عرض مشاركة واحدة
  #47  
قديم 09-04-2011, 02:10 PM
 
صرخة مبحوحة انطلقت من فم يونا : أين جيمي ؟.

نظر سكوت الى يونا ببلاهة .. كأن ما قالته .. كلام مقلوب ..

اعادت يونا جملتها بحدة : سكوت .. أين جيمي ..؟؟

هز سكوت رأسه بخفة .. وأشار الى الخيمة خلفه ..

اندفعت يونا الى الخيمة .. حيث جيمي ينام في سبات عميق ..

قالت وهي تداعب شعرها بتوتر .. : لطالما كان نومه ثقيلا ..

ثم التفت الى البقية .. محاولة ان تجمع شتات قوتها .. لتدعم ما بقي لها من ثبات ..

قالت ربيكا بصوت منخفض.. يكاد لا يسمع .. : هل انا احلم ؟؟

علا صوتها .. وكأنها تحاول استيعاب الوضع اكثر وتوضحه لمن حولها .. ثم قالت باسمة : نعم .. لابد ان اكون احلم .. هذا يكفي.. اريد ان استيقظ ..

امسك سكوت بذراعيها وقال لها بلطف : اقول لك وانا على اسف شديد .. ربيكا.. هذا ليس بحلم .. بل كابوس صنعه لنا هذا المكان الكريهه ..

ترك يدها وقال بتوتر .: لطالما شعرت بشعور غريب تجاه هذا المكان ...

شدت رجينا قبضتها .. وقالت وهي تذرف الدموع .. : ماذا نفعل الان ..

صمتوا جميعا .. حاولوا ان يجدوا جوابا لسؤال رجينا .. لكن مهما كان ذلك السؤال سهلا .. في موقفهم .. كانت الاجابة تكاد تكون مستحيلة ..

صرخت يونا .. لتلفت انتباههم : هذا يكفي !!!!

التفتت الكل محدقا بها بتعجب ..

اكملت ..: اولا يجب علينا ان نوقظ ذلك الغبي داخل الخيمة .. ثانيا.. نبحث عن ابائنا حتى نغادر هذا المكان .. وبأقصى سرعة ..

لازال الكل يحدق بها .. وكأنها قالت كلمات غير مفهومه .. اومأ سكوت ايجابا ..

ثم قال بعزيمة موجهه : معكِ حق !

دخل سكوت الى الخيمة .. وحمل جيمي النائم على ظهره .. كما فعلت يونا التي احتضنت نك بشدة في ذراعها ..

واخذوا يخطون خطواتهم المتسارعة نحو المجهول ..

اخذ العشب الميت تحت اقدامهم يتثى .. ورائحة الرطوبة المزعجة تسللت الى انفاسهم الخائفة ..

وقد اصبح الصمت .. سيد المكان ...

اقدامهم المذعورة تتعمق داخل ذلك الارجاء المرعبة !!

وقف سكوت يتأمل على المدى البعيد .. ثم قال بتعجب : منزل ؟. في منتصف ذلك الطريق المهجور ؟

التفت الجميع الى ذلك المنزل الصغير .. الذي يبعد منهم مسافه ليست ببعيدة .. اظلم المكان اركانه .. ماعدى زاوية مضيئة .. بشمعة صفراء ..

اخذوا يتبادلون نظرات الخوف والحيرة فيما بينهم ..

قطع حوار العيون صوت بكاء طفل صغير كسر صمت المكان .. منطلقه من ذلك المنزل الغريب ..

يونا بتردد : ميل .؟!! انها اختي ...؟؟!؟

انطلقت متجهة الى المنزل .. أمسك سكوت بيدها محاولا ان يمنعها .. : يوناا ... انه صوت طفل .. ليس بالضروره ان تكون ميلينا !!

حركت يديها بقوة لتبعد ذراعه : انا اعرف صوت اختي ..!!

صرخ سكوت : وهل تريدين الدخول ؟؟؟؟!!!

صرخت يونا بنفس طبقة صوته : نعم !! اختي بالداخل .. طبعا اريد الدخول ...!!

نظر سكوت الى عينيها العازمة .. " لا " ليست الاجابة التي تبحث عنها .. أومأ برأسه ووضع جيمي بيد رجينا ..

نظرت كل من رجينا و ربيكا اليه ..

قال بهدوء : سأدخل الى ذلك المنزل مع يونا .. لا تتحركا من هنا ..

واخذ سكوت نك من يونا .. واعطاه ربيكا ..

تحرك امام يونا .. وكأنه يقول لها هيا ..

تحركت هي الاخرى عازمة .. باتجاه ذلك المنزل ..

اقتربا من الدرجات الصغيرة بالقرب من الباب .. وعندما صعدوا عليها الى الأرضية الخشبية بجوار الباب .. كان صوت الخشب البالي يصدر دويا مزعجا ..

أمسك سكون بالمقبض الصدئ .. ثم التفت الى يونا بتردد ..

حرك المقبض .. ليفتح الباب ..

صوت الباب المخيف .. كأنه الرعب يرحب بهم ..

رائحة التربة العطبة .. والاثاث البالي .. تسابقت للوصول الى انفاسهم ..

فتح سكوت هاتفه .. ليكون ضوء مرشد لرحلته المخيفة .. على الرغم من قلة الضوء الا انه كان نافعا ..

كانوا يلتفون حول صالة المنزل بهدوء .. خشية من اصدار اي صوت ..

سكوت بهمس : ما هذا المكان .. هل حقا كان احد يعيش هنا ؟؟

اشارت يونا الى طاولة بعيدة .. فلحق بها سكوت..

فالتقطت صورة على تلك الطاولة .. مسحت الغبار من عليها .. وسلط سكوت ضوء هاتفه عليها ..

حدقت يونا الى الصورة بجمود .. ثم قالت بلهفة : هذا هو هذا هو الشااب الذي شاهدته سكوت ..اقسم لك هذا هو ..

نظر سكوت اليها باستغراب .. ثم التفت حوله وقال بنبرة جاده : اذا كان هو .. هل لازال يعيش في مكب النفايات هذا ؟!

يونا : لكني متأكدة سكوت .. هذا هو ..

صمت كل من سكوت ويونا عندما احسوا بحركة غريبة اخر الرواق .. فاتجههوا بحذر الى زاوية قريبة منه.. فكان هناك ضوء قد شع فيه ..

نظر كلاهما الى الاخر .. ثم قال ساخرا : كنت اريد ضوء حتى ارى والان تمنيت ان لا تتحقق امنيتي بهذه الطريقة...

اما ربيكا ورجينا والطفلين .. يجلسان خارج المنزل .. بمحاولة انتظار فاشلة ..

فالخوف سيطر عليهم جميعا ..

حدقت رجينا الى المنزل بكل جزء فيه .. فقد كان منزلا خشبيا من طراز قديم .. توجد به درجات صغيرة في مقدمته .. وارجوحه تحركت ببطئ شديد بفعل حركة الهواء .. في زاويته اليسرى حصان خشبي صبغ باللون الأبيض .. وقطاعة خشب في الجهة الأخرى ..

تمتمت بصوت منخفض : يبدو ان هناك من عاش هنا .. أطفال ايضا ..

قالت ربيكا : لما تقولين هذا ..

ردت رجينا : انظري الى الحصان ..

لم ترد ربيكا عليها بل نظرت الى الحصان .. وعادت الى حالة صمتها ..

تحرك الحصان بقوة . حيث كانت حركة غريبة .. على الرغم من هدوء الرياح ..

التفتت كل من رجينا وربيكا الى الحصان ، ووقفتا وهما يحملان جيمي ونك .. على استعداد للهرب ..

ثم تبع ذلك صوت ضحكات طفل مرحة .. كسرت صمت المكان ..

وعبأت زجاجه جديدة من الخوف في قلبي ربيكا و رجينا ..


يتبع ..

__________________
رد مع اقتباس