عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-17-2011, 02:33 PM
 
دموع الفراشة الجميلة

دموع الفراشة الجميلة
ـــــــــــــــــــــــ

ابنى الحبيب ..

يا من منحتنى إياه السماء


من جنتها الخالدة ..


وداعاً .. للأبد


كانت هذه أخر كلمات لتلك الأم اليابانية الحزينة .. لحظة وداعها لأبنها

وفقدها حبها لزوجها الأمريكى ذلك الضابط البحرى الذى عاشت من أجله

وعلى أمل عودته لسنوات طويلة وهى مخلصة له ولذكراه .. والذى رحل

على متن سفينته مودعاً لها وقد وعدها بانه سيعود وذلك بعد زواج دام شهراً

واحداً فقط .. فإذا به بعد سنوات طويلة يعود مع زوجته الجديدة .. لا لشيئ

الا من اجل أن يستعيد ابنه فقط ليعود به إلى وطنه .. محطماً أحلامها وآمالها

التى ظلت طوال تلك السنوات تحيا من أجلها..وهى مخلصة له .. فكم صدت

الكثير من محاولات التقرب اليها وخطب ودها ..وهى الشابة الجميلة ..لكنها

عاشت على أمل عودة زوجها وحبيبها إليها .. فإذا بها تستيقظ على سيف

الغدر الذى أطاح بها من أقرب الناس اليها وبيد حلمها الذى طال انتظارها له

.. ذلك الغائب قد عاد ..لكنه لم يعُد من أجلها ..وأنما من أجل انتزاع ثمرة

حبها من بين يديها .. الم يكفيه ما عانته فى غيابه من نيران الهجر وما

تجرعته من مرارة الانتظار .. الم يكفيه نسيانه لها .. لماذا يريد أن يسلبها

أخر ضوء للشمس يشرق فى قلبها وتحيا من أجله ..لما كل هذا الجحود ولما

كل هذا النكران .. فلم يتحمل قلبها المسكين الصدمة .. فقامت بتجهيز ابنها

للرحيل مع والده .. وعندما جاء الزوج لينتزع ابنه ..وجده حالساً فى هدوء

فى انتظاره .. بينما وجدها مضرجة فى دماءها وبجوارها خنجراً مكتوب عليه

( إذا لم تستطع أن تعيش كريماً ..فمت كريما ) ..


تلك كانت رواية ( دموع الفراشة الجميلة ) فى أوبرا بترفلاى والتى كتبها

دافيد بلاسكو وجون لوثر .. وقد سطرها الراحل الرائع ..عبد الوهاب مطاوع

.. فى إحدى كتبه .. فعندما قرأتها ..تأثرت بها وأحببت أن تشاركونى أياها

..فنقلتها لكم بأسلوبى المتواضع وباختصار .. ولكى أشارككم تلك التساؤلات

التى أثارتها فى نفسى تلك القصة الحزينة .. وذلك مع تحفظى الشديد بل

ورفضى للجوء تلك الزوجة إلى الانتحار كحل لما عانته من آلآم
..وذلك

لتنافيها مع تعاليم شريعتنا السماوية والتى تحرم الانتحار .

والسؤال الان ..


كيف يمكن أن يقابل انسان كل هذا الوفاء ..بالغدر والجحود والنكران ؟؟


كذلك ربما تلقى هذه القصة ببعض ظلالها لظاهرة تعانى منها بعض

المجتمعات العربية مع بعض الاختلاف..الا وهى ظاهرة زواج الفتيات

صغيرات السن بأثرياء العرب الذيى يأتون من أجل السياحة .. وأثناء فترة

تواجد الواحد منهم تجده يتزوج من فتاة صغيرة ..ثم مع انتهاء رحلته

الترفيهية .. يعود إلى بلده مرة أخرى ..تاركا تلك الفتاة المسكينة والتى ربما

تحمل جنيناً بين أحشائها .. تواجه أقدارها بنفسها .. أذن فالمأساة تتكرر لكن

فى ثوب مختلف ووجه مغاير .


مارأيكم بهذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة ؟ وما هو العلاج الذى ترونه

مناسباً للتخلص من تلك الظاهرة ؟
__________________
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ...
يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا
إن لم تكن عيني تراكَ
فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ...

رد مع اقتباس