صحـيح .. أسمي هو واتسون
أبلغ من العمـر السابعة والعشـرون
و قبل أثنى عشر سنة هربت من عـالمي
و سـاعدني رجلٌ في ذاك الـوقت
و أعطـاني منـزلاً و .. [ والدين ]
--------------------------------------
في الـوقت الحـاضر
لم أعي بالـوقت خلال السـاعات المـاضية ، وعندما حلت الساعة الـسابعة مساءاً ، أخـذ قـلبي يـدق بعنـف ، فبعـد ساعة يـجب أن أرى واتسـون في المينـاء القـديم ، أخـذت أجر نفـسي بصعـوبة نحـو خزانة ثـيابي ودمـوعي تنـزل على وجنتـي بهـدوء ومن دون أي عوائق ، غـيرت ثيـابي بسـرعة و قد أخترت ملابس غير متناسبة الألوان و ربطت شعري بسرعة من دون تسريحه ، فـلم يكـن لي مزاج للأهتمام بنفـسي
خرجت بسرعة من الشقـة و أخـذت امشي على الرصـيف و أنا أمـسح دمعـة تتلوها دمعة أخرى
و بقـيت على هـذا الحال إلى أن قررتُ أخيراً إستئجار سيارة أجرة والانتهـاء من كـل ما أعـانيه حالياً
فلأنجـز مهـمتي و أنتهـي ..
أعلم أن ذلك سوف يحطـمني داخلياً لكـن لا مفـر ..
عنـدما وصـلت للمكـان المطـلوب و نزلت من السيارة ، رأيتُ واتسون يقف بهـدوء بجانب البحـر و عنـدما شعر بـوجودي ألتفـت إلي لينظـر لي بهـدوء بوجه خالٍ من التعـابير ، تـوجهت نحـوه و أنا الأخرى أنظر إليه بلا تعـابير
كل ما يمكنني قـوله أن الشيء الـوحيد الذي كان ظاهراً على وجهينا هـو البـؤس ..
و وقفنا أمام بعضنـا صامـتين كما لو أننا في جنازة
قُطـع الصمـت أخيراً من قبـل واتسـون حيث قال بهـدوء :
- لا تـبدين بخـير ، أكل هذا بسبب رحيل أيريك ؟
نظـرت إليه بهـدوء و أنا أتمنـى لو كان هذا البؤس الذي يعتلي ملامحي هو حقاً ما يجعـلني في حالتي هذه
أردت الحـديث وقـول شيئاً ما لكـن
تفـاجئت بريح قـوة هبت فجأة ، ثـم أحاطت مجموعة من الغربان واتسون و منعـته من السـير أو القفز حتـى
نظـر واتسـون حـوله بهـدوء ، كما لو أن الأمر لا يعنيه أو لم يهـتم بالذي يجري حوله و هذا أثار استغرابي ودهـشتي ..
ظهـر جيف فجأة من خـلفي مما جعـلني أفزع وألتفت للخلف بسرعة ليفاجئني بقبلة سريعة على وجنـتي اشعـلتني غضباً وقال لي:
- أنكِ حقاً ثـورة مطيعة .
ابتعدت عنه بسـرعة ونظرت لواتسون أترقب ردة فعـله لكنه كان صامتاً وهادئاً للغاية فوفجئت لدرجة كبيرة
ألم يغضب لأن أحدهم تقرب مني ؟ ما به فجأة ؟
أبتعـد جـيف عنـي ليتوجه نحـو واتسون و يقـول له :
- قلتُ له قبل اثنى عشر سنة ، لايمكنك الهرب ولن تجـني سوى النـدم .
أغمض واتسون عينيه بهـدوء ليقـول :
- أظن ، أنكَ كنت محقاً وقتها ...
ثـم ألقى نظرة سريعة علي قبل أن ينظر لجـيف ويقول :
- لقد نـدمت كثيراً .
تحرك قـلبي بشـدة وشعرت بطعـنات تمزقه وترغب في جعله أشلاء .. و أبعدت ناظري عنه بأدارة رأسي نحو الخلف ، فسمعت صوت جيف :
- حان وقت العودة ، يا شقيقي الصغـير .
أتسعت عيناي صدمة ، شقيقان ؟ أنهما شقيقان ! لا أصدق !
شعـرت بريح قـوة تهب فأغمضت عينـاي بشدة ، و بعدها بثوان توقفت الريح فألتفت بسرعة للخلف
لأتفاجئ باختفاء كـل من .. جيف و واتسـون ! .. والغـربان كانت ما زالت في محـلها !!
__________________ |