هذا الصباح تعود رائحة المطر
ويعود وجهك من مسافات النّدى
ويعود وجهك من سفر
عامين نازعني عليك الورد
فاختار الشفاعة ...وانتظر
حتى مضى جمل المحامل باكيا
ومضيت أنت الى سفر
هذا الصباح تعود رائحة المطر
يوم افتقدتك جاءني العرّاف
لم يسأل لماذا تركض الأنهار صوب البحر
لم يسأل لماذا أعلن الشعراء غيبتهم
وأحجمت الجفون عن السهر
هذا الصباح تعود رائحة المطر
ويعود أيلول المعبّأ بالحنين وبالصور
هل أفجعته فجيعة الغرباء
هل صبّت على يده المنيّة مرّتين
فأسلمته الى الضّجر ..
قالت أريدك فارسا
وأحبّ وجه أبيك فيك
وأنتشي من عطرك الجبليّ
من طعم الشمال على يديك
ومن رذاذات المطر
تأتي بذيل قميصك المبلول تسألني
عن الريح التي مرّت على حقل الندى
وتعثّرت في باب منزلنا القديم
وأرجعتك الى الصّغر
يا أيّها الولد المشاكس لا تكن
ولدا ينام على حجر
لا حارة الأحباب ترجعنا
ولا أهل الزّمان
ولا سنيّات الوتر
هذا زمان الموت بالاثنين
فارفع ساعديك الى القمر
فأنا تركتك بين مرج الورد والدفلى
وناشدت ( الخيول الخمس) ان تحميك
من خطر يميل الى خطر
عامين نازعني عليك الورد
فاختار الشفاعة ... وانتظر
هذا الصباح تعود رائحة المطر
فاذا بكى ايلول عاما راحلا
فلك الندى الآتي ...ورائحة المطر ...!
*** يغيبون ،، لكنهم يبقون في القلب والذاكرة ...!
( من ديوان مسافة من القلب وأخرى من الذاكرة )
للشاعر الراحل ابن الكرمل