السلفية في الفكرالإسلامي: ***************************************** حول مفهوم السلفية والأصولية نفهم ما يأتي بيانه: السلفي نسبة الي السلف الصالح السابقين من صدر الإسلام ومن عصر التابعين وتابعي التابعين، أي القرون الثلاثة الأولي، والسلفية بهذا هي السير علي نهجهم بالتزام أمور الدين وفهمه الواسع وليس القوقعة والانعزالية والسلبية وإنما تكون بالشمولية والموسوعية التي يفهم منها هذا الدين ككل من عقيدة ومعاملات.
أما الأصولي فنسبة الي الأصولية وهي قواعد الدين وأركانه، فالأصولي هو من يتمسك بأساسيات الدين من عبادات ومعاملات، وهناك فرق بين الأصولية والوصولية التي تفشت في عصرنا هذا، فالذين لهم أهداف خاصة ويزعمون أنهم أصوليون في نظري وصوليون الي مآربهم وأهدافهم ويخضعون الدين لأهوائهم، وما يدعون إليه من تشدد وتزمت ويفرضونه علي عباد الله.
ويستطرد الدكتور جاد أن السلفية الحقة يفهمون الدين فهما متكاملا مجرد من الهوي والتعصب والتنطع أما الموجودة الآن علي الساحة فهي تلفية شكلية يحسبون أنفسهم أوصياء علي هذا الدين والدين للخلق جميعا ثم ما بال باقي الناس الآخرين هل يعتبرون تلفية أم خلفية؟! فكلنا سلف وكلنا نسير علي منهج السلف الصالح.
وإن من يدعون السلفية يحتاجون إلي مراجعات وكذلك الأصوليون فالأصولية فهم كتاب الله وسنة رسوله "صلي الله عليه وسلم" فهما صحيحا من العلماء الثقات، وليست سبة يسب بها من يسير علي النهج الصحيح.
- السلفية والتطرف:
وإن السلفي الذي يتبع السلف الصالح ويفهم الأصولية جيدا يكون إنسانا ايجابيا، بناء، خادما لمجتمعه، لا ينحرف ولا يتطرف ولا يخرب ولا يدمر لأنه فهم الإسلام فهما شاملا متكاملا، لكن هؤلاء المتقوقعين الذين يأخذون السلفية شكلا والأصولية ظاهرا بعيدون عن تعاليم الإسلام ولابد لهم من لقاء العلماء المستنيرين الثقات لتبصرتهم عما كان عليه السلف الصالح.
- اتهام أوروبي
ونجلي حقيقة مهمة مفادها أن الأصولية مصطلح أطلقه الغرب الأوروبي القصد منه الإساءة إلي الإسلام وفكر المسلمين لأن الأصولية تعني التمسك بأصول دينه وعقيدته وهذا لقب شرف لنا ولكن الغرب يقصد به المتشددين، والمتطرفين الذين يتمسكون بحرفيات النصوص ثم يلغون العقل والمنطق.
ويضيف فضيلته أن الفكرة ليست فكرة محو ونحن ليس عندنا ما يمكن ان نقنع به الغرب الأوروبي لأن اقتناعه وصل لحد العقيدة لديه، فهو قد اعتقد أننا أعداؤه والإسلام عدوه وعدو الحضارة، ومن هنا علينا أن نغير من نظرتنا إلي أنفسنا، ومن صورتنا في أذهان الناس ونغير فكرة الإسلام هذه لديهم بسلوكنا الرشيد وتقدمنا العلمي والحضاري في كل المجالات خاصة وقد تبوأت مصر الآن مكانة مناسبة للتغيير بعد أحداث ثورة 25 يناير المجيدة والمناخ المصري مهيأ الآن لذلك فلابد من استثمار هذه الثورة العظيمة وليبدأ كل منا بنفسه ومن الآن قبل غد.
- جوانب أخري
وإن الأصولية والسلفية مصطلحان قريبان من بعضهما ولا اعتقد أن هناك تطرفا بالمعني الصحيح، فإذا كانوا يقصدون بالتطرف الجانب الديني فهناك تطرف علماني وشيوعي، ثم لماذا نصمت عن التطرف في الجوانب الأخري ونقف فقط عند التطرف الديني عند بعض الشباب؟! وهناك من يتطرف ويسب الله عدوا بغير علم، وهناك من هدفهم القضاء علي ثواتب الدين الإسلامي من خلال وظائفهم سواء في الصحافة أو الثقافة وهذا منتهي التطرف، فلماذا نسكت هنا ونتكلم هناك؟! لابد ان نلاحق التطرف في جميع الأوساط لافي وسط واحد حتي نقنع أنفسنا أننا لانهادن هذا علي حساب ذاك وتكون فكرتنا عادلة متساوية.ونحن رحيبي الصدر بكل فكر معتدل من نبع الإسلام الوسط والصحيح.ومع تحيات لداعية الإسلامي مرعي إبراهيم مرعي. |