بسم الله الرحمان الرحيم
كانت ليلى تستعد للنوم و لم يبقى سوى أن تطفئ المصابيح, فهي كعادتها اخر من ينام مذ أشهر و لا تدري ما السبب? و أثناء اتجاهها لتطفئ المصابيح
سمعت طرقا فظنت نفسها تتوهم, و بسملت, لكن تكرر الأمر فشعرت بخوف شديد, من سيدق الان ?أترى مصيبة ما حدثت? هل أوقظ أهلي أم أذهب أولا
أنا أرى ما الأمر? و في خضم هذه الحيرة, قررت أن ترسل قلبها ليفتح و تنتظره هي ,ووافق فنزل و الرعب يقتله و لما وصل للباب ,قال بصوت
يرتجف: من الطارق?!!
فرد عليه: أنا اللذي استعمرك بلا إذن و لا موعد منذ أشهر, لأجعلك تطير بلا جناحين ,و ترتجف من البرد في الصيف ,و تتصبب عرقا في الشتاء ,و ترقص مع الفرح
فزاد خوف القلب و قال: قلت من الطارق?
فرد بلهجة كبرياء قائلا: أنا مسهر العيون, أحكم على الأجفان ألا تسدل, و على الأجساد ألا تسمن, فيبرز المحكوم عليه كأنه مريض مبتلى,
أنا من يجعل لك طعما للحياة ,و يجعلك ترى القبيح جميلا .
فقال الفؤاد بزجر: من أنت ?من أنت?
فرد بمكر:أنا داء لا دواء له,و من أصيب مريض لا طبيب له,أنا السعادة و أنا التعاسة
أنا الحب يا أبله
فصرخ القلب قائلا: واه منك يا أقسى بلاء, سيصيبني منك أشد العناء, و لو كنت من أشاء لما أدخلتك و لو انطبقت على الأرض السماء.
فانصرف القلب ضاحكا و قد بلغ الخبر و صعد القلب متذمرا فلما سألته ليلى قال و قد عاد لمكانه بنبرة المصاب :هو الداء اللذي ليس له دواء ,هو الحب يا ليلى فويحك ,ويحك .