فاروق جويدة
ما عدت أعرف
أين أنت الآن يا قدري
وفي أي الحدائق تزهرين
في اي ركن من فضاء الكون
صرت تحلقين
في أي لؤلؤة سكنت
بأي بحر تسبحين
في اي ارض
بين احداق الجداول تنبتين
* * *
ما زلت أنظر في عيون الشمس
علـك في ضيائها تشرقين
واطل للبدر الحزين لعلني
القاك بين السحب يوما تعبرين
اهفو الى عينيك ساعات
فيبدو فيهما
قيد .... وعاصفة ..... وقلب سجين
أنا لم ازل بين الشواطيء
أرقب الأمواج احيانا
يراودني حنين العاشقين
لم يبق منك سوى ارتعاشة لحظة
ذابت على وجه السنين
لم يبق من ضوء النوافذ
غير أطياف تعانق لهفتي
وتعيد ذكرى الراحلين
* * *
ما عدت أعرف
أين أنت الآن يا قدري
إلى أي المدائن ترحلين
إني أراك على جبين الموج
في صخب النوارس تلعبين
وارى على الأفق البعيد
جناحك المنقوش من عمري
يحلق فوق أشرعة الحنين
وأراك في صمت الخريف
شجيرة خضراء
في صحراء عمري تكبرين
ويظل شعري في عيون الناس أحداقا
وفي جنبي سر لا يبين
لم يبق من صوت النوارس
غير أصداء تبعثرها الرياح فتنزوي
أسفا على الماضي الحزين
أنا لم أزل بين النوارس
أرقب الليل الطويل
وأشتهي ضوء السفين
ما زلت أنتظر النوارس كلما عادت مواكبها
وراحت تنثر الأفراح فوق العائدين
* * *
ما عدت أعرف
اين أنت الآن يا قدري
وفي الأماكن تسهرين
العام يهرب من يدي
ما زال يجري في الشوارع
في زحام الناس منكسر الجبين
طفل على الطرقات
مغسول بلون الحب
في زمن ضنين
قد ظل يسأل عنك كل دقيقة
عند الوداع وأنت لا تدركين
بالأمس خبأني قليلا في يديه
وقال في صوت حزين
لو ترجعين...
لو ترجعين.....
لو ترجعين..