السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدعوا الله ان تكونوا بخير
الولاية هى المحبة والنصرة، وأولياء الله عز وجل هم الذين يحبون الله سبحانه وتعالى وينصرونه.
وقال الحافظ فى وصفهم: ولى الله هو القائم بطاعته، والمخلص فى عبادته، وقيل فى وصفه: أن يكون مستجاب الدعوة راضياً عن الله عز وجل فى كل حال، مكثراً من طاعة الله عز وجل غير منشغل بالتكاثر من أعراض الدنيا، إذا وصل إليه القليل صبر، وإذا وصل اليه الكثير شكر، يستوى عنده المدح والذم، والظهور والخمول، والفقر والغنى، حسن الصحبة، كثير الحلم، عظيم الاحتمال، كلما زاده الله عزاً ازداد فى نفسه تواضعاً وخضوعاً.
وقد بين الله عز وجل طريق الولاية فى الحديث القدسى فى قوله تعالى:"وما تقرب إلىّ عبدى بشيء أحب إلىّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدى يتقرب إلىّ بالنوافل حتى أحبه".
فطريق الولاية أن يستكمل العبد الفرائض فيؤديها فى الوقت الذى ينبغى على الوجه الذى ينبغى، ثم يفتح على نفسه أبواب النوافل، يتحبب بها الى الله عز وجل ويتقرب بها إليه.
قال بعض السلف: من استغنى بالله أمن من العدم، ومن لزم الباب أُثبت الخدم، ومن أكثر من ذكر الموت أكثر من الندم.
فإذا أكثر العبد من النوافل بعد استكمال الفرائض، وأقبل على الله عز وجل بقلبه وجوارحه، أقبل الله عز وجل عليه، ومن أقبل الله عز وجل عليه أضاءت ساحاته، واستنارت جوارحه، وظهرت عليه علامات القبول والولاية.
كان أيوب السختيانى سيد شباب البصرة فى زمن التابعين إذا دخل السوق، ورآه أهل السوق سبحوا وهللوا وكبروا.
وقال بعضهم أيضاً: العارف فى الدنيا ريحانة من رياحين الجنة، إذا شمها المريد اشتاقت نفسه إلى الجنة.
ويقول من رأى الحسن البصرى: كان إذا أقبل فكأنما أقبل من دفن حميمه، وإذا جلس فكأنه أسير أُمر بقطع رقبته، وإذا ذكرت النار فكأنها لم تخلق إلا له.
ولا شك أن سادة الأولياء بعد الأنبياء هم العلماء العاملون الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح والزهد والورع، وقد دعا النبى صلى الله عليه وسلم لمن بلَّغ حديثه فقال صلى الله عليه وسلم:"نَضَّرَ الله امرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثاً فَبَلَّغَهُ إِلَى مَن لَم يَسمَعه، فَرُبَّ حَامِلِ فِقهٍ لَيسَ بِفَقِيهٍ وَرُبَّ حَامِلِ فِقهٍ إِلَى مَن هُوَ أَفقَهُ مِنهُ" رواه أحمد والترمذى وابن ماجه وابن حبان والدرامى وصححه الألبانى.
وقال سفيان بن عيينة: لا تجد أحداً من أهل الحديث إلا وفى وجهه نضرة لدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ووصف حسان بن ثابت النبى صلى الله عليه وسلم فقال:
لو لم تكن فيه أيات مبينة كانت بديهته تأتيك بالخبر
أى لو لم يأت بالمعجزات الدالة على صدقه لكان الناظر إلى وجهه الكريم يعتقد صدقه، وهذا ما حدث من عبد الله بن سلام، وكان حبراً من أحبار اليهود، فلما هاجر النبى صلى الله عليه وسلم نظر إلى وجهه وقال: أشهد أن وجهك ليس بوجه كذاب.
وكان النبى صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه كأنه فلقة قمر صلوات الله وتسليمه عليه.
فالأولياء يُذكّرون بالله عز وجل بما على وجوههم من علامات إقبال الله عز وجل عليهم فالأولياء الذين إذا رُؤا ذكر الله عز وجل.
انتهى الدرس اليوم
انتظرونى ودرس جديد غداً إن شاء الله
سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته