عرض مشاركة واحدة
  #214  
قديم 09-10-2011, 04:41 PM
 
فجأة .. رن هـاتف شقتـي فألقيـت بنظـري كـله على الهـاتف و أنا أتساءل من عساه يتصـل بي في هذا الوقـت ، مـسحت دموعي بسـرعة و أتجهـت نحـوه لأرفع السمـاعة بكـسل و أجيب ببـرود :
- نعـم ؟
جـاءني صـوت من السماعة لم أتـوقع أنه قـد يكـون المتـصل .. كان ذلك ( جـيف ):
- عظـيم ، يا ثـورتي الصغـيرة ، لقـد فعلتِ ما أردته تمـاماً ، أنتِ الآن ضمن دائرة سيطرتي .
عبستُ وجهي و فكرت
( مـا الذي يتحـدث عنه هذا الأحمق ؟! أنني حقاً في مزاج لا يسمح لي بتلقي أي نكـات أو أحاجي من أي أحد )
صحـت بحـدة :
- نعم؟ ما الذي تريده ؟
- أوووه ، هـوني على نفسـك يا فتاة ، فبكلامكِ هذا سوف تفسـدين الصـورة الذهبية التي وضعتها لكِ في ذهنـي .
شعـرتُ برغبة عارمة في السخرية منه وتحقـيره و قد أطعتُ هذه الرغبة حيث قلتُ بسخرية :
- هل سبق و أن قال لك أحدهم أنكَ مهرجٌ كبيـر .
جـاءني صوت ضحكه من السمـاعة فعقدتُ حاجبي باستغراب ، بينما هو قال لي بجدية حين توقف عن الضحك:
- حسناً ، كفانا لهواً ، أنظـري للنافذة .
أطعتـه بسـرعة و نظرت للنافذة لأفزع و أرتد بجـسدي للوراء قليلاً ، حيثُ أنني رأيتُ غراباً أسوداً بشعاً خـلف النافذة ينظـر إلي بشـدة ، أنه بالتأكيد إحدى غربان جـيف العـزيزة ، سمعته يقـول لي:
- عرفتُ من خلال إدوارد أنك أخبرت واتسون بما أردته ...
قاطعته بسـرعة لأسأله :
- من هو إدوارد ؟
- أنه الغـراب .
آه ، عظيم ، ويسمـي غربانه أيضاً ، أتساءل كيف يستطيع التمـييز بينهم ، فهم متشابهون بالنسبة لي !
- لا تعلمين يا ثورتي الصغيرة كيف كان الحديث مع عقلكِ صعبُ جداً ، لو كنتِ قريبة مني لِمَ وجدت صعـوبة في الحديث معك عبر التخاطر ...
توقف قليلاً ثم أضاف :
- حسناً ، الآن ، فلينتظر كلانا مجيء الغـد ، عندها أنا سأذهب في طريقي و أنتِ في طريقكِ ... هذا طبعاً أن أستطعت إحكام قبضتي على واتسون و إرجاعه إلى السيد والسيد كيد ، أما إذا حدث العكس و وجد طريقة للنجاة وهو يفعل ذلك طوال الوقت فأنني لن أترككِ ترتاحين يا صغيرة ... الآن يا صغيرة ، طابت ليلتكِ .
و أغلق الخط لأرجع السماعة إلى مكانها بيأس فقد ضاق صـدري عندما ذكـر ما سوف يحدث لواتسون ، أشعر بأنني سيئة جداً ، أن تعـرف أن أحـدهم قد يتأذى و تقف مكـتوف الـيدين ولا تفعل شيئاً يجعلك تشعـر بأنك سيء

-----------------------------------------

طااااخ طااااخ ... تننننن ... تنننننن ... تننننن
أنهما نفـس الصـوتين مجدداً ، أنني أسمعهما بوضوح كما لو أنني قريبة منه ..
تنننن .. تننننن . تننننن
ما هذا ؟ أن الصوت يقـترب ! كما لو أنه قادم باتجـاهي !
كان الصوت يقترب أكـثر و أكـثر إلى أن ... أتسعت عينـاي صدمة وخـوف حينما رأيتُ شخصاً يغطي رأسه بقطعة قماش ولا يظهـر منه سوى عيناه الزرقاوتان المخيفتان و ... كـان يمـسك بفأس كبيـرة مخيـفة و يجـرها على الأرض لتحدث ذلك الصـوت .
أبتعدت للخلف قليلاً عندما اقترب مني ، لكـن عيـناي اتسعتا صدمة و قمـت بالصراخ بحـدة عندما رفع فأسه عالياً يريد أن يضربني بهـا ، ثـم رمى أحـدهم بنفسه علي ليحضن جـسدي بقوة ونسقط سوية على الأرض بعيداً عن الفأس التي كسـرت الأرض التي كنت أقف عليها و عـلقت بين المتكـسر
نهض الشخـص بسـرعة عنـي ولم أستطـع لمح شيء منه لأعرف من هو ، ثـم ألتـفت للخـلف ليقـول لصاحب الفأس :
- أبتعـد عنهـا ، لا تـقترب منها ، دعـوها و شأنهـا ، أن كنتم تريدوني فلا داعي لأقحام أي أحد أخر في هذا المـوضوع ..
ثم سمعـته يقـول بسخـرية :
- اليـوم أنا سـوف أعـود أليكـم ، سوف أترك كل شيء و أعود و أنـفذ ما تريدانه ، سـوف أكون أبنكما المطـيع الأحمق الذي تريدانه ، يـا أبي ويا أمـي اللذان أنجباني ....
ثـم أضاف بحـزن :
- فقط دعـوها و شأنهـا .
ثـم ألتفت إلي ببطء لينحنـي لي ويصل إلى مسـتواي ، فقد كنتً جالسة على الأرض
نظـرت لوجهه لكنني لم أستطـع لمح شيء ، كان وجهه مغطى بسواد الليل ، لكنني سمعته يقول لي:
- أنا اليـوم سـوف أُخدع من قبلكِ يا روز ، وسوف أتركك و أذهب ، يمكنكِ أن تبني علاقة مع أي أحد بعد اليوم يا روز ، لكـن أدركِ شيئاً واحداً يا روز ، قلبكِ ما زال لي وسوف يبقى لي .
ثم مـد يده لأحدى خصل شعـري ليشمها مطولاً
ثم شدها بقـوة جعـلتني أصرخ بألم و أغمض عيني ، وعندما فتحتهما رأيته يمسك بخصلة شعـر قد أخذها من شعـري بعد أن قام بشـده بقوة ليقطعها ، شـم الخصلة التي قطعها قليلاً ثم قال لي:
- سـوف أخذ هذه لأتذكرك .
ثـم مال باتجاهي ليقـترب من شفـاهي و يطـبع قبلة على شفتـاي التي ارتجفتا بشدة حالما ألتقتا شفاهنا
لقد كانت القبلة مؤلمة وبشـدة
أبتعـد عنـي بعـدها ثـم رأيتـه يبتعـد عنا ليمـشي باتجاه صاحب الفأس الذي وقف يراقبنا ، و حالما أصبح بجانبه حتى قبض صاحب الفاس على ذراعه بخشـونة كمـا لو أنه مجـرم سوف يقـتاد إلى العـدالة
كـان ذلك الشخـص الذي قبـلني هو ( واتسـون )
--------------------------------

فتحت عـيناي بقـوة بفـزع و صحت بسـرعة بخـوف و أنا أرفع جسدي :
- واتـسووون !
لكـن لم يكـن هناك واتسـون أو صاحب الفأس ، كل ما رأيته هو أنني كنتُ في غرفتي جالسة على سريري
شعـرت بدموعي تنزل إلى وجنتي بحـرقة ، فذلك الحلم أثار حـزني بشدة
واتسون كان يودعني فيه ، أنه يحبني و يحبني بصـدق
وعندما تكلم عن والديه ، بدى لي أنه لم يعش حياة سعيدة معهما ، أشعـر أنهما فضيعان جداً
و عندما قبض صاحب الفأس على ذراعه ، بدى كما لو أنه مجرم ...
نزلت دمـوعي بشدة و نهضت من على السـرير بسـرعة لأخرج من الغرفة و أنا أبكـي بشدة ، مستحيل ، مستحيل أن أدعهم يأخذون واتسون ، مستحيل أن يعـود إلى والديه ، مستحيل ، لن أقابل حبه بخـداعه و التآمر عليه
علي أن أذهب و أبحث عنه و أخبره عن جـيف ، و أنا أعلم أين سوف أبحـث ، سوف أبحث عنه في منزل السـيد فـوستر الجـديد ، لقد ترك السيد فوستر عنوانه الجديد لي بعد اسبوع من حادث الحريق و سوف أذهب لأرى واتسون ..

أخذت هاتفي الجـوال و حقيبة يدي الصغـيرة و أرتديت ثيابي على عجلة لأخرج من الشقة بسرعة البرق بعد أن مسحت دمـوعي ، و عندما أصبحت خـارج العمارة تذكرت الغـربان ، فرفعت بصـري إلى أعمدة الإنارة لكنني لم أرى أي غراباً واحد ، غـريب ! حتى البارحة عندما خرجت مع أيريك لم يكن هناك غربان
هززت رأسي بسرعة لأنسى أمر الغربان و سـرت بسـرعة للشـارع لأستقل سيارة أجرة

وصلتُ إلى المنزل أخيراً بعد فترة من الوقت ، كان منزلاً أصغر من سابقه ، حيث أن منزل السيد فـوستر السابق كان كبيراً جداً ، أما هذا فهـو أصغـر بكثـير
خطـوت أول خطـواتي باتجاه باب الخـشب الصغـير الذي علي أن أفتحه بالبداية حتى أمشي باتجاه الباب الرئيسي و أطرقه ، و عندما أزحتُ الباب الخشبي الذي كان يصل إلى ركبتي رأيتُ رئيس الخدم يسـقي الحديقة وهو رأني أيضاً و ابتسم لي ، فهـو يعرفني جيداً كما يعرفني سيده ، بادلته الابتسامة و مشيتُ باتجاهه بينما هو ترك خرطوم المياه ليتجه لي لكنني توقفت في منتصف المسافة بيني وبينه عندما رن هاتفي الجوال ، فأخرجته من حقيبة يدي لأجيب :
- مرحباً .
- يالكِ من عابثة مخادعة كبيـرة يا أيتها المشعوذة .
كان ذلك رداً لاذعاً قاسياً وبشدة و قد جاء من جيـف ، عقدت حاجبي باستغراب لأسأله :
- لِمَ كل هذا ؟
- أنتِ تريدين بشدة أن تموت صديقتكِ أليس كذلك ؟ أنها الآن بجانبي و أن خطوتي خطوة أخرى باتجاه الباب فأنا أُقسم ، أُقسم بأنني سوف أقتلها وبأبشع طريقة .
همست بخوف على أليسون :
- أوه ، أليسون ! أرجوك أتركها ، لا دخل لها بما يحصل بيننا .
- إذاً أبتعدي عن المنزل ، و نفذي ما أتفقنا عليه و ألا فأن أليسون سوف تلتحق بأجدادها الميتين .
أرتجفت يدي التي تحمل الجوال و همستُ بصوت متقطع :
- أرجوك .. أتـ..ــركها .
- أستنفذين ما أريده ؟
نزلت دمـعة على وجنـتي اليـسرى لأهمـس بانكسار:
- أجل .. سوف ... سوف أفعلها .
أجابني بحدة وقسوة :
- من الأفضل أن تكوني صادقة هذه المرة ، و أن لا تحاولي اللعب معي مجدداً و ألا فيمكنكِ أن تودعي أليسون منذ الآن .
و أغلق الخط في وجهي ، لأغلق هاتفي و أبعد يدي عن أذني لتستقر بجانب خصـري و أنا أحدق بالارض بلمحة انكسـار و ضياع في عـيني ، رفعت بـصري لأرى سيد الخدم يتقدم إلي فأرتديت عنه بسرعة و خرجت من ساحة المنزل و أنا أركض باتجاه سيارة الأجرة وأستقلها من دون أن أقول كلمة واحدة لسيد الخدم أو أعتذر له على الأقل .............. ذهبت وتـركته مذهـول .. منـي .

تحـركت السيارة لتبتعـد عن المنـزل في حين أنا أخـذت أبكـي و أضم نفـسي بقوة
( أنا قد قررتُ سابقاً أن أخبر واتسون بكل شيء لكن جيف كان يسبقني دوماً بخطوة ، لقد علم بـأنني قررتُ أن أخبر واتسون ، ولن أتساءل كيف علم ؟ فهـو أثبت لي بأنه قادر على معرفة كل شيء ، واتسـون .. أنا .. أنا )
شهـقت بقوة و أنا أبكـي وهمـست بصوتٍ باكٍ :
- واتسـون ، أنا مخادعة كبيرة ، أرجو أن تسامحني يوماً ما .. أنا .. أنا آسفة .
دفنت رأسي في ركبتـي لأبكـي بمرارة ، فقد كان هناك شعور يخالجني أضافة إلى شعـوري بأنني بخداع واتسون قد أذيه ، شعـور أخر كان أقوى من الأول وهو الذي كان يُقطعنـي ويمزقني
لكنني أنا .. لا أعرف ما هو

وصـلت إلى شقتـي بسرعة و أرتمـيت على فراشي و دموعـي تنزل على وجنـتي ، لا صيحة ولا شهقة صدرت منـي ، كنت أبكـي بصمت فقط ، و أدع ألآلآم في قلب ، فالقلب فقط من يحتوي الآلام .. لا غـيره
اضافة رد مع اقتباس
__________________
رد مع اقتباس