عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08-13-2011, 09:05 AM
 
أجلس على طاولة الفطور وكأن هناك شوكة على كرسي ، فأنا لا أريد أن أكل ، لا أريد أن أجلس هنا ، أخشى أن يذهب ولا أراه ، ربما سيأتي اليوم في وقت مبكر ، علي أن اسبقه إلى هناك لأرى من أين يتسلق الجدار ، ماذا يفعل على ذلك الجدار....!

... : سأذهب إلى الحديقة ~

...: حسنا !!بالرغم من أني لا أعلم سر حبك للحديقة فجأة .. (( تنظر إلي و كأنما هي تسألني ما الأمر رانسي ؟؟ ))

رانسي : .....

اخرج من المنزل إلى الحديقة ، اذهب مسرعة إلى المكان الذي التقينا فيه بالأمس ...

...: ليس هنا بعد ؟؟( شعرت بالإحباط ، لم يكن هناك موعد، ولكني فقط شعرت بالحزن لأنه لم يكن هناك )

جلست على العشب الأخضر أواجه الجدار ، أبدو مغفلة ، ولكن لا أهتم لذلك ....

،،

لا أعلم كم مر من الوقت ولكنني تعبت الانتظار ،جربت أن اسلي نفسي بكل شي فالحديقة العشب ، الشجيرات النافورة الصغيرة ، وأخيرا أزهار الحديقة ، قطفت اثنتان لألعب ببتلاتها أحبك، أكرهك أحبك، أكرهك، أحبك ..... لم يعد هناك شي أفعله ،، أنظر إلى الساعة في يدي إنها تشير إلى العاشرة... التقينا بالأمس عند الساعة التاسعة ،إذا هو لن يأتي اليوم ....

أيقن الآن بأني مغفلة حقيقة لقد خدعت بمظهره البريء ، هو مجر لص مشرد ... هذا ما فكرت به ،وذلك لم يواسني ، فقد شعرت بالحزن أكثر لأنني قضيت ساعتين في انتظاره ، كنت حقا على أمل أن يكون هو عازف الكمان وأن يكون أحد سكان القصر الحزين ، ولكن يبدو بأني تركت لصاً يفر بجريمته ..آآآه كم أكرهني !!!!

أعود إلى غرفتي ، منهكة ، " لماذا لم تأتي ؟؟؟" .. هنا كنت اشعر برغبة البكاء ولكن لم استطع !!

،،

نمت لأستيقظ الساعة الرابعة مساءا ،لم أعد أفكر بالقط ... ولا عازف الكمان ... ولا القصر المجاور لأنني أدركت أنني كنت أعيش حالة من الفراغ ، جعلتني أركز اهتمامي على أشياء و أشخاص لا أعرفهم أو أنا حقا لا أعلم إن كانوا موجودين ...!

،،

إن الإجازة الصيفية على وشك الانتهاء لم يتبقى منها سوى أسبوع واحد ، لذلك سأنشغل بحياتي وأشياء أخرى وأنسى ما حدث خلال إجازتي الصيفية التي كانت مليئة بالأحداث والتغيرات ،، فتحت حاسوبي ،،لأتحدث مع أصدقائي القدامى ، اشتقت إليهم وخصوصا " كاسيلا " التي كانت أقرب لي من روحي ، ولكننا لم نتحدث مع بعضنا منذ أن انتقلت إلى " فيننا " ولا يمكنني أن ألومها في ذلك ، فلقد كنت أنانية ولم اخبرها بأني سأغادر"لينز" للأبد ،خشيت أن ابكي عند وداعها ،لم أرغب بأن أتألم عند رويتها تبكي، لم أرغب بأن أشعر بالتردد ،أردت أن أرحل بهدوء ،اعتقدت أن خروجي من لينز يعني نسياني لذكريات طفولتي ، أصدقائي ، لكن عندما وصلت إلى فيينا .. لم أشعر بأن ذلك ممكن ،بالرغم من إدراكي لذلك لم أستطع الاتصال بـ كاسيلا ، ربما خوفا من أن ترفضني أو أن تكون نسيتني .... "إلى متى سأظل أهرب من مشاكلي ومخاوفي " ..!


" إلى متى ؟ "

أمسكت الجوال ابحث بين الاسماء... " كاسيلا " ........

...: ألو كاسيلا اسمعيني أنا اسفه ، لالالا ،، كاسيلا إنها رانسي اشتقت لك كثيرا ،، لا لا يمكنني أن اقول هذا ،، احم كاسيلا أعلم بأنك غاضبه ولكن أشتقت إليك ....لااااااا لا يمكنني ذلك ،ماذا يجب أن اقول لها ماذا ؟؟!!

لماذا هو صعب أن اتصل بصديقتي لماذا ،أتأمل الرقم فالجوال ،حقا أريد أن أتحدث معها يجب أن اعتذر لها ،أريد أن اخبرها عن عازف الكمان ، القط ، القصر الذي بجانبنا عن جيراننا وحديقة منزلنا الجميلة أريد أن اخبرها بذلك.

اضغط على زر الاتصال ، انه يرن ، قلبي يخفق بسرعة فلم أقرر بعد ما يجب أن أقوله ،ما الذي يجب أن ابدأ به ، هل سترد علي الكثير والكثير يدور في بالي

...: الوووو

رانسي : امم امم الووو

... :...

رانسي : هل ما زلتي تحفظين رقمي في جوالك باسم "المجنونة رانسي"؟

..:لا غيرته إلى اسم "حمقاء للابد "

اضحك انا هنا ، انها كاسيلا لم تتغير

رانسي : اسفه صديقتي العزيزه ، أنا اسفه أســفــ

( لم استطع أن اكملها اختنقت الحروف والكلمات ..كاسيلا لم ترد ايضا أعلم بأنها تبكي مثلي )

كاسيلا :ايتها الحمقااء اعتقدت بأنك نسيتني ولن تتصلي بي ابـــ ( تجهش بالبكاء ..

رانسي :وكيف لي أن انسى صديقتي المتعجرفه التي تناديني بالحمقاء في أول مرة احدثها فيها بعد فراقنا ..

كاسيلا : لانك حمقاء ، هل تعلمين كم أكرهك ،، هل تعلمين أنا لا ابكي الآن !!

رانسي : ( وهي تبكي وصوتها مخنوق ) أعلم أعلم أنا فقط من يبكي

كاسيلا : هل انتي بخير الان ؟

رانسي : وهل يهمك الامر

نضحك كلانا ، انه الصلح الذي كنت أرغب به ، انها الضحكة التي كنت أرغب أن أشاركها كاسيلا ، إنها الدموع التي رغبت أن تمسحها صديقة طفولتي وعمري ...

تحدثنا كثيرا ، بدأنا منذ اليوم الذي غادرت به لينز ، أخبرتني كيف أصبح الجو حزينا هناك بعد مغادرتي، وكم بكوا أصدقائي ، أخبرتني كذلك بأن "جون" اعترف أخيرا بحبه لـ " آنا " التي اعترفت هي الأخرى بأنها معجبة به ،آآآآه كم عانينا لنجمعهما سويا ، جون يستحق السعادة فقد أحب آنا لمدة أربع سنوات ولم ييأس، كم أتمنى أن يحبني أحد كما أحب "جون".."آنـا" ، طال حديثنا لأخبرها كذلك عن عازف الكمان والفتى القط ، قالت بأنني مجنونه ولكنها تحمست للمغامرة وتمنت أن تكون معي لنستكشف سويا سكان القصر ، و إن كان الفتى القط هو نفسه عازف الكمان ، كنا نضحك كثيرا ، وكأنه قد جمع شملنا أخيرا ، قررنا أن تزورني أو أزورها حينما تأتي الفرصة ، يفصل بيننا ساعة 45 دقيقه بالقطار لذلك لن يصعب لقائنا هكذا هونا على أنفسنا الأمر.

انتهت المكالمة بــ

رانسي : كاسيلا أنا حقا سعيده ، اعتقدت بأنه لن يمكننا أن تحدث كالسابق أبدا

كاسيلا :هيي هيي ايتها الحمقاء ، لو فقط اعتذرتي لي مسبقا لما بكيت كثيرا ، كيف لي أن لا أسامح صديقة عمري ،كنت أعلم بأنك تتألمين لوفاة والدك لذلك كنت انتظر اليوم الذي تتصلين بي فيه أنا اكثر من يعلم بوجعك وكرهك للفراق رانسي.

هنا عجزت عن الكلام فلم يسعني قول المزيد ..

رانسي : شكرا ...!

كاسيلا: أعلم رانسي وشكرا لك لانك لم تدعني أخسر صديقتي ..

رانسي: آآآآآه حسنا اتصلي بي متى شئت واذا قررتي القدوم الي فيينا اخبريني حسنا

كاسيلا:حسنا ،يجب أن اأتي لارى الفتى ذوو الوجه البريء الملائكي ( تقولها بصوت ساخر )

رانسي:آآه لم يكن يجب أن اخبرك

كاسيلا : ( تضحك ) حسنا حسنا اسفه سأكلمك لاحقا امي تناديني

رانسي :حسنا سلمي على جميع اصدقائنا

كاسيلا : حسنا ، وداعا

رانسي : وداعا ....

انتهى الاتصال .....!

لكن لم تنتهي سعادتي ...... شعرت بالطاقة تدب في كل أنحاء جسدي ، كل ما كنت أحتاجه فيتامين الصداقة ،،


//

//
__________________