عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-03-2011, 03:00 PM
 
Wink قصيدة سلا القلب

للشيح عائض القرني .
سلا القلبُ عن غيدٍ صفتْ وحسانِ
وأهمـل ذكـر المنحنـى وعمـانِ

وما عادَ يُلْهِينِي الصبـا بأريجـهِ
ولـو فـاح بالرَّيحـانِ والنفـلانِ

وخطَّ برأسي الشيب لوحة عاشـقٍ
يقـول احذرونـي أيهـا الثَّقـلانِ

وكنا نـرى أن الزمـانَ مساعـدٌ
وأن المنـى والسعـدَ مؤتلـفـانِ

إلى أن كَبِرنـا واستفدنـا تجاربـاً
أحالت ظنونُ الغيـب رأي عِيـانِ

شربنا ليالي الصفو في كأس غفلةٍ
وناهـزتُ بعـد الأربعيـن ثمـانِ

فمـرَّت كأحـلام الربيـع سريعـةً
فأيَّاُمهـا فـي ناظـريَّ ثــوانِ

فلو أنني أرمـي بقـوسٍ دفعتهـا
بقـوةِ بـأسٍ واحتـدام جـنـانِ

ولكنَّ قوس العمـرِ ينفـذ أسهمـاً
ومـا للفتـى فـي ردِّهـنَّ يـدانِ

وفي أربعين العمر وعـظ وعبـرةٌ
ويكفيك علمـاً شاهـد الرجفـانِ

ومن كملتْ فيه النهـى لا يسـرُّه
نعـيـم ولا يـرتـاع للحـدثـانِ

فلا تسمعني وعظ قسٍّ ولا تسـقْ
على مقامـاتٍ الفتـى الهمذانـي

فعندي مـن الأيـام أبلـغُ عبـرةٍ
علـى منبـرٍ تلقـى بكـلِّ لسـانِ

ولما اتخذت العلم خدناً وصاحبـاً
تركت الهـوى والمـالَ ينتحبـانِ

جعلتُ القوافي الصافنات مراكبـي
كأنَّ الضحى والليل قـد حسدانـي

يقولون لي فيـك اندفـاعٌ وحـدَّةٌ
فقلتُ جمال البـرقِ فـي اللمعـانِ

ولو كنتُ في دهرٍ سوى ذا رأيتني
على غاربِ الجوزاءِ خـطَّ مكانـي

أتيتُ بعصرٍ غير عصـري وإننـي
غريب فعصري مفلـس وزمانـي

ولي همَّة لو أن للدهـر بعضهـا
لأمست له الأفـلاك فـي حفقـانِ

وما كنتُ مما يسلـب اللهو قلبـه
وكيف وفي الأعماق سبع مثانـي

وفي خلـدي ذكـر حكيـم مرتـلٌ
معـاذ إلهـي ليـس فيـه أمـانِ

ولي خاطرٌ كالسيل تدنـو زحوفُـهُ
وجـودةُ ذهـن فـاضَ كالزبـدانِ

ولا عيب لي إلا طمـوح مزلـزلٌ
يظلُّ فـؤادي منـه فـي غليـانِ

وأرسلتُ للأيامِ (لا تحـزن) الـذي
به من بنات الفكـر كـل حسـانِ

فسار مسير الشمس شرقاً ومغرباً
وصار حديث القـوم كـل زمـانِ

ودبَّجتُ للفصحى مقامـات شاعـرٍ
كلوحـة فنـان ونـثـر جـمـانِ

وتسعون تصنيفاً تكامـل حسنهـا
نجـوم سمـاء أو عقـود غـوانِ

وألَّفتُ تفسيـراً عظيمـاً ميسَّـراً
لـه روح تحقيـق ووجـه بيـانِ

ولا فضل لـي فيهـا فلله وحـده
ثنائي على ما خصَّنـي وحبانـي

وجدي أويس الأزد أفضـل تابـعٍ
على صدق قولي يشهـد القمـرانِ

فلا تحسبِ الأنسابَ تنجيكَ من لظى
ولو كنتُ من قيسٍ وعبـد مـدانِ

أبو لهبٍ في النار وهو ابنُ هاشـمٍ
سلمانُ في الفردوس من خرسـانِ

فـلا تُلهِـكَ الدنيـا بلهـوٍ فإنَّـهُ
يُعاقُ مسيـر الشمـس بالدَّبَـرانِ

فقد هَدَّ قدماً عرش بلقيسَ هدهـدٌ
وخرَّبَ فـأرٌ مـا بنـى اليمانـانِ
رد مع اقتباس