عرض مشاركة واحدة
  #211  
قديم 09-10-2011, 04:36 PM
 
قرب جبينه من جبيني ليتلاصقا و تتدلى بعض خصل شعره على وجهي ، ثم تلاقت أنظارنا لفترة طويلة وهمس لي بصـوتٍ ساحـر :
- بـلى ، تستطيعين يا عـزيزتي ، من أجلي سـوف تستطيعين ...... ألن تفعلي شيئاً لأجلي يـا روز ؟
سحـرت بـلون عينيـه الغريبين و أخـذ جسدي يخـدر بشكـل غريب ، ولـم أعد أستطيـع الإحساس بالعالم من حـولي ، كـل ما شعـرت به هـو رغبتي الشـديدة في أن نبقـى هكـذا لفتـرة طـويلة ، ننظـر لأعين بعضنـا البعـض .. وقـريبين لدرجـة كبيـرة
استسلمت لمشـاعر غريبـة اجتاحتني في هذه اللحظة ، و طـوقت رأسـه بذراعي الاثنين و جبيننا لا زالا متلاصقـين ، بحـركتي هذه جعـلته يمـد ذراعيه الاثنين لخـلف ظهـري ثـم يقـوم بشـد جسـدي إليه أكثـر ، أخذنا ننظـر إلى أعين بعضنـا كالمخدرين تماماً لدقائق ، ثـم دنـى واتسـون شفتـيه من شفـتي ، يـريد أن يُقبـلني ، لكـن .....
- روز ، هـا ................... أوه! أوه! آسف .
فـزعتُ بشدة عندمـا سمعـت صوت أيـريك و ابتعدت بسـرعة عن واتسـون و أنا أتعـرق ، و قـلبي ينبض بشـدة ، آآآآآآه ما الذي كنت أفعله ؟ ماذا ؟ .. ماذا حدث لي لدقائق ؟
ألتفت لأيـريك بسرعة بعيـنان مندهشتـان لأراه ينظـر في أرجاء المكـان بحيـرة و خجـل ، عنـدما التقت أعيننا و رآني أنظر إليه تكـلم أخيراً بتلكؤ :
- أوه! ..... عذراً! .... أنـا ... أنـا ... لـم أكن أقصد المقاطعة! ... آسف! ..... أنا... أنـا راحـل الآن!
و ألتـفت للخـلف ليهـم بالذهـاب لكننـي صُحت بسـرعة و بـدون تفكـير :
- أيـريـــــــــــــك .....
توقـف أيـريك في مكـانه ثـم أدار رأسه ببطء لينظر إلي منتظراً أن أقول مـا أريد ، لكـن أنا لم أفكـر بما الذي سـوف أقوله ، كنت فقط أفكـر في طريقة تخـلصني من ما يفكـر به أيـريك عنـي الآن ، أخـذتُ أنظـر في أرجـاء المكـان بحـيرة ، ثـم نطقتُ أخيراً بصعوبة :
- أيـريك .. أيـريك ...
أسـرعت باتجاهه لأمسك ذراعه ثم أحثه على المشي و أنا أقول له بسـرعة :
- هيـا ، سـوف أفسـر لك إن مشيـنا .
قـال لي بهدوء :
- لا داعي لأن تفسـري لي شيئاً ، من الطبيعي أن يكـون لديك صديق حميم .
صحتُ بسرعة و أنا أشتعـل خجلاً من أخـر ما قاله :
- كـلا ، الأمـر ليـس كذلك .... ليس كذلك .
سمعتُ صـوت واتسـون يقـول بهـدوء :
- بـلى الأمر كذلك ...
أسرعت في النظـر إليه بصـدمة ليُكمل كلامه بنفـس الهدوء :
- لماذا يجب أن نُخفي أمـر علاقتنا أكـثر من ذلك يـا عـزيزتي ؟
أنعقـد لسـاني عن الحـديث و أخـذت أنظـر إليه بصدمة تتلوها صدمة ، سمعـت أيريك يقول بسعادة :
- هـذا رائـع .. بـل أكـثر من رائـع .
أدرت رأسي إليه بسـرعه حالما قال ذلك و قـلتُ بتلعثـم من جراء دهشـتي :
- مـ.... مـاذ ... مـا الـذي تقـولانه ؟
هـل أنـا الوحـيدة التـي لم تعـد تعـرف ما الذي يحدث حولها أم ماذا ؟ مـا الذي يتفوهان به هذان الاثنان ؟ مـا هـي التفاهات التي يقولانها ؟
ألتفت إلي أيريك بسـرعه لأرى عيناه تلمعان بقـوة ، أقتـرب مني أكثـر و أمسك وجنتيَ بكلا يـديه ليقـول لي بسعادة :
- فقط انتظري أن أخبـر مارك و جـوليان بهـذا الأمر ، سـوف يفرحان بشـدة .
أنه يمـزح >< ، يمـزح ! أليس كذلك ؟!
نظـرت له ببـلاهة ، صدقـاً لم أعـد أعرف ماذا يحدث في هذا العالم ..
ألتفت إلى واتسـون بسـرعه لأراه ينظـر إلينا بهدوء لكنه حالما رآني أنظر إليه حتى أبتسم لي بخفـة ، همـستُ له بصـوتٍ واهن:
- واتـسـون ..
ضـرب أيـريك كتفـي بخفـة بمـرح ليقـول لي :
- لماذا لم تخبـريني بذلك مسبقاً ، لو أنني فقط لم أعد أدراجي بعد أن ذهبت عنك لأنني أردت أخباركِ أنني سـوف آتي لأخذك من الشقـة لكنت لم أعـرف أبداً ..
دافعـتُ عن نفـسي بسـرعة :
- كـلا ، أبداً .. أنا ليس لدي صديق حميم ، كـل ما رأيته كان مجـرد نزوة أو غبـاء أو سميه ما تريده ، واتسـون ليـس ...
أردت أكمال كلامي ألا أن واتسـون وقـف بجانبي بسـرعه وحضـن جانبي ليقاطع كلامي :
- أنها فقط خجلة مما رأيته .. علاقتنا سـرية ، لا تريد روز أن نخبـر أحداً عنها حتى تتطـور .
فتحت فمـي لأعـترض على كلامه ألا أنه همـس في أذني بسـرعة :
- لا تريدين أن تظهريني بمنظـر الأحمق يا روز ، أليـس كذلك يا جميلتي ؟
حمـلقت فيه بارتباك ، إذا كان لا يريد أن يظهـر بمنظـر الأحمق فعـليَ أنا أن أبـدو كالحمقـاء ، أهذا ما يريده ؟ أن أتحمـل نتائج كذبته بنسبة علاقتنا ؟
مسـح أيـريك شعـره بيده ليـقول لواتسون :
- إذاً أسمك واتـسون ؟
أجـابه واتـسون بهدوء :
- أجـل ..
مـد أيـريك ذراعه للهواء ليصافح واتسـون فصافحه واتسـون ببعـض البـرود على الرغم من أن زاويتي فمـه انفرجت في ابتسامة خفيفة ، لكـنه كما يبـدو لي ، أن واتـسون يجامل أيـريك لا غيـر ، قـال أيـريك و هـو يصافح واتسـون :
- سـررت بمعـرفتك ، أنا أيـريك ، صـديق روز منذ الطفـولة .
أومأ واتسون رأسه بخفـة ليقـول :
- و أنا أيضاً سـررت بمعـرفتك .. في الحقـيقة كنت أتحرق شوقاً لمقابلة أحد الثلاثة الذين هم أصدقاء روز منذ الطفـولة و الذين كثـيراً مـا تعـزهم روز ، وهـا هو اليـوم قد جـاء .
أبتسـم أيـريك بسعادة بعد أن انتهى من مصافحة واتسـون :
- يسعدني أن روز ما زالت تعزنا كالسابق ، في الحقيقة نحن نعتـبرها كأختنـا تماماً .
أبتسـم واتسـون بخفـة _ كعادته _ ليقـول:
- يـسرني سمـاع هذا .
قال له أيـريك بمـرح :
- أعتقـد أنك لن تمانع في أخذ روز معـي غداً لنـلهو قليلاً ؟
أجـابه واتسـون ببرود :
- كـلا ، مطلقاً فأنا لا أعتقد أنكما سوف تفعلان شيئاً خاطئاً معاً ، أعنـي أنتَ أصغـر منها .
زالـت ابتسامة أيـريك الكبيـرة لينظـر بصدمة لواتسـون فلتو قام واتسـون بأهانته بأن قال له أنني لن أقبل بعـلاقة مع أيـريك لأنه أصغـر مني مهما حـاول ، لم يقل ذلك مبـاشرة ، لكـنه كان يقصد ذلك
ألتفت بسـرعه و بذهـول لواتسـون لأرى النظرة الباردة نفسها على ملامحه و هـو ينظـر لأيريك ، ألتفت إلى أيـريك لأرى نفس ملامح الصـدمة تكـسو وجهه ، أوه يا له من مسكين! ما الذي قلتُ له واتسون ؟ لماذا تعمدت أهانته؟ يـا لك من شـرير ....
جاءتني للحظات فكـرة شريرة ، خطة لأنتقم من واتسـون و أستـرد كرامة أيـريك ، فما سوف أفعله بعد قليل سوف يُغضب واتسـون كثيـراً ، قـلت بسـرعة. :
- أيريك ، ما رأيك في أن تأتي معي للشقة ؟ سـوف يسـرني بشدة أن تبيت عندي الليلة .
و نظرت لواتـسون بسـرعه لأبتسم له بخبث ، بينما هـو تجهم وجهه و تغـيرت ملامحه إلى دهشـة ، فأسـرعت في أمساك أيريك من ذراعه لأحثه على المشـي و أنـا أقـول له :
- هيـا ، بسرعة ، لدينا ليلٌ طويل لنستمتع برفقة بعضنا البعض .
قـال لي أيريك باعتراض:
- أوه ، كلا .. لا أريد أن أُثقل عليك ، ثـم أنه لـدي غرفة في فندق لأبيت فيها .
عـبستُ وجهي بتمثيل لأقـول له بقليل من الزعل المصطنع :
- مـاذا ؟ أتقول هذا و لديك صديقة لتبيت في شقتها ، فقط هذا اليوم ، هذا اليوم ، أرجـوك .
أبتـسم أيـريك بمـرح على الرغم من أنني أعرف أنه ما زال مصدوماً من واتسون :
- لا بأس ، مـوافق .
صحتُ بفـرح :
- عظيـم .
ألتفت لواتسـون لأراه ينظـر إلينا و الشـرر يتطاير من عينيه ، لقد كان غاضباً و بشدة ، فابتسمت بمكـر لأقـول له باستفزاز :
- أراك لاحقاً .
مشينـا أنا و أيريك لنبتعد عن واتسـون ، وذهبنا إلى شقتنا ، لكنني كنتُ متفاجئة من أن واتسون برح في مكانه و لـم يقل أي شيء أو يبعدني عن أيـريك بالقوة ، يا ترى ما الذي حدث لذلك القاسي الذي لا يبالي إلا بنفسـه وبـرغباته ؟
سمـحت لأيـريك بأن يأخـذ فراشي و أنا أنام على الأرض ، فكـرت بكل شيء جرى لي منذ ظهـور واتسـون ، المـزيد من المشـاكل ، تذكرتُ أليسـون فتساءلت عن حالها الآن ، لا بد أنها خائفة و بشـدة ، هذه المسكيـنة ...
قطـع تفكـيري صوت أيـريك يهمـس لي :
- روز ؟
ألتفت إليه لأنظـر إليه في ظلام الغـرفة ، فرأيته يميل بجسـده إلى حافـة السـرير و ينظـر إلي و قـد بـدت عيناه الزرقـاء جميـلة جداً في الظـلام ، أجبـته :
- نعـم ، أيـريك ؟
همـس قائلاً بهـدوء :
- هل تحـبين ذاك الشخـص ؟ أعنـي واتسـون ؟
أشتعلتُ خجلاً عندها ، فمـجرد ذكـر هذا الموضوع يجعلني أشعـر بخجلٍ شديد ، أجبـته بارتباك :
- لا أعـلم ... أعنـي ... لا .. لا أعلم ...
ثـم تغـيرت نبـرة صوتـي إلى خجـلٍ شديد :
- لا تسألني شيئاً كهذا مرة أخـرى .
و ألتفـت بسـرعه لجانبي لأعطـي أيريك ظهـري ، فسـمعته يقـول لي بمشـاكسة:
- هـذا معنـاه أنك تحبينـه .
ألتفت إليه بسـرعه وصحت عـليه بخجل بدون تفكـير :
- كـلا ، أطلاقاً .... مستـحييييييل .
قـال لي باستغراب :
- حسـناً ، حسنـاً .. لا داعـي لكل هذا الغضـب ..
ثـم أبتسـم بخبث ليـقول لي :
- ثـم من عسـاه يحصل على قلبك الفولاذي هذا .
ضربته بوسادتي بقـوة على بطنـه ليشهق هـو بفـزع فقلت له و أنا أمثل الغضب :
- ومن عساها تأخذ شخصاً أحمقاً مثلك .
أبتسـم أيـريك بسـعادة ليقـول لي :
- سبق و أن دخـلت قلبـي فتاة .
شهـقت بصدمـة لأقـول له باندهاش :
- حقـاً ؟ أيـريك ، هـل أنتَ واقعُ في الحـب ؟
__________________
رد مع اقتباس