عرض مشاركة واحدة
  #181  
قديم 08-13-2011, 08:09 PM
 




..نزيف الـ ح ـب..


الحلقه السابع و الثلاثون و الأخيـــرة



على أنغــــام لحـن الحزن ، تعالت صيحات الآلـــم
لتسكن قلوباً أحبت بصدق و حلمت بصدق
وتعاهدت بوفـــاء ، و لكن القلوب
لا تعلم نهاية مصير الأحباب

فهم قد سارو خلف أحساسهم العميق بالحب

و تحكموا بعواطفهم قبل عقولهم
فبنوا مستقبلهم بقلوبهم

و حددو مصير ابنائهم بتمنياتهم ، فرسموا قلوباً بيضاء
و أشاعوا منها نـــور الأمل و الحيـــــاه
فكانت هُناك عقارب سوداء تقف سداً أمامهم ليعجز
أي مخلوق تعديه و لكن لشدة حبهم الصــادق
ضحوا و تجاوزوا تلك العقبات للوصول و البقاء
في تلك الرسمة البيضاء ذات الأمل و الحياه
فهل الآن سيتجاوزون عقبة صنعوهـــا بأنفسهم ...؟!




وقفت لويس أمام غرفة ستان و في حجرها
لوح صوره صغيره لم تتضح ملامحها !
فكانت الوان الحزن مرسومة على ملامح وجهها
فرفعت يدها لتطرق الباب حتى يأذن لها بالدخول
فشعرت بالتردد و لكن مالبثت إلا ان طرقته..
ثم طرقته مرة آخرى
إلى أن اتى إلى مسامعها تلك النبره الحزينه"تفضلي"
فقامت بفتح الباب و نظرت نحوه و إذا به جالسُ
على مكتبه يتأمل صورة والديه التي وضعت أمامه
فقالت لويس بحزن و هي مازالت واقفه
بجانب الباب"آسفه ...آسفه إذا أسترددتُ لك
ذلك الماضي ...و لكن ياترى؟..لو أن والديك مازالا
على قيد الحياه..هل سيفرحان بطريقة حياتك هذه..؟
هل سيفرحان بأن ابنهم يعيش معزولاً عن الأخرين؟
هل سيفرحان لأن ابنهم نسى الأبتسامه..نسى الفرح..
نسى كل شئ جميل.. و لكنه لم ينسى الألم
الذي يتنساه الجميع حتى لا يعكر صفوة حياتهم...
لا أعتقد أن والديك لا يتمنا لك السعاده.....
و لكنك الآن تزيد ألمهم حُرقه بطريقة حياتك هذه
"ما أن وصلت لويس إلى هذه الجمله حتى
اتسعت عيناي ستان
عندما مر على ذاكرته ذلك الماضي

((....

قالت والدة ستان"أنا هُنا حتى أسعدك حبيبي"
قال ستان بصوته الطفولي"أنتِ فقط!"
قالت والدته"لا..حتى والدك بالتأكيد ، فنحن الأثنان
نتمنى لك السعادة في كل وقت لذلك أجعل ا
لأبتسامه شعارك في كل وقت
و حاول مساعدة الأخرين
فأرسم على محياهم
الأبتسامه و اجعلهم ينسون

كل آلامهم..فبذلك تبقى سعيداً يا بني إلى الأبد"

...))


نظر ستان نحو لويس بنظرات جامده
لا يستطيع من يراها تفسير مابداخله..
فقالت لويس و هي تضغط بالصوره نحو صدرها
"لقد مررتُ بلحظات مؤلمه و حزينه جداً عندما فقدت
والداي لدرجة أنني شعرت بأن لا حياة لي بعدهم
و لكن....ولكن بمجرد أن رأيتك لأول مرة ..
أستطعت ببضع كلمات أن تمحو ذلك الحزن
الذي بداخلي
و ترسم الأبتسامة على محياي
فبنيت أحلامي
و رسمت لي مستقبل سعيد
يرضي والداي و الآن

أنا أشعر بالسعاده في داخلي لأنني لم أجعل سبب
فقدان والداي سبب في تعاستي حتى أسعدهم
لأنهم بالتأكيد يريدون ذلك..و أنا أريد السعاده
فقط لأسعدهم بذلك"
اخذ ستان نفساً عميقا و قال بهدوء
"و لكن هل والداي راضيان الآن بأني
لم أفعل لهما شيئاً ..بقيت كالجمادات لا حراك لي
عنما رأيت جثتيهما ..

هل راضيان الآن و انا لم أنتقم لهمـــا؟"
قالت لويس"أنا متأكده انهم الآن لا يفكرون بهذه
الطريقه
لأن الذي حصل لهما مُقدر و مكتوب
أرجوك ستان
ابدأ بتغيير حياتك ذات النمط الممل
وعش
مثل الآخرين و بالتأكيد ان والديك
مازالا حنان
في قلبك لأنك ستشعر بهم
في كل وقت كما أشعر أنا..

كلما وقعتُ في مأزق واحترت ماذا أفعل..
اقوم بأستشارت قلبي لأنني متأكده أنهما داخله
و لا يمضي على ذلك الوقت الطويل فأجد الحل
واضحاً أمامي....صدقني ستان انا متأكده ان

والداك غير راضيان على حالك هذا"

كان كلام لويس منطقياً و ربما قد يؤثر في ستان
قليلاً لأنه محتاج إلا من يعرف حقيقته حتى
يستطيع
ان يوعيه فهو بلا أهل ولا أقارب
حتى اصدقائه لا
يعطيهم الفرصه بأن
يعرفون حقيقته حتى يقومون

بنصحه فـ لويس ربما تكون هي الوحيده التي عرفت
بذلك و هي التي تأثرت كثيراً فحاولت جاهدة نصحه
عله أن يؤثر كلامها فيه و يصبح انساناً إيجابياً
في هذه الحياه..
ظهرت ابتسامه خفيفه
على وجه ستان فقال بهدوء.."شكراً لكِ لويس"
شعرت لويس بالخجل فهي ليست معتاده
ان تجد كلمة
شكر من ستان ،
فقالت"انا آسفه لتطفلي و لكني

عندما فتحت احدى دروج مكتبك وجدت...
وجدت هذه الصوره"

فقلبت الصوره ناحية ستان..وإذا بها نفس
الصوره
التي كانت تحتفظ بها لويس و هي صورتها
مع ستان
عندما كانوا اطفالاً و كانت البرائه
و الأبتسامه الصادقه مُرتسمه على محياهم ..

أعتلت الدهشه و جه ستان عندما رأى ذلك..
فقالت لويس بخجل شديد"كٌنت واثقه
من أنك تحتفظ بهذه الذكريات الجميله .."
قال ستان"أين وجدتيها؟"
قالت لويس"لم أجدها..بل رأيتها على طاولة التلفاز..."
أدار ستان وجهه نحو الجهة الآخرى و قال
"ربما...ربما أنـ......"قام من كرسيه و قال"لا..لا شئ"
شعرت لويس بأن يخفي عليها اشياء تجهلها..
توجه ستان نحو باب الغرفة خارجاُ ، فقالت لويس
"هل أنت خارج؟"
قال ستان"نعم ، سأذهب إلى المكتبه"
قالت لويس"هل أستطيع الذهاب معك لأنني اخاف
أن ابقى بمفردي فـ كارين قد تواجدت اليوم
و كان يبدو عليها انها تريدك
و لكنني لم استطع فتح الباب"
قال ستان بهدوء"لا بأس"




جلست نيرا على النافذه المُطله للشارع الأمامي
لمنزلهم فكانت مبتسمه لأنها شعرت بأن الهـم
الذي كان على قلبها قد انزاح وذلك بعدما عرفت
حقيقة هاتوري و لكن ظهرت ابتسامه أعرض
على وجهها
عبرت عن سعادتها عندما
رأت هاتوري يقف امام منزلهم

و هو يبتسم لها فشعرت نيرا بنبضات قلبها تتسارع
لأنها
منذ فتره لم تراه فكانت مشتاقه له كثيراً
و لكن
في هذه اللحظه دخلت كارين بلا استئذان
غرفتها قائله"نيرا"

شعرت نيرا بالأرتباك و الخوف من دخول كارين
المفاجئ فقالت بأرتباك ملحوظ"نعم"

قالت كارين"هيا أجهزي سنذهب بعد قليل إلى
المجمع وسنقابل والدتي هناك
لأن هناك حفل لسيدات الأعمال"

قالت نيرا"حفل"
قالت كارين"نعم لقد اتصلت والدتي وقالت
أن نأتي
الآن و أن نرتدي الملابس الأنيقة
لأن هناك الكثير من سيدات الأعمال"
قالت نيرا"حسناً سأجهز"
قالت كارين"لا تتأخري" ثم خرجت من غرفتها ...
فأخذت نيرا ورقة و كتبت عليها

-عزيزي هاتوري أريد ان نتقابل في المجمع
و بالتحديد في المحل الخاص بملابس الأطفال
حتى نفتح صفحه جديده مع بعضنا-

ثم طوت الورقه و فتحت النافذه ورمتها بأتجاه هاتوري..
فقالت في نفسها(سأحاول إذا رأيت امي انشغلت
بالحفل أن اخرج دون ان تلاحظني و نتقابل
في محل ملابس الأطفال حتى لايراني احد
من اصدقاء امي و يخبرها
،يااي انا حقاً سعيده لأنني ساقابله...)




في منزل بريس...

دخلت والدة بريس غرفتها و كان الحزن يخيم
على وجهها فأقتربت من أبنتها بريس التي كانت
مستلقيه على السرير و كان وجهها شديد الأحمرار
فخرجت دمعه من والدتها قائله
(شفاكِ الله و أرجع أخيك إلينا سالمــاً)





خرجتا نيرا و كارين من منزلهما
و هما في كامل زينتهما
و كان وجهـ نيرا مُشرق
بالأبتسامه لأن هناك بوابة

أمل فُتحت لها..اما كارين فكانت مكتئبه جداً
وذلك لسوء حظها في مقابلة ستان
خلال هذا اليوم و لكنها كانت

جازمه بأنها ستقابله وسيقع في حبها آجلاً أم عاجلاً..
فركبا كلاهما السيارة و قالت كارين للسائق
"إلى المجمع مباشره"
قال السائق"حاضر آنستي" و انطلق بالسياره..

نظرت كارين نحو اختها فرأتها مبتسمه من قلب فقالت
"مابالكِ سعيده هكذا ؟
هل هذا لأنكِ عرفتِ حقيقة ذلك المعتوه"
شعرت نيرا بالأرتباك و قالت"
لأنني سأرى أمي و هي تُكرم"

قالت كارين"لقد انتظرت امي هذه الفرصة طويلاً
وبالتأكيد يتواجد الأعلام هُناك بشكل مكثف لذلك
أحذري لأن الكاميرات ترصد كل شئ.. حتى الذي خلفها"
أحست نيرا بأن اختها تٌشك في تصرفاتها
وشعرت بالخوف من تكشفها فقالت في نفسها

(يارب ان خطتي تمر على خيــــــر)

في هذه اللحظه بينما السائق
يسير في طريقه ،
أعترضت امامه شاحنه ضخمه فشعر السائق بالأرتباك
وصرخت كارين قائله"أبتعد عنه ايها المغفل" اما نيرا
فمن شدة خوفها رمت نفسها في احضان اختها
لأن الشاحنة كانت موجهه نحوهما بسرعه فائقه
و ليس هناك آمل للأبتعاد عن طريقهــــا
فأصطدمت الشاحنه بسيارتهما
و دهست الجزء الأمامي منها...
ثم اشتعلت النيران مباشره داخل السياره!


في هذه الأثناء كان هاتوري يقف امام احدى محلات
ملابس الأطفال وبيده وردة حمراء ليهديها الى نيرا
ولكن الورده سقطت منه على الأرض و نظر نحوها
حيث أنه شعر بالأستغراب من أثر سقوطها الغريب
من يده فألتقطها وأخرج تلك الرسالة التي كانت
من نيرا وقرأها مرة آخرى
فظهرت عليه ملامح القلق قائلاً
"تأخرتي حبيبتي نيرا"



وفي هذه اللحظات كانت لويس تمشي
مع ستان على الرصيف حيث كانا آتيان من المكتبه...

فرأت من بعيد اندلاع النيران و تجمهر الناس
و شعرت بالخوف فقالت"ربما هناك حادث"
نظر ستان إلى تلك الناحيه فقال"هذا الطريق
مُعتاد على الحوادث"
شعرت لويس برغبه جامحه في رؤية ذلك الحادث ،
ليس للفضول وانما كان ذلك شعور سئ فقالت
"سأذهب لرؤيته"و قامت بالركض مسرعه ناحيته
تاركه ستان خلفها يقف و هو ينظر إليها ...




في منزل هـــارو.

.و في غرفتها بالتحديد حيث ان هارو كانت جالسه
أرضاً تضم ركبتيها الى صدرها و تخفي وجهها بينهما
وهي في حاله يرثى لها فهي مصدومه جداُ
من آخر جمله تلفظ بها راي فلم تكن متوقعه ان تكون
ردة فعله هكذا ..فقالت مخاطبه نفسها بنبرة بكاء
"بعدما أسر قلبي يقول اتمنى لكِ التوفيق..
كيف تتمنى لي التوفيق من دونك؟..أحمق..أحمــــق"

أتى صوت لطرق الباب..فلم تكترث هارو بذلك
فصرخ والدها من خلف الباب
"إذ لم تفتحي الباب سأضاعف عقوبتك"
لم ترد عليه هارو فقد زاد بكائها ،
فأتى صوت والدها غاضباً"لقد احرجتيني
أمام الضيوف و لكن سأريك

كيف عقوبتك تكون و ستفتحين الباب رغماً عنكِ
حتى و أن ذهبوا الضيوف الآن فقد وعدوني
ان يأتو غداً ..فأتركي حركاتك الطفولية هذه
"...ثم ذهب و هو غاضبُ جداً..

قالت هارو بنبرة بكاء
"أنظر يا راي أنا ضحيت من أجلك و لكنك
لم تفعل شيئاً ..لم تفعل شيئاً"





في الحفل الذي أقيم في المجمع

، كانت والدة نيرا و كارين في أبهى حُله
و هي قلقه جداً لتأخر أبنتيها فقامت بالأتصال
عليهما عبر الهاتف النقال

و لكن لم تجد الرد أبداً فأتصلت بالسائق
و ايضاً لم تجد رداً

فقالت في نفسها بقلق(لماذا تأخروا..؟..
سيبدأ الحفل بعد لحظات)



في المستشفى

..جلست لويس على كرسي الأنتظار و هي تبكي ..
فأخذ ستان نفسًا عميقاً و جلس بجانبها على الكرسي
قائلاً "لقد كان أحساسك صادقاً"
قالت لويس و هي تبكي"انا خائفه..لقد قالوا
بأن السائق توفي و كارين و نيرا في حاله حرجه جداً"
صمت ستان و لم يرد عليها...
و في هذه اللحظه خرج الطبيب من غرفة العمليات
فأتجهت نحوه لويس قائله بخوف"هل هما بخير؟"
هز الطبيب رأسه نافياً "حالتهما صعبه جداً"
قالت لويس"مابهما"
قال الطبيب"واحده منهما فُصلت قدميها كلياً و بها أ
صابات بالغه جداً و الأخرى اسوأ منها ..

اتمنى ان يعيشا" ثم ذهب..فلم تتحمل لويس
ماسمعته
عن حالتهما السيئه و اتكئت
على الحائط
و على وجهها علامات
الصدمه و الخوف الشديد
على أبنتا عمتها ...
فرمت نفسها أرضاُ و بكت بشـــده..

و نظر نحوها ستان قائلاُ"ألا يوجد في قلبك ذرة أمل..؟"
قالت لويس و هيت تبكي بخوف"كلام الطبيب يخيفني"
قال ستان"الله قادر على كل شــئ ،لا تيأسي"
شعرت لويس بالأستغراب داخلها من أن يقوم ستان
بمواستها في مثل هذا الموقف
و لكنها لم تعطي نفسها فرصه للتفكر
في هذا الأمر لأن الشئ الذي يحصل

أمامها أكبر ..فقالت و دموعها على خدها"أنت مُحق"

بدا الحفل في المجمع و كانت عمة لويس سعيده جداً
لأنها ستُكرم فهي ضمن سيدات الأعمال المعروفات
و لكن في داخلها قلقه جداً جداً على تأخر أبنتيها فهما
لا يردان أبداً على أي مكالمه لها..و في هذه الأثناء
نُودي على أسمها لتُكرم فأظهرت أبتسامه على وجهها
و تقدمت نحو خشبة المسرح ثم سُلم لها درع التكريم
و كان هناك عدد كبير من التجار و ضيوف الشرف
و ذو مناصب عُليا...فقاموا بالتصفيق لها..ثم نزلت من
خشبة المسرح و معها درع التكريم و هي سعيده
بذلك و لكن ماهي إلا ثواني و يرن هاتفها النقال
فنظرت نحوه بسرعه..و إذا برقم غريب فشعرت بشئ
يُرغمها على الرد عليه...و ما أن ردت عليه حتى
أتسعت عيناها صدمةً بما سمعت فأسقطت
هاتفها النقال
و درع التكريم
و ركضت مٌسرعه للخروج من المجمع

أمام الجميـع المتسائلين من تصرفها الغريب..!

فكان هاتوري مازال يقف امام محل ملابس الأطفال
و هو ينتظر بشوق و قلق نيرا ...
ولكن في هذه اللحظه وقعت عينيه على والدة نيرا
و هي تركض بسرعه جنونيه خارجه من المجمع
فشعر بالخوف من تصرفها الغريب

و أحس بأن في الأمر شيئاً فلحق بها راكضاً..
و لكن والدة نيرا ركبت سيارة السائق الذي كان
بانتظارها
و لحسن حظ هاتوري وجد خلف
السائق سيارة أجره

فركبها و قال"ألحق بالسيارة التي أمامك
" ففعل ما ُطلب منه..


في المستشفى..أخرج الأطباء كارين من غرفة العمليات
و وضعوها في غرفة عناية خاصه و في هذه الأثناء
وصلت والدتها إلى المستشفى وهي تصرخ باكيه
"أريـــد أبنتاي..أريـــد أبنتاي"..
فحاولوا الممرضات تهدئتها و قادوها إلى غرفة كارين...
فرأت ابنتها في حالة صعبه جداً جداً فبكت قائله
"و أبنتي نيرا"
قال الطبيب
"مازالت الأخرى في غرفة العمليــــات
لأن حالتها أصعب"


أتت لويس من خلفهما فقالت بنبرة حزن"عمتي"
ألتفتت عمتها إليها فصُعقت عندما رأتها أمامها
فقالت "أنتِ هُنا"
قالت لويس بحزن"نيرا بحاجه إلى دعائك"
سقطت عمتها أرضاً و هي تبكي قائله"نيرا..!"

في هذه اللحظه وصل هاتوري المستشفى
فرأى والدة
نيرا جالسه أرضاً و هي تبكي
بينما تقف أمامها لويس

فلم يعرفها و لكنه شعر بأنها قريبه لها ..
و ما أن سمع
والدة نيرا تردد أسمها
حتى شعر بالخوف و أتى نحوهم قائلاً
"نيرا..مابها...مابها نيرا..هل حصل لها شئ..؟"

ألتفتت نحوه لويس بحزن..رغم أنها لم تعرفه و لكنها
أحست بأنه هاتوري فقالت و هي تمسح دموعها
"نيرا بحاله خطيره جداً و هي محتاجه إلى الدعـــاء"
كان هذا الخبر صدمة مؤلمه في وجه هاتوري ..
فهز رأسه نافياً و هو يقول
"لا..نيرا..أريد رؤيتها..أريد رؤيتها أرجوكم.."
ما أن قال هذه الجمله حتى أخرجوا الأطباء نيرا
من غرفة العمليات فرأها هاتوري وركض نحوها
و كذلك والدتها قامت راكضه نحوها و هي تبكي..
و لكن الممرضين حاولوا منعهم لأنهم سيقودونها
إلى العنايه المركزه..
فلم يتحمل هاتوري منظر حبيبته
في ذلك السرير الأبيض المخيف..
فوضع يده على عينيه و بدأت دموعه بالأنهمــار..


حل المســـاء و مازال الجميع في المستشفى...
كانت لويس جالسه و بجانبها ستان..و أمامهم يقف
هاتوري واضعاً يده على عينيه و بيده الأخرى مازال
مُمسكاً بتلك الوردة الحمراء أما والدتهما فهي جالسه
على كرسي و هي صامته و محدقه بعينيها للأمــام..

نظرت لويس نحو ستان..فقالت بصوت مبحوح
"ستان ،
شكراً على مساعدتك لي..
لن أنسى جميلك على مهمى حييت
"لم يرد عليها ستان ..فقالت" آسفه إذا أرهقتك

معي انت غير مرغم على المكوث هنا وقت أطول..
تستطيع ان تذهب لتأخذ قسطاً من الراحه.."
قال ستان"مثلما قلتِ..أنا غير مرغم"
فضل جالساًُ معها..و شعرت لويس بالراحه داخلها ..

في هذه الأثناء شعرت لويس بالنعاس قليلاً
و كانت عمتها مازالت محدقه بعينيها للأمام..!
فنظر هاتوري نحو باب غرفة نيرا و إذا بالممرضه
خارجه منه..وجعلت الباب شبه مفتوحاً و كانت
المستشفى هادئه جداً فأستغل الفرصه
و تقدم نحوها
إلى ان دخل الغرفه
بينما الجميع غافل عن ذلك...

فأقترب منها و شعر بأنها قامت بتحريك يدها..
فظهرت ابتسامه خفيفه على وجهه
فتحريكها ليديها أعطاه
بعض الأمل
و عندما اقترب منها جداً نظر نحو وجهها النائم
الحزين
الملئ بالخدوش ..و شعر بالشفقة عليها
فهي
لاتتحمل ذلك ابداً..فوضع كفه على خدها ا
لأيمن
و أقترب منها قائلاً بنبره هادئه و حزينه"نيرا..
"فبدأ يتأمل وجهها عن قُرب..فقال مرة أخرى بصوت خافت"نيرا..هل تسمعيني..نيرا..
انا هاتوري..أرجوكِ اسمعيني"
ما أن قال تلك الكلمات حتى شعر بحركة يد نيرا..فقال"نيرا..حبيبتي هل تسمعيني..؟"
بدأت نيرا تحرك رمش عينيها ..و كأنها شعرت بنبضات
قلبه و هو بجانبها ، فكان هاتوري يشعر بنبضات
قلبه السريعه
لخوفه الشديد من شئ ما سيحصل؟..

فبدأت نيرا تحرك عيناها..فأقترب هاتوري منها أكثر قائلاً"أفتحي عينيكِ لأجلي..لأجلي"..ما أن أسمعها
هذه الكلمات الحزينه حتى فتحت عيناها ببطأ شديد
فظهرت ابتسامه خفيفه على وجه هاتوري..
و بمجرد
أن و قعت عيناي نيرا عليه
حتى خرجت دمعه من عينيها..

فقام هو بمسحها بيده قائلاً"مشتاق إليكِ كثيراً..كثيراُ"...
ظهرت ابتسامه من قلب على وجه نيرا ،

فقال هاتوري"ما أروع هذه الأبتسامه"..
أرادت نيرا ان تتحدث و لكنها شعرت بصعوبه ..
فعندما تريد التحدث تشعر بأن النفس لديها يقل..فقالت"هاتوري"..
قال هاتوري"نعم"
قالت نيرا ببراءه و نبره باكيه"إذا مٌت ،
هل ستحب غيري؟"

أندهش هاتوري من كلماتها هذه ، فقال"لا تتفائلي
على نفسك بالشر..انا متأكد انك ستخرجين سالمه
و سنذهب لنعيش أجمل ايامنا ، فأنا أحبك و لن أحب غيرك..أقسم أنني لن أحب غيرك"
أبتسمت نيرا ابتسامه حزينه قائله بصعوبه بالغه
"مستحيل ان تبقى طوال حياتك دون حب
فأنت محتاج للزوجه التي تحبها و تحبك
و انا اتمنى لك السعاده
من كل قلبي..
فأنا سينتهي أمري قريباً و..."

قاطعها هاتوري قائلاُ"لا..لا تقولي مثل هذا الكلام..
أنتِ ستكونين بخير ان شاءالله..ستكونين بخير..."
مازالت الأبتسامة مرسومه على وجه نيرا الحزين..
فقالت بهدوء "هاتوري ، أرجوك قولها لي.."
بدأ هاتوري بوضع عينيه على عينيها مباشره ليتأملها
لفترة قصيره فرأى في عينيها الحاجة إلى الحنان
و الحب ..رأى في عينيها الحزن وأن أخفته بأبتسامه..
رأى في عينيها نظرات الغيره لما سيحصل مستقبلاً...!
فأقترب من وجهها إلى أن سمع صوت انفاسها
فـ همس في أذنها بحنان و هدوء و صوت خافت
"أحبك"

قالها هاتوري من قلب صــادق و مخلص..قالها و كأنه
أول مرة يقولها ..شعر بأن هذه الكلمه سمعها كل
من في الأرض فهو أراد أن يبني مع نيرا أحلاماً جديده
تبدأ من هذه الكلمة التي تحمل معاني
و مشاعر لا تُحصى ..
فكانت هذه الكلمه
هي مفتاح باب الأمل في هذه الحيـــاه...


شعر هاتوري و هو يضع شفتيه على جبينها
بحرارة جلدها فرفع رأسه قليلاً ليراها..
و لكنه بقي صامداً عندما

رأى عيناها تنظر إلى الأعلى لا حراك لهـــا ..!
فبقي يتأمل عينيها علها تنظر إليه..
إلى ان قال منادياًُ"نيرا
"..فلم تستجيب له فما زالت عينيها لا حراك لها..
فبدأت شفتاه ترتعدان و وجهه أنقلب إلى الأحمرار
و عيناه اصبحت حمراوتين فبدأت الدموع
تنهمر شيئاُ فشيئاً
إلى أن صـــرخ قائلاً
"نيرا..نيرا.."

حرك عينيها ..حرك جسدها..
صرخ بأعلى صوته بأسمها..
فلم تستجيب له أبداً
فكانت حالته كالمجنون و هو يحركها ليتأكد من ما يراه..
و في هذه اللحظه دخل الطبيب و خلفه الممرضه
مسرعين فلاحظوا لويس وستان و والدتها
و أتوا مسرعين نحوها فوجدوا الطبيب يحاول
أن ينعشها
و حاول...إلى..أن ظهرت علامات اليأس
على ملامحه..
فنظر بحزن نحو والدتها...
و قال"البقاء للـه"

نزلت هذه الكلمه عليهم كالصخره
المدببه من أعلى قمة جبل!
صرخت والدتها صرخه مدوويه لدرجة أنها اصبحت
صدى في المستشفى فبدأت تضرب نفسها و تصرخ
بينما لويس لم تتحمل ذلك فتراجعت للخلف إلى
ان استوقفها عرض الحائط فبدأت تبكي بحاله
هستيريه فيما ضل ستان يقف بجانبها
و كان يبدو حزين قليلاً

اما هاتوري فهز رأسه نافياً مستنكرا .. غير مستوعب
لما يحصل أمامه..غير مصدق لما قاله الطبيب..
فهذه أكبر مصيبه أن يرى حبيبته تموت أمامه..
فبدأت حركاته كالمجنون لا يعرف
هل هو يبكي أم يضحك..؟!

فقد كانت تعابير وجهه باكيه مُضحكه بينما في
داخله
صمتاً رهيب..فلم يتحمل وقوفه وسقط أرضاً
فبدأت تمر عليه بعض كلماتها الحميمه ..

((

قالت نيرا"اتمنى ان نكون مع بعضنا للأبــــــــد"

..))


كانت هذه الجمله صــدى في أذن هاتوري فبدأ
يتفوه بكلمات غريبه"نيرا..ستعيشين..نيرا..
سأحقق مـا...مـ ــا..."فبدأ بالبكـــاء الشديد
لدرجة أن اصبح بكاءه كالطفل الصغير...
فهاهي نيرا قد رحلت من هذه الحياة و هي تستحقها..
رحلت و هي مازالت زهرة في مقتبل العمر ..رحلت
على آخــر نغمة سمعتها من الحبيب ..فهذا هو
المـوت
لا يعرف صغيراً و لا كبيراً فأنه يخطف الروح
و إن كانت في جوف الرحم..




في منزل إيمو.

.و تحديداً في غرفتها .. أقفل الطبيب حقيبته
ثم و جه نظره نحو والدها قائلاً"أبنتكم بخير صحياً
فهي لا تعاني من أي شئ..و لكن ربما يكون
مرضها نفسياً لذلك من الأفضل
استدعاء طبيب نفسي لها"
رد والدها بحزن
"حسناً ، شكراً لك"

قال الطبيب"اتمنى لها الشفاء"
..ثم خرج من الغرفه فذهب معه والدها..

خرجت دمعه من عيني إيمو قائله بنفس مؤلمه
و مجروحه(في حياتي لم أشعر بمثل هذا الألـم)




مضى يومــان على وفاة نيرا

..و لكن كارين مازالت تحت العنايه الخاصه لأن حالتها
كانت صعبه جداً حتى أن احد الأطباء قال
"معجزه بأن هذه الفتاه مازالت على قيد الحياه"
فبكت كارين بشده عندما علمت بأن اختها الزهره
الصغيره قد توفيت..
حتى أن والدتها قد أصيبت بحاله هسترييه
فكانت لويس تجلس بغرفة كارين...حيث ان كارين
مازالت على السرير الأبيض ..فأدارت وجهها نحو
لويس
التي كانت تضع رأسها على طاولة بجانبها..
فقالت كارين بنبرة بكاء"لويس"
بمجرد أن سمعت لويس اسمها على لسان كارين
حتى رفعت رأسها تدريجياً ...
فقالت كارين"لويس..أقتربي.."
كان وجه لويس شاحباً و مرهقاً جداً
فأستجابت لها و أقتربت منها...
قالت كارين بصوت مبحوح"أنا سيئه..أليس كذلك؟"
أستغربت لويس من هذا السؤال..فقالت
"لا تقولي على نفسك هكذا"
قالت كارين"أنا سُأعاقب على كل مافعلته..
أليس كذلك؟"
صمتت لويس و لم تعرف
كيف ترد على اسألتها الغريبه

فقالت مرة آخرى"الجميع يكرهني..لذلك انا لا أحبهم..
الجميع يتمنى لي التعاسه لذلك انا اتمناها لهم..
الجميع يتمني أنني سأموت..لذلك..أنا لا أتمنى ذلك"
هزت لويس رأسها نافيه"لا..لا كلامك هذا غير صحيح"
قالت كارين "أنتِ أولهم لويس..."
أندهشت لويس عندما سمعت ذلك ، فبدأت
الدموع تتجمع في عيني كارين..فقالت بنبرة بكاء
"أرجوكِ لويس سامحيني..أرجوكِ سامحيني..
أنا خائفه..خائفه جداً من العقاب ..خائفة من الموت..

اعرف أنني سأحاسب على كل شئ..أرجوكم سامحوني..أشعر بأني ارى الموت أمامي وانني
سألحق بأختي..لكنني لا أريد ذلك..لا أريد ذلك..
أريد ان أقوم بالسلامه أريد أن أعيش حياتي
و ان الجميع يسامحني على أذيتي لهم...أ
رجوكِ لويس"
مسحت لويس دموعها بيديها و قالت
"لا أنكر أنك فعلتِ

بعض الأخطاء لكن مازال باب التوبة مفتوحاً
فيستطيع الجميع أن يسامحك ..
إذا عُدتِ كارين آخرى ذو قلبٍ حقيقي.
.مثلما كُنتِ عليه في السابق..."ثم صمتت قليلاً

و بدأت و كأنها تتذكر شيئاً فقالت"عندما كٌنتِ صغيره
لم تكوني هكذا..فقد كُنتِ فتاه هادئه جداً..لا تزعج الآخرين...
و لكن عندما بدأتِ تكبرين بدأت تتغيرين تدريجياً
دون ان يعرف احداً السبب "..
بدأت دموع كارين بالأنهمار..فقالت"مشتاقه لرؤيته"
قالت لويس بأستغراب"من؟"
قالت كارين"أول شخص أحببته"
قالت لويس"أول شخص أحببتيـه...!"
قالت كارين و هي تبكي"و لكنه خُطف مني..."
عادت تلك الذكريات الحزينه أمام عيني كارين..


((

في المدرسة المتوسطه و في الصف الأول
جلست كارين بأدب في آخر الصف ..فكانت هذه
بداية السنه الجديده لها في المدرسة المتوسطه..
و في هذه الأثناء دخل المعلم الفصل و بدأ يرحب
بالطلاب و يتعرف على اسمائهم
فقال المعلم
"سأختار الآن ممثلان للصف..و بالطبع
سأختارهم على إحساسي الصادق.."

فبدأ يوزع نظره من بين الطلاب إلى ان وقعت عيناه
على كارين فأبتسم قائلاً"أنت يا كارين ستكونين
ممثلة للصف..و سيشاركك في هذا إدوار.."
نظرت كارين نحو الطالب إدوار الذي يجلس
في الصف الأمامي و إذا به فتى ذو شعر أسود
و عينان سوداوان و كان يتصف ببعض الوسامة
و الوقار..فقالت في نفسها بخجل(رائع)

بعدما خرج المعلم..توجه الطالب إدوار نحو كارين
و قال"انا ادوار سررت بمعرفتك"
قالت كارين بخجل"و أنا كارين سررت برؤيتك"
أبتسم إدوار و قال"طلب المعلم منا نحن الأثنان
ان نقوم بتسجيل اسماء الحاضرين"
قالت كارين"حسناً"
قال إدوار"سأقوم بتسجيل اسماء الصفين الأمامين
أما انتي فقومي بتسجيل اسماء الصفين الأخيرين"
قالت كارين"حسناًَ"

و في وقت الأستراحه

..جلست كارين مع صديقة طفولتها و قالت
"لقد أختارني المعلم أن اكون ممثلة الصف"
قالت صديقتها"هذا رائع ، تمنيت ان نكون انا وانتي
في فصل واحد و لكن هذا حظي السئ المعتاد"
قالت كارين بأبتسامه
"لا بأس سنحقق هذا في السنة القادمه"

في هذه اللحظه أتى إدوار إلى كارين و قال
"لو سمحتي كارين ، لا بد أن نذهب الآن لنجمع
كتب الرياضيات من الطلاب لأن المعلم يريدها"
أبتسمت كارين و قالت "حسناً" ثم ذهبت معه..


بعد عدة أيام كانت كارين مع إدوار في معمل العلوم
يقومان بترتيب المعمل و تنسيقة فحملت كارين
بعض الكتب و وضعتها على المكتب و قامت
بفتح احدى دروجها فوجدت مرآه..و تشوقت
ان ترى نفسها فأخرجتها و بدأت ترى وجهها
على المرآه و تعدل من طريقة شعرها...

"جميله"

ألتفت نحو مصدر هذا الصوت
وإذا بـ إدوار يقول"جميله "

بدأ وجهها بالأحمرار فأعادت المرآة إلى الدرج
و شعرت بأحراج شديد لدرجة انها لم تعرف كيف
ترد عليه


و يوماُ بعد يوم شعرت كارين أنها بدأت تتعلق بأدوار
و ان قلبها ينبض بشده كلما رأته و تشعر بشوق كبير
له عندما تذهب عنه..حتى أنها ذهبت إلى
صديقة طفولتها
و قالت بخجل"أريد..
أريد أن أخبركِ بشئ..
و لكن لا تخبري أحداًُ.."
قالت صديقتها"أعدكِ ان لا أخبر احداً"
قالت كارين "أقتربي حتى لا يسمعنا أحد.."
فأقتربت منها صديقتها ، فقالت كارين
بخجل شديد"أنا..أنا أحب إدوار"
شعرت كارين ان صديقتها منذ أن اخبرتها بدأ لون
وجهها يتغير إلى الأسوداد و كأنها لا تريد ذلك..
و لكن لم تجعل قلبها يشك في أن صديقة
طفولتها
لا تريد لها السعاده..فقالت صديقتها
"هذا رائع..و هل أعترفتي له"
قالت كارين"لا..أنا خائفه"
صمتت صديقتها و لم ترد عليها..

و بعد عدة ايام كانت كارين تمشي
في طريقها إلى المدرسه..

و في طريقها تفاجأت برؤية صديقتها تمشي مع إدوار
و قد كانت ملامح السعاده مرسومه على وجه
صديقتها
و كانا الأثنان مستغرقان في الضحك
مع بعضهما
فلم تصدق كارين هذا المنظر..
فتركتهما و لكنها

أصرت ان تواجه صديقتها في المدرسه فذهبت
الى فصلهاو استوقفتها قائله"مالذي رأيته هذا الصباح؟"
قالت صديقتها بأستغراب"و مالذي رأيته؟"
قالت كارين بحزن "لقد رأيتك تمشين مع إدوار"
أدارت صديقتها وجهها الى الجهة الآخرى فقالت بحماقه
"أنا و إدوار نحب بعضنا و لانريد أي عائق يفصل بيننا..
و انا منذ اليوم لست صديقتك لا أعرفكِ و لاتعرفيننـــي"

...))


كانت كارين تبكي بشده و هي تقول"لقد أخذت
حبيبي مني أعز صديقاتي..لقد جعلته يحبها ..
كان اسوأ يوم في حياتي هو ذلك اليوم..فقد زُرع
الحقد داخلي ..فأصبحت لا أثق في أي احد..
و أكره أي اثنان أراهما مُتحابان..و اتمنى ان أخذ
من كل فتاة حبيبها حتى يشعر الجميع بمقدار الجرح
الذي بداخلي و الذي مازال إلى الآن ناره تتأجج داخلي ،
لقد كانت أعز صديقاتي هي السبب..هي السبب..
هي التي غيرتني للأسوأ و جعلتني منبوذه
من الجميع..
لن أسامحها على فعلتها تلك..
لن أسامحها

على أنها جعلتني أفرق بين المُتحابين..
أرجوكِ لويس..سامحيني على كل خطأ فعلته
في حقكِ انت و ستان و أخبري اصدقائك بأن
يسامحوني فأنا.." بدأت تشعر بأن الأكسجين
لديها يقل..
و أن روحها تكاد تخرج..
فأمسكت بيد لويس بقوه

قائله بصعوبه شديده"لقد سحرتكم..اذهبي..
إلى..جبـ ـــ ـل الألـ ـم..و من الشجــ ـ..ـره ،
أخرجي الأبرة من...من..القلـ ــب"

ما أن انتهت من آخر كلمة قالتها حتى سقطت
يدها
من يد لويس...و أنتهى مصير الآلآم
التي واجهتها بموتهـــا!




مضت أربعة ايام بعد موت كارين و هاهي
الآن لويس تجلس و حيدة في بيت عمتها
و هي تجول بنظرها على ارجــاء البيت الخالـــي
الذي لا يوجد به إلا هي ، فعمتها منذ أن سمعت
بخبر موت ابنتها الثانيه حتى زاد آلمها
و وصلت إلى حالة الجنــون ,,
قالت لويس"رحمكما الله نيرا و كارين
و شفاكِ الله عمتي"
فمسحت دموعها
و قالت"لا يوجد إلا ستان..ليذهب معي"

ثم توجهت إلى باب المنزل
و خرجت متوجهه نحو منزل ستان..



في منزل ستان ..


قالت لويس"هذا مافهمته منها"
قال ستان
"إذاً هي فرقت بينهم عن طريق السحر"
قالت لويس"ربما"
صمت ستان قليلاً فظهر القلق على وجه لويس
لأنها طلبت رأيه في الذهاب معها..
فقال بعد فترة صمت"لا أمانع ، متى سنذهب؟"
قالت لويس"الآن ، اصدقائي في ورطه ،
يجب أن اساعدهم"
قال ستان"لا بأس"
قالت لويس
"و لكن هل تعرف اين يقع جبل الألم ؟"
قال ستان "أنه يقع خارج المدينه و لكنه
ليس بعيداً عنها"
قالت لويس"إذا سنتحرك الآن"
ثم وقفت مستعده للذهاب...

فأستوقها ستان قائلاً دون ان ينظر إليها
"لويس ، شكراً على كل شئ"
اندهشت لويس عندما سمعت ذلك
و شعرت ببعض الخجل فقالت بأرتباك"على ماذا؟"
وقف ستان ، و قال"سنتأخر ان لم نتحرك مبكراً"
شعرت لويس أنه يتهرب من شئ ما ، فقالت "حسناً"


بعد مضي ساعه و نصف و صلا لويس و ستان
إلى ذلك الجبل الذي يُدعى بأسم الألـــم فقد وصلوا
عن طريق سيارة آجره و طلب ستان من السائق
أن ينتظره في مكان مخصص إلى ان يعودا ..
ثم بدأ بالتحرك على قدميهم إلى ان أصبحوا
امام جبل الألم مباشره فقد كان جبل متوسط الأرتفاع ..

فقال ستان"هل أخبرتكِ أين يقع بالتحديد؟"
قالت لويس"بلى..قالت انه في شجره"
بدأ ستان يجول بنظره على انحاء الجبل فوقعت
عيناه على شجره تقع على جهة منحدره
و خطيره من الجبل
فقال"وجدتها ، انها هناك"
نظرت نحوها لويس فقالت"هل أنت متأكد؟"
قال ستان"في أعلى الجبل لا يوجد سوى
شجرة واحده و على الأرجح انها هي"
قالت لويس"إذا سنصعد إليها"

فبدأ الأثنان بالمشي عن طريق سير نحو تلك
الشجره
التي كانت على
موقع غير آمن من الجبل


و عندما اقتربوا منها لم يستطيعوا الوصول إليها
مباشره لأنها كانت على قمه مرتفعه قليلاً عنهم

فتحتاج إلى ان يتسلق احدهمم
حتى يصل إلى الشجره..

قالت لويس بيأس"مازالت بعيده عنـا"
قال ستان"لا بأس سأتسلق على هذه الصخور
إلى ان اصل إليها"
قالت لويس"و لكن أشعر انه صعب"
قال ستان"ألا تريدين أن تنقذي اصدقائك"
قالت لويس بثقه"نعم"
قال ستان و هو ينظر بأتجاه الشجره
"إذا انا أيضاً أريد انقاذهم"

فوضع يده على احدى الصخور و بدأ بالتسلق
نحو الشجره و ظهرت ابتسامه على وجه لويس
لشعورها بأن ستان بدأ يتغير فهو ليس كالسابق
لا يهمه أحد..فقالت في نفسها(أنا سعيده لأجلك ستان)

في هذه الأثناء أقترب ستان كثيراً من الشجره
و كان ماهرُ جداً في التسلق فوصل إليها

الى ان أمسك بجذع الشجره و وضع قدمه على صخره متوسطة الحجم و لكن هذه الصخره كانت غير مستقره
فبدأت بالأهتزاز و شعر بها ستان فرفع قدمه عنها
و لكنها سقطت مباشره نحو لويس التي كانت بالأسفل

و عندما رأتها لويس شعرت بالخوف
و حاولت تفاديهــا فوقعت الصخره بقوه على قدمهــا !

و سقطت أرضاُ من جراء الآلم
و كان ستان ينظر إليها و كأنه ينتظر رداً منها..

فحاولت لويس ان تبعد الصخره عن قدمها ،
و لكن ظهرت بعض الجروح و الخدوش
و بدأ الدم ينزف من قدميها

فأخذت شريطه ملفوفة حول عنقها
و وضعتها على مكان الجروح
في قدميها و ربطتها بشده

و أظهرت على وجهها أبتسامه لتخفي الألم
الذي تشعر به فوجهت نظرها نحو ستان قائله
"لا بأس انا بخير ، حاول أن تُخرج الأبرة من القلب"

هز ستان رأسه مُجيباً فحاول ان يبحث عن قطعة
قماش بشكل القلب و شعرت لويس بالقلق
جراء بحثه المكثف من أن لا يجدوها في هذه الشجره
فأتى صوت ستان قائلاً"وجدتها"
ظهرت ابتسامه عريضه على وجه لويس بمجرد
أن سمعت هذه الكلمه فقالت"الحمدالله"
و قد كانت مثلما توقع ستان قطعة قماش حمراء
اللون و بداخلها أبرة..فأخذها و نزل بسرعه
من الشجره
ألى الأسفل ناحية لويس..
فقالت لويس
التي مازالت جالسه أرضاُ
"بسرعه أخرج الأبره"


و ضع ستان يده على الأبره و بدأ يخرجها فشعر بثقلها
و هي تخرج رغم انه في المعتاد تخرج الأبرة
من القماش بكل خفة..!فقام برمي الأبرة بعيداً...



و في هذه اللحظه كانت تورا

في احدى السوبر ماركات واقفه امام الخضار
و هي تتأمل قائمة الطلبات المُسجله في الورقه قائله"ياآلهي لا أعرف كيف اقرأ خط أمي؟؟..ممم..
"وبدأت تمشي متأمله تلك القائمه إلى ان اصطدمت
بأحدهم فكعادتها صرخت عليه قبل أن تراه
"أحمق ، لا ترى من أمامك"
وعندما وقعت عينيها عليه و إذا به جاك و ما أن رأته
شعرت بأرتعاش داخل جسدها و بنبضات قلبها
السريعه و بدوار شديد في رأسها..
حتى أن وجهها تغير إلى اللون الأحمر..
فقال جاك بكل آدب"آسف لقد كنت أفكر..قليلاً"
شعرت تورا بالأرتباك و كأنها بدأت تستوعب ماكانت
تفعله سابقاُ مع جاك و كأنه حُلم..فمدت يدها
طالبه المساعده من جاك فشعر بالأستغراب
من داخله و لكنه لم يمانع بأن يساعدها على النهوض..
فقال "هل أنتِ بخير؟"
قالت تورا بخجل و حزن"لا..لا أعرف مالذي فعلته سابقاً..أشعر..أنني كنت فتاة آخرى..
لا أعرف مالذي حصل لا أعرف..
"فوضعت يدها على جبينها و قالت"أشعر بالدوار"
قال جاك"لا بأس سأساعدك للذهاب الى المنزل"
وضعت تورا عينيها مباشره بعيني جاك فبدأت لغة
العيون بالتحدث فكأن عيناي تورا تعتذر من جاك
عندما بدر منها
و ان كل شئ حصل
كان مجهولاً لا تعرف حقيقته..


فقالت تورا "شكراً لك جاك"




في ذلك المكان الذي تواجدا به لويس و ستان

..قال ستان و هو ينظر بأتجاه السماء
"اتمنى ان الجميع رجع إلى ما كان عليه"
قالت لويس و هي جالسه أرضاً"أتمنى ذلك ،
أشعر بشوق كبير لرؤيتهم"
قال ستان"لنذهب الآن قبل ان يحل المساء"
فحرك قدميه ذاهباً و حاولت لويس ان تقف
و لكنها شعرت بصعوبه في الوقوف بسبب
تلك الصخرة التي و قعت على قدمها و أصابتها
بعض الجروح..و بينما كان ستان يمشي نظر خلفه

و إذا به يرى لويس تحاول الوقوف
و لكنها تفشل..فقال"هل تستطعين السير؟"
قالت لويس و هي تحاول ان تتحمل آلم قدمها
قائله بأرتباك"لا أعرف"
قال ستان"حاولي"
هزت لويس رأسها مُجيبه فحاولت و لكنها لم
تستطع بتاتاُ مجرد الوقوف..فتقدم نحوها ستان
و ظهرت بعض ملامح الخجل على وجهه فقال
و هو ينظر نحو الجهة الآخرى"لا بأس ،
سأحملكِ على ظهري"
شعرت لويس بالأرتباك و الخجل الشديد
فقالت"لا..لا تقلق سأحاولـ.."
قاطعها ستان بجلوسه أمامها
و اعطاء ظهره لها قائلاً"سنتأخر على السائق"
لم يكن بوسع لويس سوى ان توافق فحملها على
ظهره
و بمجرد ان حملها شعرت ان الألم ذهب
بتاتاً و لا تشعر به اطلاقاً
فكانت سعيده جداً لمساعدة ستان لهــا..


/





__________________
]كيــف أبكــي وقــد جــف بحــر الدمـــوع ... ]كيــف أشكــي والكــلام أصبــح ممنـــوع ... كيــف أعشــق والحــب فــي]قاموســـي أصبــح غيــر مشــروع...وقلبــي إنطفــأ مــن تلـــك ]الشمـــوع... وتلـــك روحــي رحلـــت وتأبـــى الرجـــو ع

التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 02-17-2014 الساعة 03:28 PM