08-22-2011, 06:21 AM
|
|
اقول احبتي قسوة القلب مرض عظيم ابتلينآ به في هذا الزمان
فـ اصبحنا نسمع القرآن ولا نتأثر وندفن موتانا ولانعتبر ونسمع المواعظ والعبر ولا نتذكر السبب [قسوة القلب يارعاك الله ] ومامن داء الا وقد انزل الله له دواء فـ دواء قسوة القلب يارعاك الله
.." مداومة النظر في كتاب الله بتدبر وتفكر فأن هذا الكتاب لو تنزل
على جبل لـ رأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله " قال تعالى {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ } (الأنعام:104) كم فيه من المواعظ والعبر كم فيه من الآيات والصور لكن كما
قال الله تعالى
{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } (البقرة:74) اقول موعظه بليغه
وكلام موجز بسيط وعظنا به النبي صلى الله عليه وسلم اجمع اهل العلم على ان هذه الموعظه من ابلغ مواعظه صلى الله عليه وسلم
لقد ابلغ في الموعظه وأوجز في الكلام كلام بسيط ولكنه يحمل معاني كثيره
ولاعجب فأنه صلى الله عليه وسلم قد أؤتي جوامع الكلم يقول الكلام القليل فيه
من المعاني الشئ الكثير فمن مواعظه البليغه صلاوات ربي وسلامه عليه قوله " اكثروا من ذكر هادم اللذات " نعم أيها الغالي والغاليه يوم غفلنا عن الموت وسكراته و القبر وظلماته و السؤال وشدته
و يوم القيامه وكرباته و الصراط وحدته ..~ يوم غفلنا عن هذي الأشياء قست القلوب يارعاك الله
فاصبحت كـ الحجاره بل هي اشد قسوه لذالك قال بـ ابي هو وامي " اكثروا من ذكر هادم اللذات " نعم الموت ماذكر في قوي الإ ضعفه وماذكر في عزيز
الا أذله وماذكر في كثير إلا قلله .. الموت هو الموت ما منه ملاذ و مهرب متى حط عن ذا نعشيه ذاك يركبٌ نشاهدُ ذا عين اليقين الحقيقةً وكـأن بما علمنا يقينآً نكذبٌ الى الله نشكو قسوتاً في قلوبنا وواعظ الموت فينا كل يوم يندبُ نأمل امالاً ونرجوا ناتجها وعل الراذا ممن نرتجيه اقربُ الموت كما قال أهل العلم : مفارقت الروح الجسد والحيلوله بينهما
انتقال من حال الى حال , وانتقال من دار الى دار سمى الله الموت مصيبه كما قال جل في علاه
{ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ }
(المائده: 106) لكن المصيبه الآعظم من الموت [ الغفله عن الموت ] عدم تذكر الموت , عدم الآستعداد للموت
, اعظم من مصيبة الموت لذالك قال أهل التفاسير في قوله تعالى
{ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } (الملك:2) قالوا يعني اكثركم للموت ذكراً لآنه من كان للموت ذاكراً كان للموت مستعداً .. قال ابو علي الدقق " من أكثر من ذكر الموت اكرم بـِ ثلاث : اكرم بِ تعجيل التوبه , ونشاط في العباده , و قناعة في القلب ومن نسي الموت عوقب بـِ ثلاث : تسويف التوبه , و كسل في العباده , و عدم قناعة القلب إذاً مما يرقق القلوب التفكر في الموت وفي احواله وفي القبر وظلماته .. لذالك قال بِ ابي هو وامي صلوات الله عليه
" الا اني قد نهيتكم عن زيارة القبور الا فزُروها فأنها تذكركم الآخره " يوم غفل الناس عن الآخره قست القلوب و عطلت الصلوات و ارتكبت المحرمات و تكاسل الناس في فعل الطاعه يآ غافل عن العمل وغره طول الآمل الموت يأتي بغته والقبر صندوق العمل قلي بـالله العظيم هل تفكرت يوماً وانت تخرج في الصباح انك لن ترجع الى بيتك مرةً ثانيه ؟؟ هل تفكرت ان اليوم يكون آخر يوم لك في الحياة ؟؟ هل اذا أتاك ملك الموت في هذا اليوم انت راضي عن نفسك ؟؟ لا تغفل يارعاك الله ممن أعرفهم اتصل على اهله في الواحده ظهراً
قال لهم لقد استأذنت من العمل مبكراً فماهي طلباتكم ؟ قالو نريد كذا ونريد كذا ونريد كذا قال ساعه واحده واكون عندكم .
.. مرت ساعه ومرت ساعتان ومرت ثلاث ولم يظهر له اثر اتصل متصل قبيل المغرب بقليل يقول
: عظم الله اجركم في فلان في الساعه اللتي خرج منها من مكان عمله
ارتطمت سيارته بسياره اخرى وانتقل من هذه الحياة الى حياة ثانيه .. قلي بالله العظيم هل كان يظن يوم اتصل على اهله انه لن يصل اليهم ؟؟ هل كانوا هم يظنون يوم املوا عليه الطلبات ان الطلبات لن تصل ؟؟ بل الذي يحمل الطلبات لن يصل ؟؟ ...... كان احد الصالحين يقوم في هزيع الليل الآخير يرقى
اعلى مكان في قريته ثم ينادي بِ اعلى الصوت : الرحيل الرحيل الرحيل .. كل يوم يكرر على الناس هذه الكلمات القليله الرحيل الرحيل الرحيل .. حتى جاء يوم وانقطع ذالك الصوت فقال أمير القريه اين فلان ؟ قالو : مات قال : لازال يذكر الناس بِ الموت حتى مات هو ؟! نعم كان يذكرهم بِ الموت فأتاه الموت لكن على اي حال اتاه؟؟ لازال يلهجٌ بـ الرحيل وذكره حتى اناخَ بِ بابه الجماد
فآتاه متيقظاً متشمراً لم تلهيه الآمال..
ستنقلك المنايآ من ديارك ويبدلك الردا دياراً عن ديارك.. وتترك ماعانيت به زمانً وتنقل من غناك الى افتقارك.. وفي عينيك دود القبر يرعى!! نعم ايها الغالي والغاليه لا تغفل عن الموت فلقد اجمع اهل العلم على
ان الموت ليس له مكان معين ولازمن معين ولاسبب معين
ولاعمر معين يأتيكم بغته وانتم لاتشعرون .. قال تعالى
{ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ
ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } (الجمعه:8) { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ } (ق:21) والناس عند الموت على حالتين : اما محبُ لِ لقاء الله فـ يحب الله لقائه , وإما كارهٌ لِ لقاء الله فـ يكره الله لقائه قالت عائشه يارسول الله كلنا يكره الموت فقال رسول الله
" لا ياعائشه ليس ذاك لكن هو العبد الصالح العبد المستقيم
عند سكرات الموت تأتيه ملائكت الرحمن تبشره بِ روح وريحان وان ورب راضي غير غضبان فَ يفرح
بلقاء الله فَ يفرح الله بلقائه , اما العبد الغافل اما الذي تناسى
الموت وسكراته فتأتيه ملائكت الرحمن تبشره بسخط وعذاب من الله فيكره لقاء الله فيكره الله لقائه " قال عمر ابن عبد العزيز لِ جلسائه : اشترط عليكم شروط ثلاثه
لمن اراد ان يجلس في مجلسي .. شروطاً ليتنا اشترطناها في مجالسنا اليوم قال
: جلستم في مجلسي اولها لا تتكلم في الدنيا , ثانيها لاتتكلم في احد في مجلسي
, ثالثها لاتمزح عندي ابداً فكانوا يتذاكرون الموت وسكراته والقبر وظلماته حتى
اذا انفضوا كانوا كمن قام عن جنازه لاعجب في آخر اللحظات
وادعوه يقول تلك الدار الآخره . نجعلها للذين لايبغون علواً في الآرض ولا فساد والعاقبه للمتقين الدنيا مهما طالت فهي قصيره ومهما عظمت فهي حقيره وسيأتي اليوم اللذي تمدد فيه على فراشك تريد ان تودع الصغير ولاتستطيع تريد ان تودع الكبير فلا تستطيع حيل بينهم وبين ما يشتهون ليت شعري كيف يكون الحال في تلك الساعه يوم تشخص العينان و تبرد الاطراف واليدان وتلتف الساقان !! تريد أن تتكلم فلا تستطيع تريد ان تقول فلا تستطيع .. وقال تعالى
{ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ
(19)وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20)
وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) } (ق)
فـ أتقوا الله عباد الله .. ابكوا على انفسكم قبل ان يبكى عليكم.. وحاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوآ.. احملوا انفسكم على الطاعات قبل ان تحملوا على الرقاب استعدو للموت قبل ان ينادى بـ اعلى الصوت رباآآه ارجعون فلا يستجاب لك لساعه تجلس تحاسب فيها النفس خيير من ايام وساعات تهدر فيها الآعمار ..... هذه الأيام مطايآآ أين العدة قبل المنايآآ أين الأنفة من دار الأذايآآ أين العزائم أرضيتم بـ الدنايآآ إن بلية الهوى لاتشبه البلايآآ وإن قضية الزمان لا كـ القضايآآ يامستووورررين ستكشف الخفايآآ إن ملك الموت لايقبل الوساطة و لايأخذ الهدايا يا مستووورررين ستكشف الخفايا إن ملك الموت لايقبل الوساطة و لايأخذ الهدايا .... أيها الشاب ستسأل عن شبابك .. ايها الشيخ تأهب لعتابك .
. ايها الكهل تدبر امرك قبل سد بابك يا مريض القلب قف بِ باب الطبيب يا منحوس
الحظ اشكوا فوات النصيب بـ الجناب قليلَ وقف على الباب طويلا واستدرك العمر قبل رحيله وانت بِ داء التفريط عليلاَ يا من نذر الموت عليه تدور يامن هو مستأنس فِ المنازل والدور لوتفكرت فِ القبر المحفور ومافيه من الدواهي والآمور كانت عين العين منك تدور يامن مظلم القلب ومافي القلب نور الباطن خراب والظاهر معمور انما ينظر لِ البواطن لا لِ الظهور يا من كل من زاد عمره زاد أثمه يا من يدور فِ المعاصي فكره و همه يا قليل العقل وقد دق عظمه يا قليل العبر وقد تيقن ان القبر عما قليل يضمه كيف نعظ من مات قلبه لا عقله وجسمه
__________________ عجبآ لهُم . . يآتِون متى شِآئوآ وَ يرحلونَ متى آرآدُوآ وَآلمطِلوُب من “ قِلوبنآ ” آن لآ تتغير عليهِم ..’
|