الموضوع: اللقيطة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-12-2011, 05:19 PM
 
اللقيطة

اللقيـطة
ـــــــــــــــ

( أحمد الله على أنى قدرت على مكافأة الرجل الذى أحسن إلىّ بستر عاره

وإزالة همه وحزنه )
..


كانت تلك هى الكلمات الأخيرة التى تلفظت بها تلك الفتاة المسكينة قبل موتها

فى تلك القصة المأسأوية .. اللقيطة .. للرائع الراحل .. مصطفى لطفى

المنفلوطى ..


ولقد توقفت عند تلك القصة وتلك الكلمات كثيراً .. وكم تعجبت من تلك الفتاة

اللقيطة التى كافحت وعانت كثيراً فى رحلة الحياة وكم عانت من مرارة

البؤس والذل لكنها نجحت فى الحفاظ على شرفها وعفافها ..

وعندما ابتسمت لها الحياة على يد ذلك الرجل الطيب الذى أحسن إليها

وأكرم ضيافتها وعاملها كأبنة له .. لم تجد شيئاً اعز عليها من كرامتها

وسمعتها وشرفها لكى تضحى بهم من أجل أن تستر على ابنة هذا الرجل ..

حتى لايصيبه من الهم والحزن ما الله أعلم به .. فقدمت تضحيتها وهى قريرة

العين ..


لذا أتساءل هل لايزال هناك بيننا أمثال تلك اللقيطة التى تحفظ الجميل لصاحبه

ولا تتوانى فى رد هذا الجميل ولو كان ذلك على حساب سعادتها وكرامتها؟


وماهو موقف المجتمع تجاه هؤلاء اللقطاء ؟ وما الدور المنوط به أن يلعبه

لكى يتحول هؤلاء اللقطاء إلى عوامل بناء للمجتمع وليس عوامل هدم ؟


وأحب أن أختم كلامى بتلك الكلمات الرائعة للمنفلوطى فى ختام تعليقه على

هذه المأساة .. ( فلا تفرقوا بين تربية الأكواخ وتربية القصور ، ولا تعتقدوا

أن الفضيلة وقف على الأغنياء وحبائس على العظماء فلقد علمتم ما أضمر

الدهر فى طيات أحداثه من رذائل الشرفاء وفضائل اللقطاء )
.
__________________
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ...
يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا
إن لم تكن عيني تراكَ
فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ...

رد مع اقتباس