر إلى الجهة الأخرى ثم اتبع
..: كم مرة علي أن أخبرك أنا لست أخاك الصغير ، فقط سنتان ، هل تفهمين لا يوجد فرق كبير فالعمر بيننا ، فقط سنتان..!
اضحك هنا عليه فهو حقا يبدو لطيف وهو غاضب
رانسي : انا ايضا أرى وجها جديدا لــ لوكاس الصغير اليوم
التفت إلي غاضبا ، توقعته أن يصرخ في وجهي قائلا بأنه ليس صغيرا كعادته ولكنه لم يفعل ذلك ، أمسك بكتفي اقترب وقبلني على خدي، لم أتحرك ، لم انبس بكلمه توقفت عن الضحك ، ذهبت الابتسامة ليحل محلها الدهشة ... ماذا فعل ؟؟؟
عندما أدركت ما فعله هذا القط الأحمق ، احمرت وجنتاي خجلا ، ولماذا اخجل أليس هو كـ أخي الصغير ..!
لوكاس : إن قلت أني لست صغير إذا أنا لست صغير ، و إن قلت أن الجو حار إذا هو حار ، الآن أرى وجهك أحمر اذهبي للداخل فــ لربما أصبت بضربة شمس ..
كان مازال وجهه احمر وبعد القبلة لم يكن يستطع أن يضع عينيه بعيني ، كنت أضع أحد كفي على خدي "مكان القبلة" ، مشى مبتعدا لابتسم ، الشمس على وشك المغيب ايها الغبي لوكاس كيف سأصاب بضربة شمس في هذا الجو البارد ( قلت محدثة نفسي )
مشيت إلى داخل البيت :على الأقل ذهب مبتسما هذا هو لوكاس لا يمكن هزيمته ، الآن أعرف وجها آخر له .
،
منذ أن عرفت لوكاس أصبحت أيامي مشوقه ، والآن أعود إلى مقاعد الدراسة ستصبح حياتي أكثر تشويقا، لا أعلم ما يخفيه لي القدر ، ولكني على يقين بأنه يمكنني الاستمرار ، فلا يمكنني أن أضعف الآن و أخذل أمي و أصدقائي ..
هذا ما كنت أفكر به وأنا في غرفة الجلوس أشاهد التلفاز ، لأسمع الجوال يرن
" انها كاسيلا "
..: لماذا تأخرت في الرد ،لا ترغبين في سماع صوتي ؟
رانسي تضحك : على الأقل قولي " الووو " لما تصرخين في أذني
كاسيلا : اخبريني هيا اخبريني كيف كان يومك الأول في جامعة فيينا هل هناك الكثير من الفتيان الوسيمين ؟
رانسي : نعم الكثير الكثير ، لدرجة أنني لم أستطع أن اختار منهم
كاسيلا : آخ كم محظوظة
رانسي تضحك: ما أسخفك يا كاسيلا
كاسيلا : حقيقة كيف كان يومك الأول؟
رانسي : سيئا في أوله جيدا في نهايته ..!
كاسيلا : آه وكيف هو جدولك ؟
رانسي : جيد ، ولقد ساعدوني كثيرا هنا ، ماذا عنك ؟
كاسيلا : ماذا عني ؟ لقد حصل شي مهم توقعي ما هو ؟
رانسي مازحه : ستيف طلب منك الخروج معه ..!
كاسيلا بثقه : أصبتِ ؟
رانسي : هاااا ، هل انتي جاده ....!
كاسيلا وهي تضحك سعيده : نعم
ستيف آو كما كنا نسميه عندما كنا في السنة الأولى في الجامعة " الفتى اللعوب" ،كان يبدل في كل مرة صديقة جديدة كما يبدل ثيابه ،ولكن كاسيلا كانت تحبه وتحترمه فـ لم تكن لترى عيوبه ، كان رياضيا وسيما يحتل المراتب الأولى في كل شي، والآن تحقق حلم كاسيلا بأن تكون رفيقته ، ولكني قلقة عليها ، لا أريدها أن تجرح بسببه ، و إن جرحها لن أسامحه أبدا ، سيكون موته على يدي..
حدثتني كيف بدأ الحوار معها ، وكيف أخبرها بأنها لفتت انتباهه ولكنه لم يتجرأ أن يتحدث معها مسبقا ، أخبرها بأن تبديله لصديقاته المستمر ليس بسببه وإنما لان الفتيات يتوقعن أن يكون الإنسان المثالي المعصوم من الخطأ لذلك لم تنجح علاقاته السابقة ، كل هذه التبريرات التي طرحتها أمامي كاسيلا ، لم تمنعني من القلق عليها ، فهي إنسانة إن أحبت أصبحت مجنونه ويمكن أن تستغل ، ولكن لم أرغب أن أفسد سعادتها، لذا بقيت صامته .
كذلك أخبرتها عن ما حدث لي خلال اليوم ، كان تقريرا شهيا فلقد ضحكنا ولا أعلم لما بدأ يومي الذي كنت أشتكي منه مضحكا الآن عندما أحدث كاسيلا ،، أعتقد بأن السر يكمن في مسحوق السعادة الذي تنشره صداقتنا حولي ..!
أنهيت المكالمة بعد أن تحدثت أمي إلى كاسيلا أيضا ، فلقد كانت تعتبرها كابنتها التي لم تنجبها،،
،
كانت الساعة تشير إلى الثانية عشر بعد منتصف الليل عندما قررت أن اذهب إلى غرفتي لأنام ، لا أعلم ما سيحدث في يومي الثاني في جامعة فيينا ، ولكني على يقين بأنه سيكون مشوقا ولن أشعر بالوحدة بعد الآن ....
،
نهاية الفصل الثاني
..
يتبع
__________________ |