* أوصى حكيم ابنه قائلا :
أي بني :
إن الحياة لا تعطيك
إلا بقدر ما تعطيها .
ولا تحرمك
إلا بمقدار ما تحرم نفسك منها .
الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك
إذا أردت أن يحبك أحد
فأحب غيرك .
وإذا أردت أن يوقرك أحد
فوقر غيرك .
وإذا أردت أن يرحمك أحد
فارحم غيرك .
وإذا أردت أن يسترك أحد
فاستر غيرك .
وإذا أردت الناس أن يساعدوك
فساعد غيرك .
وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك
فاستمع إليهم لتفهمهم أولا .
لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك
إلا إذا صبرت عليهم .
هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة
وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة
ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت .
-----------***-----------
* قال ابن الجوزي رحمه الله :
يا هذا الدنيا وراءك والآخرة أمامك
والطلب لما وراءك هزيمة
وإنما يُعجب بالدنيا من لا فهم له
خلقت الدنيا لتجوزها لا لتحوزها
ولتعبرها لا لتعمرها
فلا تفرح بما يأتيك منها فإنك ستحزن عليه عند فقدانه
وبقدر الالتذاذ يكون التأسف
ومن فعل ما شاء لقي ما ساء .
-----------***-----------
قال ابن القيم رحمه الله :
اذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستة مشاهد :
الأول
مشهد التوحيد
وأن الله هو الذي قدره وشاءه وخلقه , وما شاء الله كان
وما لم يشأ لم يكن.
الثاني
مشهد العدل
وأنه ماض فيه حكمه , عدل فيه قضاؤه.
الثالث
مشهد الرحمة
وأن رحمته في هذا المقدور غالبة لغضبه وانتقامه , ورحمته حشوه
أي ظاهره بلاء وباطنه رحمة.
الرابع
مشهد الحكمة
وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك , لم يقدره سدى ولا قضاه عبثا.
الخامس
مشهد الحمد
وأن له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه.
السادس
مشهد العبودية
وأنه عبد محض من كل وجه تجري عليه أحكام سيده وأقضيته
بحكم كونه ملكه وعبده , فيصرفه تحت أحكامه القدرية
كما يصرفه تحت أحكامه الدينية
فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه.