أنسف حمامك القديم أنسف حمامك القديم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بالأمس البعيد كان هناك أحد الإعلانات التى تخترق على الناس بيوتهم
وحياتهم
وتلازمهم كالطيف ..وهو صورة حمّام يتم تدميره لكى يتم إحلال حمّام جديد
محله على أحدث صيحة وصوت موديل إعلانى تقول ( طبعاً بمنتهى الرقة )
..أنسف حمامك القديم
حقيقةً كان يمثل لى هذا الإعلان استفزازاً صارخاً ..أولاً لأنه انتشر بين
الناس فى وقتها كانتشار النار فى الهشيم .. وثانياً لأنه كان يمثل ترسيخا
لثقافة الترفيه والإسراف وإعلاءً للتوجه الاستهلاكى ..ففى الوقت الذى تدعوا
فيه أثرياء القوم إلى ضرورة التخلص من حمّامهم القديم الذى اصبح موضة
قديمة لا تتماشى مع تطورات العصر ومع أخر صيحة ... تجد فيه كثير من
الشباب الذى لا يجدون شقة صغيرة لكى يتزوجوا فيها ناهيك عن صعوبة
الحصول على فرصة عمل ..فضلا عن تلك الأسر التى تبيت دون أن تجد
قوت يومها أو كما يقولون ( تكمل عشاها نوم ) ..
تعجبت ولا أزال أتعجب من نوعية تلك الإعلانات التى لا تراعى مشاعر الفئة
الغالبة من الناس بل تتجاهلهم وكأنهم غير موجودين ..على الرغم من دورها
الخطير الذى تمارسه فى إثارة بواعث الحرمان فى قلوبهم ..فيبدأ الأبناء
يتطلعون ويبدأون فى المطالبة بما يرونه وكذلك الزوجات ..فيتم تحميل رب
الأسرة بما لا يطيقه ..ويبدأ فتح أبواب للشيطان لكى يتسلل منها إلى النفوس
الضعيفة ..لكى يمنيهم ويزين لهم الباطل ..من أجل الوصول إلى ما يرونه
أمامهم بغض النظر عن الوسيلة سواء حلالاً أو حراماً ..
أما الأسوياء الذين يجاهدون أنفسهم وشهواتهم ..فأن نجحوا فى النجاة
بأنفسهم من السقوط فى وحل المعصية ألا أنهم لا ينجون من الضغوط النفسية
التى تمارس عليهم ..حتى يوفروا لذويهم الحدود الدنيا من العيش بكرامة .
سامحونى على الإطالة لكن الموضوع ذو شجون .. فدور الإعلانات وما تمثله
من تأثيرات على سلوكيات المجتمع وتوجهاته جد خطير .. وأكيد هناك الكثير
من تلك الإعلانات على نفس الوتيرة لكننى اتخذت هذا الإعلان كمثل فقط
لمئات من تلك الإعلانات التى زادت الطين بلة .. الا تتفقون معى فى ذلك
؟؟؟
__________________ ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ... يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا إن لم تكن عيني تراكَ فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ... |