البداية كانت الحجاب الفاضح والنهاية ... !!! لم يكن يدور بخلدها أن الأمر سيؤول بها إلى هذا الحد ، فقد كان الأمر مجرد عبث بسيط بعيد عن أعين الأهل .. كانت مطمئنة تماما ً إلى أن أمرها لا يعلم به أحد !! حتى حانت ساعة الصفر ووقعت الكارثة !! زهرة صغيرة ساذجة يبتسم المستقبل أمامها ، وهي تقطع الطريق جيئةً وذهابا من و إلى المدرسة . كانت تترك لحجابها العنان يذهب مع الهواء كيفما اتفق ، ولنقابها الحرية في إظهار العينين . وبالطبع لم تكن في منأى عن أعين الذئاب البشرية التي تجوب الشوارع لاصطياد الظباء الساذجة الشاردة . لم يطل الوقت طويلا ً حتى سقط رقم هاتف أحدهم أمامها . فلم تتردد أبدا ً في التقاطه ! تعرفت عليه فإذا هو شاب أعزب قد نأت به الديار بعيدا ً عن أهله ، ويسكن وحده في الحي !
رمى حول صيده الثمين شباكه ، وأخذ يغريها بالكلام المعسول ، وبدأت العلاقة الآثمة تنمو وتكبر بينهما ، ولم لا والفتاة لا رقيب عليها فهي في أسرة قد شتت شملها [ الطلاق ] ، وهدم أركانها الخلاف الدائم ، فأصبحت الخيمة بلا عمود يحملها ، وسقطت حبالها ، فلا مودة ولا حنان يربطها .
ألح عليها أن يراها ، وبعد طول تردد وافقت المسكينة . وليتها لم توافق ، فقد سقطت فريسة سهلة في المصيدة بعد أن استدرجها الذئب إلى منزله ولم يتوان لحظة واحدة في ذبح عفتها بسكين الغدر وافتراسها !!
ومضت الأيام وهي حبلى بثمرة المعصية ، تنتظر ساعة المخاض لتلد جنينا ًمشوها ً ملوثا ً بدم العار ، لا حياة فيه ولا روح !! وتكتشف الأم فتصرخ من هول المفاجأة ، فكيف لابنتها العذراء ذات الأربعة عشر ربيعا ً أن تحمل وتلد ؟!!!
أسرعت إلى الأب لتخبره وليتداركا الأمر ولكن هيهات ، فالحمامة قد ذبحت ودمها قد سال !! والنتيجة إيداع الذئب السجن . والفتاة إحدى دور الرعاية الاجتماعية .. البداية كانت الحجاب الفاضح والنهاية ... !!!
من كتاب فتيات والذئاب . لمحمد بن صالح القحطاني . |