عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-20-2011, 04:28 AM
 
العــــــبرة مــن ســـــورة الضحــى

من كتاب ( العبر في قصار السور) لـ فضيلة الشيخ عائض القرني


{ سورة الضحى }

( وَالضُّحَى ) (1)

هذا قسم من الله تعالى بالضحى وصفاته ، وحسنه وبهائه ، وروعته في سمائه ، وجماله واستوائه .



( وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ) (2)


إذا أرخى سدوله ، وأستاره ، واخفى نوامه وسماره ، إذا أطبق جناحيه على العالم ، وغطى


بجلبابه كل يقظان ونائم ، إذا زحف بظلامه الكثيف ، وأقبل بشخصه المنيف .




( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) (3)

وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى ) (4)

ما أبعدك بعد ما أدناك ، وما كرهك بعد ما احبك واصطفاك ، وما هجرك بعد ما اختارك


واجتباك ، فأنت إلينا حبيب ونحن منك قريب ، خصصناك بالخلة ، وغفرنا لك الذله ، ونصرناك

بعد الهزيمة ، وأغنيناك بعد العيلة والقلة .




( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) (5)

والله ، لنكر من مثواك ، وتالله ، لنرفعن في الجنة مأواك ، نخصك بالوسيلة ، ونتحفك بالدرجة


العالية الجليلة ، ونحبوك بكل فضيلة ، أنت الخاتم والشفيع ، وذو الذكر الرفيع والجاه الوسيع .




( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ) (6)


أما فقدت الأبوة والأمومة ، ولم تجد الخؤولة والعمومة ، فآويناك في كنف الحنان ، وأدخلناك في ولاية الرحمن ، لا حظناك بالرعاية وحميناك بالولاية ، حتى صرت للعالمين آية ، وآويناك
إلى ركن لا يرام ، وإلى كنف لا يضام .


( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ) (7)


كنت في الحيرة العمياء ، لا سنة ولا كتاب ، ولا هدى ولا صواب ، فهديناك صراطا مستقيما ،

وألهمناك دينا قويما ، وأوحينا إليك ذكرا حكيما ، وجعلناك للعالمين إماما كريما .

فالهدى ما جئت به ، والحق ما أنت عليه والصواب ما قصدت إليه ، الخير فيك ، واليمن معك والبركة لك .


( وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ) (Cool


كنت من المال فقيرا ، وعشت للجوع أسيرا ، وولدت مع اليتم كسيرا ، فرزقناك وحبوناك ، حتى صرت تعطي عطاء من لا يخشى الفقر ، وتوزع الغنائم على البدو والحضر ، فصرت أجود بالخير من الريح المرسلة ، وأصبحت من الغيوث المنزلة .



( فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ) (9)



كما كنت يتيما فارحم الأيتام ، فأنت نبي الرحمة من الملك العلام ، لا تكسر قلب اليتيم ، وكن في مكان أبيه الرحيم ، أمسح رأسه حنانا ، وامسح دمعته إحسانا ، أشبع جوعته امتنانا ، أقِل عثرته لطفا وعرفانا ، أنت أبو الكل ، يتيم لأنك بعثت بالعدل والسلام ، وجئت لرفع الظلم وجبر القلوب المنكسرة ، ونصرة المستضعفين في الأرض ، وإغاثة المنكوبين في العالم ، وإسعاد المحرومين في الدنيا .



( وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ) (10)



لا ترد سؤال الفقير ولا تكسر خاطر الضعيف الكسير ، ولا تخيب المحتاج إذا قصدك ، ولا ترفع صوتك على المسكين إذا استنجدك ، أحمد ربك على أنك لست مكانه ؛ لأن ربك منحك إحسانه .



( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) (11)



اعترف بالفضل لمن أسداه ، وانسب الجميل لمن هداه ، أذع المعروف ولا تكن جحودا ، وأعلن البر ولا تكن كنودا ، حدث الخليقة بفعل الخالق ، وأخبر البرية برزق الرازق ، ولا تكتم فتحرم ، ولا تنكر فتُظلم ، انشر الثناء للمستحق جل في علاه ، وأكثر الحمد لمن هو أهله لا إله إلا إياه ، إذا ذكرتنا بالجميل فقد شكرتنا ، وإذا مدحتنا بالفضل فقد عرفتنا .


حفظكم الله ورعاكم
رد مع اقتباس