الموضوع: دموع العار
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-03-2011, 04:08 PM
 
دموع العار

دموع العار
ــــــــــــــــــــــ

انطلقت تلك العربة التى تجرها الخيول تشق الطريق فى طريقها إلى

باريس أثناء الحرب الفرنسية البروسية وتحمل فوق متنها رفاق سفر كانت من

بينهم أمرأة بدينة بها بعض آثار الاحتراق ..وكان هؤلاء المسافرين يعاملوها

بكل ازدراء وتجاهل وكبر .. فلما حان وقت الغداء اكتشفوا أنهم لم يعدوا

العدة لذلك ولم يشتروا المون والمواد الغذائية اللازمة للرحلة ..بينما كانت

تلك المرأة البدينة هى من أحتاطت لذلك فبدأو يتوددون إليها من أجل أن

تشاركهم الطعام .. فأشفقت عليهم وشاركتهم طعامها ..فأصبحوا لها ممتنين

شاكرين وتغيرت معاملتهم لها .. وفى الطريق وامام فندق صغير اعترض

طريقهم ضابط ألمانى وقرر أن يُلقى بهم فى السجن فتوسلوا له أن يتركهم

فوافق بشرط أن تبيت هذه السيدة معه تلك الليلة فى الفندق ..فرفضت هذه

السيدة بكل صرامة وحزم وغضب ..فما كان من رفقاء السفر إلا أن بدأوا فى

التوسل إليها من أجلهم ..فاستجابت وهى مرغمة ..وفى صباح اليوم التالى

بداو فى استكمال رحلتهم .. وكان هؤلاء المسافرين قد اشتروا احتياجاتهم من

المواد الغذائية من المدينة بينما نسيت هذه السيدة فى غمرة ارتباكها أن تتزود

بالمؤن ..وفى الطريق وعندما حل موعد الغداء بدأوا فى تناول غذائهم دون

أن يعبأوا بتلك السيدة المسكينة ودون أن يهتموا لها أو يشاركوها فى طعامهم

.. فبكت فى ألم وحزن .. فلم يرأفوا بحالها أو يرقوا لدموعها ..وأخذوا

يتهامسون فيما بينهم ... أنها ..دموع العار .


...

كان هذا ملخص لرواية ( كرة الشحم ) للأديب الفرنسى جى دى موباسان ..


ولقد أعجبتنى كثيراً .. وأحببت أن تشاركونى تساؤلاتى ..


كيف تتحول سلوكيات بعض البشر هكذا من الضد إلى الضد .. من أجل

مصالحهم ..فيحترمون أو يزدرون الاخرين وفقا لمدى احتياجهم لهم وبناء

على مبدأ مصلحتى أولا ً ؟؟


ثم العار عار من ؟ هل هو عار هذه السيدة المسكينة ؟ أم عار هؤلاء

الاشخاص من دعاة الفضيلة هؤلاء .. الذين يتمسكون بالفضيلة طالما أنها

كانت لن تكلفهم شيئ ..بينما يطئون عليها بأقدامهم إذا تعارضت مع مصالحهم

الخاصة وأهدافهم الدنيئة .


والذين يلبسون ثوب الشرف الزائف الذى لا يليق بهم ..ويتنكرون لمن كانوا

السبب فى دفعه للوقوع فى بئر الوحل .. ؟؟
؟

فى انتظار أرائكم القيمة..

__________________
ربي لك الحمد العظيم لذاتك حمداً و ليس لواحدٍ إلاكَ ...
يا مُدرك الأبصار و الأبصار لا تدري له و لِكُنههِ إدراكا
إن لم تكن عيني تراكَ
فإنني في كل شيءٍ أستبين عُلاكَ ...

رد مع اقتباس