لحن آلألم,ألحب صۉت آلگمآن~ ((متميزة ))
//
كانت الساعة القديمة القابعة في إحدى زوايا المنزل تدق وكأنما صوت دقاتها لحن تعايشت على سماعه منذ طفولتي..
إنها الثانية عشر بعد منتصف الليل ...*
الغرفة مظلمة صامته لا اسمع غير صوت دقات الساعة وصوت تنفسي ،،
لقد نمت بعد يوم شاق قضيته في مساعدة والدتي لترتيب أثاث المنزل وتنظيفه ،كنا قد انتهينا من ذلك الساعة الخامسة عصرا لأذهب بعدها لارتاح في غرفتي التي تقع في الطابق الثاني~
لم أكن اعتقد بأني سأنام لأنني عادة لا أستطيع النوم عند تغير غرفتي ولكن يبدو أن التعب غلبني لأنسى ما اعتدت عليه ، أضيء المصباح واتجه نحو خزانتي لأخذ قميص النوم واذهب لأخذ حماما دافئا..
ها قد استعدت نشاطي ، أنا هكذا إنسانة ليليه اشعر بكامل طاقتي عند غياب شمس النهار ، لأنني أحتاج لتلك لحظات الصمت والشعور بالتوحد مع نفسي بعيدا عن الناس، الليل ملاذي لأستكمل حياتي.
اعتقد بأن أمي نائمة ولا أستغرب ذلك فالوقت تعدى منتصف الليل ولربما هي أكملت تنظيف وترتيب المنزل بعد أن تركتها متوجهة إلى غرفتي ، أنها سعيدة بهذا المنزل الجديد لأنها تعتبره بداية جديدة لنا بعد وفاة والدي العزيز، لقد عانت كثيرا وجاهدت نفسها لتكمل مسيرة الحياة معي لذلك أتمنى بأن نبني ذكريات جديدة سعيدة معا في هذا المنزل وننسى الألم والفراق الذي جرح قلوبنا.
أتوجه إلى المطبخ علي أجد شي أكله واسلي به معدتي الجائعة ، ألمح شي على طاولة الطعام وكما أتوقع وضعت أمي لي وجبة العشاء على طاولة الطعام،أخذت الطعام لأسخنه، وأعود لأجلس وحيدة على طاولة الطعام أكل بصمت ،،،
بعد أن ارضي جشع معدتي لا أعلم ما علي فعله ، كل شي جديد ومخيف حولي ، ولا أعلم لما هو مخيف ، أعود بعد وجبتي إلى غرفتي، فاستكشاف ما هو جديد أمر مرعب إن لم يكن هناك من يرافقك ......!
،
،
ما زلت على ذلك السرير أحاول أن أنام ولكن الأمر مستحيل، قد مرت قرابة الساعة في محاولات فاشلة لأعود إلى عالم الأحلام، إنها الساعة الثالثة صباحا ، أجلس على السرير لأسمع لحنا جديدا غير الذي اعتادت أذني على سماعه ، انه ليس اللحن الذي تصدره الساعة القديمة
ليس صوت الرياح..!~
لا ليس هطول المطر ..!
وليس البكاء..!
وليس حفيف الأشجار..!~
كان صوت حزين ،حزين جدا لدرجة أنه أوقظ الجراح في قلبي، انه صوت لحن الكمان ، إنها الساعة الثالثة صباحا من يعزف الألم في مثل هذه الساعة من الصباح ، من أين يأتي الصوت ... كنت أتسائل ولم أدرك حينها بأني ابتعدت عن السرير باحثة عن مصدر الصوت ، اشعر بأن هذا الصوت يناديني وكأنني لست أنا ولست هنا ، أدركت ما حل بي حين ألتفت لأواجهه نفسي في المرآة ، أخذني صوت الألم بعيد عن عالمي ، لما هو يبكي ؟ هذا ما خطر ببالي حينها ؟ هل جرح ؟هل فقد غالي كما حدث معنا ؟!
اقتربت من النافذة كان صوت الألم قريبا ، فتحت النافذة لأرى ما كانت تطل عليه ، لاا لم أكن اعلم بأنه يمكنني أن أرى حديقة المنزل المجاور بكل وضوح ،أو بالأحرى القصر المجاور فهو واسع كالبحر أو هكذا تخيلته كانت الأشجار كثيفة تتحرك كالأمواج بسبب الرياح التي لم تستطع أن تزعج صوت الألم ، أخذني مشهد المنزل المجاور وحديقته الكبيرة لأنسى صوت الألم الذي يكافح ليصل إلى مسامعي عابرا تلك الأشجار صامدا أمام إزعاج الرياح متسكعا بين جوانح الصمت ،أردت أن أرى وجه عازف الكمان ولكن لا اعتقد بأن هناك فرصة في هذا الظلام ،تركت النافذة مفتوحة وأسندت ظهري إلى الجدار لتخذلني أقدامي في تلك الزاوية القريبة من النافذة ،،
اجلس على الأرض الباردة منصتة إلى اوركسترا الطبيعة مع عازف أو عازفة الكمان ، لحن الألم لم يتوقف وقلبي لم يتوقف انتشاءه لأكمل مسيرة الاستيقاظ معه .....
،
،
عندما استيقظت كنت على السرير وكانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا ، لم أعرف حينها هل ما حدث حلم أم حقيقة ... لم أكن أعلم ولكني قد صحوت وأنا أدندن ذلك اللحن ،نزلت إلى الطابق السفلي ،ابحث عن أمي ولم أجدها فالمنزل، حينها سمعت الباب يفتح لتطل أمي ومعها أكياس، علمت بأنها خرجت للتسوق ، ابتسمت لي ، اقتربت مني قبلتني على راسي وقالت " صباح الخير " ، إنها السعادة ،،
هذه هي السعادة !. نعم سوف نصبح أنا وأمي سعيدتين معا هنا في هذا المنزل ولا أرغب بالمزيد ، ابتسمت لها قبلتها على رأسها وغصت في أحضانها اعتصرها كما لو أنها ستهرب مني، افطرنا سويا ،لم يكن هناك صمت على طاولة الإفطار فلقد تحدثنا عن الكثير من الأشياء ،أولها كان عن دراستي وجامعتي الجديدة التي انتقلت إليها ، وكيف أنها ستكون تجربة وإعادة استكشاف لأساتذة جدد ،وبناء صداقات جديدة ، بالرغم من شعوري بالخوف من هذه التجربة وحزني لفراق أصدقائي من جامعتي السابقة إلا إنني لم استطع رسم تلك المخاوف والأحزان على وجهي ، فلقد قررت مسبقا أن لا اسبب الألم لأمي التي عانت كثيرا بعد وفاة والدي ،لقد ذاقت المر من الحياة وقد اتخذت قرارا بإعادة بناء حياتها لذا يجب علي أن أساندها فليس لها غيري وليس لي أحد سواها.!!!
//
//
يــتبع ~
__________________ |