اختي الكريمة
شكرا لك على طرح هذا الموضوع القيم ويمكن بحثه ضمن إطار مفهوم الإحسان إلى الوالدين وبالرجوع إلى النص القرآني في قوله تعالى " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا اياه وبالوالدين احسان اما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ......." وقوله " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا " وقوله " ووصينا الإنسان بوالديه حسنا وقوله " حملته أمه كرها على كره " وحديث الرسول الكريم لمن سأله " هل بقي من بر والدي شيء أبرهما بعد موتهما ؟؟ فأجاب " أن تدعو لهما وفي لفظ آخر أن تصلي لهما مع صلاتك ، وأن تصل رحمهما وأن تزور صديقهما " وغير ذلك من الآيات والأحاديث نستنتج منها الآتي :
أولا : هذه القضية من ضمن القضايا المتعلقة بالقيم الإسلامية والقيم تخص أمة وتميزها عن غيرها ، والامة لا يمكن أن يكون لها قيمة ووجود بين الأمم إلى اذا حافظت على خصوصيتها الثقافية والحضارية .
ثانيا : واضح أن موضوع دور العجزة هو جزء من القيم الحضارية الغربية المادية وانتقل إلينا ضمن منظومة الصراع الفكري والغزو الحضاري فهم في الأصل لا يقيمون وزنا للروابط الأسرية .
ثالثا : بالرجوع إلى نص الآية نجد أن اله تعالى قرن بين عبادته وطاعة الوالدين " لا تعبدو إلى اياه وبالوالدين احسان " فهو فرض قيمته لا تقل أهمية عن عبادة الله بل هو جزء من العبادة بمعناها الشامل .
رابعا : دلالة النص اما يبلغن " عندك " فالرعاية المطلوبة نصا أن يكون الوالدين عندك أي في بيتك وتحت بصرك لا عند غيرك أي قطعا ليس في بيت العجزة ، هذا البيت الذي مهما قدمت فيه من خدمات مادية محسسوسة ووساءل ترفيهية إلى ان الحاجة الأساسية للوالدين وهي " الشعور بالأمن والراحة النفسية لا يمكن أن تتوفر في دار العجزة . كما أن آلام الحمل كما في لنص القرآني وآلام الوضع وآلام الرعية وسهر الليالي لا يعوضه أي شيء في هذه الدنيا كالرجل الذي حمل أمه وطاف بها حول الكعبة وسأل الرسول " صلى الله عليه وسلم " هل أديتها حقها ؟؟ قال لا ولا بزفرة واحدة أي ولا بألم طلقة واحدة .
أخوكم : الاستاذ مسعود ريان
__________________
وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
|