عرض مشاركة واحدة
  #202  
قديم 09-10-2011, 01:50 AM
 
ما أن خطونا أول خطوة بجانبها حتى أخذ قلبينا يدقان برعب ، بينما الغربان جلسوا باعتدال كما لو أنهم يستعدون للانقضاض على أحدينا ، وبما أن أليسون كانت ضحية مسبقاً فأنا أعتقد أنه دوري الآن ، شعرتُ بأن قلبي يود الخروج من صدري فقد تعالت ضرباته فزدتُ من إحكام قبضتي على يد أليسون التي أحسست بخوفها هي الأخرى ، لكن ما أن وصلنا بجانب الغربان تماماً حتى رفرفت بأجنحتها ونهضت من مكانها لتهجم علينا نحن الاثنتان بمنقارها
صرخنا من شدة الفزع وأخذنا نحاول أبعادها بأيادينا ونحاول حماية وجهنا منها ، قمتُ بضرب إحدى الغربان بيدي بقوة مما جعله يسقط أرضاً وهذا جعل الغربان الأخرى تغضب بشدة فلم أجد نفسي ألا وأنا أطلق العنان لأقدامي لأركض بسرعة شديدة للعمارة من دون أن ألتفت إلى الخلف حتى ، دخلت إلى العمارة لأقف أمام الباب الزجاجي لها و قدماي ترتعدان وتضربان ببعضها ، تذكرت أليسون فدرت وجهي ببطء شديد للخلف و كل خلية فيَ ترتعد ، حتى رأسي لذلك كنتُ أشعر باهتزازه وأنا أدوره إلى الخلف ، سقط ما رأيته مثل الصاعقة علي ....أليسون لم تكن هناك ! لقد اختفت تماماً ! حولتُ نظري إلى أعمدة الإنارة فرأيت الغربان قد عادت إلى مكانها، لكن.. لكن أليسون ؟ أين ذهبت ؟
فتحت الباب الزجاجي بسرعة وصرخت بصوتِ عالِ:
- أليســــــــــــووووووون ؟
ألتفت إلي الغربان لتحدق بي فصرخت بحدة فيها :
- أنتِ.... إلى أين أخذتي صديقتي ؟
فكرة حمقاء بالفعل، فغربان تخطف إنسان ؟ لكن رغم كل شيء أنا متأكدة من أن شيئاً ما أخذ أليسون وللغربان علاقة بالموضوع
سمعتُ صوت طرقات خفيفة على الأرض قادمة باتجاهي من بعيد، كانت تلك صوت خطوات شخصاً ما وقد أتضح ظله من بعيد وها هو يقترب مني أكثر وأكثر حتى أخذت ملامحه تتضح...
اتسعت عيناي بذهول وأنا أرى الشخص نفسه في المطعم ، كان قادماً باتجاهي وهو يمشي بهدوء وينظر إلي ببرود ، وقد لُف ذراعه الأيسر بالسوار الأبيض نفسه
توقف على بعد عدة أمتار مني ليرفع يده اليسرى و يريني السوار ثم يقول :
- سابقاً ، أعطيتك هذا السوار ..
لم أدعه يكمل كلامه فقد صرخت من الصدمة :
- ماذا ؟ أنتَ الشخص الذي هددني بالقتل وأعطاني السوار؟
أنزل ذراعه ليقول لي بهدوء :
- أجل ، هذا صحيح .. أعطيتكِ هذا السوار لأنني أردتُ أخذ عينة من دمائك ..
أجبتُ بذهول :
- عينة ؟
- عينة من دمائك ... أحتاجها لصنع فيروس خاص بكِ .
أجبته نفس الطريقة السابقة ، نفس الذهول ونفس نبرة الصوت ، كالبلهاء تماماً:
- فيروس ؟
صاح فيَ بقليل من الحدة :
- بالله عليكِ ، تصرفي كشخصٍ راشد ، تشعرينني بأنني أكلم طفلة صغيرة ... تحدثي مثل الخلق .
غضبتُ بشدة منه، فها هو يظهر شخصاً آخر ليهينني ويسخر مني..... كواتسون تماماً ، لذلك ضربت الأرض بقدمي اليمنى بقوة لأقول له :
- وماذا أفعل أن كنتَ تقول كلاماً لا أفهم ما معناه ؟
رأيته يمد يده اليمنى لجيب بنطلونه ليخرج شيئاً ما أشبه بعلبة سجائر وقد أتضح أنها بالفعل علبة سجائر فقد قام بفتحها وأحرج سيجارة منها ليقوم بإشعالها والتدخين بشراهة شديدة
و أظن أنه أنتبه لي فقد أبعد السيجارة من فمه لينظر إلي ثم يقول لي وهو يرفع إحدى السيجارات من العلبة لأعلى:
- تريدين واحدة ؟
انه يمزح ! بالتأكيد يمزح ! لا بتمتع فقط بالسخرية و القدرة على الأهانة بل وبحس الدعابة أيضاً
أشرتُ لنفسي بذهول :
- هل تقصدني ؟
ألتفت حوله ثم عاد ببصره نحوي ليقول لي :
- وهل ترين أحداً غيركِ هنا ؟
هززت كلتا يدي بالنفي لأجيبه :
- كلا كلا، أنا لا أدخن.
ضاقتا عيناه بشر ليقول بصوتٍ خافت :
- أنا لا أطلب منكِ ، بل أمركِ بأن تشاركيني واحدة .
أنه ليس فقط يمزح بل أنه مجنون ! و مجنون لدرجة كبيرة ، هممتُ بالإلتفات إلى الخلف لأبتعد عنه لكنني تفاجئتُ به يقف أمامي بعد ثوانٍ ليدفعني إلى الجدار ويرتطم ظهري به بقوة .. كما كان يفعل واتسون تماماً
رأيته يخرج سيجارة من علبته ليقوم بدس طرفها في فمي بقوة ثم يقوم بأخراج قداحة ويشعل السيجارة لي ، أنرسمت ابتسامة على شفتيه ليقول لي :
- فتاة مطيعة .
أغمضت عيناي بقوة وحاولت أخراج السيجارة من فمي ، لكن عبثاً ، لم استطع فيداي كانتا مقيدتان بجسده ، كما أنني حاولتُ ايضاً اخراجها عن طريق دفعها بفمي ، لكنه كان يضغط على السيجارة بيده بقوة ليبقيها في فمي ، وثانية بعد ثانية بدأت أشعر بالأختناق فرائحة السجائر مقرفة لدرجة كبيرة
أخذت احاول مقاومته لذلك دخلت في صراع عقيم معه كنتُ أنا الخاسرة فيه منذ البداية ، إلى ان سمعتُ صوتاً مألوفاً لي يصيح بقوة :
- أتركـــــــــــهــــــــــــــــــا .
كلينا أنا وهذا الذي أمامي ألتفتنا إلى مصدر الصوت ، إلى اليسار تحديداً لنتفاجئ كلينا بوجود واتسون ينظر إلى الغريب الذي أمامي نظرات مرعبة وغاضبة لدرجة كبيرة ، لذلك تهلل وجهي فرحاً فها هو يظهر شخصٌ لينقذني من هذا المجنون
أبتعد الغريب عني قليلاً فقمتُ برمي السيجارة بعيداً عن فمي لأتنفس بعمق و أنا مغمضة العينين ..... بعد ثوانٍ سمعتُ صوت الغريب يقول :
- ها انتَ هنا يا واتسون ؟ لماذا تأخرت ؟
ففتحت عيني لأنظر إليه باستغراب ، هل يعرف واتسون ؟
تكتف واتسون ليقول بصوتٍ غاضبٍ:
- عذراً لمقاطعة حفلتكِ هذه ، لكنك أخترت الفتاة غير المناسبة لتعبت معها يا جيف ....
ثم ألقى نظرة سريعة على الغربان ليعود ببصره اتجاهنا ويكمل كلامه :
- و يبدو أنك لا تضيع وقتكَ ابداً .
جيف ؟ أذاً هذا أسم المجنون الذي يقف أمامي الآن ؟
أبتسم جيف أبتسامة ساخرة ليجيب واتسون :
- و هل يضيع العلماء أوقاتهم ؟
رد واتسون سخرية جيف بأخرى مماثلة :
- هه ، وهل تعتقد نفسكَ عالماً يا جيف ؟ ما زلتَ نفس المجنون الذي يقوم بصنع فيروسات من دماء الناس ، ويبدو أنك أنتقلت بعلمك المجنون هذا إلى البشر .
- العلم يتطور يا عزيزي .
قطب واتسون حاجبيه بعصبية ليقوم وبحركة سريعة بالركض اتجاه جيف ويقف أمامي في حين أرتد جيف إلى الخلف بسرعة ، قهق جيف بخفة ليقول لواتسون :
- هه ، كل هذا الغضب لأنني أقتربت من شيئاً يخصك .
شيئاً يخصكَ ؟ هل يقصدني هذا المعتوه بهذا الكلام ؟ هل يقصد أنني شيءٌ خاص بواتسون ؟ شيءٌ ملكٌ لواتسون ؟
نفختُ وجنتي بغضب لأصيح به بحدة :
- أسمع انتَ ، أنا لستُ شيئاً يخص أحد .
أخرج جيف سيجارة أخرى من علبته ليقوم بتدخينها بشراهة كما فعل سابقاً و رد علي بسخرية:
- هه ، أنتِ لستِ لهذا الذي أمامكِ؟
ألقيتُ نظرة سريعة على واتسون ثم نظرت إليه لأجيبه بحدة :
- كـــلا .
أدار واتسون رأسه باتجاهي وأبتسم لي بخفة ثم عاد ببصره باتجاه جيف لينظر إليه بسخرية ويقول :
- أما زلتَ تدخن كالمجانين ؟
أبعد جيف السيجارة من فمه ليجيب واتسون :
- التدخين شيءُ رائع ، أتضح في النهاية أن البشر لهم فائدة .
وضعت يدي اليسرى على كتف واتسون الأيسر لأنظر من على كتفه إلى جيف الذي كان يقف بعيداً عنا نسبياً و هو يدخن سيجارته ، همست لواتسون :
- ما به يدخن هكذا يا واتسون ؟
همس لي واتسون و هو يسخر من جيف :
- هه ، منذ أن جاء إلى هنا و تعرف على التدخين حتى أصبح مدمناً ويدخن طوال الوقت ، و لن أتعجب أن رأيته يوماً من الأيام يقتل نفسه من أجل التدخين .
سألته سؤالاً أخر و أنا مندهشة من جيف هذا :
- هل تعرفه يا واتسون ؟ أعني ما علاقتك به لك؟
أراد واتسون أجابتي لكن جيف صفق بيديه ليقول :
- كفى همساً ، أعلم أنك تتحدثون عني .
ضغط واتسون على شفتيه و ألقى نظرة عابرة إلى الغربان ليهمس لي :
- روز ، اسمعي ، عندما أقول أركضي ، أركضي باتجاه العمارة بكل ما أُتيتِ من قوة .
ضغطت على كتفه الأيسر لأسأله بهمس :
- لماذا ؟
- الغربان تنظر إلينا .
ألتفت بسرعة إلى الغربان لأرى بالفعل أنها تنظر إلينا وبطريقة مخيفة ايضاً ، فأبتعدت قليلاًَ إلى الخلف لأسمع واتسون يقول :
- حسناً ..
ثم صاح بقوة :
- أركضي .
أطلقت العنان لأقدامي لأركض بسرعة باتجاه باب العمارة و أدخلها بسرعة وأنا ألهث ...
نظرت إلى الخلف أبحث عن واتسون فرأيته يقف في مكانه أما الغربان فنزلت لأسفل لتقف على الأرض بقرب قدميَ جيف في حين وقف إحدى الغربان على كتف جيف الذي أبتسم بشيطانية وهو ينظر لواتسون
لا أخفي على أي أحد إنني شعرتُ بالخوف على واتسون ، فجيف ذاك يبدو شخصاً شريراً وعلى أستعداد لأذية أي أحد ، جمعت يديَ الأثنتين لأجعلهما قبضة واحدة وأقوم بالضغط عليهما بقوة رغب مني في تهدئة نفسي ، فأنا لا أعلم ماذا سوف يحدث لاحقاً
أخذ جيف يمسح على ريش الغراب وبدى أن الغراب كان مستمتعاً بذلك فهو أخذ ينزل رأسه بدلال ..
سأل واتسون بهدوء :
- هل أخبركَ والديَ بأن تقوم بأرسال غربانكَ العزيزة لمراقبتي ؟
أبتسم جيف بهدوء ليجيب :
- ربما .
تكتف واتسون ليسأل مجدداً :
- ألم تملوا من ملاحقتي ؟
اتسعت ابتسامة جيف ليقول بسخرية :
- هما ، ربما ، أما أنا فقد عشقتُ لعبة المطاردة هذه ....
و واصل مسحه على الغراب الذي لا زال على كتفه و أكمل :
- و يبدو أنك تكره أن يراقبكَ أحد فعندما رأيت غرابي مع تلك الفتاة هذا الصباح هربتَ بسرعة ..
و أتسعت ابتسامته بخبث ليواصل :
- ماذا كنتما تفعلان أنتما الأثنان هناكَ ؟ تتغازلان ؟
عندما سمعتُ هذا ، أحمرت وجنتي خجلاً ، جيف هذا بالفعل لا يعرف معنى الحياء ، و مما زاد خجلي أن واتسون قال له :
- هه ، ربما .
أنهما يريدان ان أفقد عقلي ، تباً لهذان الأثنان !
زالت أبتسامة جيف ليتهجم وجهه ويقول بقليلٍ من الحدة :
- أنتَ تعلم أنك بأفعالكَ هذا ، تعصي سيد وسيدة كيد ...
قاطع واتسون كلامه بسخرية :
- أما زلتً تناديهما بالسيد والسيدة كيد ؟
__________________
رد مع اقتباس